الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-06-07
تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً بقلم:مروان صباح
مروان صباح / من الصعب القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت أهدافها الأيديولوجية والاستراتيجية ، وبالتالي يأتي قانون قيصر ليقدم اعترافاً صريحاً ، بأن السياسة الخارجية ثابتة لكنها قد تشهد احياناً أزمات تندرج ضمن المعقول ، بالطبع ، هذا بعض فضائل إدارة الرئيس ترمب الضئيلة من أعمدة تتدفق بين الشهوة المحافظة والفلسفة الليبرالية ، إذن ما هو الهدف من إقرار قانون الامريكي ( قيصر ) الآن ، فمدة تنفيذ القانون صالحة لعشرة سنوات القادمة ، وبالتالي ، يعتمد القانون على مراحل وخطوات تبدأ بمثابة أجراس تقرع لكل شخص يفكر بالتعامل مع النظام الأسد والروس والإيرانيين وحزب الله والميليشيات الرديفة ، وايضاً ، يفسر من جانب آخر ، لماذا وقع الرئيس الروسي بوتين قرار بالسماح لجيشه باستخدام السلح النووي مع أي إعتداء تتعرض قواته في الخارج ، بل خطوة الصين في هونغ كونغ ، المتمثلة في إقرار قانون الأمن القومي والذي أفقدها صراحةً حكمها الذاتي ، جميعها مسائل تعبر عن لغة دبلوماسية خشنة ، تحاول إرسال رسائل لواشنطن ، ففي 17 حزيران من الشهر الجاري تبدأ أول حزمة عقوبات ستطال الصف الأول من نظام الأسد ، وهذا يقدم تفسراً كيف بدأ النظام بصناعة سيناريوهات مع رامي مخلوف ، الخصم الجديد ، كمحاولة سخيفة لإخراجه من دوائر العقوبات إذ أمكن ذلك ، إذن ستكون العقوبات على الأشخاص الذين يدرون مال السلطة والنفوذ وفي مقدمتهم رامي مخلوف وسامر فوز وكبار مسؤولين النظام الآخرين .

بالطبع ستقود الخارجية الأمريكية مراحل تطبيق القانون بالتشاور مع وزارة المالية والذي يعني أنه سيتم تجميد جميع أموال النظام وأدواته في الخارج وفي مقدمة هذه الدول ، لبنان الذي يُعتبر المنفذ المريح الذي يستخدمه رئيس النظام بتحريك أمواله الخاصة ، إذن القانون يسمح في تشكيل لجان متعددة ، تلاحق كل شاردة وواردة لتحركات النظام ومسانديه ويسمح ايضاً بإستخدام القوة في حال استمر النظام وحلفائه باتباع نفس السلوك اتجاه المدنيين ، وتحديداً ، بعد أيام قليلة ، ستبدأ عمليات الملاحقة على الصعيد الاقتصادي وكل ما يتعلق بمال النظام وحركاته ، بل لدرجة أن القانون يحرم الأجهزة الأمنية التابعة لنظام والتى لها علاقة مباشرة في التعذيب والتنكيل من التعامل مع أي جهة أو شخص داخل سوريا ، أي أن القانون قيصر سيلاحق كل فرد في داخل الجغرافيا السورية يتعامل تجارياً مع الأجهزة القمعية ، وهذه الخطوة في الحقيقة ، تعتبر من وجهة نظري ترتبط بشكل عميق مع الخطوات التى أخذتها واشنطن عندما شددت الحصار على النظام الإيراني وباشرت بعدها في عملية إخراج العراق من هيمنة الحرس الثوري التى تكللت باغتيال قاسم سليماني ، المسؤول عن عمليات التوسيعية بالمنطقة ، وبالتالي بقانون قيصر باتت سوريا أمام مفترق طرق ، يا القانون يسقط النظام وتتولى القوى المعارضة مباشرة في بناء سوريا جديدة حديثة ديمقراطية ، تقودها حكومة القانون ، أو ستسقط في أيدي الميليشيات الرديفة كما حصل في لبنان ، لأن ، هذا التطور الحاسم مع قانون قيصر ومع حالة التشرذم التى تعيشها المعارضة ، سيجعل من سوريا ، ليبيا آخر ، ببساطة ، فعلياً الذي يحكم لبنان ، هو الإيراني وليس حزب الله بالمعنى الاستراتيجي ، فالحزب بعد خروج النظام الأسد تحول إلى عنصر تنفيذي لسياسات ايران في لبنان ، على خلاف ما كان النظام الأسد يصنعه من سياسات تسمح له بمقايضة واشنطن وإسرائيل على وجوده وأطماعه في المنطقة .

