قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر القدير-د-طاهر مشي (عزف..على وتر القلب)
تصدير:الشعر نزيف لموقف يصاغ من الكلمات ،كلمات تزرعها السماء في روح الشاعر وربما تختلس سمعها الشياطين،لكن الشعر رأي ثائر رافض لكل الذل أين ومتى سيكون ..الشعر مقطوعة موسيقية ترقص على الجراح تتناغم مع الكبرياء،تسبح في أريج الزهور وتغتسل في الحقول،لكن كلمات الشاعر المخترقة لسجوف الصمت والرداءة بوصلة العالم كله ...
فالشعر قد يعرف المجاملة والمحاباة،لكنه البتة لم يكُ شعرا،كان كلمات فقيرة فقدت ضميرها،تاهت في شعاب المحاباة،وضلّت بالتالي دربها إلى الإبداع..
الشعر يطوح بالمتلقي ويهز أعماقه لكنه دائما يحتاج الى أدوات تمنحه الصيرورة والخلود..وقد يخلّد التاريخ العربي أسماء شعراء صاغوا قصائدهم بحبر الرّوح ودم القصيدة..على غرار الشاعر التونسي المتميّز طاهر مشي..(موضوع هذه القراءة التأملية المستعجلة)
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ أهم ما يميز تجربة الحب لدى الشاعر الألمعي طاهر مشي اتسامها بالبحث المستمر لتحويل الخلاص الفردي إلى رمز شامل ونموذج عام،حيث يذوب الهم الفردي بالجماعي من خلال قوة المواجهة،ضد أشكال الاستلاب والإذلال الكوني.
-طاهر مشي- أراه وأؤمن بأنه علامة فارقة في عالم الشعر الفصيح على صعيد الشعراء العرب بشكل عام وعلى صعيد شعراء الفصيح في تونس..
تجربة تحررت من الأسر اللغوي،فهي تجربة فنية قائمة بذاتها ومتعلقة بأحاسيس الشاعر التي كلما زاد لهيب الحب والتجربة الإبداعية ازدادت الرغبة في الإبحار في عوالم الكلمة والكتابة،فقصيدة (عزف..على وتر القلب) ولدت من لهب الإحساس،ومن شفاة مشتعلة بالذوق والرقي والتجربة الثقافية،وصنعت تبعا-لهذا وذاك-لوحة استثنائية من أناقة الحب،وصدق المشاعر لتسجلها اللحظات بعمق كبير.
تتدلى عناقيد ضحكاتنا-يا طاهر-..كلما مرّت بخاطرنا اللحظات الجميلة..معتقة بالقرنفل.
وإذن؟
لا أكتشف سرا إذا قلت إن الشاعر القدير-د-طاهر مشي يشتعل بالحب،يروضه،ويعزف عليه ويجعله يذوب كالشمعة ليبني مجدا خالد الكلمات،وصورة تتحوّل إلى مشاهد متسعة قوامها الحركة،الشوق،الحب والحنين،وهي متحرّر من كل القيود التقليدية،وترتقي إلى درجة تجعل المتلقي ملتصقا بها ومرددا لها..
وضعنا الشاعر وجها لوجه أمام شعرية تجيد النسج بمفردها صانعة عالمها الخاص في مقاربة الحب والعشق،بشكل عام وفي مقاربة الذات،ففي قصيدة (عزف..على وتر القلب) تتحوّل الذات إلى كوكب حب كبير دافعيته الجمال والحميمية ذاتها،حب من نوع خاص فيه من التأمّل ما يزيد بهاؤه،وبتلك الدافقية الشعرية من الحب يحولها الشاعر إلى أوتار من كلمات فيعزف عليه سيفونية جمال عذبة،فيصبح الحب من فاعل إلى مفعول به في قصيدة طاهر مشي المدغدغة لكل المشاعر والأحاسيس،فيكون ارتباطه مباشرا بالعنوان (عزف على وتر القلب) فكان ترويضه موسيقى عزف عليه الشاعرطاهر مشي ليخرجه قصيدة تعمد في لغتها (القصيدة) إلى رؤية نافذة إلى العمق تتخذ من الإستفزاز البلاغي والنحوي ما يجعل-المتلقي-أكثر التحاما بها،فهو لا يعمل فقط على جذب المتلقي ليتذوق الشعر،بل يعمل على أسره بالكلمة والصورة،وقد يصل إلى المشهد الذي يريد أن يوصله الشاعرللمتلقي،فيجعل المتذوق والمتلقي يتبنيان معا إحساس الشاعر متمردا في الرؤية الفنية على كل ما هو مألوف ومعروف،وخير ذلك مقدمات القصائد التي-أزعم-أني اطلعت على معظمها التي اعتنى بها اعتناء في بنائها اللغوي وتشكيلها الفني،وقد اكتملت الروعة بفعل التوازي الهندسي بين الكلمات يساوي القوافي قولا وفعلا،كما في هذه القصيدة الروعة موضوع هذه القراءة المستعجلة:
تهمى مراكبك الأحلام في السّحر
ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي
قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي
ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي
لولا وفائي لقلت الحب معصية
فالضاد تسكرني والشوق في عتبي
(طاهر مشي)
وبهذه الترانيم يتبين أنّ للشاعر قاموس لغوي قد يتراءى للقارئ بأنه-بسيط-لكنه يفجّر به معان وصور فنية رائعة الجمال تستحوذ على المتلقي وتجعله منبهرا مندهشا..
-د-الشاعر ذو القامة الإبداعية الشاهقة-طاهر مشي-أراه وأؤمن-كما أسلفت-بأنه علامة فارقة في عالم الشعر الخلاّق سوى بتونس أو خارج تخوم الوطن ..
قاصرٌ هو الحرف عن الإمساك بكل خيوط إبداعك أيها الشاعر السامق..وأتمنى أن أكون قد طرقت بعضاً من ملامح الجمال بين ربوع قصيدتك الخلابة (عزف..على وتر القلب) التي سنرقص على ايقاعها الجميل-رقصة زوربا اليوناني-دون أن ينال منا الإرهاق والتعب..
محمد المحسن (ناقد وكاتب تونسي)
تصدير:الشعر نزيف لموقف يصاغ من الكلمات ،كلمات تزرعها السماء في روح الشاعر وربما تختلس سمعها الشياطين،لكن الشعر رأي ثائر رافض لكل الذل أين ومتى سيكون ..الشعر مقطوعة موسيقية ترقص على الجراح تتناغم مع الكبرياء،تسبح في أريج الزهور وتغتسل في الحقول،لكن كلمات الشاعر المخترقة لسجوف الصمت والرداءة بوصلة العالم كله ...
فالشعر قد يعرف المجاملة والمحاباة،لكنه البتة لم يكُ شعرا،كان كلمات فقيرة فقدت ضميرها،تاهت في شعاب المحاباة،وضلّت بالتالي دربها إلى الإبداع..
الشعر يطوح بالمتلقي ويهز أعماقه لكنه دائما يحتاج الى أدوات تمنحه الصيرورة والخلود..وقد يخلّد التاريخ العربي أسماء شعراء صاغوا قصائدهم بحبر الرّوح ودم القصيدة..على غرار الشاعر التونسي المتميّز طاهر مشي..(موضوع هذه القراءة التأملية المستعجلة)
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ أهم ما يميز تجربة الحب لدى الشاعر الألمعي طاهر مشي اتسامها بالبحث المستمر لتحويل الخلاص الفردي إلى رمز شامل ونموذج عام،حيث يذوب الهم الفردي بالجماعي من خلال قوة المواجهة،ضد أشكال الاستلاب والإذلال الكوني.
-طاهر مشي- أراه وأؤمن بأنه علامة فارقة في عالم الشعر الفصيح على صعيد الشعراء العرب بشكل عام وعلى صعيد شعراء الفصيح في تونس..
تجربة تحررت من الأسر اللغوي،فهي تجربة فنية قائمة بذاتها ومتعلقة بأحاسيس الشاعر التي كلما زاد لهيب الحب والتجربة الإبداعية ازدادت الرغبة في الإبحار في عوالم الكلمة والكتابة،فقصيدة (عزف..على وتر القلب) ولدت من لهب الإحساس،ومن شفاة مشتعلة بالذوق والرقي والتجربة الثقافية،وصنعت تبعا-لهذا وذاك-لوحة استثنائية من أناقة الحب،وصدق المشاعر لتسجلها اللحظات بعمق كبير.
تتدلى عناقيد ضحكاتنا-يا طاهر-..كلما مرّت بخاطرنا اللحظات الجميلة..معتقة بالقرنفل.
وإذن؟
لا أكتشف سرا إذا قلت إن الشاعر القدير-د-طاهر مشي يشتعل بالحب،يروضه،ويعزف عليه ويجعله يذوب كالشمعة ليبني مجدا خالد الكلمات،وصورة تتحوّل إلى مشاهد متسعة قوامها الحركة،الشوق،الحب والحنين،وهي متحرّر من كل القيود التقليدية،وترتقي إلى درجة تجعل المتلقي ملتصقا بها ومرددا لها..
وضعنا الشاعر وجها لوجه أمام شعرية تجيد النسج بمفردها صانعة عالمها الخاص في مقاربة الحب والعشق،بشكل عام وفي مقاربة الذات،ففي قصيدة (عزف..على وتر القلب) تتحوّل الذات إلى كوكب حب كبير دافعيته الجمال والحميمية ذاتها،حب من نوع خاص فيه من التأمّل ما يزيد بهاؤه،وبتلك الدافقية الشعرية من الحب يحولها الشاعر إلى أوتار من كلمات فيعزف عليه سيفونية جمال عذبة،فيصبح الحب من فاعل إلى مفعول به في قصيدة طاهر مشي المدغدغة لكل المشاعر والأحاسيس،فيكون ارتباطه مباشرا بالعنوان (عزف على وتر القلب) فكان ترويضه موسيقى عزف عليه الشاعرطاهر مشي ليخرجه قصيدة تعمد في لغتها (القصيدة) إلى رؤية نافذة إلى العمق تتخذ من الإستفزاز البلاغي والنحوي ما يجعل-المتلقي-أكثر التحاما بها،فهو لا يعمل فقط على جذب المتلقي ليتذوق الشعر،بل يعمل على أسره بالكلمة والصورة،وقد يصل إلى المشهد الذي يريد أن يوصله الشاعرللمتلقي،فيجعل المتذوق والمتلقي يتبنيان معا إحساس الشاعر متمردا في الرؤية الفنية على كل ما هو مألوف ومعروف،وخير ذلك مقدمات القصائد التي-أزعم-أني اطلعت على معظمها التي اعتنى بها اعتناء في بنائها اللغوي وتشكيلها الفني،وقد اكتملت الروعة بفعل التوازي الهندسي بين الكلمات يساوي القوافي قولا وفعلا،كما في هذه القصيدة الروعة موضوع هذه القراءة المستعجلة:
تهمى مراكبك الأحلام في السّحر
ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي
قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي
ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي
لولا وفائي لقلت الحب معصية
فالضاد تسكرني والشوق في عتبي
(طاهر مشي)
وبهذه الترانيم يتبين أنّ للشاعر قاموس لغوي قد يتراءى للقارئ بأنه-بسيط-لكنه يفجّر به معان وصور فنية رائعة الجمال تستحوذ على المتلقي وتجعله منبهرا مندهشا..
-د-الشاعر ذو القامة الإبداعية الشاهقة-طاهر مشي-أراه وأؤمن-كما أسلفت-بأنه علامة فارقة في عالم الشعر الخلاّق سوى بتونس أو خارج تخوم الوطن ..
قاصرٌ هو الحرف عن الإمساك بكل خيوط إبداعك أيها الشاعر السامق..وأتمنى أن أكون قد طرقت بعضاً من ملامح الجمال بين ربوع قصيدتك الخلابة (عزف..على وتر القلب) التي سنرقص على ايقاعها الجميل-رقصة زوربا اليوناني-دون أن ينال منا الإرهاق والتعب..
محمد المحسن (ناقد وكاتب تونسي)