الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زفرات..في سكون الله بقلم:محمد المحسن

تاريخ النشر : 2020-06-06
زفرات..في سكون الله بقلم:محمد المحسن
زفرات..في سكون الله

ّمذ-عضّني الدّهر بنابه الأزرق المتوحّش- ونالت المواجع مني..لم يعد يذكرني أحد..غير الطريق..ووحده صار يكفي.."

أنا لا أمدّ يدي لغير الله..فلست شحاذا ولا متسولا..رغم المصاعب،المتاعب والمواجع التي تنخر-دون رحمة-جسدي..سيما بعد رحيل نجلي إلى الماوراء..حيث نهر الآبدية ودموع بني البشر أجمعين..
لكن..
ما يحزّ شغاف القلب ويزيدني إيلاما،ظلم ذوي القربى و-نفاق-بعض الأصدقاء، فضلا عن-نكران فضل- لكتاب كثر ومبدعين أكثر كتبت عنهم بحبر الروح ودم القصيدة..لمعت أسماؤهم-بحبري-لكنهم تركوني وحيدا في عين العاصفة..ومضَوا دون تحايا وداع..ولا عناق وجيع يترك القلبَ أعمى..ولا مواساة ترتق فتقي..وترسل إلى تضاعيف النفس رسائل تشحذ العزائم..وتشدّ آزري في مثل زمن لئيم كهذا..
واليوم..
صرت وحدي..لا رفيق ولا صديق،غير الطريق،ووحده صار يكفي..فلا رغبة لي في الدّموع..
واليوم أيضا..
تشهد كائناتي وأشيائي أنّي اليتيم..
"كهل" تجاوز الخمسين بعشر عجاف..ولكنّي أحتاجك-يا إبني-بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..
أحتاجك لألعن في حضرة عينيك المفعمتين بالآسى الأزمنة المفروشة بالرحيل..وغدر رفاق الدروب القصيّة..الذين إستظلوا بظلي..حين داهمهم السقوط في وهاد الهجير..وانتشلتهم-بكل نكران للذات-من وهاد الضياع حين غدَوا منها على الشفي..
لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..
واليوم ثانية..وثالثة..
تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض..لينهشوا لحمي وحروف إسمي ..
آه -غسان-أيا مهجة الرّوح.. كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟!
حنيني إليك..شائك ومتشعّب مثل حزني تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..
وها أنّي أسمعك في هدأة الليل توصيني قائلا:" كن- يا أبتي- جسورا مثل جدّي تماما..ولا تخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف..تخدش روحَك البهيّة..تطيح بأضلعك في منعطف للثنايا..وترسلك (بعد عمر مديد) إلى الموت مثلي..في موعد غامض..
لكن..
يا-فلذة كبدي-أحتاجك بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..أحتاجك لألعنَ في حضرة عينيك المفعمتين بالآسى..حفاة الضمير،شذّاذ الآفاق..وطوافي اللّيل..وكل الأرصفة المتحوّلة بي صوب المجهول..
لقد"أبدعت" يوما..حين عنونت إحدى دواويني الشعرية ب" وحيد أنا..والكلمات إرثي.."
واليوم..هذا ما تبقّى لي بعد رحيلك القَدَري..كلمات عاصفات تنبجس من خلف الشغاف..تؤثّث صمتي..تبلّل حزني..ترتّب لي "لحنا" حزينا..يزَّف بلا موعد للأمسيات..
وحيد أنا-يا غسّان-والكلمات التي قد ورثت..أرنو إلى المدى،وأريق المدام الذي قد شربت..وأهفوا إلى وجهك في ثنايا الدروب التي قد عرفت..فيلوح لي طيفك راسما في جبهة العمر..وشمَ الشوق والذكريات..
لكن..
لك عليَّ عهد..سأظلّ وفيا لعهدي..ووحدي أظلّ أطلّ من شرفة الشوق إليك..أتابع طيرَ البرق ينزف جرحه في ثنايا السراب..ويرنو إلى الشاهقات..
سلاما لروحك الطاهرة يا مهجة الروح..يامن تسكن خلف شغاف القلب..ذاك القلب الذي تحوّل إلى مزق ونفايات..وتشظت معه الرّوح إربا في الأقاصي..
نَم هانئا..فأمنا الدنيا تزدحم بالدموع..

-محمد المحسن ذات زمن كافر،قاهر وسافر-(كاتب تونسي)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف