الحاكم الحكيم
ظلت بلاده تنعم باستقرار استثنائي، حتى و أن بلدانا مجاورة اصابها التعثر وسقطت اسوارها جراء رياح شديدة لم تستطع مقاومتها، بينما غيرت اخرى وجهها ولم تقوى على الصمود امام تلك الرياح العاتية التي جاءت فجأة، بل منهم من اصابه شلل كلي، لكن حاكم هذا البلد ظل كما عرفه اهل بلاده،هادئا حكيما وحريصا على هدوء البلاد و راحة أهلها، فكان لهذا وقع مؤلم على قلوب أعدائه،
كان رجلا يتميز باستشراف المستقبل ويتميز بذكاء خاص؛ جعله يستبق حلول المشكلات قبل وقوعها، و لم يستعمل يوما قوة سلطته بشكل غير سليم،بل ظل يراقب من بعيد، و لا يتكلم كثيرا،ويتدخل نادرا لإعادة التوجيه كلما ادرك أن القطار سينحرف عن السكة!
و في زمن ما اصبح فقيه البلاد يتدبر الشؤون الدنيوية ايضا الى جانب تدبره الشؤون الدينية،ولم يتدخل حاكم البلاد، بل ظل كعادته يراقب من بعيد حريصا على نجاعة الاطار العام، ورغم أن الفقيه منذ توليه هذا الأمر استمر في الخلط بين الامور الدينية والامور الدنيوية ، احتفظ حاكم البلاد بالمسافة المعتادة، رغم ما تمنحه سلطته من قوة التدخل،حتى وأن بعض اصوات الأهالي تعالت هنا وهناك تنتقد تدبير الفقيه للشؤون الدنيوية وخلطها بالدينية!
ظلت الأمور هكذا، وسئم الاهالي من الفقيه و مريديه،وظلوا صابرين عسى أن يأتي الفرج يوما، وهو ما حدث ذات صباح، فطل الحاكم على الأهالي؛ آخذا زمام الأمور؛ بقبضة جريئة وصارمة امتثل لها الجميع، فتبين للأهالي والجيران، الأعداء والأصدقاء قوة الحاكم وذكائه الخاص؛ وحبه وخوفه على أهالي البلاد، لما حاول عدوا شريرا خطيرا الهجوم على البلاد،حينها أحس الأهالي بقوة حاكمهم، وشعروا بافتخار انتمائهم لهذا البلد واعتزازهم للانتساب اليه، كما تبين للأهالي كما للأصدقاء والأعداء أن الفقيه ومريديه ليسوا في مستوى متطلبات البلاد.
عبد العزيز شبراط : كاتب رأي وقاص من المغرب
09/04/2020
ظلت بلاده تنعم باستقرار استثنائي، حتى و أن بلدانا مجاورة اصابها التعثر وسقطت اسوارها جراء رياح شديدة لم تستطع مقاومتها، بينما غيرت اخرى وجهها ولم تقوى على الصمود امام تلك الرياح العاتية التي جاءت فجأة، بل منهم من اصابه شلل كلي، لكن حاكم هذا البلد ظل كما عرفه اهل بلاده،هادئا حكيما وحريصا على هدوء البلاد و راحة أهلها، فكان لهذا وقع مؤلم على قلوب أعدائه،
كان رجلا يتميز باستشراف المستقبل ويتميز بذكاء خاص؛ جعله يستبق حلول المشكلات قبل وقوعها، و لم يستعمل يوما قوة سلطته بشكل غير سليم،بل ظل يراقب من بعيد، و لا يتكلم كثيرا،ويتدخل نادرا لإعادة التوجيه كلما ادرك أن القطار سينحرف عن السكة!
و في زمن ما اصبح فقيه البلاد يتدبر الشؤون الدنيوية ايضا الى جانب تدبره الشؤون الدينية،ولم يتدخل حاكم البلاد، بل ظل كعادته يراقب من بعيد حريصا على نجاعة الاطار العام، ورغم أن الفقيه منذ توليه هذا الأمر استمر في الخلط بين الامور الدينية والامور الدنيوية ، احتفظ حاكم البلاد بالمسافة المعتادة، رغم ما تمنحه سلطته من قوة التدخل،حتى وأن بعض اصوات الأهالي تعالت هنا وهناك تنتقد تدبير الفقيه للشؤون الدنيوية وخلطها بالدينية!
ظلت الأمور هكذا، وسئم الاهالي من الفقيه و مريديه،وظلوا صابرين عسى أن يأتي الفرج يوما، وهو ما حدث ذات صباح، فطل الحاكم على الأهالي؛ آخذا زمام الأمور؛ بقبضة جريئة وصارمة امتثل لها الجميع، فتبين للأهالي والجيران، الأعداء والأصدقاء قوة الحاكم وذكائه الخاص؛ وحبه وخوفه على أهالي البلاد، لما حاول عدوا شريرا خطيرا الهجوم على البلاد،حينها أحس الأهالي بقوة حاكمهم، وشعروا بافتخار انتمائهم لهذا البلد واعتزازهم للانتساب اليه، كما تبين للأهالي كما للأصدقاء والأعداء أن الفقيه ومريديه ليسوا في مستوى متطلبات البلاد.
عبد العزيز شبراط : كاتب رأي وقاص من المغرب
09/04/2020