الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مورفين بقلم: د. ميسون حنا

تاريخ النشر : 2020-06-06
مورفين بقلم: د. ميسون حنا
مورفين

قصة قصيرة بقلم د ميسون حنا/الأردن

سأل الشيخ: ما هو الجمال؟

نظروا إليه بدهشة واستنكار لأنهم مجتمعون للنقاش حول شجار أدى لشج الرؤوس، وعراك أودى بالنفوس، فتشعبت حوله الآراء، وتصارعت الأفكار مما جعل القوم يلوحون بالتهديد والوعيد، بفض الاجتماع العتيد، بعد أن يعصب كل منهم عينيه ويسد أذنيه. جهر الشيخ مرة أخرى وقال: نعم ... أنا أسأل ما هو الجمال؟

تبادلوا النظرات ثم قال أحدهم: لعل وراء السؤال سؤال؟ فليتطوع أحدكم بالإجابة أو التساؤل ! قال رجل: أصبت يا هذا  والتفت إلى الشيخ، وقال: الجمال هو الشمس في عليائها لأنها ترسل الأنوار السمائية فتضيء قلوبنا لنرى ما حولنا بوضوح. قال رجل ساخط: ليس هذا اجتماع للنقاش في معاني الجمال، كفاكم استهتارا، ولنعد إلى موضوعنا.

قال الشيخ متجاهلا الرجل: الدموع هي الجمال.

قالوا كيف والدموع حسرة ووبال؟

قال: الدموع تنبع من ينبوع صاف يرقد في أعماق النفس، فإن اختلجت النفس لألم أو فرح، اهتز هذا الينبوع، وذرف قطرات تنحدر من مقلنا لتخط أخاديد على الوجنات. أما المقلة ففي لحظة الاستعبار يزداد بريقها لنشعر بشعلة الحياة المتقدة التي لا تنطفيء إلا بانطفاء هذا البريق، فالحذر الحذر ... استمعوا إليه بصمت. أما ذلك الرجل الساخط صرخ قائلا: لتعلم أيها الشيخ أنك أناني فقط إذ تستخرج الفرح والجمال من الحزن لأن دموع الحزن أعم انتشارا وهي التي بسببها عُقد اجتماعنا هذا، ولا تظن نفسك تخدعنا عندما تلامس الحزن ملامسة عابرة وتقحمه على تشبيهاتك الجمالية ليكون دسيسا على لهجتك. أنت أيها الشيخ إنما تشخص الفرح أمامنا متناسيا الآلام التي تفجر ينابيع راقدة في أعماقنا لتحدث طوفانا يعم البلاد، ولكننا يا هذا نسمع منك ونختم على قلوبنا بعمود من الشمع، ونحرص ألا يذيبه انفعالنا فتنفلت منا الأمورويحدث ما لا يحسن عقباه.

قال الشيخ: هذا الوجه الآخر للجمال، ولكن من خلال هذا الوجه الكظيم نلمح منفذا ولو بحجم ثقب الإبرة لنمد أبصارنا عبره، ونرى على مدى اتساع البصر عوالم مضيئة تستقر خلف الظلام وما علينا إلا ... قاطعه الساخط وقال: كفاك استهتارا أيها الشيخ، فوالله عبر هذا الثقب لا أرى غير عوالم متطاحنة تفوق براعتها براعة النمور وحنكة الثعابين، بل أرى عبرها مخالب تطبق على الأعناق، ونيرانا تمزق الأحشاء، وأنت تشير لنور لا وجود له إلا في مخيلتك، هي كلمة أخيرة أقولها لك : حث القوم ليذرفوا الدموع، ولكن قبل ذلك علينا أن نأخذ نفسا عميقا يمدنا بالطاقة لعلنا نستطيع أن نتخطى الآلام لنبحث عن بصيص نور ولو ضئيل عبر ثقب إبرتك المزعوم يا هذا... وأخذ القوم يذرفون الدموع، وأُسدل الستار عنهم ليتركونا في بلبال، فالصورة مبتورة، ولكل منا أن يداري شعوره والبقية مفضوحة أو مستورة ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف