الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا أنا يا رب؟ بقلم: علي إبراهيم

تاريخ النشر : 2020-05-31
لماذا أنا يا رب؟ بقلم: علي إبراهيم
(أرثر آش) من أساطير التنس عبر التاريخ توفي عام 1983م بسبب مرض الإيدز الذي انتقل إليه بسبب دم ملوث أثناء إجرائه عملية جراحية بالقلب، وكان يتلقى قبل وفاته العديد من رسائل المواساة من جمهوره حول العالم، كان منها رسالة من أحد مشجعيه تحمل في طياتها "لماذا يختارك الله أنت بالذات لهذا المرض الخطير؟"، فكان رد (أرثر آش) عليه كذلك:
"هناك أكثر من 50 مليون طفل حول العالم يبدءون لعب التنس، منهم 5 مليون يتعلمون اللعب بطريقة صحيحة، من بين كل هؤلاء يوجد 500 ألف يتعلمون لعب التنس بطريقة احترافية، منهم 50 ألف يلعبون في ملاعب التنس للمحترفين، ومن بين كل تلك الأعداد يوجد 5 ألاف فقط يتمكنون من اللعب في البطولات الكبرى، ويصل إلى بطولة (جراند سلام) 500 فقط ، ليصل منهم 50 فقط إلى بطولة (ويمبلدون) للتنس، ويصل إلى الدور قبل النهائي 4 ، والدور النهائي 2 فقط، وواحد فقط من يحمل الكأس، وحينما حملت الكأس لم أسأل الله لماذا اخترتني أنا دونًا عن الـ 5 مليون لأفوز بالبطولة، واليوم وأنا في مرضي وعلى فراشي لا ينبغي لي أن أسأل الله لماذا أنا يا رب؟".
هذا هو الصبر على البلاء في أعظم صوره، أن يحمد الإنسانُ اللهَ في سرائه قبل ضرائه، وفي اليسر قبل العسر، وعَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ، وليس للإنسان خيار إلا الصبر على البلاء فذلك الأفضل له، فإن الجزع على البلاء لا يفيد بل يضر، وكما ذكر ابن القيم أن المصائب التي تحل بالعبد وليس له حيلة في دفعها كموت من يعزُّ عليه، وسرقة ماله، ومرضه، فإن للعبد فيها أربع مقامات، أحدها مقام العجز وهو مقام الجزع والشكوى والسخط، وهذا ما لا يفعله إلا أقل الناس عقلاً ودينًا ومروءة، والمقام الثاني مقام الصبر إما لله وإما للمروءة الإنسانية، والمقام الثالث مقام الرضا وهو أعلى من مقام الصبر، وفي وجوبه نزاع، والصبر متفق على وجوبه، والمقام الرابع مقام الشكر وهو أعلى من مقام الرضا؛ فإنه يشهدُ البليةَ نعمة، فيشكر المُبْتَلي عليها.
ونحن في هذه الدنيا نُبتلى ما نُبتلى من الآلام والمصائب ، فيصيب النفسَ ما يصيبها من العلل والأدواء والهموم والغموم والأحزان التي لربما تكسرها، وكما نرى فما من أحدٍ في هذه الحياة إلا والمعاناة رفيقته، فمنهم مقلٌّ ومنهم مكثر، فمن الناس من يُبتلى في بدنه، ومنهم من يبتلى في ماله، ومنهم من يبتلى بحبيبٍ وعزيزٍ وغالٍ عنده.
تنظر إلى حال امرأة محزونة؛ لأنها لا تنجب، وأخرى قلقة مشغولة؛ لأن صغارها قد أزعجوها، وذاك شقيٌ بامرأةٍ لم يوفق معها، وتلك قد ابتليت بزوجٍ أشقاها، وأتعسها.
ويموت الإنسان فيبكي عليه أهله ويحزنون، أو يذهبون من بين يديه واحدًا تلو الآخر، ويتجرع أحزانهم حيناً بعد حين " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، فذلك هو الأجر الإلهي الذي وعد الله به الصابرين على المصائب.
وهذه الأمور وكثرة الأشغال وما حدث في الحياة من التعقيدات، كلُّ ذلك صار يصب في النفس همًّا مما يتخوفه الإنسان في مستقبله، وهو ما قد يعبر عنه بالقلق، ولربما احترَّت نفسه، وأصابه الحزن بسبب أمرٍ انقضى؛ فيعيش في غم وانكسار نفسٍ وضيقٍ وحزن.
وهذه الأحزان إذا تكاثرت وتعاظمت وتتابعت على القلب فإنها تضعفه وتفسده، ولهذا فهي لا تكون محمودة بأي حالٍ من الأحوال إلا إذا كان ذلك من الإشفاق من الدار الآخرة، أما الحزن على أمورٍ قد انقضت وانتهت فإن ذلك يضر الإنسان لا ينفعه، ويصير قلب هذا الإنسان معطلاً إذا كان محزونًا وتتابعت عليه الأحزان لا ينتفع به في شيءٍ من عمل الدنيا ولا أمر الآخرة فيتفرق عليه قلبه وتنثني عزائمه، ويكون هذا الإنسان ليس له شأن إلا أن يذرف الدموع، وينعصر قلبه على ما حل به ونزل فتكون الندامة.
يجب على الإنسان حينما يحل به بلاء من الله أن يتذكر بأن الله رحيم به، فكل بلاء يوجد ما هو أشد منه بلاءًا، وأن الله قد ابتلاه بلاءًا يسيرًا إذا ما قورن بالبلاء الأعظم وهو البلاء في الدين، فكل بلاء يعوض، فإن كان بلاءًا في المال فقادر الإنسان على تعويضه، والبلاء في الولد كذلك، حتى البلاء في صحة الأبدان، ونرى حينما مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه "اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت؛ أخذت عضوًا وأبقيت لي أعضاءًا، وأخذت ابنًا وأبقيت لي أبناءًا.
الحمد لله في كل الأحوال وعلى كل الأحوال.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف