الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رغم الاختلالات، الدروس الليلية في تنام مستمر بقلم:خليل البخاري

تاريخ النشر : 2020-06-05
رأي في الظاهرة

خليل البخاري

رغم الاختلالات ، الدروس الليلية في تنام مستمر

ظاهرة الدروس الليلية تفشت في العقود الأخيرة بشكل كبير، خصوصا عند ظهور النظام الجديد للامتحانات· إلا أن لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية· ففي ما يتعلق بالجانب الإيجابي، فالدروس الليلية أتت لتغطي بعض الضعف والنقص الذي يشكو منه بعض التلاميذ في بعض المواد أثناء حصص التعليم العادي، لكن الجوانب السلبية كثيرة ومتعددة·
لقد طغى على هذه الدروس الطابع التجاري، بحيث من العيب أن يدرس الاستاذ تلاميذه في الحصص العادية ويحتفظ بهم للحصص الليلية، وقد يمارس بعض الضغوطات على بعضهم من أجل الالتحاق بالدروس الليلية حتى يضمن لهم نقطا مرتفعة تخول لهم الالتحاق بإحدى المؤسسات الجامعية المتميزة · كما أن هذه الدروس الليلية تزاول داخل بعض الحجرات الدراسية التي لا تتوفر على الشروط المطلوبة للتلقي، بالإضافة الى الاكتظاظ · ومع الاكتظاظ ، بطبيعة الحال، تلغى جميع الجهود التربوية التي يبذلها الاستاذ ، لأن الهاجس التجاري أوهاجس الربح دائما يأخذ الاعتبار الاول في هذه الدروس، وهو الذي يخرج العملية من إطارها التربوي ليضعها في المزايدات التجارية· وهناك جوانب سلبية أخرى تتمثل في الإرهاق، لأن التلميذ يصبح أمام أمرين، كيف له أن يوفق بين الدروس اليومية العادية المتابع فيها بفروض المراقبة اليومية المستمرة، وهو يوميا يزاول هذه الدروس بين الساعة السادسة والنصف والثامنة والنصف، بحيث لاشك أنه سيشعر بنوع من التعب والإرهاق، فمباشرة بعد عودته الى البيت في الساعة التاسعة مساء يغفل جميع واجبات اليوم الموالي ، وهو ما يؤثر على عمله النظامي اليومي· وهناك جوانب أخرى يمكن أن نحددها في ما هو مادي، فالدروس الليلية أرهقت كاهل العديد من الأسر التي لها دخل محدود ، ناهيك عن التنقل اليومي ومشكل التغذية، فكيف يعقل ان يزاول التلميذ الحصة المسائية من 2 الى 6 مساء مباشرة بعدها يلتحق بالدروس الليلية في الساعة 6.30 مما يؤثر على مردوديته وعطائه داخل القسم الدراسي النظامي ، لأن تأثير عدد ساعات العمل فوق طاقته·
ومع ذلك ورغم هذه الاختلالات ، فالدروس الليلية في تنام مستمر أمام أعين الجميع ، علما بأن تأثير الدروس الليلية على مردودية الاستاذ له ما يبرره، لأننا نعلم ان بعض الاساتذة يعملون بالتعليم الخصوصي اليومي بناء على رخصة تخول لهم 6 ساعات فقط· فكيف لهم ان يزاولوا عملهم طيلة الاسبوع بالتعليم العمومي ويزاولوا الساعات الاضافية المرخص لهم بها ويزاولوا الساعات الليلية، ناهيك عن الدروس الخصوصية في أماكن أخرى، فأمام هذه التراكمات أعتقد أن الاستاذ لا يمكن له أن يعطي المنتظر منه في المدرسة العمومية التي تبقى هي العمود الفقري للعملية التعليمية·
والواضح أن الظاهرة لم تعد محصورة في المتعثرين ولم تعد حكرا على فئة اجتماعية معينة ، بحيث نجد العديد من المستويات الاجتماعية انخرطت فيها ، فنجد (ابن العامل وابن رجل السلطة وابن المدير العام وابن رجل القانون··) · بمعنى أن هؤلاء جميعا لهم خطاب مزدوج: يباركون الظاهرة وينوهون بمردودها ويصرحون بأنها ترهق التلميذ وتستنزف الجيوب وتخلق مشاكل نفسية متنوعة للتلاميذ وتجعل الفوارق بين الاساتذة في المادة الواحدة· كما أن غياب المراقبة زاد من تنامي الظاهرة وجعلها تنتشر بشكل سريع في كل الأوساط ، حتى التعليم الإبتدائي، وهو مايطرح عدة أسئلة: لماذا لم تكن هناك ضوابط ومراقبة حتى يتم تقنينها وجعلها تقوم بالدور الإيجابي الذي رسم لها في البداية؟ ولماذا لم تكن هناك دروس الدعم داخل المؤسسات التعليمية العمومية حتى تعفى الأسر من هاجس الدروس الليلية؟
خلاصة القول ، الدروس الليلية أصبحت تمثل قاعدة في بلادنا ، وهي من إفرازات النظام الجديد للامتحانات الذي قسم الامتحان الى شطرين ، الشيء الذي فتح الباب أمام بعض السماسرة لاستغلال اهتمام التلاميذ بمواد معينة وممارسة الظاهرة معهم في أماكن معينة وفي أوقات معينة ، وهناك من يزاول هذه الدروس حتى في المقاهي عندما يكثر عليه الطلب· كما أن للدروس الليلية انعكاسات سلبية على المستوى النفسي للتلميذ الذي يقع في حيرة من أمره ، إذ كيف يوفق بين ما يتلقاه في النهار وما يتلقاه في الليل، لأنه في بعض الاحيان يحدث التنافر وعدم التوافق في الدرس الواحد خاصة في المواد العلمية·
أتمنى من الجهات المسؤولة ، وأعني بها النيابات والأكاديميات ،أن تتخذ إجراءات صارمة محلية في حق المؤسسات التي تزاول فيها هذه الدروس التي لا تحترم الشروط التربوية الضرورية لممارسة العمل التربوي النافع الذي يسير وفق مضامين الميثاق الوطني للتربية والتكوين·
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف