الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

(العناصر المندسة) أو الطابور الثامن بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2020-06-02
(العناصر المندسة) أو الطابور الثامن بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
(العناصر المندسة ) أو الطابور الثامن

(عادل بن مليح الأنصاري)

عندما برر (تيم والتز) حاكم مينيابوليس , اندلاع المظاهرات بسبب قتل شرطي للمواطن الأمريكي من أصل أفريقي , بل وانتشار أحداث الشغب لثلاثين ولاية أمريكية أخرى , بأن هناك عناصر مندسة هي التي أثارت الشغب في المدينة , تذكرت مقالة كتبتها هنا بعنوان ( الطابور السابع ) , ويبدوا أن التاريخ أحيانا يبدوا برقماتيا أكثر من البشر , فالبشر انتقلوا من حقبة الطابور الخامس , وارتقوا لمرحلة الطابور السادس , وربما تجاوزوا ولو تخيلا مرحلة الطابور السابع , ورغم أن هذه العبارة (عناصر مندسة) ليست جديدة على أسماعنا في العالم الثالث , إلا أن استخدامها من قِبل أبناء العم سام أو شرطي العالم جديدة وغريبة , فهذه العبارة تعودت عليها بعض شعوب العالم الثالث في تبرير أي قمع لمحاولات البعض إظهار أي صورة من صور الاحتجاج أو الثورة , فتطلق تلك المفردة لتبرر وحشية القمع ومبرراته وإقناع الشعب المغلوب على أمره أن هناك عناصر مندسة , وعلى الشعب الغوص في خيالاتهم عنه كنه تلك العناصر المندسة , فهل هم أعداء خارجيون يخططون لتدمير بلدهم , أم هم من المواطنين الذين يحملون الضغينة والحقد على الطبقة السياسية الحاكمة , أم هم رعاع وجهلة دُفع لهم مقابل دمار البلد , وهناك فئة ربما يجنح بهم الخيال فيعتقدون أنهم من عملاء السلطة ويحاولون تمرير مخططات , معينة للوصول لأهداف محددة , وربما يتوافق التعريف من قريب أو بعيد بما عُرف سابقا بالطابور الخامس أي فئة جواسيس العدو الذين يقبعون في الظل ليتحينوا الفرص للإضرار بالشعب .
ولا يمكننا هنا أن نفصل بين إطلاق (تيم والتز) حاكم مينيابوليس هذه العبارة وبين أحداث الشغب في ( مينيابوليس) وقتل المواطن (جورج فلويد) , فالسياسي الألمعي لا يستطيع النظر للواقعة التي أشعلت فتيل , وقاده ذكاؤه الخلاق لخلق تلك العبارة ويتفوق على سياسيي العالم الثالث في إلقاء التهمة على ( الطابور الثامن ) أو ( العناصر المندسة ) , فهذه العناصر المندسة اتخذت من قتل المواطن (جورج فلويد) لإشعال هذه الفتنة , أما المواطنين الذين يظهرون علي شاشات التلفزة العالمية ومواقع التواصل العالمي , ومع كل ما مارسوه من احتجاجات وصلت أحيانا للتدمير والفوضى وربما القتل , فهم حدث صغير عابر لا تأثير له , أما الفتنة ومن أشعلها رغم كل هذا الزخم البشري الغاضب , فهم مجرد عناصر مندسة ولم تستطيع ماما أمريكا بكل جبروتها أن تكشفها !!!
وربما جاء موقع تويتر ليصب الزيت على النار , فلم يكد شرطي العالم المخيف ترامب من الخلاص من اتهاماته لشركة تويتر بسبب جائحة كرونا واتهامه لها بالتواطؤ مع الصين , إلا وهم ينقلون واقعة قتل المواطن لمنصتهم العالمية مما أغضب السيد النبيل ترامب , فلم يهتم بقتل شرطته للمواطن الأمريكي ولا لإحداث الشغب والتخريب بل راح يهدد الشركة بتفعيل البند (230) للنيل من تويتر التي أشعلت النار في رأسه وغيرت شعارها من اللون الأزرق للأسود تضامنا مع الحدث الذي هز أمريكا .
لقد ضاقت السبل بعباقرة السياسة العالمية فكما سقطوا في اختبار كرونا , وتعروا أمام العالم بفشلهم في احتوائه بل وحتى مارسوا القرصنة فيما بينهم على مجرد كمامات , وتساقط ألاف الضحايا بالفيروس , ورأينا السيد ترامب يحاول قرصنة أي عقار يمكن أن يحقق العلاج للبشر ويحول مأساتهم لمكسب اقتصادي , فهاهم عند ارتباكهم لانفجار الوضع بسبب مقتل شخص واحد يلقون اللوم بأساليب عباقرة العالم المتخلف من وجهة نظرهم ويبحثون عن (العناصر المندسة) التي تفجرت بها قريحة ذلك العالم في كل مناسبة احتجاجية .
نعم يا سادة إنها العناصر المندسة التي تحاول تخريب أمريكا , وهي التي تصور الأفغان المندسين في الليل الأظلم وبين الصخور والجبال وتقتلهم بالطائرات المسيرة وهم يشربون الكابتشينوا , ولكنهم عجزوا عن الكشف عن العناصر المندسة بين ظهرانيهم وفي وسط مدنهم , لماذا ؟ فقط لأنهم لا يستطيعون مواجهة الحقيقة أمام العالم بأنهم مجرد عنصريين , ولم يتقبلوا فئات الملونين الذين ساهموا في بناء بلدهم ومنذ مئات السنين , يظنون أن العالم نسي كيف أن أجدادهم أبادوا الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين , ويلقون باللوم في ذلك الشغب الذي حدث بسبب الوحشية ضد رجل أعزل يصرخ مسترحما (أنا أختنق) بالعناصر المندسة !!!
نعم إنهم أبرياء , وينزون إنسانية وعطفا ومروءة , وكل تلك الجرائم وذلك الشغب ليس من الشعب الغاضب لإهانتهم لمواطن ملون بسبب العنصرية المتجذرة من أسلافهم الذين جاؤوا بالبشر من افريقيا ليحولوهم لعبيد مجردين عن أي حق إنساني , بل كل الجرم يقع علي ذلك الطابور الثامن (العناصر المندسة) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف