الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف يمكن أن نتقبل الموت بنفس مطمئنة؟!بقلم:محمود شاهين

تاريخ النشر : 2020-05-30
شاهينيات 1444
يورطنا الصديق الأستاذ أحمد ماضي استاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية وعميد كلية الدراسات العليا سابقا، بأسئلته الفلسفية على صفحته في الفيس، ورأيه في موضوعها ، ليترك الأصدقاء يدلون بآرائهم فيها . هذا اليوم كان موضوعه عن الموت أكبر ما يقلق الانسان في حياته ، أورد فيها عبارة مقتبسة تصويرا، هي على الأغلب للامبراطور الروماني الفيلسوف ماركوس اوريليوس (121-180م) فلم يذكر الأستاذ أحمد اسم الفيلسوف ، غير أنه أرفق صورة أخرى لغلاف كتاب لجورج العزيزات يتحدث عن تأملات الفيلسوف المذكور. ومن الجدير بالذكر أن أوريليوس من أول الفلاسفة الذين أعادوا الوجود إلى الطبيعة ، وجاء بعد ذلك بقرون الراهب والفيلسوف والفلكي الإيطالي: " جيوردانو برونو" ( 1548- 1600) ليعلن أن القائم بالخلق طاقة خلاقة لا نهائية سارية في الكون والكائنات، وهو ما نسير عليه نحن في نهجنا. وفيما يلي كلمة الأستاذ أحمد وتعقيبي عليها :
"هل ثمة شخص يرحب بالموت إذا ما داهمه؟ أشك في وجود مثل هذا الشخص، إلاإذا كان يعاني جدا من أمراض مزمنة، لا تحتمل ولا تطاق،فلربما يتمنى الموت،وأخص الموت الرحيم،إذا كان قانون بلاده يسمح بذلك،وذلك لأنه يخشى الإقدام على الانتحار، لسبب أو لآخر.
إن الموت مكروه جدا،ويتمنى الإنسان بعده،إلا إذا أراد أن يضحي بنفسه، إجلالا لقضية تستحق بنظره الرحيل من أجلها.
ما لنا، إن الموت قادم، بصرف النظر عن رأينا فيه،عاجلا أم آجلا، وعلينا أن نتذكر دائما أن الإنسان كائن فان، وليس خالدا.
دعونا نتعرف إلى رأي أحد الفلاسفة في الموت:
" لا تلعن الموت بل استقبله هاشل باشا . كأن الطبيعة أرادته. لأن انحلال كياننا هو عمل طبيعي كالشباب والشيخوخة والنمو والبلوغ وظهور الأسنان ، فيجدر بالعاقل ألا يظهر للموت خوفاً ولا احتقارا ولا حقداً ، بل عليه أن ينتظره كأنه عملية من عمليات الطبيعة"
وفيما يلي تعقيبي:
قد يتقبل الانسان الموت حين يدرك أن جسده مكون من مادة وطاقة ، وأن الطاقة لا تفنى ولا تزول، وأن في موته عودة إلى الأصل ، أي إلى الطاقة الكونية العاقلة القائمة بالخلق،ليتحد معها ويكون مشاركا في عملية الخلق ، وبمعنى ديني ، العودة إلى الألوهة التي جئنا منها ، لنعمل ما تعمل ونحب ما تحب ، ونرى ما ترى ،ونتمتع بما تتمتع به ، ونحزن على ما يحزنها ، لن ندرك أنفسنا حينذاك بل ندرك الألوهة نفسها! وما تعنيه !وبمناسبة الحديث عن الطاقة ، يقول ميشيو كاكو في كتابه فيزياء المستحيل : " إن أعظم مخزون للطاقة ( الكونية ) في الكون بكامله هو الفراغ الذي يفصل بين المجرات في الكون " ص( 305) وفي هذا الكلام أكبر دليل على أن الطاقة لا تفنى ، بل تتجدد باستمرار، ولو أن الميت يفنى بفناء جسده ، لنقصت الطاقة في الكون ، وانتهت الحياة . ينطبق هذا الكلام على كل ميت وكل فان مادي مهما كان. لكن ، ثمة سؤال قد يتبادر إلى الذهن : هل يتساوى في ذلك الصالح مع الطالح ؟ أكيد لا ، فإذا كان في الأمر ألوهة حسب تصورنا فلن تشمل إلا الصالحين من البشر، أما الآخرون فسيكونون مجرد طاقة تساهم في اغناء الطاقة والمادة المتحولة عنها دون أن تدرك وجودها! يعني المسألة كمفهوم الجنة والنار في المعتقدات الدينية ، فثمة من يكون في الألوهة بكمالها، وثمة من يكون خارجها .. فكونوا صالحين ومحبين للخير والعدل والجمال ، لتتحدوا بالألوهة بعد الموت. إن مسألة الإيمان بالاعتقاد في هذه المسألة في غاية الأهمية ، فدون إيمان لا يمكن الإطمئنان إلى استقبال الموت. فالمؤمن حسب المعتقدات الدينية السماوية الذي يؤمن بوجود خالق لديه جنة ونار ، وأن المؤمن الصالح سيذهب إلى الجنة ليعيش في نعيم مع حور العين ، بينما يذهب الطالح إلى النار، هو ما يدفعه إلى استقبال الموت بقدر ما من الطمأنينة وراحة النفس ، بغض النظر عن وجود هكذا خالق وهكذا نهاية ، لذا فالإيمان بالاعتقاد الطاقوي ، والعودة إلى ألوهة طاقوية هو مسألة ضرورية للغاية لتقبل بالموت برحابة صدر . ولننظر إلى المتصوفة الذين يعتقدون بالاتحاد بالألوهة بعد الموت كيف يستقبلونه بطمأنينة ، فالحلاج تقبل صلبه وتقطيع أوصال جسده ، لإيمانه الذي لا يتزعزع بأنه ذاهب إلى الله أو حتى أن الله قائم فيه ، وأنه لم يمت رغم تقطيع أوصاله !!
محمود شاهين 29/5/2020
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف