في الواقع لا أعرف لماذا أعود لقراءة هذه القصة (القصيرة جداً) كما يحلو (لـ د. موسى عباس) تسميتها، ربما يقصد بذلك عدد أسطرها أو الفترة الزمنية التي نقضيها في قراءتها .
( رصاص طائش) عنوان قد يبدو مألوفاً بعض الشيء وخصوصاً وأننا كنا ننام ونصحو ، نروح ونجيء ، نلعب ونقرأ على صوت رشقات الاشتباكات التي كنا نشعرها بعيدة طالما أنها لم تخترق أجسادنا .
في هذه القصة استطاع الدكتور (موسى عباس) أن يصنع مجالا حركيّاً متميزاً ومتفرّداً . له خصائصه التي تتفق ومفهوم الحرب كمصطلح فيزيائي... الحروب كالنيازك والأجرام التي ترتطم بمكان ما فيتغير بناء على حدة ارتطامها وشدته معنى الزمن .. فتحصبح الأيام والشهور والسنون محض دقائق وربما ثوان ...
لذا اختزلت ( رصاص طائش ) حقبة طويلة ومرحلة زمانية تجاوزت عشرة سنوات ..
في هذا النص .. ولكوني من قرّاء هذا الرجل الفريد باختياراته وكتاباته لاحظت شيئاً لم ألحظه قبل ألا وهو التكرار الذي لم يظهر كثيرا في كتابات (د. عباس) حيث استخدم اسم الفاعل طائش أكثر من مرة وفي مواضع عدة وكذلك استخدام اسم مدينته ( الرقة) والتي لطالما تحاشى ذكر اسمها صراحة في أعماله مشيراً إليها بمفردات تتناسب مع ما يكتب غالبا .. فيقول ( تلك البلاد أو الديار.. أو الوطن)
قد أكون واثقاً هذه المرة فيما لو قلت بأن (د.موسى) يقصد بالطائش تلك الحالة العبثية والشكل الفوضوي الذي راح يسيطر على كل شيء في الرقة التي كررها هي الأخرى في أكثر من موضع أيضاً .
(د.عباس) الذي قذف طيشاً منزل قائد الشرطة في صباه رفقة صبية يصفهم بأنهم رفقاء سوء ...! ترى أكان ذلك طيشاً!!
وهل كان أولئك الأصحاب أصحاب سوء حقّاً ؟
وتلك الحبيبة التي اخترقت قلبها رصاصة طيش ... والثياب البدوية التي لطالما وقفت أمام عباس وحالت دونه والهرب .. أي تشبّثٍ ذلك يا رجل !
"ألفُ عامٍ وأكثرُ
وأنا أحْمِلُ جُثّةً تَحْجِبُ ظِلِّي عن هذهِ الأرضِ
عَبَرْتُ الفُراتَ قادمًا من جَنُوبِ الجَنُوبِ
وجزتُ الفَيَافِيَ، يَشْرَبُ الرُّوحَ رملُها والغُبَار"
(عباس) الذي تخصص بعلوم النفس وآلياتها الهجومية والدفاعية .. حرص على أن يكون مباشراً في طرحه ولم يراوغ البتة ... (كيف يكون الرصاص طائشاً؟) وكأنني قرأتها ... أما آن لهذه الحرب أن تنتهي .. أما من عاقل يلقي بتلك البنادق في الجحيم .
في الختام هرب ذلك الطائش مع الهاربين وغادرها تلك الديار .. لكنه لم ينجو .. فالحنين يدمي .. والشوق يقتل و شاهدنا على ذلك .. تلك الدماء التي نزفها ذلك الطائش بعد أن غزاه رصاص
طائش هو الآخر
أحمد خميس
روائي وإخصائي نفسي سوري
( رصاص طائش) عنوان قد يبدو مألوفاً بعض الشيء وخصوصاً وأننا كنا ننام ونصحو ، نروح ونجيء ، نلعب ونقرأ على صوت رشقات الاشتباكات التي كنا نشعرها بعيدة طالما أنها لم تخترق أجسادنا .
في هذه القصة استطاع الدكتور (موسى عباس) أن يصنع مجالا حركيّاً متميزاً ومتفرّداً . له خصائصه التي تتفق ومفهوم الحرب كمصطلح فيزيائي... الحروب كالنيازك والأجرام التي ترتطم بمكان ما فيتغير بناء على حدة ارتطامها وشدته معنى الزمن .. فتحصبح الأيام والشهور والسنون محض دقائق وربما ثوان ...
لذا اختزلت ( رصاص طائش ) حقبة طويلة ومرحلة زمانية تجاوزت عشرة سنوات ..
في هذا النص .. ولكوني من قرّاء هذا الرجل الفريد باختياراته وكتاباته لاحظت شيئاً لم ألحظه قبل ألا وهو التكرار الذي لم يظهر كثيرا في كتابات (د. عباس) حيث استخدم اسم الفاعل طائش أكثر من مرة وفي مواضع عدة وكذلك استخدام اسم مدينته ( الرقة) والتي لطالما تحاشى ذكر اسمها صراحة في أعماله مشيراً إليها بمفردات تتناسب مع ما يكتب غالبا .. فيقول ( تلك البلاد أو الديار.. أو الوطن)
قد أكون واثقاً هذه المرة فيما لو قلت بأن (د.موسى) يقصد بالطائش تلك الحالة العبثية والشكل الفوضوي الذي راح يسيطر على كل شيء في الرقة التي كررها هي الأخرى في أكثر من موضع أيضاً .
(د.عباس) الذي قذف طيشاً منزل قائد الشرطة في صباه رفقة صبية يصفهم بأنهم رفقاء سوء ...! ترى أكان ذلك طيشاً!!
وهل كان أولئك الأصحاب أصحاب سوء حقّاً ؟
وتلك الحبيبة التي اخترقت قلبها رصاصة طيش ... والثياب البدوية التي لطالما وقفت أمام عباس وحالت دونه والهرب .. أي تشبّثٍ ذلك يا رجل !
"ألفُ عامٍ وأكثرُ
وأنا أحْمِلُ جُثّةً تَحْجِبُ ظِلِّي عن هذهِ الأرضِ
عَبَرْتُ الفُراتَ قادمًا من جَنُوبِ الجَنُوبِ
وجزتُ الفَيَافِيَ، يَشْرَبُ الرُّوحَ رملُها والغُبَار"
(عباس) الذي تخصص بعلوم النفس وآلياتها الهجومية والدفاعية .. حرص على أن يكون مباشراً في طرحه ولم يراوغ البتة ... (كيف يكون الرصاص طائشاً؟) وكأنني قرأتها ... أما آن لهذه الحرب أن تنتهي .. أما من عاقل يلقي بتلك البنادق في الجحيم .
في الختام هرب ذلك الطائش مع الهاربين وغادرها تلك الديار .. لكنه لم ينجو .. فالحنين يدمي .. والشوق يقتل و شاهدنا على ذلك .. تلك الدماء التي نزفها ذلك الطائش بعد أن غزاه رصاص
طائش هو الآخر
أحمد خميس
روائي وإخصائي نفسي سوري