محاطان بالفراغِ الممتدّ كنّا، ننظرُ معاً الى نقطةٍ غير مرئيةٍ تتوسط العدم.. بلا حراك، على أرضٍ باردةٍ مستلقيانِ تحاصرنا درجاتُ الأزرقِ الداكن من كلّ مكان، تدريجياً،.. تُساق معها أعيننا الى نهاية الأفق.
ألتفتُ إليكِ، لا.. لستِ هنا
تناثرت على وجنتيكِ الباردتينِ بضعُ كِسراتٍ من البِلوّر الشفّاف..
أشعرُ بكِ.. بأنّكِ لستِ على ما يُرام، و أنا كذلك..
لكن من يكترثُ لي؟ هنا.. لا أحد، ولا حتى هناك..
فأكثّف أحزاني على هيئة غيمةٍ و اقذفُٰ بها بعيداً عنكِ، ثمّ أغطّي جراحي بضمادةٍ مهترئةٍ صنعتُها من أوراق الليمون و أُطيلُ النظر الى وجهكِ المليءُ بالحياة،
أنصتُ بهدوءٍ الى الوقعِ المضطرب لأنفاسكِ الحائرة،
و أُجري بعضاً من التعديلات على جهازي التنفسيّ حتى تتناغمَ أنفاسُنا معاً كموسيقى الكمنجات السريعة..
أسمحُ لألمكِ أن يغزو كلّ خلايا جسدي، و أذرِف الدموعَ من أجلكِ.. بلا توقّف
سأشطِرُ حزنكِ الى نصفين، نصفٌ اتجرّعهُ الآن و نصفُ آخر ارتشفهُ على مضضٍ بعد رحيلكِ الحتميّ ..
بقينا معاً حتى امتزجَ الأزرقُ بالأرجوانيّ، و من ثمّ بدأت صدوعٌ من الضوءِ الذهبيّ بتكسيرِ قناعِ السماءِ الى قطع منبئهً ببزوغ الفجر..
حينها فقط.. نظرتِ إليّ و ظهرَ على وجهكِ شبحُ ابتسامة.. رَسمَت لي ابتسامتكِ عوالماً من الأحلام، و صرْت أتخيّلنا معاً متشابكي الأيادي نركضُ فوق تلٍّ أخضَر ما بعد الظهيرة،
لكنّك هممتِ بالوقوف، و همستِ لي بصوتٍ خفيض
" هناك ما يجب أن افعَله.. قد أعودُ يوماً ما.. ربّما "
أتردّدُ قبل ان أسأل " و ماذا عنّي ؟ "
لكنّك قد رحلتِ بالفعل، و تركتني هنا أتخبّط في دُجى هذه اللوحة المكدّسةِ بالأسئلة العبثيةِ و العبارات غير المنطوقة.
بعدَ كلّ منتصفِ ليل، يزورني طيفُكِ و يدعوني الى رشفةِ نبيذٍ و خمسِ دقائقَ من الرقص الماجن.
كأنّه يستبقيني، فأبقى..
إلى أجلٍ غيرِ معلوم..
بقلم المبدع : علي الرفاعي
ألتفتُ إليكِ، لا.. لستِ هنا
تناثرت على وجنتيكِ الباردتينِ بضعُ كِسراتٍ من البِلوّر الشفّاف..
أشعرُ بكِ.. بأنّكِ لستِ على ما يُرام، و أنا كذلك..
لكن من يكترثُ لي؟ هنا.. لا أحد، ولا حتى هناك..
فأكثّف أحزاني على هيئة غيمةٍ و اقذفُٰ بها بعيداً عنكِ، ثمّ أغطّي جراحي بضمادةٍ مهترئةٍ صنعتُها من أوراق الليمون و أُطيلُ النظر الى وجهكِ المليءُ بالحياة،
أنصتُ بهدوءٍ الى الوقعِ المضطرب لأنفاسكِ الحائرة،
و أُجري بعضاً من التعديلات على جهازي التنفسيّ حتى تتناغمَ أنفاسُنا معاً كموسيقى الكمنجات السريعة..
أسمحُ لألمكِ أن يغزو كلّ خلايا جسدي، و أذرِف الدموعَ من أجلكِ.. بلا توقّف
سأشطِرُ حزنكِ الى نصفين، نصفٌ اتجرّعهُ الآن و نصفُ آخر ارتشفهُ على مضضٍ بعد رحيلكِ الحتميّ ..
بقينا معاً حتى امتزجَ الأزرقُ بالأرجوانيّ، و من ثمّ بدأت صدوعٌ من الضوءِ الذهبيّ بتكسيرِ قناعِ السماءِ الى قطع منبئهً ببزوغ الفجر..
حينها فقط.. نظرتِ إليّ و ظهرَ على وجهكِ شبحُ ابتسامة.. رَسمَت لي ابتسامتكِ عوالماً من الأحلام، و صرْت أتخيّلنا معاً متشابكي الأيادي نركضُ فوق تلٍّ أخضَر ما بعد الظهيرة،
لكنّك هممتِ بالوقوف، و همستِ لي بصوتٍ خفيض
" هناك ما يجب أن افعَله.. قد أعودُ يوماً ما.. ربّما "
أتردّدُ قبل ان أسأل " و ماذا عنّي ؟ "
لكنّك قد رحلتِ بالفعل، و تركتني هنا أتخبّط في دُجى هذه اللوحة المكدّسةِ بالأسئلة العبثيةِ و العبارات غير المنطوقة.
بعدَ كلّ منتصفِ ليل، يزورني طيفُكِ و يدعوني الى رشفةِ نبيذٍ و خمسِ دقائقَ من الرقص الماجن.
كأنّه يستبقيني، فأبقى..
إلى أجلٍ غيرِ معلوم..
بقلم المبدع : علي الرفاعي