الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

همجية الذباب وهمجية الإنسان، معارك طاحنة على من هو أكثر همجي بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-06-03
همجية الذباب وهمجية الإنسان، معارك طاحنة على من هو أكثر همجي بقلم:مروان صباح
مروان صباح / حدث في التاريخ مراراً أن يشارك الذباب في عمليات تنكيدية وإفسادية لحياة الطغاة ، وفي واقعة تخص ابو جعفر المنصور وعلى نحو غير مباشر وهذه فضيلة خاصة تُسجلّ لجليس مجلس الأول ، تحديداً بعد بنائه مدينة بغداد ، تسلطت ذبابة على خليفة المسلمين آنذاك في مجلسه ، لدرجة عجز في تدبر أمره معها أو الخلاص منها ، وبلحظة غضب سأل الخليفة من قال الله عز وجل فيهم ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ، ابو عبدالله ، جعفر بن محمد الصادق ) العالم والفلكي والكيميائي وفيلسوف والطبيب والفيزيائي ، لماذا خلق الله الذباب ، فما كان لجعفر سوى أن يجيبه على هذا النحو ، ( لكي يذل جبابرة الأرض ) ، لكن في مراجعة دقيقة ، سيكتشف المراجع بأن حالة الاضطراب التى تعتبر صفة أساسية في سلوك الذباب ، ليست بالعبثية أبداً ، بل البعوض بصفة عامةً يستمر في الحياة طالما معدته فارغة ، وبالتالي يعيش بشكل فوضوي وفي حالة من الاضطراب الدائم ، الذي يجعله يصنع بيده طريق موته ، لأن بالمفيد المختصر ، الدماء التى يمتصها البعوض على جوع كفيلة في إنهاء حياته ، إذن ، الطنين الذي يصدره ، هي محاولة أخيرة غير مفهومة للمظنون على أذنيه ، ربما تقول له إمنعني عن قاتلي وبالتالي جميع الضربات التى تأتي أغلبها في الهواء أو على جسد الضارب ، هي في جوهرها لصالح الذباب ، لأن الاضطراب النتاتج عن الجوع ، يجعله في حالة غضب شديد ويفقده التحكم بالسيطرة على إرادته ، وبالتالي الجوع يخلق اضطرابات عالية الذي بدورها تمنع هذه الكائنات من تنظيم ذاتهم في نظام كما هو الحال مع النحل ، وهذا أيضاً ينطبق تماماً على الفئات أو الشعوب التى صنفت بالتاريخ بالهمجية أو تلك التى يشار لها بمجموعة تتصرف بهمجية .

إذن ، هناك ارتباط همجي بين الذباب الصغير والإنسان ناقص العقل ، لأن باختصار الطرفين يفتقدا القدرة على التنظيم ، والهمجية تعني في اللغة العربية ( الانحطاط ) ، الفئات الشريرة والمتخلفة والتى يصدر منها كل شيء سيء ، ابتدأ من إزعاج الآخر ومروراً بالقتل ولا ينتهي الأمر بالكلمات النابية ، وطالما الذباب يمضي حياته بين الجوع والاضطراب ، فإن من المؤكد ، لا يتمتع لأي قدرات ذهنية التى تجعله يميز بين إسكات الجوع والشبع حتى الموت ، بل ما هو أخطر من ذلك ، هذه الحشرات الصغيرة ، تعتبر مسؤولة عن قتل ما يقارب المليون إنسان سنوياً ، لأنها تحمل طفيليات ناتجة عن سلوك بيئي همجي وليس لها علاج في كثير من الأحيان ، كملاريا والحمى ، بل تطور الذباب في الآونة الأخيرة ، وأصبح لديه فئة جديدة يطلق عليه ( التسي تسي ) يحمل طفيل يسمى بمرض النوم ، فالملدوغ يصاب بالكسل والنوم لفترات طويلة .

الأغنى في يقيني ، ففي المجتمعات التى يتنوع فيها الفقر ، يوجد أنماط شريرة متعددة ، وهي مفاجأة حقاً ، إذ ما نظر المرء إلى أصل كلمات النابية التى تستخدمها هذه الفئات ، سيكتشف كيف تُبنى الهمجية الشريرة ، ابتداءً من الكلمة حتى المنطق والسلوك ، فالأغلبية تعتمد هذه الأيام على شتائم محصورة بين الجنس والفضلات ، على سبيل المثال وليس الحصر ابداً ، ( إذهب يا ابن الوسخة أو يا ابن العاهرة ، وقائمة المسبات طويلة لا يتسع هذا العمود بصراحة لاستيعاب جميعها ، رغم في الماضي كانت المسبات لها علاقة في الدين ، كالجحيم والنار وغيرهما ، فقد استبدال الناس مفردات شتائمهم مع مرور الوقت ، وهذا التغير له علاقة بالتغيرات التى حصلت مع الثورة الصناعية وفقدان الكنيسة حكم السلطة في أوروبا ، لكنها في النهاية الهدف واحد ، هو إثارة مشاعر الآخر ، وبالتالي تكشف الشتائم الجنسية ، على سبيل المثال عن تناقض عميق ، لأن من المفترض للشتائم الجنسية بين البالغين سناً ، أن تكون شيء ممتع ، لكن ايضاً إذا نظر المراقب إلى الجنس بشكل أوسع ، سيجد بأنه في كثير من الأوقات لا يكون ممتعاً ، لأنه يحمل أحداث مخزية ، مثل الاغتصاب والتحرش والإنجاب غير شرعي وسفاح المحارم والتحرش بالأطفال ، وطالما الجنس ليس دائماً ممتعاً ، إذن ، ليس غريباً أن يُبتكر منه شتائم ثقيلة تثير الحساسيات.

أيضاً ليس غريباً ، والتالي يتعبر أكثر تعقيداً ، لأنه مغلف بقوة المال ويصنف باللذة الحسية ، وهذا يكشف عن أمر أخر ، بأن الهمجية ايضاً طبقية بما تعنيه الطبقية من معنى ، تماماً كطبقية اللغة ، فهناك من هو همجي بالكلمات وآخر في التربية وكثير في الأكل أو الملابس أو طريقة اقتنائه للمقتنيات أو إختياره للكلمات النابية من قاموس غارق في المصطلحات الجنسية والقُمامية وبالتالي ، قد يكون الإنسان متعلم ، لكنه همجي في الجنس أو لا يرى في المرأة سوى الجسد ، بل الأفراح ايضاً طبقية ، ففي العصور البدائية ، كانت الناس يقرعون الطبول في الأفراح بشكل همجي ، انطلاقاً من اعتقاد خاطئ ، هو تعظيم الفرح على حساب إزعاج الآخرين ، ومع حداثة المجتمعات انتقلت همجية الماضي إلى الحاضر لكنها تطورت من الشوارع إلى القاعات ، فأغلب الأفراح تحمل في تركيبتها مبالغات فظة حتى الكيد الأخير ، أو هناك ايضاً ، طبقة تنفق على صورة واحدة ملايين الدولارات من أجل اقتنائها ، في حين تستطيع بقيمتها إنشاء مشاريع تشغيلية للفقراء ، فيصبح لهم دخل شهري من خلال حياة إنتاجية والتى تسمح لهم بالانخراط في المجتمع بطريقة سليمة ، بل هذه الطبقة يتعاملون مع المال بطريقة عشوائية كدلالة عن همجية دفينة ، لأن كيف يمكن للمرء تفسير إصرارهم على تزويد طائراتهم الخاصة بوقود زيت الذُرة لمجرد أنه يصنف بالأنقى ، في المقابل ، إرتفعت كلفة غذاء الفقراء أضعاف عما كانت عليه سابقاً وذلك بسبب المكارم التى لا ترحل كما قال الحُطيئة ، الشاعر العربي عندما هجا أحد وجهاء بني تميم ، فالبيت الشعري إياه ، كما هو معروف ، يعتبر أعلى هجاء عرفته العرب ، قال ( دع المكارم لا ترحل لبُغيتها / وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي ) إذن ، جوهر الهجاء يشير بأن الحكاية لا تقتصر على الأكل والملبس ، وهذا كله ، لا يمكن له أن يلد نظاماً متحضراً ، وبالتالي الهمجية في خاتمة المطاف ، نابعة من عجز الفرد أو الجماعة على تنظيم أنفسهم في نظام عادل . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف