الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشوق فاضح بقلم:نهاد الحناوي

تاريخ النشر : 2020-06-01
الشوق فاضح  بقلم:نهاد الحناوي
يكبت العديد منا مشاعره و لا يفصح عنها بيسر ، و منا من يخجل بالإفصاح عن حبه لزوجته بعبارات الود و كلمات غالباً ما يسهب حديثاً فيها لغيرها في عالمه الإفتراضي .
إن كم الصراعات الحاصلة في بيت الزوجية ما هو إلا رصيد بدأ منذ بدايات تلك العلاقة ، فمنذ قراءة الفاتحة تبدأ أولى تلك الحلقات بين جميع الأطراف المؤثرة على الزوجين للوصول بهم الى يوم الزفاف و الذي لا يخلو اي وقت فيه دون توتر أو مشاحنات ، فعدد صواني الطعام و الأغاني المحددة لطرفي النزاع أهم بكثير من سعادة العروسين ، و الحصيلة هي تأسيس بيت للزوجية يخلو من الود و الوئام .
و قد يتعثر لسان البعض منا عند حديثه مع والديه بعبارات اللطف مع العلم ان كبار السن يروق لهم هذا الحديث و ان كان المال يروي ضمأهم أكثر ، فهم بحاجة الى كل منهما .
بنية الإنسان من طين و روح ، و كتمان تلك الإنفعالات و العواطف يظهر بعنف في سلوكيات الإنسان ، إن لم تظهره عبارات المزاح ، و المزاح غطاء الجد كما نعهد ، فالعنف و تعنيف الزوجة يظهر عند حرمان كل طرف من الآخر ، فالحاجات النفسية و الأخرى و التي نعرفها جيداً ليس بمكملة عن الحاجات الأساسية ، بل هي أساسية مع حاجة الإنسان للطعام و الشراب .
فالعنف و الذي تولد عند الرجل لينتقل الى ضرب الزوجة و تعنيفها ما هو إلا إنفعالات مكبوتة و عنف تولد من رحم الحرمان من الطرف الآخر ، فالإشباع العاطفي و الإشباع الآخر ضروري في ظل كل المؤثرات البصرية و الإنفتاح الحاصل اليوم ، و أيضاً حرمان المرأة من تلك الحقوق الأساسية يأتي بالضرر على الزوجة ، فالحرث يحتاج إلى الماء دوماً .
عند موت الزوجة تتفاوت مدة صبر الزوج على غيابها ، فيبدأ بإيجاد الأسباب المقنعة لمن حوله للزواج من جديد ، فنحن مجتمع لا نرحم الأحياء قبل الأموات ، ليبدأ الأرمل بحاجة لمن يغسل هندامه ، فقد أمسى خجولاً من زوجات أبناءه إن قمنَ بذلك ، و يستحى منهن ، فهو بحاجة إلى حرث من جديد ، و لكنا لا نرحم و لا نحترم ذلك ، و يتعثر لسان حال الجميع إذا طالب الأرمل بالزواج ، و يتنقل الكثير أحاديث السخرية في ذلك ، فالوحدة هي ونيس هذا المسكين .
و على النقيض من ذلك تقع على الأرامل مآساة كبيرة في مجتمعٍ لا يرى في المرأة إلا جمالها ، فموت الزوج ما هو إلا حكماً بالإعدام على الزوجة ، و عليها رعاية الأبناء و تربيتهم ليكون ذلك من زهرة شبابها ، فالزواج محرم عليها في مجتمعٍ حلل الزواج للذكور و حرمه على الإناث عند حدوث حالات الموت .
دعونا ننتقل سوياً لقراءة سلوك المرأة المعلقة أو المطلقة على حد سواء ، فهي تظهر تصلباً برفض الرجوع لزوجها و الإصرار على ذلك ، لينتقل إلى المطالبة بحقوقها من متأخرات و ذهب و عفش بيت ما بقي منه إلا أطلالاً ، لينتهي بها المطاف في بيت عائلتها الأول بين جدران البيت و جدران زوجات أخوتها مع العديد من الملاحظات و المراقبات لهن ، ليشتعل بها الحنين الى أبناءها فهم من رائحة الزوج و إن تجهالنا ذلك و لكن قد فُرضت عليها قيود من عادات المجتمع و بأيدي الجميع بني ذاك الجدار .
كلٌ منا يحتاج الى الآخر ، بل كلٌ منا يكمله الآخر ، لكنا نجد صعوبة في الحديث عن ذلك ، فالحاجات النفسية و الأخرى تحتاج إلى إشباع متفاوت ، و علينا جميعاً أن نختصر الوقت الكبير في الخصام ، و الذي تتعد أشكاله تبعاً لمستوى المودة و الرحمة بين الزوجين ، فهذا الخصام و العنف هو من ولّد لدى الكثير منا تلك الأمراض ، و هو من زرع الشعر الأبيض في رؤوسنا ، و هو نفسه من جعل الكثير من البيوت مكاناً لتصفية الحسابات للآخرين بدلاً من أن يكون آيات نسكن إليها ، و حرثاً نؤتيه متى شئنا .
يقع علينا إشباع النفس و العقل و الروح بطريقة صحيحة قبل إشباع البطن ، فالكبت و الحرمان ناتجه واضح في العنف الجماعي الظاهر في مناحي حياتنا ، فالعنف الجماعي ثقافة مجتمع حكمته العادات و التقاليد أكثر من الدين .
فجميعنا يدفع فواتير علاقات إجتماعية فاشلة أورثها لنا المجتمع .
نحن جميعاً لا نستطيع حبس مشاعرنا ، و إن إستطاع البعض منا ذلك فالشوق و الحنين فاضح لتلك المشاعر ، علينا جميعاً أن نحترم أنفسنا و نعطي لأنفسنا تلك الحقوق قبل الآخرين ، فإن قمنا بذلك حتماً سوف نحترم الآخرين ممن حولنا .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف