الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوجه الآخر للضم بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2020-06-01
الوجه الآخر للضم  بقلم:عمر حلمي الغول
سألني أحد الزملاء العرب على الخاص ما هو الوجه الآخر للضم؟ بتعبير آخر ما هي فوائد الضم فلسطينيًا وعربيًا وأمميًا؟ وكما أكدت في أكثر من مقال لي، فإني عندما أتحدث عن الضم الإسرائيلي أي كان حجمه ونسبته من أراضي دولة فلسطين المحتلة في الخامس من حزيران عام 1967، اقصد بذلك صفقة القرن الترامبية الأفنجليكانية الصهيونية، حيث لا يجوز الفصل بين الأمرين.

وقبل ولوج تحديد الوجه الآخر، أود التأكيد، أن دولة الاستعمار الإسرائيلية ومن ورائها إدارة ترامب تتحملان المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات الخطيرة الجارية على المساق الفلسطيني الإسرائيلي، وكلتاهما ضربتا ركائز السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وبالتالي الإعلان الفلسطيني عن التحلل من الاتفاقات، كان نتاج تلك السياسات، وليست خيار قيادة المنظمة، لأن القيادة الشرعية راهنت على إمكانية تراجع الإدارتين الإسرائيلية والأميركية عن جريمة تصفية القضية الفلسطينية والسلام معا في 28 يناير 2020 أي صفقة القرن. كما أن حركة حماس ومن لف لفها تتحمل جزءًا من المسؤولية، لأنها أوجدت في المشهد الفلسطيني لهذه المهمة الخطيرة، ومن يعتقد عكس ذلك ساذج ويجهل المخطط الصهيو أميركي الإخواني.

وبالعودة لجادة الإجابة على السؤال، يمكنني هنا الجزم، أن الوجوه الأخرى للصفقة والضم متعددة، لكن أبرزها هي: أولا فشل أتفاق أوسلو فشلا ذريعا، وسقوطه في المزبلة الصهيو أميركية؛ ثانيا فشل القيادة الفلسطينية في إدارة الصراع مع دولة الاستعمار الإسرائيلية طيلة ال26 عامًا الماضية، وكشفت عن عدم قدرة على التعاطي الإيجابي مع النفحات الإيجابية في اتفاق أوسلو، والمراكمة عليها، لا بل أن القيادة تراخت، وأسقطت من بين يديها العديد من الإيجابيات؛ ثالثا أكد الضم إنتفاء مستقبل عملية السلام مع البناء الفوقفي الإسرائيلي ويخطىء من يعتقد في الشعب العربي الفلسطيني وأهل النظام الرسمي العربي بوجود شريك إسرائيلي يقبل القسمة على أية عملية سلام؛ رابعا أكدت التجربة التاريخية على مدار العقود الماضية من الصراع على، أن الصراع العربي الصهيوني، هو صراع وجود، لا صراع حدود وتسويات. لأن القيادة الصهيو أميركية الأفنجليكانية لا تريد بناء جسور السلام، لا بل تعمل على تبديد كل أفق للسلام، وتعمل بشكل حثيث للذهاب للحرب وتصفية القضية الوطنية برمتها، وقد أعادت القضية والصراع إلى المربع الصفر؛ خامسا تورط بعض أهل النظام الرسمي العربي في التساوق مع الرؤية الصهيو أميركية، وهو ما يعيد للأذهان التجارب التاريخية للثورات الفلسطينية، حيث تآمر ملوك وأمراء النظام العربي على الثورة الكبرى 1936/ 1939، وفي إضاعة فلسطين بحربهم الوهمية عام 1948، وهذا لا ينتقص من مكانة الضباط والجنود العرب الأبطال، الذين قاتلوا دفاعا عن فلسطين وشعبها، وحدث ولا حرج عن المؤامرات اللاحقة ضد الثورة الفلسطينية المعاصرة ومن مَن؟ من أنظمة لبست ثوب الوطنية، فضلا عن الأنظمة العميلة والمرتبطة بالمشاريع الصهيو أميركية في الوطن العربي والإقليم عموما؛ سادسا عدم وجود إرادة دولية حتى الآن لفرض خيار السلام الممكن والمقبول، المتمثل بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم الأم. وما المواقف المعلنة من قبل الإتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والصين والهند واليابان وحتى الديمقراطيين الأميركيين وأنصار السلام الإسرائيليين إلا لذر الرماد في العيون، ولا تحمل دلالاتها السياسية نهائيا، لأنهم جميعا أسرى أباطرة المال المالي العالمي، الذين مازلوا يتبنون المشروع الصهيوني الكولونيالي الإجلائي والإحلالي على كل فلسطين التاريخية. الأمر الذي يملي على القيادة الفلسطينية قلب معادلة الصراع رأسا على عقب. وحتى تكون جادة عليها المطالبة بتنفيذ قرار التقسيم الأممي 181 كحد أدنى للقبول باي تسوية سياسية، حتى لا يتم تحميلها وزر تبعات انسداد أفق السلام؛ سابعا الضم يعني مباشرة الدفع بخيار الوطن البديل، والذي لا يمر إلآ عبر تنفيذ مخطط الترانسفير. وهو ما يعني طرد الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية لإقامة الوطن الذي يريدونه، وعلى حساب العائلة الهاشمية المالكة؛ ثامنا في ظل المعادلات السياسية القائمة، وموازين القوى الراهنة والمنظورة لا مجال للحديث عن السلام، وتحقيقه على أرض الواقع. وما لم تتغير تركيبة النظام العالمي الحالي، وهي بالضرورة قادمة. لكن التغيير قد يستغرق وقتا من الزمن، تكون فيه عملية القضم التدريجي لكل الأرض الفلسطينية حصلت؛ تاسعا أكد الضم والصفقة على ضرورة  رفع كلفة وثمن الاستعمار الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وزيادة خسائره بشكل يومي، وتصفية أدواته وكل المتأسرلين في الجسد الفلسطيني، وما لم يحدث ذلك، لن تعيد القيادات الصهيونية حساباتها، وستستمر في مخططها. وهذا يستدعي إعادة نظر في المنهج السياسي القائم في التعامل مع الاستعمار. لأنه منهج خاطئ، دفع الشعب الفلسطيني ثمنه غاليا. وهذا لا يعني التطرف والتطير. ولكن تملي الضرورة التغيير، واستخدام كافة أشكال النضال وفق رؤية برنامجية وطنية؛ عاشرا تملي الضرورة طي صفحة الإنقلاب مرة وإلى الأبد، ومطاردة وتصفية كل قوة سياسية تعمل على تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني، وتعميق خيار الوحدة الوطنية كرافعة للنضال الوطني؛ حادي عشر المطالبة بالحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة ملاحقة القيادات الصهيونية في مختلف المحافل الأممية، وخاصة محكمة الجنايات الدولية، والعمل مع كل القوى المؤيدة للسلام لرفع مكانة فلسطين لدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة؛ ثاني عشر تعزيز الشراكة مع قوى وفصائل حركة التحرر الوطني العربية، وكذلك مع القوى الأممية بما في ذلك قوى السلام الإسرائيلية المؤيدة لإعتاق الشعب الفلسطيني من وباء الاستعمار الإسرائيلي.

قد تكون هناك اجتهادات أخرى لعملية الضم، لكني أعتقد موضوعيا، ودون تطرف أو انفعال ما تقدم هو قراءتي للوجه الآخر لعملية الضم وصفقة القرن. وأية رهانات على إمكانية عودة إسرائيل، إو رهان بعض القوى الفلسطينية أو الإسرائيلية بإمكانية عودة القيادة الفلسطينية لمربع المراوحة والانتظار، هي رهانات واهية وواهمة ولا ترى أبعد من أرنبة انفها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف