يضيق بها صبح الأمل وهي تسمع ما تم إقراره بمستقبلها ،تلقت وابلا من الطعنات المتتالية ودعت زميلاتها وقدمت طلب تنازلها عن وظيفتها التي عينت بها فور تخرجها من الجامعة كونها من الأوائل على دفعتها في تخصص الرياضيات .لم يخطر ببالها منذ أشهر قليلة وهي تلج بغبطة باب الثانوية العتيقة ببلدتها وتشرع في تدريس طلبة حيهم وجيرانهم أنّها ستخرج منها كحمامة جريحة .
تتمتم أمها فاطمة بكلمات الشكر لله في سرّها تفاخر كعادتها بجمال بناتها قائلة :عريس ثري ومكانة مرموقة ستحف بنا الأفراح .
بترت زهرة ساق التردد أقبلت على شراء مستلزماتها كعروس ، يتردد صدى ما قاله والدها عبد المؤمن بأذنيها : قرار أعمامي الكبار لا نقاش فيه. توالت أشهر الخطبة دون أن يطرق باب قلبها يوما بكلمة ألفة ترفع من مشاعر التوجس التي تغلف شكوكها .
لم تعر اهتماما لكلام أختها الصغرى نهى وهي تخبرهم حين عودتها
في إحدى المرات من دراستها بالجامعة ما شاهدته بملء الدهشة شاهدته رفقة فتاة .
نهرتها أمّها قائلة بنبرة ساخرة :هو عسكري .. يحوم كطائر حر كحال رفاقه للترفيه ، الثكنة تخنق شبابهم.
ركزت نظرها صوب زهرة والبسمة تزين وجهها بصوت هامس عقبت: سيتكلم الكل عن جهاز أختك زهرة سنكيدهن...
ترجلت الفرحة بقلب زهرة منذ الأسابيع الأولى التي زفت فيها عروسا لبيت ابن عمها نذير، تتنافس فساتينها المختارة بذوق لا يمكن مجاراته في إبراز مفاتن طيبتها قبل جسدها الهزيل بقامته المتوسطة الطول .
دار بخلدها أن تستفسر سبب عزوفه النظر لوجهها وهو يوجه لها من الحين للآخر بعض الأوامر،اعتقدت أنها جندي بفرقته.
يستيقظ دمعها النائم بجفنها كلّ صباح وهو يهزها لتنزل للطابق السفلى للقيام بشؤون البيت عن والدته التي لا تأبه بدورها لكلّ ما تقوم به زهرة . تهاتف أمّه مريم بناتها لتقف عن أخبارهن وأخبار أزواجهن والدهن القاضي مصطفي يكفي ذكر اسمه ليقف الجميع عند حضوره هيبة منه لصرامته. شكت زهرة لأمّها كيف غدت سجينة ذلك القصر الذي حسبت أنّها إحدى تحفه أو لوحاته الجامدة المعلقة على جدران القهر والصمت ...وقف أيضا
والدها على نحولها ومعاناتها والتزم الصمت حتى لا يزيد في لومها له.
واجهت ذات ليلة خجلها وترددها لتسأل عن جفائه لتجد منه ما لم تتوقعه . قال وزفرة عميقة تخنق صدره : تركت قلبي عندها ، كان صوته أكثر حدة مما تصورت وهو ينحر وريد امرأة ذبحت مرات ...حين تخلت عن وظيفتها ، وحين أصبحت خادمة في بيت والده دون أن يأبه لوجودها.
أنجبت طفلها الأول لم تستأنس به طويلا لخبرها الطبيب بإعاقته ، أمسكت بأطراف الدمع وهي تحدق بالطبيب قال هذا الأخير بصوت خافت : لا يمكن الجزم ...
فضيلة معيرش ..المسيلة / الجزائر
تتمتم أمها فاطمة بكلمات الشكر لله في سرّها تفاخر كعادتها بجمال بناتها قائلة :عريس ثري ومكانة مرموقة ستحف بنا الأفراح .
بترت زهرة ساق التردد أقبلت على شراء مستلزماتها كعروس ، يتردد صدى ما قاله والدها عبد المؤمن بأذنيها : قرار أعمامي الكبار لا نقاش فيه. توالت أشهر الخطبة دون أن يطرق باب قلبها يوما بكلمة ألفة ترفع من مشاعر التوجس التي تغلف شكوكها .
لم تعر اهتماما لكلام أختها الصغرى نهى وهي تخبرهم حين عودتها
في إحدى المرات من دراستها بالجامعة ما شاهدته بملء الدهشة شاهدته رفقة فتاة .
نهرتها أمّها قائلة بنبرة ساخرة :هو عسكري .. يحوم كطائر حر كحال رفاقه للترفيه ، الثكنة تخنق شبابهم.
ركزت نظرها صوب زهرة والبسمة تزين وجهها بصوت هامس عقبت: سيتكلم الكل عن جهاز أختك زهرة سنكيدهن...
ترجلت الفرحة بقلب زهرة منذ الأسابيع الأولى التي زفت فيها عروسا لبيت ابن عمها نذير، تتنافس فساتينها المختارة بذوق لا يمكن مجاراته في إبراز مفاتن طيبتها قبل جسدها الهزيل بقامته المتوسطة الطول .
دار بخلدها أن تستفسر سبب عزوفه النظر لوجهها وهو يوجه لها من الحين للآخر بعض الأوامر،اعتقدت أنها جندي بفرقته.
يستيقظ دمعها النائم بجفنها كلّ صباح وهو يهزها لتنزل للطابق السفلى للقيام بشؤون البيت عن والدته التي لا تأبه بدورها لكلّ ما تقوم به زهرة . تهاتف أمّه مريم بناتها لتقف عن أخبارهن وأخبار أزواجهن والدهن القاضي مصطفي يكفي ذكر اسمه ليقف الجميع عند حضوره هيبة منه لصرامته. شكت زهرة لأمّها كيف غدت سجينة ذلك القصر الذي حسبت أنّها إحدى تحفه أو لوحاته الجامدة المعلقة على جدران القهر والصمت ...وقف أيضا
والدها على نحولها ومعاناتها والتزم الصمت حتى لا يزيد في لومها له.
واجهت ذات ليلة خجلها وترددها لتسأل عن جفائه لتجد منه ما لم تتوقعه . قال وزفرة عميقة تخنق صدره : تركت قلبي عندها ، كان صوته أكثر حدة مما تصورت وهو ينحر وريد امرأة ذبحت مرات ...حين تخلت عن وظيفتها ، وحين أصبحت خادمة في بيت والده دون أن يأبه لوجودها.
أنجبت طفلها الأول لم تستأنس به طويلا لخبرها الطبيب بإعاقته ، أمسكت بأطراف الدمع وهي تحدق بالطبيب قال هذا الأخير بصوت خافت : لا يمكن الجزم ...
فضيلة معيرش ..المسيلة / الجزائر