الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حنضلة وربيع فلويد بقلم:فرج الجطيلاوي

تاريخ النشر : 2020-06-07
قصة قصيرة: حنضلة وربيع فلويد
(1)
أنا حنظلة أعزي نفسي وكل ذي بشرة سوداء في وفاة جورج فلويد المكبل اليدين خنقا في جريمة موثقة . لم تجد نفعا مع الشرطي الذي يرتدي قناع القانون التوسلات التي جادت بها أنفاسه لإنقاذ حياته في لحظة الإحتضار .أستمر هذا الفعل فترة زمنية ليست بالقصيرة بالضّغط على عُنق جورج بركبته بعد طرحه أرضًا. رفض هذا الشرطي الذي تربى على ممارسة العنصرية وألإحساس بالتفوق ألإستجابة لنداء ألإستغاثة .
إعذريني يا أم جورج أحدثك عن الربيع في زمن الجدب ،أنا في وطن يمارس فيه الشياطين كل أنواع الموبقات بحثا عن ولادة سعيدة . هل سمعتي من ذي قبل عن وطن تسرق فيه الشمس؟، ويطلق على الظلم والظلام ضياء ونور! نحن عندنا أسواق تباع فيها ألأوهام ، وتبتاع فيها ألأهواء على مدار اليوم. نحن نتاجر بالخصال الخسيسة ،تجديننا نتفاخربالتعبيرات التي جلبتها نخبنا الفاشلة من بلاد العم سام.
فرحت كثيرا ، وا عتقدت أن المتوفى رقم صفر الذي زهقت روحه بالصوت والصورة وشهود ألإثبات الموثقين ظلما وانتهاكا لحقوق ألإنسان سيكون الشرارة التي صدح بها ذات يوم "مارتن لوثر كنغ": "لدي حلم". شرارة البحث عن نفس حرة نقية لا تستغيث بـــ "لا أستطيع التنفس”.
هل تتكرر ظاهرة البوعزيزي وتفجر ربيعا يكرهه " ديريك تشوفين" في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا؟. ربيع الصحو وليس ربيع الغباء الذي تبول فيه الذ ئا ب على وجه الشمس . تنعتق فيه ألإحاسيس وينتهي الموت العبثي لذوي البشرة السوداء مثلي وجورج.
(2)
تناقلت الفضايات وكل شبكات التواصل ألإجتماعي إندلاع ألإحتجاجات والمظاهرات المنددة بهذا الفعل الرسمي الممنهج مسبقا . أنتفض السود المقهورن والبيض الطيبون في الكثير من مدن العم سام. وغرد الرافضون إستنكارا، أنتشرت الفيديوهات التي تصور مشهد الجريمة. غير أن العم أترامب غرد كعادته . صب جام غضبه ، وكال ألإتهامات واصفا المتضاهرين بعديمي النخوة والبلطجية والمجرمين والإرهابيين .
يا ام جورج ربما ولدتي في هذا الوطن الذي أدعى أنه مناصرا للمظلومين والمقهورين، وطبع في أذهان السذج من بني جلدتي أن الهنود الحمر هم دواعش القرن الخامس عشر. اعتنقت الكثير من النخب ألأفريقية النظرية اليانكية، وقادوا جلبة كانوا فيها كالخيول المخصية. تقتاد لتخصى مبتهجة، وعندما ينهي المروض عملية الخصو. تصحو لتجد نفسها وقد فقدت فحولتها.
هل تعرفين يا أم جورج أن سبب نكبتي أنا هي هذه النخب المخصية؟، التي تمارس في بلادكم المثلية الجنسية . وتأتي إلينا لتمارس المثلية السياسية. لقد أغتالوا أمي في ألإشارة الضوئية بحجة واهية، كما غيب أبي لأنه يحب الزيتون والنماء ويحلم كما حلم "مارتن لوثر كنغ".
يا أبنة المغدور يا جيانا الصغيرة افتخري وأنت تشيعين جنازة أبيك ، ولا تصدقي أن أباك كان مزورا، او مفتريا ، او قاتلا ، تعلمي فقط " سا أوقاوم ، لن أساوم".
يا اخت و يا زوجة جورج أو يا كلتاكما ، نحن أبناء وبنات الصلصال ألأسود . الذي تفجر نغطا وغازا وفحولة صلبة، وانوثة صارخة. يحسد وننا على هذه الهبات الربانية فلا تحزن ولا تبكين. كما تباكت سوزان رايس وهي تعانق شلقم في مشهد هزلي من مشاهد التا ريخ القذرة. أنتن لستن سوزانات شلقم .فقط أعتصمن في الساحات، فهناك أخوات وزوجات في بقاع اخرى يتظاهرن ويرفضن " العنف المفرط ضد سلالة الصلصال الزنجي". إنهن يشتركن معكن في نفس المحنة . الحتف الذي لقاه جورج كان نفسه لـلشاب الفرنسي من أصول أفريقية "آداما تراوري" من قبل رجال الشرطة البيض. هذا التزامن وهذه الشعارات التي بحت بها حناجر" حياة السود ثمينة "."لا أستطيع التنفس". " العدالةلأ داما". ينبغي أن لاتتوقف حتى تتحول إلى أفعال.ولا ترضين بالفتات.
أيها الما جدات من مختلف ألأديان ومن كل ألأعراق اعشقن و تزوجن والدن واخترن ألأسماء المحببة للتاريخ والجغرافيا للأولاد" مانديلا، نكروما، القذافي، المعتصم، وصدام ، وفلويد ، وعنترة ، وطارق، وجيفارا، وكاسترو، وشافيز ....." . للبنات أطلقن ألأسماء" روزا ،ومريام، وماريا، و إيزابلا ،ونادية، وعائشة، وجميلة،وعهد، ...." فهذه ألأسماء خلقها الله من الصلصال ألأسمرالنبيل الذي لا تلتهمه النار.
يا زوجة جورج إن العنصريين يمارسون الحقد ويفترون على الحاضر والتاريخ ، والأفاق القادمة كما يتنفسون الهواء، فلاتصدقي إن فلويد قتل خنقا بسبب "ورقة نقديةمزيفة". هم دائما يحقرون ألأفعال التي تبرر القصاص منكم ومننا ، البحث عن الذرائع الكاذبة لكي يصدق ألأغبياء عنصريتهم وتطاولهم على ألأدميين من ألأمم ألأخرى صارت مسألة مكشوفة تنطلي فقط على أولائك الذين يعتنقون ظاهرة "الشلقمة" التي ربما لم تسمعي عنها من ذي قبل.
(3)

يا أبا جورج:
أحدثك أنت وأذكرك عن عبدالله واد رائيس السنغال كيف سقط في شباك "هنري ليفي" وتخلى عن حلم ألأمة ألإفريقية الموحدة ذات السياد فوق ألأرض وتحت الشمس بعيدا عن هيمنة الفرنك . واسقط من يده هذا الملعون الماكر مبادرة إحلال الوئام بين ألأشقاء في الدولة التي " أحبها ما نديلا "صاحبة الفضل على كل القارة السمراء. لقد طبقوا عليها عملية إحلال الدولة الفاشلة بوسائل ألإكراه الرخيص. وسقطت ليبيا ذليلة بمباركة عجوز دكار ذي السحنة السمراء الداكنة إرضاء لنيكولا سركوزي ومباركة لأبن افريقيا العاق " براك أوباما". لقد دجنت النخب بكيفية ساذجة على شواطئ افريقيا الغربية. ربما أنتم لاتعريفون الكثير عن هذه التفاصيل القذرة التي تسميها النخب ألأنجلوسكسونية بظاهرة" الشركاء المحليون يشاركوننا القيم".
اعذرني ابا جورج القيم هذه التي يتشدوقون بها نعرفها نحن أحباب مانديلا و القذافي نطلق عليها"قيم الخيول المخصية التي فقدت حتى الصهيل".
