الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نتنياهو العاقل وروهان المجنون بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-06-01
نتنياهو العاقل وروهان المجنون بقلم:مروان صباح
مروان صباح / الخلاصة الأقرب ، وللإنصاف إياه ، الذي عادةً يقدمه المهزوم ، يقتضي التسليم بأن نتنياهو سجل نجاحات جمة ، بل أنجز سلسلة اختراقات كبرى لدرجة ألحق الضرر المفيد بين المكونات الإسرائيلية ، والضرر الضار بالمكون الفلسطيني ، فبادئ ذي بدء ، لقد وضع رئيس وزراء إسرائيل الحالي ، الذي بات يعرف بصاحب المدة الأطوال لحكم الدولة العبرية ، جميع المكونات السياسية أمام مسؤوليتهم التاريخية ، بضرورة المشاركة في تنفيذ المشروع الأصلي لوعد بالفور قبل أن يشهد تعديلات ، لم ترضى آنذاك عنها الحركة الصهيونية ، ومن ثم وضعَّ الفلسطيني والعرب والمسلمين والعالم جميعهم في مأزق المراوحة ، منطلقاً من القاعدة الترمبية ( الشهيرة ) والتى يخوض الأخير على أساسها معاركه الحديدية مع خصومه الخشبيون ، ولأن أيضاً لكل شيء أصل ، فأن نتنياهو أعتمد منذ وصوله إلى سدة الحكم على طريقة طريفة في تحقيق أهدافه ، تلك العبارة التى يرددها من يقولها أثناء شعوره بالعظمة ، ( أصنع الكبيرة ) ستلتحق الصغائر أتوماتيكياً بها ، إذن كل ما صنعه نتنياهو لا يختلف في الجوهر عن ما صنعه سابقاً روهان القادم من أستراليا والمنتمي لمذهب المشيحانية ، الرجل الذي نفذ عملية حرق منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى ، وبالطبع راهن روهان في الماضي كما يراهن نتنياهو اليوم ، بأن العالم كان قد شهد على كبريات جرائم الإنسانية ولم يحرك ساكناً ، وبالتالي ما هي الدوافع التى يكمن لها تحريكه اليوم ، وهذا بالفعل ، أثبته قرار المحكمة التى قضت بأن الرجل ليس مؤهلاً عقلياً لكي تنظر في قضيته ، بل أعتبرت روهان ، عندما فعل فعلته كان تحت تأثير التخيلات والأوهام واللذان جعلته فاقد السيطرة على تصرفاته .

وهاهو نتنياهو بضربة واحدة أخذ القدس بالكامل وأسقط الحقوق التاريخية لأي فرد أو جهة أو شعب من غير اليهود فيها ، وراهن كما كان روهان حارق المسجد يراهن على صمت وتواطؤ العالم ، بل لو افتراض المرء بأن العالم تحرك ، كان اليوم نتنياهو في أسواء أحوله ، سيقبع في مستشفى للصحة النفسية بقرار من القضاة ، وهؤلاء كما اعتاد المراقب عليهم ، على جاهزية دائمة وأبدية في تقديم تبريرات لأفعل الفاعل ، على أنها لم تكن نابعة من واقع إرادته ، وبالتالي ، لقد صنع نتنياهو ( الكبيرة ) كمل يقال بين أهل الصعيد في مصر ، وكل ما بعد القدس ، ليس سوى تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر في واقع الحال ، إذن ، في الأول من تموز ، سيبدأ تاريخ ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ، تحديداً الخالية من السكان إلى السيادة الإسرائيلية ، وبالتالي بهذا الضم ستنهي الحكومة الإسرائيلية ، انقسام الهوية اليهودية بين المستوطنين والمواطنين ، بل ، تعتبرها فرصة ملائمة لا يمكن لها أن تتكرر ، طالما واقع العربي على الأخص والعالم عموماً داخلين في سبات قديم وعميق ، بل لا يمكن لصهيوني عاقل أن يُضيعها أو يؤجلها ، تماماً كما كانت الفرصة سابقاً مؤاتية ، عندما أعلنوا عن إنشاء دولتهم على أرض أجدادهم ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، بل هو يندرج في سياق استكمالي للمشروع الصهيوني التى أعاقته الظرف الدولية لسنوات طويلة وهذا ايضاً ينطبق على هضبة الجولان .

هناك حقيقتان لا يمكن إنكارهما أو التغافل عنهما ، اولاً ، كل من يزور إسرائيل ، ضمنياً يقدم اعترافاً بالقدس كعاصمة لدولة اليهود ، ثانياً ، كل من تبقى من سكان الضفة الغربية ، هو آمن في بيته حتى أشعار آخر ، وبالتالي الصهيونية تتعهد حسب صفقة الرئيس ترمب بعدم المساس به أثناء تنفيذ بنود الصفقة ، إذن الضم سيوحد الهوية اليهودية في إسرائيل كما وحدها على الصعيد السياسي أثناء تشكيل ملك إسرائيل الجديد لأهم ثاني حكومة على الإطلاق في عمر الدولة ، بعد الحكومة الأولى التى كان قد شكلها ممثل الصهيونية العالمية ديفيد بن غوريون ، في المقابل ، الضم سيشتت الفلسطيني أكثر مما هو مشتت ، فاليوم قطاع غزة فعلياً يُحكم من الجناح العسكري لحركة حماس وبالتالي غزة بالنسبة لحماس تعتبر قاعدة واضحة لا تقبل لأي متغيرات أو شراكة ، في حين الضفة الغربية تنقسم بين خمسة مربعات ، الأول ، الجيش الاسرائيلي ، الحاكم العسكري الفعلي ، المربع التالي ، المستوطنون القوة الاقتصادية الفعلية ، متسلحون بتسلح خاص ومتفوق ، وايضاً محميون قانونياً من الحكومة الإسرائيلية ، المربع الثالث ، حركة فتح ، الجناح الوطني الذي يسعى إلى تحقيق مشروع الدولة لكنه فاقد الأهلية لذلك ، بحكم افتقاده للحد الأدنى من المقومات ، رابعاً ، الجناح الفتحوي الآخر ، يصنف بالمتصاهر ، أي لا يجد حرجاً بالتماهي مع أي مشروع تقوده الصهيونية في فلسطين أو حتى اقليمياً ، هذا الجناح ، لديه شراكة عميقة مع الإسرائيلي وعلى الصعد المتنوعة ، التجارة والسياحة والتعليم والطب والثقافة والسياسة والأمن والاستخبارات والمنظومة الأهلية واسعة التأثير ، وهو فعلياً يعتبر بالجناح الأهم ، لكنه حتى الآن غير قادر على قيادة المشروع بمفرده ودائماً يبحث عن واجهة وطنية يختبئ ورائها ، أما الأخير ، حركة حماس التى تأخذ من الضفة الغربية وضعية المتربص .

إذن ، إذ ما أشاح المحقق بنظرة عميقة عن كل ما يطرح في الإعلام ، على الأخص ، تلك المحاولة الإقناعية لمواطنين الضفة الغربية والقدس معاً ، بأن العمليات التطويرية للحكم المحدود ، يمكن لها أن تشبع غليل المتعطشين للدولة المستقلة ، فهي في جوهرها ، كلام فارغ ، وايضاً كل ما يقال عن الوطن البديل ، ايضاً لا يقل عقماً عن الأول ، لأن الحقيقة الدامغة ، تشير بأن أهل الضفة الغربية بحكم واقع الحرب ، أنتقلوا إلى الضفة الشرقية في الجانب الآخر من الدولة الواحدة ، وبالتالي ، جوهر الصراع لا يُمكن إختزاله ، أين سيسكن ابن الضفة الغربية أو المقدسي المهجرين من بيوتهم ، بقدر أنه صراع بين من يمتلك مشروع توسعي ، قادر على إحداث متغيرات على الدوام من خلال العولمة بالتفكير والسلوك والمعيش والتعليم والثقافة والاقتصاد والتصنيع واحتكاره للتكنولوجيا ، أما الطرف الآخر ، لا يملك سوى مشاريع التفرقة والتمزيق والتخلف وإهدار الطاقة والوقت ، وبالتالي ، العرب وظيفتهم الأساسية تكمن في دراسة المشاريع التوسيعية في المنطقة وفي مقدمتها المشروع الصهيوني ، الذي بدأ في فلسطين التاريخية ومرَّ في القدس ويمر الآن في الضفة الغربية ويتطلع إلى إحداث تمريرات في مناطق آخر ، وهذا لا يكون إلا إذا أستطاع تحويل الطاقة المبددة والوقت المهدور إلى طاقة فاعلة في كافة المجالات ، وغير ذلك ، سيبقى يعدّ تمريرات طالما هو على قيد التفرج . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف