الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ترانيم البوح بقلم:عبد الله ضراب الجزائري

تاريخ النشر : 2020-06-01
ترانيم البَوْح
عبد الله ضراب الجزائري
ترانيم البوح قصيدة وإن بدت رقيقة ً إلاّ أنّها حازمة ، تنكأ الجروح ، وتفقأ القروح ، شفقة على المطروح ، وقد بعثتُ بها لأنَّ السّاقطين
والجرحى كُثُرْ ، فالمعركة في خُسُرْ ، فخذوها من الرّوح الى الرّوح ، وتحمّلوا جراحة القلب المفتوح .
***
وُلِدْناَ والصَّبابة ُ في الجَواءِ … ولكنَّا نميلُ الى الحياءِ
فنكتمُ والهوى في القلب نارٌ … تَوَقَّدُ كالمجامرِ في الخفاءِ
وإنَّا إن تَحكَّم وَدُّ حِبٍّ … غرقنا باصطبارٍ في البلاءِ
ولكنَّ الفؤادَ سداه ُلحمٌ … طريٌّ لا يُقيم على العَناءِ
وقد يُفشي اللّسان دفينَ صدرٍ … بشعرٍ كالدُّموعِ وكالدِّماءِ
وجدتك يا فلانة ُ جرحَ قلبي … فأنتِ ليَ الدَّواءُ وأنت دائي
ذرفتُ لكِ القوافيَ في حُنُوٍّ … مُضمَّخة ً تَقاطَرُ من دمائي
وبتُّ لكِ اللَّياليَ مُستغيثا … أعيذكِ أن تُضَرِّي أو تُسائِي
ففيضي يا حنونة بالحنانِ … وجودي يا سخيَّة ُ بالصَّفاءِ
خُذي قلبي المتيَّمُ عَلِّليهِ … أذيقيه السَّعادة بالوفاءِ
أنيليني السَّماحة دون دغْلٍ … فإنِّي قد سئمتُ من الجفاءِ
وأخشى أن اموتَ وأنت غضبى … فيحرمُني دعاؤُك من جزائي
***
أحاولُ أن أبوح لها بعذري … فتزجرني وتجهشُ بالبكاءِ
وتزعم بالهوى أنِّي غليظ ٌ … قسوت على الرَّقيقة في رُوائي
بذلتُ لها النَّصيحة من فؤادي … فعافتها وردّت بالعِداءِ
وراحت تقتفي ذئباً خبيثا … غَوِيًّا مُستزلاًّ للضِّباءِ
تنائَيْ عن رُوَيْعٍ ذي شرورٍ … إذا شئتِ التَّملصَ من هجائي
لكِ البيتُ المُحصِّنُ الْزِميهِ … ودعكِ من التَّسكُّعِ في الخلاءِ
لكِ البعلُ المكلَّفُ أسعديه … فهذا الحقُّ من وحي السّماءِ
نصحنا والنَّصيحة ُ من هُدانا … فلا تُزري النَّصيحة بالغباءِ
وما طبعي غوياًّ أو سفيهاً … لأطعن دون عذر في النِّساءِ
ولكنِّي رأيتُ الدِّين غَرْضاً … ويرمى بالحماة الأغبياءِ
سلِي النَّفس الغَويَّةَ ماذا تبغي … فلا تُلغَى الحقائقُ بالعماءِ
أمِنْ أجلِ المتاع تُهِنَّ عِرضاً … أما تُرجى القناعة ُ للوفاءِ
أمِنْ أجلِ التَّرفُّهِ والتَّباهي … تدعنَ الحصنَ في زمنِ الدَّهاءِ
وتزعمنَ التَّنزُّهَ والتَّسامي … ألا تخجلن من زعمِ الهُراءِ
فيا عيرَ المطامع صُنَّ دينا … رماه الجهلُ بالفهم المُساءِ
أتطلبن التَّطوُّر بالتَّردِّي ؟ … فمرحى للتَّقدُّم للوراءِ
أتنشرن الفضائل بالتَّدنِّي ؟ … قَرِفنا من كلامٍ كالفُساءِ
وأخشى ان يحلّ بنا هوانٌ … فتنشرن الفضيلة بالغناءِ
وأخشى ان تقفن على المنابرْ … تدغدغنَ المشاعرَ بالعُواءِ
أتهجرنَ البيوت لخوفِ فقرٍ … وجبرا للمعيشة من غلاءِ ؟
ألا أين الرِّضا فالفقرُ ضرّ … يُداوى بالتَّعفُّفِ والرِّضاءِ
ولا يُزرى لأجله بالحريم … فيسترزقن من شبه البِغاءِ
فأين الدِّين إن زُجَّت نساءٌ … لأجل الخبز في سوق الخناءِ
وتعلمن المناهلَ مثل علمي … فهل ترجعن للحقّ المُضاء ؟
فسعيُ المرأة العصماءِ حقٌّ … إذا اضطرَّت لعذرٍ من قضاءِ
كفقْدِ الكافلِ الكافي ، وتسعى … بشرط السِّتر في شُغلِ النَّقاءِ
وزاد الشُّغلُ فاحتجنا لأنثى … كما لزِمَ التَّخصُّصُ للنِّساءِ
فأين العذرُ إن وُجدَ المُعيلُ ؟ … ودربُ الكدح تزخرُ بالقَذاءِ
وسوق الشُّغلِ قد كسدت فأضحى… رجالُ الكدح في حُفَرِ البلاءِ
***
لقد فاض الإناثُ على الكراسي … وداهمن المناصب كالوباءِ
وزاحمن الرِّجال بكلِّ دربٍ … فضيَّقنَ الخناق على الإباءِ
فأضحى البعلُ تطعمه حريمُهْ … يُهين العرضَ في طلب الرِّياءِ
يعودُ لبيتِه من بعد جُهدٍ … لينقل من عناءٍ للعناءِ
فيرقبُها لتدخلَ بعد ليلٍ … ليعصرها بلومٍ كالبكاءِ
يقول لها أطلتِ وقد خشيتُ … عليكِ الضرَّ من برد الهواءِ
تقول له جُمعتُ بربِّ شُغلي … فطال بنا التَّحدثُ للعشاءِ
يقول لها طهيتُ اليوم لحماً … فهبِّي قد صببتُهُ في الإناءِ
وتنظر في الطَّعام بلا اهتمامٍ … وتلطمه خسئت بذا الطِّهاءِ
يزفُّ لها الملاعقَ والصُّحونَ … فتنهره قضيتَ على اشتهائي
يقول لها اسمعيني أنت جَوْعى … عملتِ من الغدوِّ الى المساءِ
فتطعنه ب ..مَغْسِي .. قد أكلنا … بذي نُجُمٍ مُقيمٍ في العلاءِ
يعاتبُها : فلولا أن دعوتِ … حبيبَكِ للوليمة يا رجائي
تقول له خَسئتَ فأنت جرْوٌ … ويُمنعُ ذا المكانُ عن الجِراءِ
فيا بَعْلاً بِعُشٍّ لست بعلا … لخاضعة لبعلٍ في الخلاءِ
يهدِّدها اذا شقَّتْ بطردٍ … فتخضع كالعنيزة للرٍّعاءِ
وضُرَّ الطُّهْرُ من هَجْرِ الحصونِ … وسُرَّ العُهْرُ من فُرَصِ الزِّناءِ
فلو لذتُنَّ بالحصنِ استرحنا … من الفسقِ الممارس في العراءِ
تُعذِّبنَ الرَّضيعَ بغير ذنبٍ… وكلُّ الجُرْمِ في ظلم البَريءِ
تجرجره الى السجَّانِ فجرا … لينشأ في التَّخلُّفِ والغباءِ
يُناشدُها لتأخذه ويبقى … يُلاحقها بصوتٍ كالثُغاءِ
فتدفعه وتمضي باعتزازٍ … لتكسبَه التَّرفُّلَ في الرَّخاءِ
فتسقيه المضيفة ُ ماء نومٍ … ليصحو كالمخدَّر في المساءِ
فأين العطفُ يا طبع الحجاره ْ؟ … أتدفنَّ البراءة في العناءِ ؟
تكافئنَ المعذِّبَ من سخاءٍ … فتباًّ للسَّخيَّةِ والسَّخاءِ
أتدفعن الكرامة قصد جمعٍ … لمالٍ ثمَّ يُنسفُ في الهواءِ ؟
أمن أجل الرِّياء تُضعنَ أهلا ؟… أتشرين التَّعاسةَ بالهناءِ ؟
***
بدون الدِّين لا تهنا نفوسٌ … تموجُ بها الغرائزُ كالغثاءِ
فتشقى للتَّكاثر بالدَّنايا … سترجع للتَّحاسبِ بالهباءِ
ألا صدُّوا المكائدَ بالتَّسامي … وبالصَّبر المدخَّرِ للبلاءِ
وعودوا للحقيقة في الكتابِ… وعودوا للطَّهارة والسَّناءِ
فمن في القوم يَحفلُ بالسُّمُوِ … ويصغي للنَّصيحة في ندائي
ولا يبقى غُثاءً أو هباءً … غُلاما للقطيفة والحساءِ
وإن قلتم تطوَّرنا فسُحقاً … لأفكار تُلوِّثُ كالبِغاءِ
وإن ثُرتم فإنَّ الرُّخصَ أدهى … من السِّجنِ المُغوَّرِ في البناءِ
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف