فِي الْعَامِ 2017 تَحْدِيدًا فِي السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ مارِسَ،فِيمَا يَرْوِيهِ صَدِيقٌ لِي عَنْ رَحْلِه تَخْيِيم إلَى وَادِي جَنُوب الْأُرْدُن برفقه خَمْسَةً مِنْ أَصْدِقائِهِ،رُكِنت السَّيَّارَة وَحَمَلَت الْأَغْرَاضِ فِي الْأَيَادِي و عَلَى الظُّهُورِ مسافة مَا تَزِيدُ عَنْ كِيلُومِتر بَعْدَمَا باغتتهم الحُفر القابعة فِي الطَّرِيقِ كلائحة فسيفساء رَثَّة،أَذِنْت الشَّمسُ أَنْ تُعلن وقت المَغِيب نُصِبَت الخِيم بَعْدَ مَضِيِّ ساعةٍ من السَّيرِ،فِي قَعرِ وَاد مُظلِم مُوحِش لا أُنس فيهِ سِوَى خَمسَةٍ قَادتهُم رُوح المُغامرة المصحوبة بـ قِلَّة الخِبرَة للمكوث فِيه وَالنَّار تُأَجَّج لا نور نستمده مَنْ سِوَاها وثلاثة مصابيح صغيرة (لوكسات) نشعلهن عند الحاجةِ الضروريةِ خشية نَفَاذ البطاريات،فِي ظِلِّ هدوء المكان وسحره الخلاب هدأت النُّفُوس بعد عشاءٍ خفيف. جَلَسنَا ضحكنا وتسامرنا حَتَّى بُزُوغ القمر وادلهام الظَّلَام. كُلٌّ مِنَّا تَغفَل عيناه فِي الثَّانية خمس مرَّاتٍ كأنَّها تُشيد على رغبة الجسد بِمُطَالَبَة النَّوم مُنهكين جَرَّاء السَّاعات الطَّويلةِ على الطَّريقِ،ذهبت اعيينا في جولةٍ تفقُّديَّة تتفقَّد الجبال الّتِي تحتوينا بمنتصفها كحضن دافِئ سلطنا الضَّوء عليها-لا انسى جمال ذَاك المنظر وكأنَّها رحله فضاء في ساعات السحر- جُملت هذه اللَّوحةُ حِينَئِذ بِـ أَصوَات أقدام وحفيف الشَّجَر -إذ ما أصبحَ مرعباً- وعينان تلمعان على بُعد ثلاثين مِتر،دققنا النَّظر وأمعنا تسألنا هل هذا ذئب؟ وااااه مِن وَيلات النَّفس اضْطَرَبَت النُّفُوس وخفقت القُلُوب دَقّ نَاقُوس الخطر مَا نملك إلّا سلاح واحد يَا خرطوشي الجميل نَاهِيك عن ذِكر فاعليته الَّتِي تَقتَصِرُ على مسافةٍ قريبةٍ فقط !والزَّمن اللَّازِم لِإطلاق طَلقة مِنه وتعبأته بِأُخرى كافٍ لإجهاز وحش مُفترس عليك.
جلسنا نراقبه ونترقب لحظة هُجُومِه وانقضاضه عَلَيْنَا متسائلين هَل نَذْهَب إلَيْهِ أَمْ يَأْتِي إلَيْنَا؟وَبَعْدَ مُضِيِّ دَقَائِق مَرَّت كأنَّهُمَا سِنِين عِجَاف طِوَال اِختفى بَريق الأَعيُن، يا إلَهِي هل يَقتَرِب منَّا؟وجهنا الضَّوء للجهة المُقابَلَةِ مِنْ الجبلِ إذ بِعينين بارزتين تلمع، تشبثت يَدًا الأَمِير بالخرطوش أَكْثَر-مرتبكاً متلعثماً بِالكلام- كدتُ أَرَى حَدِيثُ النَّفسِ على محيى أصحابي متسائلة ملامحهم عَنْ السَّبَبِ الَّذِي أَتَى بِنَا إلى هُنَا؟وَيَا لَيْتَ لَو لَزِمَنَا البُيُوت، وكخطة بديهيَّة سريعة مَا الَّذِي سنفعله لو هوجمنا؟هَل سيبقى أحد ويهرُب أحد؟ولو هرب أحد فسيموت أَلفَ مَرَّةٍ في مِثْلِ هذا الجبل المُوحِش!لبثنا ساعات قليلة مِنْ الخَوفِ عَلِمْنَا بَعْدَهَا أن ما طوقنا كانت حمير بَرِّيَّة لا ذِئَاب ليأخذنا الضَّحِك المَمْزُوج بِعلامات استفهام وَحَمَلْنَا أَمْتَعْتَنَا عائدين إلى الدِّيَارِ حَامِلَيْن مَا تَبَقَّى مِنْ آثَارِ علامات الرُّعب داخلنا وَصَّلْنَا في تَمَامِ السَّاعَةِ الثانية عشر صباحا لِيَنَم كُلٌّ مِنَّا في حَضرَةِ أَمَان منزله.
جلسنا نراقبه ونترقب لحظة هُجُومِه وانقضاضه عَلَيْنَا متسائلين هَل نَذْهَب إلَيْهِ أَمْ يَأْتِي إلَيْنَا؟وَبَعْدَ مُضِيِّ دَقَائِق مَرَّت كأنَّهُمَا سِنِين عِجَاف طِوَال اِختفى بَريق الأَعيُن، يا إلَهِي هل يَقتَرِب منَّا؟وجهنا الضَّوء للجهة المُقابَلَةِ مِنْ الجبلِ إذ بِعينين بارزتين تلمع، تشبثت يَدًا الأَمِير بالخرطوش أَكْثَر-مرتبكاً متلعثماً بِالكلام- كدتُ أَرَى حَدِيثُ النَّفسِ على محيى أصحابي متسائلة ملامحهم عَنْ السَّبَبِ الَّذِي أَتَى بِنَا إلى هُنَا؟وَيَا لَيْتَ لَو لَزِمَنَا البُيُوت، وكخطة بديهيَّة سريعة مَا الَّذِي سنفعله لو هوجمنا؟هَل سيبقى أحد ويهرُب أحد؟ولو هرب أحد فسيموت أَلفَ مَرَّةٍ في مِثْلِ هذا الجبل المُوحِش!لبثنا ساعات قليلة مِنْ الخَوفِ عَلِمْنَا بَعْدَهَا أن ما طوقنا كانت حمير بَرِّيَّة لا ذِئَاب ليأخذنا الضَّحِك المَمْزُوج بِعلامات استفهام وَحَمَلْنَا أَمْتَعْتَنَا عائدين إلى الدِّيَارِ حَامِلَيْن مَا تَبَقَّى مِنْ آثَارِ علامات الرُّعب داخلنا وَصَّلْنَا في تَمَامِ السَّاعَةِ الثانية عشر صباحا لِيَنَم كُلٌّ مِنَّا في حَضرَةِ أَمَان منزله.