الذرائع الشيطانية وتحقير المواقف والضغط على عنق وطن عزيز لم يثبت انه مارس " تزوير عملة نقدية" هي الوسيلة التي قطعت بها شرايين وأوردة هذه الجغرافيا . هذا الوطن يا أبا جورج لم يحضى كما حضي جورج بنقالة ترفع جسده الهامد . بل ترك مشهدا محتضرا على طريقة الأفلام الهوليودية سقط طعنا وخنقا لكنه لم يفقد أنفاسه بعد.
يا رفاق جورج فلويد وتلقبونه"العملاق اللطيف" هل فاجعة فقد عملاقكم حررتكم من أكذوبة" امريكا بلد العالم الحر؟".

(4)
يا بنو جلدتي الزنوج المظلومين حدثت أم ،وأب ،و شقيقة ،وزجة فلويد عن سر " حملة الكره" التي يسوق لها العنصريون ضد ألأنوف الشامخة في أية بقعة من المعمورة ، وخاصة تلك التي خلقت من عجينة زنجية، هذه الحملة الشرسة المتجذرة في عرق ألنار قابلها شقيق جورج" تيرانس" بروح الثقة والتسامح التي واجه بها عرق الصلصال حقد أبليس" التخريب لن يعيد لي أخي". في نفس الوقت يهدد الرئيس بأءقحام الجيش لقمع ألإحتجاجات المطالبة فقط بعدالة عرقية ناقصة. ان تعترف البنية العنصرية باءعتبار ما وقع لجورج فلويد"جريمة قتل"متكاملة ألأطراف.
لعلكم تتذكرون أو ربما لا زلتم تتابعون المصير الذي وصل إليه مؤسس موقع ويكيليكس" جوليان أسانج" وهو ليس زنجي السحنة . لأنه أماط السرية التي كانت تحضى بها التفاصيل العمليةلـ"استيراتيجيات التحكم والتوجيه في البشر".
يا من تحبون الشمس وتتباهون بجينات الصلصال . لاتستدرجوا إلى حظائر ألأحنصة المخصية، والرغبات المدجنة . لتكونو" حصان طروادة" ليعتلي الغزاة الذين يكرهونكم ويحقرون عرقكم أمهاتكم بحجة أن اباكم كانوا فحولا طغاة.
يا احفاد "إبراهام لنكولن"،و "مارتن لوثر كنغ". هاهو الرائيس الخامس وألأربعون يهدد بدفع الجيش لقمع المظاهرات وألأحتجاجات التي اجتاحت معظم الولا يات ألأمريكية، ووزير دفاعه يصفه بالغباء ،عندما تعرت الدولة العميقة حتى من ورقة التوت، أنتشر ألاف الجنود المدججين بالسلاح، ورجال ألأمن والمخابرات والشرطة السرية لخنق ألأنفاس و فطس ألأنوف التي تردد" لدي حلم".
)5)
ياجدة "جورج فلويد" إن الظنون المسبقة لإتهامه بالعملة المزورة التي اشترى بها علبة دخان من محل بقالة اسمه "محل أبوميالة" وترتب على هذا الإتهام رفضه الوباء القديم العهد" العنصرية البغيضة". قال "لا" للتهمة، إنه التاريخ يعيد نفسه فهذه "ألآ"أطلقتها "روزا باركس" منذ أكثرمن مائة عام في وجه الرجل ألأبيض الذي أمرها أن تترك مقعدها في الحافلة كي يجلس هو كما كانت تنص القوانين على ذلك . فقدت "روزا" وظيفتها وتعرضت لمحاولات اغتيال أكثر من مرة. وكانت أ"لا" التي تسلح بها فلويد رفضا للإعتقال ونفيا للتزوير الذريعة لتزهق روحه.
يا يها المعذبون المخلوقون من عجينة الصلصال الزنجي أمثالي" حاصروا، ثوروا، طوقوا، البيت ألأبيض فالرئيس يهرب إلى قبو البيت ألأبيض خوفا مِن اقتِحامه من قبل المُحتجّين، يرتعد حتى وأن قبل نسخة من ألإنجيل فلعله يكون العزاء ألأخير في حفلة التيس.
فرج الجطيلاوي 31- 5-2020
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف