الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أميركا الغريبة .. إلى أين ؟! بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2020-06-07
أميركا الغريبة .. إلى أين ؟! بقلم : حماد صبح
غرائب السياسة الأميركية ،بما فيها من سيئات ومظالم ، قديمة مشهورة ، وتفاقمت في ولاية ترامب التي تقترب من نهايتها تفاقما لم يتخيله أحد من أعدائها أو أصدقائها وأتباعها ، وبات المراقبون لهذه السياسة لا يحجمون عن وصف أميركا خاصة في حالتها الداخلية بدولة من العالم الثالث لكثرة المنازعات بين ترامب وموظفي إدارته الذين استقال أو أقيل كثيرون منهم في ظاهرة لم تعرف عن الإدارات الأميركية . ومنازعات ترامب لا تنتهي مع الكونجرس نوابا وشيوخا ، ونزلت عليه وعلى أميركا طامة كبرى ، بعد طامة كورونا ، بمقتل جورج فلويد خنقا تحت ركبة الشرطي ديريك شوفين . غرائب في الداخل وغرائب في الخارج ، هذه هي حال السياسة الأميركية في تفاقمها الحالي في زمن ترامب الذي تعددت التساؤلات والريب في أمر نجاحه في الانتخابات الرئاسية السابقة ، وتمتد هذه التساؤلات والريب فترى أنه جيء به لتنفيذ أجندات إسرائيلية ، ومن هنا الحديث عن دور نتنياهو في نجاحه . وكافأ إسرائيل على هذا الدور فقدم لها القدس الموحدة والجولان السوري هديتين ، وتقدم بصفقة القرن سيرا على نهجه في تقديم الهدايا لإسرائيل ونكبة الآخرين بهداياه التي لا يدفع فيها دولارا واحدا . ماضيا ، كانت غرائب السياسة الأميركية تشيع وتتركز في الخارج ، وتكتوي بها دول وشعوب تستضعفها أميركا ، وترى ثرواتها مهما قلت مطمعا ومغنما . في ولاية ترامب امتدت غرابة السياسة الأميركية إلى الداخل حتى انتهت إلى قمتها الحالية بمقتل فلويد ، وحماسة ترامب لإنزال الجيش لردع المتظاهرين الغاضبين من وحشية الجريمة وعنصريتها . ويرى ترامب في هؤلاء المتظاهرين مفتعلي حرائق ولصوصا ومجرمين وفوضويين يريدون تدمير البلاد . هذا رئيس دولة من العالم الثالث . وأحدثت حماسته لإنزال الجيش صداما مع المؤسسة العسكرية ، فرفض مارك إسبر وزير الدفاع إنزال الجيش لهذه المهمة في الوقت الحالي الذي يعتقد فيه أن أحداث المظاهرات لم تصل إلى الخطورة التي تستوجب تدخل الجيش . ويعضد موقف إسبر عسكريون حاليون ، وعسكريون خارج الخدمة مثل وزير الدفاع السابق ماتيس . وفي رأي هؤلاء العسكريين أن إنزال الجيش لقمع المتظاهرين يخالف الدستور الأميركي الذي يحمي حق التظاهر بصفتها شكلا من أشكال حرية التعبير . وفي هذا الجو ، جو امتداد غرابة السياسة الأميركية إلى الداخل بعد أن ظلت دائما وقفا على الخارج ؛ لم يهمل مديرو هذه السياسة مسرحهم التاريخي والأساسي ، أي الخارج ، فصرح دافيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركية بأنه يرى وجوب مغادرة روسيا للشرق الأوسط لكونها " تلعب دورا تدميريا" فيه وفق تقييمه لسياستها ، فرد عليه مصدر في وزارة الخارجية الروسية ردا قاسيا ساخرا واصفا له بأنه " لا يفهم عما يتحدث " ، وأن تصريحه " يتجاوز الخير والشر . مجرد شيء غبي " ، وعاب المصدر الروسي مستوى التأهيل المهني في وزارة الخارجية الأميركية واصفا له بالمفرط في تدنيه . ولمز الأميركيين لمزا جارحا فدعاهم إلى الاهتمام بمشكلاتهم الداخلية ، ويقصد مأزق أميركا في مواجهة كورونا ، وتخبط إدارتها في التعامل مع مظاهرات الغضب لمقتل فلويد . كيف لا يدرك مساعد وزير الخارجية الأميركية أن روسيا دولة عظمى لها اهتمامات ومصالح في كل العالم ، ومنه الشرق الأوسط ، وأن روسيا لم تنصرف في تاريخها الطويل عن الاهتمام بهذه المنطقة ، وأنها أقرب جغرافيا لها من أميركا ؟! إنه تدني المهنية . لم تكن أميركا خلقت ، ولم يكن كولومبس " اكتشف " ما يسميه الغرب الأوروبي الاستعماري العالم الجديد ؛ عندما قاتل الروس مع الدولة البيزنطية الأتراكَ السلاجقة في معركة ملاذ كرد في 463 هجرية _ 1070 ميلادية التي انتصر فيها السلاجقة انتصارا مبينا بقيادة السلطان ألب أرسلان ، وأسروا الامبراطور أرمانوس . كل العالم لم يتخيل أن تنتهي أميركا إلى حالها القائمة . تدهور مفاجىء وسريع أن تكون هذه الدولة العظمى بهذه الحالة : غرائب في الخارج وغرائب في الداخل . إلى أين تنزلق ؟! كثيرون يتمنون أن تنزلق إلى هاوية لا مخرج منها . إننا أمام أحداث تاريخية في هذه الدولة ستؤثر في العالم كله . ومن شبه المحسوم أن ترامب سيكون من الأخسرين انتخابا في نوفمبر القادم ، وإذا فاز برئاسة ثانية فستكون الغرائب الأميركية من عالم الخرافة والجنون . كورونا لم تكن جائحة أميركا الأولى . ترامب هو الأولى لها وللعالم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف