الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدعوة إلى التطبيع في رواية "مصائر.." بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2020-06-07
الدعوة إلى التطبيع في رواية "مصائر.." بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة
الدعوة إلى التطبيع في رواية "مصائر.." لربعي المدهون
د. محمد عبدالله القواسمة
في رواية ربعي المدهون " مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" ( ط3، بيروت؛ عمان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2016م) التي نالت جائزة البوكر العالمية للرواية العربية عام 2016 تتبين الدعوة إلى التطبيع والعيش المشترك بين اليهود والفلسطينيين، وحلول الانسجام والتناغم بينهما كما الحركات الموسيقية في الكونشرتو. هذه الدعوة تظهر بوضوح ليس في العنوان فقط بل في عدة مواضع من المتن الروائي أيضًا، إذ تتجسد في حوادث ومشاهد حوارية كثيرة.
تنطلق هذه الدعوة في الرواية من نظرة إنسانية عالمية، ترفض القتل ووجود الحدود بين البلدان والأديان، كتلك التي تضمنتها أغنية جون لينون.
تخيل أن لا وجود لبلدان
ليس صعبًا أن تفعل
لا شيء تقتل من أجله أو تقتل
ولا وجود أيضًا لأديان
تخيل الناس يعيشون حياتهم بسلام.(ص40)
وتقدم الرواية نماذج من هذا العيش المشترك بين الطرفين. منها صداقة الفلسطيني سمير يدران بحاييم عنباري العضو في ناد للمثليين في تل أبيب. وقد رحبت جنين الصحافية والروائية الفلسطينية بهذه الصداقة وعلقت:" هذا الموقع وحد الممثلين في البلاد، وأهل البلاد مش لاقيين مين يوحدهم". وهذا باسم زوج جنين ينادي جارته اليهودية بات تسيون ببات شالوم، لأنه يرى نفسه عندما ينادي اسمها كأنه" ينادي الحركة الصهيونية وخلفتها"(ص41)
كما ورد مشهد في رواية جنين "فلسطيني تيس" يظهر فيه باق هناك خارجًا من البيت، وهو "يحمل يافطتين علق عليهما صورتين، واحدة من مذابح دير ياسين والثانية من مذابح جرت لليهود في كييف" (ص42)
ومن مظاهر الدعوة إلى العيش المشترك ما ورد في حوار بين تالا اليهودية ووليد دهمان عندما التقيا في متحف الهولوكوست. قال لها:
" أخيرًا أصبح هذا الوطن للجميع ..أليس كذلك؟
" تمامًا يا سيدي ..أصبحنا سويسريين باللغتين العربية والعبرية(ص43)"
كانت هذه نماذج من العيش المشترك بين العرب واليهود قدمتها الرواية. لكن كيف يجب أن يتجلى هذا العيش المشترك بين الطرفين كما تطرحه الرواية؟
إن ما يطرحه العنوان بمراوغة من ضرورة تقبل العرب ما جرى لهم من قبل أبناء الهولوكوست يطرحه صاحب الرواية في العتبة النصية " قبل القراءة". فمع أن ربعي المدهون يعترف بالظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني غير أنه يرى الفلسطينيين الآن في واقع جديد عليهم الاعتراف به، والتعايش معه، يقول:" هذه رواية عن فلسطينيين بقوا في وطنهم بعد حرب 1948، وأصبحوا بحكم واقع جديد نشأ، مواطنين في دولة إسرائيل ويحملون "جنسيتها"، وفي عملية ظلم تاريخية نتج عنها "انتماء" مزدوج" (ص44)
ولكن هذا الاعتراف بالواقع الجديد غير كاف؛ لهذا فهو يدعو إلى الخضوع والاستسلام للطرف الآخر. وتظهر الرواية في عدة مواضع أمثلة على هذه الدعوة التي تقوم على تنازل الإنسان الفلسطيني عن حقه، مثلما حدث في زيارة وليد وزوجته جولي إلى بيته القديم في بلدة مجدل عسقلان التي احتلتها القوات الإسرائيلية كما جاء في الرواية في 4 نوفمبر 1948. في البيت تستقبلهما بلطف رومه المرأة اليهودية اليمنية "أهلا، تفدلوا"(ص45) وبعد أن تتعرف إليهما المرأة تسمح لهما بتفقد بيتهما السابق. وتصف الرواية مشاعر الجميع بأنهم سعداء وراضون بما حدث، وإن كانوا في وضع غريب، لكن عليهم القبول به " تجولت بنا رومه داخل البيت " بدت سعيدة بنا وهي تفرجنا على أنفسنا وبدونا نحن راضيين بإنصاتنا لكلام يهودية تعرفنا على ما كان لنا" (ص46) وتظهر جولي زوجة وليد راضية بذلك بل وسعيدة بتعرفها إلى رومه مع أنها هي التي احتلت بيت زوجها وليد: " في المجدل عسقلان، تآلفت جولي مع رومه، سرًا وعلانية، منذ لحظة ( تفدلوا حتى (مأسلامه) تصرفت كأنها في زيارة لجارة قديمة" (ص47)
إن هذا الخضوع للواقع الجديد الذي نشأ ضروري للبقاء في الوطن، كما توضح جنين في بيان سبب رفضها خطيبها الأميركي السوري الأصل حين طلب منها التنازل عن جنسيتها الإسرائيلية والرحيل معه إلى أميركا:" حبيبي، إني ولدت في فلسطين، ورح أموت في فلسطين الجنسية الإسرائيلية بالنسبة إلي مواطنة وحقوق، صحيح إنها ناقصة، لكن تخليني باقية في بلدي" (ص48)
هكذا فإن العيش المشترك الذي تدعو إليه الرواية يقوم على تقبل الطرف الآخر، والرضا بما يفعله، والتنازل عن الحقوق، والاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وتعلم لغته، وتفهم طقوسه وعاداته. في مقابل أن يحافظ الفلسطيني على حياته ويكتسب الجنسية الإسرائيلية. هذا ما تغري به الرواية الإنسان الفلسطيني بالعيش مع عدوه، وبئست هذه عيشة!
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف