تُّرهات امرأة..
عطا الله شاهين
في أحد الأيام ذهب رجُلٌ محدودب الظهر لزيارة صديقه، الذي يرقد في المشفى منذ أيام عدة، بعد أن ألمّ به مرض، وعندما جلس بجانب صديقه، الذي كان يئنّ من شدة المرض، كانت امرأة أخرى ترقد في الحجرة، التي تفوح منها رائحة الأدوية، فنظرت صوبه المرأة، وقالت: صديقك ها هو يئن من مرضه، ولكنه كان في الليلة الفائتة يذكر أشياء كتبها عن الخيانة الزوجية، فراح الرجُل يستمع لها باهتمامٍ، ويهزّ رأسه كلما احتدت في كلامها، وبينما كانت المرأة منفعلة في حديثها الذي مع مرور الوقت بات مملّا، دخلت ممرضة لتغيير الحقن، وقالت لها من فضلك اخفضي صوتك، وبعدما خرجتْ الممرضة، راحت المرأة تحكي له بصوتٍ خافتٍ عن خيانة زوجها لها ذات زمن ولى، وقالت له: إياك أن تخون امرأة إن كانت تحبّك أو لا تحبك.. كان الرجل يلتفت إلى صديقه باستمرار، فقالت له: ها هو صديقك يتألم منذ زمنٍ، لأن امرأةَ خانته بسبب هرمه، هكذا كان يقول لي عندما وضوعه بالحجرة، رغم أنني استأنست بحديثه عن الحُبِّ والخيانة.. كان الرجل يستمع لحديثها الممل، ومتضايقا منها بسبب صوتها، الذي كان يعلو أحيانا وينخفض أحيانا، رغم أن الرّجّل كان يقول لها: أنتِ على حقّ، وعندما نظر إلى صديقه المريض، قال له: بينما عدّل من جلسته على السرير: دعكَ منها، إنها امرأة مملة في حديثها المتكرر عن الخيانة الزوجية، فهي تدعي بأنها لم تخن في حياتها البتة، فكل ليلة تقول لي تُّرهات، رغم أنها تزوجتْ من رجلٍ هرمٍ لسبب تافه، إنها امرأة مزعجة، فهي تحبّ الحديث عن الخيانة فقط، لقد مللت منها ومن حديثها، ولهذا طالبت منذ أيام لنقلي إلى غرفة أخرى، لكن المشفى مزدحم بالمرضى، فلا تصدق كلامها، لأنها كانت تردد كلمات في الليلة الماضية عن نزوة سرّت منها ذات زمنٍ، حينما كان زوجها مسافرا للعلاج خارج البلد، فهذه تّرهات، وكلامها تافه فدعكَ منها فكيف تفسر بأن نزوتها لم تكن خيانة البتة، مجرد هروب من حزن ما، هكذا هي من تُّرهاتها تفهم الخيانة ..
عطا الله شاهين
في أحد الأيام ذهب رجُلٌ محدودب الظهر لزيارة صديقه، الذي يرقد في المشفى منذ أيام عدة، بعد أن ألمّ به مرض، وعندما جلس بجانب صديقه، الذي كان يئنّ من شدة المرض، كانت امرأة أخرى ترقد في الحجرة، التي تفوح منها رائحة الأدوية، فنظرت صوبه المرأة، وقالت: صديقك ها هو يئن من مرضه، ولكنه كان في الليلة الفائتة يذكر أشياء كتبها عن الخيانة الزوجية، فراح الرجُل يستمع لها باهتمامٍ، ويهزّ رأسه كلما احتدت في كلامها، وبينما كانت المرأة منفعلة في حديثها الذي مع مرور الوقت بات مملّا، دخلت ممرضة لتغيير الحقن، وقالت لها من فضلك اخفضي صوتك، وبعدما خرجتْ الممرضة، راحت المرأة تحكي له بصوتٍ خافتٍ عن خيانة زوجها لها ذات زمن ولى، وقالت له: إياك أن تخون امرأة إن كانت تحبّك أو لا تحبك.. كان الرجل يلتفت إلى صديقه باستمرار، فقالت له: ها هو صديقك يتألم منذ زمنٍ، لأن امرأةَ خانته بسبب هرمه، هكذا كان يقول لي عندما وضوعه بالحجرة، رغم أنني استأنست بحديثه عن الحُبِّ والخيانة.. كان الرجل يستمع لحديثها الممل، ومتضايقا منها بسبب صوتها، الذي كان يعلو أحيانا وينخفض أحيانا، رغم أن الرّجّل كان يقول لها: أنتِ على حقّ، وعندما نظر إلى صديقه المريض، قال له: بينما عدّل من جلسته على السرير: دعكَ منها، إنها امرأة مملة في حديثها المتكرر عن الخيانة الزوجية، فهي تدعي بأنها لم تخن في حياتها البتة، فكل ليلة تقول لي تُّرهات، رغم أنها تزوجتْ من رجلٍ هرمٍ لسبب تافه، إنها امرأة مزعجة، فهي تحبّ الحديث عن الخيانة فقط، لقد مللت منها ومن حديثها، ولهذا طالبت منذ أيام لنقلي إلى غرفة أخرى، لكن المشفى مزدحم بالمرضى، فلا تصدق كلامها، لأنها كانت تردد كلمات في الليلة الماضية عن نزوة سرّت منها ذات زمنٍ، حينما كان زوجها مسافرا للعلاج خارج البلد، فهذه تّرهات، وكلامها تافه فدعكَ منها فكيف تفسر بأن نزوتها لم تكن خيانة البتة، مجرد هروب من حزن ما، هكذا هي من تُّرهاتها تفهم الخيانة ..