هناك شخصيات عديدة إتهمت سياسة إدارة الرئيس ترمب بالجهل والغباوة وسوء التقدير والفطنة ، لكن في الواقع ، الأمر تماماً غير ذلك ، فالرجل وأدوات إدارته ، على الأغلب لديهم علاقات متجذرة مع كبريات الشركات النفط في تاكساس وبالتالي ، يحفظون على ظهر قلب للعلاقة القائمة منذ زمن بعيد بين أصحاب شركات النفطية والسياسيين ، ولديهم معرفة كم هي واردات النفطية تشكل أهمية قصوة باستمرار الأنظمة ، وهذا ما فعله تحديداً الرئيس ترمب منذ جلوسه خلف مكتب البيت البيضاوي ، باشر على الفور في محاصرة إيران نفطياً ومراقبة العراق مالياً وتبادل مع الأطراف الأخرى السيطرة على النفط السوري ، إذن ، لا شيء يصدر بشكل عبثي بقدر أنه خط ناظم النهج ، وهذا كان المؤلف والمخرج لفيلم( سريانا ) ستيفن كاهان قد قدمه في تفاصيل مثيرة عن عالم النفط وكيف هي العلاقة بين الأطراف المتحالفة وايضاً محاولات الصين الحديثة بمنافسة الشركات الأمريكية في عالم النفطي ، شارك في تنفيد الفكرة والسيناريو كل من الممثل العالمي ، جورج كلوني ، الشخصية التى لعبت دور مندوب وكالة الاستخبارات الامريكية ، والممثل مات ديمون والعربين الممثلين ألكسندر صديق وعمرو واكد ، فقد قدم المخرج كاهان خط مختلف ، هو أشد جاذبية ومتعةً وإثارةً للاهتمام في الواقع ، وضع أمام المشاهد خفاية ذاك التحالف للمصالح بين عالمي النفط والسياسة ، وايضاً تلك الحرب الدائرة بين الأمريكي والصيني على استحواذ عقود التنقيب وحقول النفط في العالم وعلى الاخص المنطقة العربية ، بل يفند الفيلم سريانا آلية صناعة النفط بشكل لم يسبق ذلك ابداً وحجم نفوذ الشركات على قرار المؤسسات الحاكمة في واشنطن ، ويظهر كيف يتحول السياسي إلى مجرد بيدق في يد القوى الصانعة للنفط ومشتقاته ، وهذا يفسر مسألتين ، لماذا تصدعت جبهة الأسد بعد فقدانه لحقول النفط والدعم الايراني والعراقي الذي كان يحصل عليه وانهيار العملة ، وايضاً ، يفسر لماذا حزب الله حريص كل الحرص على علاقته مع جبران باسيل وتيار الحر باستخدام الأول في سرقة الكهرباء التى تعتمد على مشتقات البترول وبالتالي بفضلها تدر لموازنة الحزب أموال كبيرة بالإضافة للبنزين وغيرهما ، إذن ، فيلم سريانا غاص في أعماق التحالفات القائمة بين الفساد وسماسرة السلطة ورجال النفط ، وبالتالي ، الأمريكيون يعون جيداً لخطواتهم التفكيكية التى تهدف تفكيك تحالفات الفساد الخاص بما يسمى بمحور الممانعة .

قد يسقط الأسد من المرحلة الأولى من تنفيذ قانون قيصر ، وهذا يعود إلى مدى حاجتهم إليه ، لكن في خاتمة المطاف ، جميع الأطراف لحظة القسمة النهائية سيتخلصون منه وبالطريقة التى يقررها هو لا أحد سواه ، هناك شواهد شاخصة في سيِر رؤوس الأنظمة الذين رحلوا بعد اداء المهمة ، وبالتالي ، إذ ما عاد المرء إلى الوراء قليلاً ، تحديداً إلى عملية اغتيال اللواء وسام الحسن ، رئيس السابق لشعبة المعلومات ، القوة التى اشتهرت في انجازاتها المميزة في جهاز الأمن اللبناني ، سيجد بأن الفترة بين 2006م 2010م تمكنت الشعبة بقيادة الحسن ، اكتشاف أكثر من 35 شبكة تجسس تتعامل مع الإسرائيلي ، وايضاً تمكنت الكشف عن مخطط التفجيرات الشهير ، الخاصة بالوزير السابق والمخبر لاحقاً ميشال سماحة ، بالطبع قد يتساءل القارئ ، كيف يمكن لأرض تسيطر عليها غرفة عمليات مشتركة بين الاستخبارات الإيرانية والنظام الأسد وحزب الله ، تعج بعملاء الموساد والسي آي أيه ، حتى أتت شخصية من غير مربع الممانعة ، بدأت في وضع خطة ، عنوانها تنظيف البلد من العملاء ، إذن ، تداخلت وتشابكت مصالح الجميع ، الاسرائيلي والأسد وإيران وحزب الله في تصفية وسام الحسن ، كما تلاقت مصالحهم في تصفية الحريري الأب ، وقائمة الاغتيالات طويلة ، وبالتالي الجنرال الذي عرف عنه بالرجل الذي لا يهدأ ، أصبح مصدر إزعاج للجميع وبات يشكل حالة استقلالية على أرض لم تشهد يوماً ما استقلال حقيقي وهذا ما تحاول الاطراف اعادة صناعته في سوريا . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف