فيروس كورونا أم الإنتحار العالمي
ما زالت الأحداث تتوالى حول إنتشار جائحة فيروس كورونا المستجد بين سكان الأرض من البشر تحديداً دون غيرهِم، ولعل من أبرز الأحداث الحالية هو سعي أغلب الدول إلى إنهاء حالة الإغلاق الكلي عن طريق التخفيف التدريجي للإغلاق على أمل أن يتم الوصول إلى طريقة ما تُمكن البشر من التعايش مع هذهِ الجائحة والقبول بالأمر الواقع مع أقل الخسائر الممكنة وذلك بعد ان تكبدت جميع الدول دون إستثناء الخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات جراء عملية الإغلاق الكُلي لجميع مظاهر الحياة في أغلب الدول وفي مُعظم المجتمعات البشرية وذلك على مدى شهرين من الزمان أو يزيد.
ففكرة التعايش مع وباء كورونا المستجد هذهِ لم تكن لتحدث لولا فشل جميع المختبرات والمعاهد الطبية حول العالم في إيجاد علاج رادع او لُقاح فعَّال يوقف هذا الوباء ويحدد من آثاره التدميرية على حياة الناس في العالم أجمع وذلك على مدى الخمسة أشهر الماضية والتي إصيب خلالها بهذهِ الجائحة ما يزيد عن الستة ملايين إنسان وتوفى ما يقارب عن الأربعمائة ألف، ولا ننسى الخسائر المادية المدمرة للإقتصاد العالمي.
والسؤال الذي يتردد هُنا هو هل مسألة التعايش مع فيروس الكورونا هي الخيار الوحيد أمام البشرية؟
وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم يتعايش سكان الأرض مع هذهِ الجائحة منذ البداية ولماذا أصروا من البدأ على تجنُّب مواجهة المرض في الإختباء في بيوتهِم ولم يتم إعطاء الناس فرصة كشعوب وإفراد ليحاولوا بوسائلهُم التقليدية إيجاد حل مناسب لهذهِ المُعضلة كلٌ على حِدة؟
هُناك من يقول بانَّ العزل الكُلي الذي تمَّ إتخاذهُ من قِبل أغلبية شعوب الأرض قد ساهم بطريقة ما او بأخرى في تخفيف حِدة إنتشار المرض وبالتالي تقليص عدد الإصابات والوفيات إلى أقل حدٍ ممكن، فإذا كان الأمر كذلك لماذا تراجعت المجتمعات عن إسلوب العزل الكلي الآن طالما الظروف لم تتغير ولم يتم طرح أي علاج شافي لوباء الكورونا المستجد او إيجاد أي لقاح فعَّال يوقف إنتشاره؟
والسؤال الأهم هو هل هُناك أي ضمانات حول التخفيف التدريجي للعزل الإجتماعي حتى لا تتضاعف أعداد المصابين والوفيات بهذا المرض؟ والجواب المعروف هو أنَّهُ لا يوجد أي ضمانات بهذا الخصوص والإعتماد كل الإعتماد على رحمة الخالق في كشف الضُر والبلاء عن سكان الأرض ولا شيء سواه.
ما نُريد أن نقولهُ هُنا هو أنَّ البشرية جمعاء عادت وتراجعت عن غرورها وكبريائها وإصرارها على الخطأ لترتمي بأحضان خالقها وربها مجدداً سائلة إياه أن يرأف بعبادهِ وأن يقيهِم شر الوباء والبلاء.
تبقى مسألة من لا ربَّ لهُ ولا دين يلجأ إليه وهُم الملحدون ومن يسير على وتيرتهِم وهُم كُثر في زماننا هذا وأغلبهُم من العلماء سواء كانوا أطباء أو غيرهِم من العاملين بالمختبرات الطبية وغيرها من المجالات العلمية المختلفة، فهؤلاء بقبولهِم لفكرة التخفيف من العزل الإجتماعي إنما يعلنونها صراحةً عن إستعدادهِم للإنتحار والموت بوباء الكورونا دون قيد أو شرط كنوع من الإستسلام والهزيمة المعلنة امام هذهِ الجائحة أو هذا الفيروس، وكأنهُم بذلك ينتظرون دورهُم في الإصابة بهذا الوباء فإما يعيشوا أو يموتوا، بمعنى آخر إن هؤلاء البشر قد فشلوا ويئسوا من المحاولة ووافقوا على الإنتحار ودعوا العالم إلى الإنتحار العالمي إن صح التعبير على الرغم من كون هؤلاء هُم أمل ورجاء العالم المُلحد الوحيد في الإنتصار على هذا الفيروس الذي مرغ أنف الملحدين واللادينيين إضافة إلى الربوبيين واللاأدريين بالتراب.
أعود وأكرر وأقول بأنَّ أمل البشرية الوحيد أمام أي جائحة او كارثة أو حرب زمصيبة حالياً او مستقبلاً هو في وحدة الجنس البشري بكل معنى الكلمة، والحكمة الوحيدة التي ممكن ان نستلخصها من وباء فيروس الكورونا هو حتمية وحدة الجنس البشري، والرسالة الأكيدة التي أراد الله العزيز القدير ان يرسلها مع هذهِ الجائحة هو أن الله خلقنا شعوب وقبائل لنتعارف وبعد التعارف يجب ان نتوحد، وكلما تأخرنا في إلإستجابة لأمر الله وحكمتهِ كلما إزدادت معاناتنا وكثرة مآسينا وتشتت شملنا وضاعت هيبتنا كمخلوقات بشرية امام سائر المخلوقات من حولنا.
على البشرية جمعاء ان تستفيق من غيبوبتها وتعي الأمور المحيطة بها على حقيقتها، الأمل كل الأمل بالله وحده لا إله إلا هو، فالله مولانا وهو نصيرنا في الدُنيا والآخرة، ولا امل يُرجى من ملحد متمرد على خالقهِ ومبدعهِ، فهؤلاء الملحدون إن نجحوا اليوم فسوف يفشلون غداً وإن نجحوا غداً فسوف يفشلون بعد غد، الفشل مصيرهُم لا محالة والتاريخ والحجارة وكل شيء في هذا الكون يؤكد لنا هذهِ الحقيقة الحتمية.
فمتى يعيها الإنسان بعد أن وعاها الحيوان والنبات والجماد في هذهِ الأكوان؟
والحمد لله رب العالمين وزالصلاة والسلام على سيد المُرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
رئيس إتحاد الأديان الإبراهيمية ضد الإلحاد
ما زالت الأحداث تتوالى حول إنتشار جائحة فيروس كورونا المستجد بين سكان الأرض من البشر تحديداً دون غيرهِم، ولعل من أبرز الأحداث الحالية هو سعي أغلب الدول إلى إنهاء حالة الإغلاق الكلي عن طريق التخفيف التدريجي للإغلاق على أمل أن يتم الوصول إلى طريقة ما تُمكن البشر من التعايش مع هذهِ الجائحة والقبول بالأمر الواقع مع أقل الخسائر الممكنة وذلك بعد ان تكبدت جميع الدول دون إستثناء الخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات جراء عملية الإغلاق الكُلي لجميع مظاهر الحياة في أغلب الدول وفي مُعظم المجتمعات البشرية وذلك على مدى شهرين من الزمان أو يزيد.
ففكرة التعايش مع وباء كورونا المستجد هذهِ لم تكن لتحدث لولا فشل جميع المختبرات والمعاهد الطبية حول العالم في إيجاد علاج رادع او لُقاح فعَّال يوقف هذا الوباء ويحدد من آثاره التدميرية على حياة الناس في العالم أجمع وذلك على مدى الخمسة أشهر الماضية والتي إصيب خلالها بهذهِ الجائحة ما يزيد عن الستة ملايين إنسان وتوفى ما يقارب عن الأربعمائة ألف، ولا ننسى الخسائر المادية المدمرة للإقتصاد العالمي.
والسؤال الذي يتردد هُنا هو هل مسألة التعايش مع فيروس الكورونا هي الخيار الوحيد أمام البشرية؟
وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم يتعايش سكان الأرض مع هذهِ الجائحة منذ البداية ولماذا أصروا من البدأ على تجنُّب مواجهة المرض في الإختباء في بيوتهِم ولم يتم إعطاء الناس فرصة كشعوب وإفراد ليحاولوا بوسائلهُم التقليدية إيجاد حل مناسب لهذهِ المُعضلة كلٌ على حِدة؟
هُناك من يقول بانَّ العزل الكُلي الذي تمَّ إتخاذهُ من قِبل أغلبية شعوب الأرض قد ساهم بطريقة ما او بأخرى في تخفيف حِدة إنتشار المرض وبالتالي تقليص عدد الإصابات والوفيات إلى أقل حدٍ ممكن، فإذا كان الأمر كذلك لماذا تراجعت المجتمعات عن إسلوب العزل الكلي الآن طالما الظروف لم تتغير ولم يتم طرح أي علاج شافي لوباء الكورونا المستجد او إيجاد أي لقاح فعَّال يوقف إنتشاره؟
والسؤال الأهم هو هل هُناك أي ضمانات حول التخفيف التدريجي للعزل الإجتماعي حتى لا تتضاعف أعداد المصابين والوفيات بهذا المرض؟ والجواب المعروف هو أنَّهُ لا يوجد أي ضمانات بهذا الخصوص والإعتماد كل الإعتماد على رحمة الخالق في كشف الضُر والبلاء عن سكان الأرض ولا شيء سواه.
ما نُريد أن نقولهُ هُنا هو أنَّ البشرية جمعاء عادت وتراجعت عن غرورها وكبريائها وإصرارها على الخطأ لترتمي بأحضان خالقها وربها مجدداً سائلة إياه أن يرأف بعبادهِ وأن يقيهِم شر الوباء والبلاء.
تبقى مسألة من لا ربَّ لهُ ولا دين يلجأ إليه وهُم الملحدون ومن يسير على وتيرتهِم وهُم كُثر في زماننا هذا وأغلبهُم من العلماء سواء كانوا أطباء أو غيرهِم من العاملين بالمختبرات الطبية وغيرها من المجالات العلمية المختلفة، فهؤلاء بقبولهِم لفكرة التخفيف من العزل الإجتماعي إنما يعلنونها صراحةً عن إستعدادهِم للإنتحار والموت بوباء الكورونا دون قيد أو شرط كنوع من الإستسلام والهزيمة المعلنة امام هذهِ الجائحة أو هذا الفيروس، وكأنهُم بذلك ينتظرون دورهُم في الإصابة بهذا الوباء فإما يعيشوا أو يموتوا، بمعنى آخر إن هؤلاء البشر قد فشلوا ويئسوا من المحاولة ووافقوا على الإنتحار ودعوا العالم إلى الإنتحار العالمي إن صح التعبير على الرغم من كون هؤلاء هُم أمل ورجاء العالم المُلحد الوحيد في الإنتصار على هذا الفيروس الذي مرغ أنف الملحدين واللادينيين إضافة إلى الربوبيين واللاأدريين بالتراب.
أعود وأكرر وأقول بأنَّ أمل البشرية الوحيد أمام أي جائحة او كارثة أو حرب زمصيبة حالياً او مستقبلاً هو في وحدة الجنس البشري بكل معنى الكلمة، والحكمة الوحيدة التي ممكن ان نستلخصها من وباء فيروس الكورونا هو حتمية وحدة الجنس البشري، والرسالة الأكيدة التي أراد الله العزيز القدير ان يرسلها مع هذهِ الجائحة هو أن الله خلقنا شعوب وقبائل لنتعارف وبعد التعارف يجب ان نتوحد، وكلما تأخرنا في إلإستجابة لأمر الله وحكمتهِ كلما إزدادت معاناتنا وكثرة مآسينا وتشتت شملنا وضاعت هيبتنا كمخلوقات بشرية امام سائر المخلوقات من حولنا.
على البشرية جمعاء ان تستفيق من غيبوبتها وتعي الأمور المحيطة بها على حقيقتها، الأمل كل الأمل بالله وحده لا إله إلا هو، فالله مولانا وهو نصيرنا في الدُنيا والآخرة، ولا امل يُرجى من ملحد متمرد على خالقهِ ومبدعهِ، فهؤلاء الملحدون إن نجحوا اليوم فسوف يفشلون غداً وإن نجحوا غداً فسوف يفشلون بعد غد، الفشل مصيرهُم لا محالة والتاريخ والحجارة وكل شيء في هذا الكون يؤكد لنا هذهِ الحقيقة الحتمية.
فمتى يعيها الإنسان بعد أن وعاها الحيوان والنبات والجماد في هذهِ الأكوان؟
والحمد لله رب العالمين وزالصلاة والسلام على سيد المُرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
محمد "محمد سليم" الكاظمي (المقدسي)
رئيس إتحاد الأديان الإبراهيمية ضد الإلحاد