الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا يستطيع التنفس

تاريخ النشر : 2020-06-03
لا يستطيع التنفس
لا يستطيع التنفس
حمادة فراعنة

آخر عبارة نطق بها جورج فلويد الأميركي الأفريقي الأسود، الذي قضى خنقاً تحت ضغط ساق ورجل الضابط الأميركي الأبيض وحقده، مما أشعل احتجاجات شملت عدة ولايات أميركية، ضد الظلم والتمييز والفقر الذي يجتاح أفارقة الولايات المتحدة ومعهم مهاجري بلدان أميركا الجنوبية والأسيويين الأكثر دونية في نظر طبقية المجتمع الأميركي، الذي يزهو بالثراء والقوة ويتمادى بغطرسة الرئيس ترامب.

لا أستطيع التنفس نطقها الأميركي الإفريقي وقضى بعدها، فكم شبيهاً له من الفلسطينيين قضى تحت بساطير الغزاة لا يقوى على التنفس، وعلى الأغلب يبقى صامتاً مكابراً على الوجع حتى لا يظهر ضعفه أمام عدوه الاستعماري العنصري الذي يمنعه متعمداً من التنفس، ويختصر عليه حياته ويسلبها منه، تحت ضغط جنود الغزاة من العبرانيين الإسرائيليين الصهاينة وحقدهم؟؟.

كم من الأطفال والكهول والنساء المدنيين قضوا على يد مؤسسات المستعمرة وجيشها الهمجي وأجهزتها الأمنية الذين يتفننون في أساليب القتل، وفي كيفية إزهاق الأرواح إلى الحد أن الجنود يتعاملون مع الفلسطيني باعتباره هدفاً للقنص، ويتباهون بممارسة الأذى، وتعطيل أرجله كي لا يتمكن من الحركة أو المشي أو الهروب، وتلبية شهوة التعذيب لديه، ويتلذذ المراهقون منهم في إهدار كرامة الإنسان لأنه فلسطيني عربي مسلم ومسيحي؟؟، كما فعلوا مع المسعفة الممرضة الشهيدة رزان النجار التي رحلت قبل عام، وهي تؤدي واجبها الإنساني التطوعي مع جرحى مسيرات العودة، وقد تم قنصها ومظهرها واضح أنها امرأة محجبة تلبس لباس الإسعاف!!.

يختصر جندي المستعمرة فعله لدى أي مساءلة يتعرض لها، أو أمام الإعلام بقوله: "تصرفنا حسب التعليمات ووفق الإجراءات" فتتعرى الوقائع مكشوفة بلا غطاء لأن دوافع القتل والتعذيب وممارسة الأذى تعود لعاملين: أولهما التعليمات، وثانيهما الحقد العنصري الدفين، بتأثير التربية والثقافة وكره الأخر لأنه "غيوي" أي غير يهودي!!.

كم فلسطيني فقد حياته وتعرض للقتل الخطأ أو المستعجل بدون التدقيق كما حصل قبل أيام مع الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة إياد الحلاق، تم إطلاق سبع رصاصات قاتلة عليه من قبل الشرطي الإسرائيلي، بلا رحمة وبلا تردد، ولم يكتف برصاصة أو اثنتين وحجته أن الشاب المصاب لم تتوقف الحركة لديه فواصل إطلاق الرصاص حتى تنتهي أنفاسه، والسبب والدافع لأنهم لا يتعاملوا مع الفلسطيني كإنسان يستحق الحياة، وقتله إن لم تُعط الجندي وسام الاستحقاق، لا يُلام ولا يتحمل مسؤولية ولا يتعرض للمساءلة أو التأنيب.

قتل الفلسطيني لا يقتصر على مناطق الاحتلال الثانية في القدس أو الضفة الفلسطينية أو قطاع غزة، بل يشمل مناطق الاحتلال الأولى، مناطق 48، المفترض أن الفلسطيني مواطن فيها محمي بالقانون، ولكن القانون لا يحميه، منذ مجزرة كفر قاسم عام 1956، ويوم الأرض 1976، وانتفاضة الأقصى عام 2000، عشرات من الفلسطينيين فقدوا حياتهم، حصدتهم آلة القتل بلا مسؤولية قانونية أو أخلاقية، محلية أو دولية، وقبل أيام قضى مصطفى يونس من قرية عاره، ومن قبله المدرس يعقوب أبو القيعان شهيد قرية أم الحيران البدوية في النقب الأشم التي يرفض أهلها ترحيلهم عنها مع قرية العراقيب التي سجلت أرقاماً قياسية في رفض الرحيل ما بين الهدم والبناء، في صراع بين الغزاة وأصحاب الأرض وشيخهم صياح الطوري الذي يقودهم في عناد متواصل رافضاً مغادرة أرض أجداده... إنه نضال الفلسطيني من أجل التنفس ومواصلة الحياة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف