
قــــــــراءة-مستعجلة-في..جدليّة العشق والانعتـاق..في-شعر-الشاعرالتونسي المتألق..-د-طاهر مشي
-يقول أحد الشعراء:«ان الشاعر يكتب نصه لحظة كتابة النص غير مدفوع بفكرة..مسبقة بل الفكرة تولد اثناء النص..فلا وجود سابق للفكرة..قبل ان تخرج من رحم النص..؟!».
تصدير:إن النص الأدبي يمكن أن يقرأ قراءات متعددة بالنظر الى الخصوصيات النفسية والاجتماعية والمعرفية التي تميز قارئا عن قارئ آخر،ولذلك تتباين مستويات القراءة وتتعدد من حيث العمق تبعا لخبرة القراء وأساليبهم،حتى قيل إن هناك عددا من القراءات يساوي عدد القراء 20 ثم إن القارئ الواحد سيقرأ النص الواحد قراءات مختلفة بالنظر الى أحواله المختلفة النفسية والاجتماعية والمعرفية فهو في هذه القراءة ليس هو في تلك القراءة للنص نفسه تبعا للمقولة الشائعة: «أنا الآن..لست أنا بعد لحظات». إن القراءة مستويات كما القراء أنفسهم مستويات فعلى رأي «اسكاربيت R. Escarpil» توجد: القراءة العارفة...والقراءة المستهلكة:(1) وهذا يحيل إلى إن معنى النص متعدد بتعدد تجارب ومحاولات القارئ في فهمه وتحليله وتفسيره،وكذلك باختلاف المناهج وزوايا الرؤى التي تطالعه.."
..يعيش الحياة في أقسى تقلباتها..فيعاركها بصبر وعزم وثبات..حياته -قصيدة..لم تكتَب بعد-..و-القصيدة- بالنسبة إليه حياة..يعيد تشكيلها..ترميمها..
أتعبته الحياة ولم يتعب..ومازال متمسكا بالقلم يكتب..لايساير(الموضة)..ولا(يجرب)..يكتب ما يعيشه..يعيش ما يكتب..الحياة تمثل له الصبر،التحدي،المغامرة والإكتشاف..هوذا-د-الشاعر العالمي طاهر مشي كما عرفته..
ليسمح لي-القارئ-أن أقصّ عليه رحلتي مع الكاتب/الشاعر المتميز طاهر مشي: منذ -زمن ليس ببعيد-وأنا أتحيّن الفرصة للتفرّغ لقراءة أعمال-هذا الشاعر العظيم-أقول هذا الشاعر-التونسي-الذي يحفر إسمه بالذاكرة الثقافية التونسية ببراعة واقتدار،حتى وقعت عيناي على معظم قصائده أثناء تصفحي مكتبة البيت،تناولت إحدى قصائده الأولى التي لم أعد أذكر-عنوانها-رغم جودتها الفائقة،وأخذت مجلسي وشرعت بالقراءة،ووجدتني أقرأها بنهم بالغ،وعناية شديدة،وزاد فضولي بأن أقرأ ما كتب هذا الشاعر التي عبرت قصائده -الأبيض المتوسط-دون-تأشيرة-ولا إجراءات جمركية صارمة-،وبالفعل بدأت بالبحث عن-قصائد الطاهر مشي-،فقرأت جلها..وقد أدهشني ما وجدت وأعجبني ما قرأت فأنخرطت معه-دون وعي مني-في الرقص على الكلمات ..
فمن ينضمّ إلى جوقتنا الراقصة..وأعده بمتعة عذبة..مشتهاة..
إذا اعتبرنا الخيال عند افلاطون هو الجنون العلوي وان الشعراء متبعون وان الارواح التي تتبعهم قد تكون خيرة او شريرة،لكن أرسطو هو الذي اعترف لصاحب الحرف في قوة الخيال وبالمكانة اللائقة به واثنى على قدرته في المجاز واعتبر الخيال قوة وطاقة ضرورية في القول الشعري،فحين نتعمق في بعض نصوص الشاعر التونسي-طاهر مشي-تنتابنا رعشة-خفيفة-لا ندرك سببها..وفي أغلب الظن نجد أنفسنا امام ثنائية المجاز والعشق والغرام..الذي دلت عليه عنواين القصائد،فالشعر لا يعتمد على التوصيل فحسب،بل يسعى الى الجمالية اذ ترتفع بالذات الشاعرية عند "الطاهر" بلغة رشيقة ،وصور رامزة ،وايحاءات كامنة في دلالات لا تخلو من فيض الاحاسيس والرؤى والخيالات القلقة التي تشير ولا تفصح ،والمدرك منها يكفي لفهم ابعاد الرؤيا وتحسس ما هجست به وعنه في معادلة بالغة العمق جوهرية الدلالة ..
هو شاعرمتمرد وثائر يوشوش للغيم ويغني للسماء..يكتب الشعر بانفاس حارة واسئلة عميقة عن ماهية الجسد والروح..شاعر-على قلق كأنّ الرّيح تحته-شاعر من الزمن الجميل مصلوب على حافة الشوق يشتعل كشعاع الشمس في خمرة البح،يبوح في الحب رغم الغلاف التابوي المسلط على عناق الحب بسيف الخطيئة والقبيلة..
نعم نصوص حارة بلغتها وبأسئلتها الكبرى والحزينة وحروف خفيفة ومشتعلة كاشعة الشمس..
لغة متقنة وبلاغة صاخبة تزف الهوى على اجنحة الغمام،يكتب بضوء القمر ما تعثر من وجد في طوق اليمام،ويغزل من سنابل وطنه ومن هذا السكون قصائد عشق صامتة رغم بوحها في اوردة الروح،فيسيل الحبر الاحمر على قراطيس العشق المباح في الخطى السماوية،ويحكي للعابثين بالحب،وللراقصين على الجمر بأن العشق كذب ان لم أمن بمن سواك..هو لا يريد اني يدفن هذا الحب في طين الجاهلية في التوابيت،فهو لايخجل من ضوء الشمس..ويغزل الفجر لحنا ويطرّز المغيب وردا..
ألف تحية لسيد الشهب وشرفة الفجر..وربى قرطاج..وهضاب سيدي بوزيد التي أنجبته ذات زمن موغل في الدياجير..فأستلّ-قلمه-من غمده-وقاتل الدجى بجسارة من لا يخشى..لسعة الجلاّد..
قبعتي-يا طاهر-لم تعد-يا طاهر-تعيش القلق..ولم يعد القلق يؤرقك أو يقض مضجعك..
من الطّبيعي أن يوجّه المبدع اهتمامه الوجداني و الفكري للجانب الذي يجيده و الذي يرضيه،و من الطّبيعي أيضا أن يتعامل القارئ مع الإبداع الذي يتواجد بين يديه من حيث المعنى و المبنى و الجرس الموسيقي فيستسيغ بعضها أو كلّها..
وأنا عندما أتجوّل في قصائد الشاعرالتونسي المتألق (طاهر مشي) انبهر لروعة الكلمات و عمق المعاني و جمال النّظم و أراها شمعات متوهّجة..
هو ينطق بكلّ مفردات الفنّ الجميل من حبّ و صدق و إحساس،و بكلّ تقنيات النظم في أرقى المستويات-نقرأ هذا الشاعر الفذ-و نعيشه ونحسّه و نجده اتّساع البحر وانسياب النّهر و شذى العطر.. عرفته إنسانا ودودا،دافئا مبتسما،شاملا يعيش اليوم والأمس زمنه و الزّمن الجميل .. يعيد الروح للضّاد بفضل ما ينطق به و ما يكتبه من مفردات اللّغة الجميلة ..و شاعر مبدع يطلّ من خيوط شمس-تونس الخضراء-ويغزل الحروف بنبض من حرير ،ونهر متدفق العطاء،نرشف منه الزّلال..و فكرا و وجدانا يضيء الدّرب للباحثين عن الكلمة الرائعة والإحساس الصّادق،وله قصائد شعرية متعددة اختلفت متونها ومضامينها الإبداعية فهو يكتب بكل الموضوعات الوجدانية والغزلية حيث في أشعاره نجده أحيانا مشرقا وضّاءا،و أحيانا مهموما بقضايا الوطن و الأمّة و المجتمع زيادة على-همومه الشّخصية-التي يكتمها في دواخله-بصبر الأنبياء-ويفجّرها على بياض صفحاته..
و رغم كلّ هذا فهو يحمل الورد بين ثنايا السّطور ليعبق الجوّ بأريج الحبّ و التفاؤل ،و يكتب بأسلوب زاخر بالصّور المتنوّعة سمته صدق شعوري و إحساس فيّاض يشعرك بحبّ الحياة واستمرارها..
إن نصوص الشاعر (طاهر مشي) تمتلك حريتها المطلقة ولا تسمح لأي ثقل معرفي أن يفرض حضوره على نظامها اللغوي،أو تشكيلاتها البنائية والجمالية ..
نراها في غاية البساطة والشفافية..وهنا يكمن سرّ قوتها صلابتها وانفتاحها على التأويل مما يجعل متلقيها غير ملزم بفرض منهج نقديٍ عليها..أواللجوء إلى قوانين التنظير الأكاديمي الذي يلقى في قاعات الدرس ..إنها نصوص لا تقف عند حد ملزم للفهم ..بل تنفتح على أكثر من جهة وفقا لرهافة ذائقة متلقيها وحسه الجمالي..
وهذا -رائعة-من روائعه التي أبهرتني:
"مَا أَجْمَل فَتَاتي حينَ الشَّوْق يُدَاعبُها..
تَدْنُو من الرُّوح وَالوَجْد يُنَاظرُها
تُدَاعب نَسَمَات الهَوَى وَ بحُرُوفى أَوْصفُها
تُعَاند البُعد وَتُرْسل أَطْيَاف من خَوَاطرُها
فَهَل تَصل الأَشْوَاق يَا مُعَذّبَتي ؟؟؟
وَيَرُوم النَّبْضَ وسَادَة الوَجْد يَسْكُنها
تَنْهَمر العَبَرَات عَلَى جَنَاح المُنَى وَتَرْسُم العشْق الدَّفين عَلى رُوح هَاجرُها
يَحْتَدّ الصّرَاع بَيْن هَذَا وَذَاكَ..
وَتَعْزف الأَطْيَارَ تَرَاتيل عشْق غَادرُها وَتَتُوه الأَلْبَاب منْ وَقع الهَوَى
وَتَعيش الأَحْزَان وَالوَجْد سَايَرَهَا
هَل سَتَتُوب يَا فُؤَادي عَن الجَوى ؟؟
أَمْ هَائم في مُدُن هيَّ مَسْكَنُها
يَا جَميلَة القَلْب يَا عَبَق الصَّفَى رَسَمْتك أَطْيَافا وَ في الحُلْم أَرْقُبُها
كَانَتْ تُدَاعب بالقُرب أَرْجَائي..
وَاليَوْم سَبَّاح في البَحْر أَنْحَبُهَا
أُسَافر بَيْنَ طَيَّات السَّرَاب لَعَلّ الشّوْق في الأَعْمَاق يَسْكُنها..
وَتَفْرَح بَعْدَ الغيَاب حَبيبَتي وَتُعَانق الشّرْيَان مَوْصلُها..
(طاهر مشي)
قرأت هذا النص الجميل الراقي(مَا أَجْمَل فَتَاتي..حينَ الشَّوْق يُدَاعبُها..) للشاعر التونسي المبدع -طاهر مشي-أكثر من مرة،لأنني تفاعلت مع كل حرف من حروفه ،لما يحمله من أحاسيس فياضة وجياشة،وما فيه من نبض قلب،وشهقة روح،وأنفاس شاعرة رشفت الحب والعشق من أحلى كأس..الحب الطاهر العفيف،والعشق الوجداني النقي،حيث يناجي الحبيبة ربيع العمر،وسلوى الفؤاد،وحياة الروح بأحلى الكلام.-إني أراه-يبوح بخلجاته ومشاعره بكل صدق ورهافة وشفافية وعفوية. وهذا النص لا يختلف عن نصوصه الأخرى المنشورة،فهي تراتيل غزل،وأناشيد حب،وترانيم فرح،وقصائد عاطفية رقيقة وشفافة بمعانيها وصورها الفنية الواضحة الساحرة بجمالياتها وايحاءاتها وتداعياتها،وتعكس كلماتها نبضات وجدانه على تقاسيم خواطره ومواقع حسه،فتأتي ألفاظها ومعانيها سهلة،منسابة،سلسة،متدفقة،بعيدة عن الافتعال والتحذلق والتكلف والتصنع.. في كلّ هذا المشهد الشعري العشقي البهيج يبرز الشاعر التونسيّ/العربي--د-طاهر مشي-حالما يتجلّى شعرا وعشقا ليصدح شدوا شعريّا جميلا نابضا..كأنّ هذا العشق قدر مقدور لا فكاك منه إلا بالوقوع فيه ..
-د-طاهر مشي- شاعرناعم رقيق وبارع،يبهرنا ببوحه الأنيق،ويكتب بلغة رشيقة باذخة، تمتص من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر والبيان،فتدغدغ المشاعر وتلامس شغاف القلوب دون أن تحتاج الى جواز مرور.وهو يتميز في سبك القصيدة،وتنويع القوافي الندية،ويجيد ايما اجادة فن اغواء الحرف. وغني عن القول،أن-طاهر مشي-ملهم يرسم الورد بالكلمات، صوره الشعرية فاتنة ومبتكرة،وموسيقاه الداخلية هادئة تعانق الروح،وشاعرمهذب يعرف كيف يداعب الكلمة ويخيطها ويخلع عليها صفات الامتياز،..قصائد عذبة،رقيقة أنيقة حسًا ومعنى،ومن دوحة الشعر السهل الممتنع.فله باقات حب وحبق،واسمى معاني التقدير لحروفه الحريرية..
ختاما،حاولت قبل قليل أن ألفت الأنظار إلى جماليات تضمنها تشكيل لشاعرحقيقيي (طاهر مشي) استطاع أن يصنع لنفسه مكانا بين الكبار وما ذاك إلا بتوفره على موهبة شعرية أصيلة وذائقة اكتسبها من تكوينه الإبداعي المتراكم عبر سنوات طوال من الزمن،فكل الدلائل في نصوصه تشي بذكاء حاد يساعد على صيد اللحظة الشعرية وقولبتها في القالب الجمالي لتكون الدهشة والإمتاع تحصيل حاصل..
وهذا النص لا يختلف عن نصوصه الأخرى المنشورة،فهي تراتيل غزل،وأناشيد حب،وترانيم فرح،وقصائد عاطفية رقيقة وشفافة بمعانيها وصورها الفنية الواضحة الساحرة بجمالياتها وايحاءاتها وتداعياتها،وتعكس كلماته نبضات وجدانه على تقاسيم خواطره ومواقع حسه،فتأتي ألفاظه ومعانيه سهلة،منسابة،سلسة،متدفقة،بعيدة عن الافتعال والتحذلق والتكلف والتصنع.. في كلّ هذا المشهد الشعري العشقي البهيج يبرز الشاعر التونسيّ- طاهر مشي- شامخا،حالما يتجلّى شعرا وعشقا،ليصدح شدوا شعريّا جميلا نابضا..كأنّ هذا العشق قدر مقدور لا فكاك منه إلا بالوقوع فيه ..
حيني يكتب (طاهر) في وطنه ينهمر غيث دموعه فوق أوراقه دما ودمعا..
(ومضات عشقية..في سماء الوطن..)
"سيحيا النبض رغم الوهن وسنوصد أبواب الحرمان،ونروي بدمائنا كل عطشان،مادام في شعبي وفاء وفيه صدق وإخاء،ستحلق الطيور يوما شادية يا عزة الأوطان يا شموخ الصابرين يا حياة العز يا نصرا مبينا..سنروي الزهور وتفوح العطور ونجبر المكسور،فحواء لا تزال تنجب صناديد على مر العصور،سنرميهم بنار ونترك أجسادهم دمارا،وفي ذات شتاء أو خريف نمسح وصمة العار،وتعود العروبة للديار،وتعم الأفراح أراضينا وتتعالى الزغاريد من كل دار،سيحيا النبض يوما ويرحم الله من صدوا أعداء الوطن،وتزول كل المحن والشدائد..
لست أحلم،لكنه الإيمان الأكثر دقّة في لحظات التاريخ السوداء..من حسابات الطغاة والآفاقين.." (ط-مشي)
وبين ضحكاته المتقطّعة من ذكريات مرّت انه يحب ناسه ووطنه حيث يعيش بين الضلوع..وخلف الشغاف،انه عالمه الكبير الذي لاتخوم له ،يبكي فيه مرّة ويضحك أخرى حتى يظنّ من يلامسه عن قرب انه مجنون بحب الوطن..
..وأحياناً أخرى تجد في داخل نفسه -طفل يافع- يحمل حكمة الكبار والحب،وآلام خفية من إرهاصات إنسانيّة لا يتحمّل ثقلها ،فيبكي-بصمت-حتى لا يخرج عن مألوف الرجال وجميل صبرهم، ليخفف ذلك الألم،يظنّ أنّ البكاء سينفض من ظهرالمتهالك هذا الحمل الثّقيل ..
أقرّ أنّه يرسم في كتاباته لوحة فنية أشكّ أحياناً أنّها تكتب بفرشاة وألوان وليس بكلمات-هو طفل-في نص،و-شاعر-ناضج بنص آخر.
على سبيل الخاتمة:
--د-طاهر مشي-شاعر ناعم رقيق وبارع،يبهرنا ببوحه الأنيق،ويكتب بلغة رشيقة باذخة،يمتص من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر والبيان، فيدغدغ المشاعر ويلامس شغاف القلوب دون أن يحتاج الى جواز مرور.وهو يتميز في سبك القصيدة،وتنويع القوافي الندية،ويجيد ايما اجادة فن اغواء الحرف.
وغني عن القول،أن -طاهر مشي-ملهم يرسم الورد بالكلمات،صوره الشعرية فاتنة ومبتكرة،وموسيقاه الداخلية هادئة تعانق الروح،وشاعر-كما أسلفت-مهذب يعرف كيف يداعب الكلمة،يراقصها ويخيطها ويخلع عليها صفات الامتياز،فتغود بين أنامله أنيقة حسًا ومعنى،ومن دوحة الشعر السهل الممتنع.
فله مني-للمرة الأولى بعد الألف-باقات حب وحبق،واسمى معاني التقدير لحروفه الحريرية
حاولت قبل قليل أن ألفت الأنظار إلى جماليات تضمنها تشكيل لشاعرحقيقي استطاع أن يصنع لنفسه مكانا بين الكبار،وما ذاك إلا بتوفره على موهبة شعرية أصيلة وذائقة اكتسبها من تكوينه الإبداعي المتراكم عبر سنين طوال ،فكل الدلائل في نصوصه تشي بذكاء حاد يساعد على صيد اللحظة الشعرية وقولبتها في القالب الجمالي لتكون الدهشة والإمتاع تحصيل حاصل.
أتمنى ان اكون قد تناولت ولو جزءا من أبعاد المشهد الشعري للشاعر-طاهر مشي-، وقربت الفكرة الأساس من القارئواستسمح السيد الشاعر-الطاهر-في هذه القراءة المستعجلة ..فأنا-مثله تماما-كما قال المتنبي: قلق..كأنّ الرّيح تحتي..
تحياتي وتقديري..
محمد المحسن
1-بشير برير،«النص الأدبي وتعدد القراءات»
-يقول أحد الشعراء:«ان الشاعر يكتب نصه لحظة كتابة النص غير مدفوع بفكرة..مسبقة بل الفكرة تولد اثناء النص..فلا وجود سابق للفكرة..قبل ان تخرج من رحم النص..؟!».
تصدير:إن النص الأدبي يمكن أن يقرأ قراءات متعددة بالنظر الى الخصوصيات النفسية والاجتماعية والمعرفية التي تميز قارئا عن قارئ آخر،ولذلك تتباين مستويات القراءة وتتعدد من حيث العمق تبعا لخبرة القراء وأساليبهم،حتى قيل إن هناك عددا من القراءات يساوي عدد القراء 20 ثم إن القارئ الواحد سيقرأ النص الواحد قراءات مختلفة بالنظر الى أحواله المختلفة النفسية والاجتماعية والمعرفية فهو في هذه القراءة ليس هو في تلك القراءة للنص نفسه تبعا للمقولة الشائعة: «أنا الآن..لست أنا بعد لحظات». إن القراءة مستويات كما القراء أنفسهم مستويات فعلى رأي «اسكاربيت R. Escarpil» توجد: القراءة العارفة...والقراءة المستهلكة:(1) وهذا يحيل إلى إن معنى النص متعدد بتعدد تجارب ومحاولات القارئ في فهمه وتحليله وتفسيره،وكذلك باختلاف المناهج وزوايا الرؤى التي تطالعه.."
..يعيش الحياة في أقسى تقلباتها..فيعاركها بصبر وعزم وثبات..حياته -قصيدة..لم تكتَب بعد-..و-القصيدة- بالنسبة إليه حياة..يعيد تشكيلها..ترميمها..
أتعبته الحياة ولم يتعب..ومازال متمسكا بالقلم يكتب..لايساير(الموضة)..ولا(يجرب)..يكتب ما يعيشه..يعيش ما يكتب..الحياة تمثل له الصبر،التحدي،المغامرة والإكتشاف..هوذا-د-الشاعر العالمي طاهر مشي كما عرفته..
ليسمح لي-القارئ-أن أقصّ عليه رحلتي مع الكاتب/الشاعر المتميز طاهر مشي: منذ -زمن ليس ببعيد-وأنا أتحيّن الفرصة للتفرّغ لقراءة أعمال-هذا الشاعر العظيم-أقول هذا الشاعر-التونسي-الذي يحفر إسمه بالذاكرة الثقافية التونسية ببراعة واقتدار،حتى وقعت عيناي على معظم قصائده أثناء تصفحي مكتبة البيت،تناولت إحدى قصائده الأولى التي لم أعد أذكر-عنوانها-رغم جودتها الفائقة،وأخذت مجلسي وشرعت بالقراءة،ووجدتني أقرأها بنهم بالغ،وعناية شديدة،وزاد فضولي بأن أقرأ ما كتب هذا الشاعر التي عبرت قصائده -الأبيض المتوسط-دون-تأشيرة-ولا إجراءات جمركية صارمة-،وبالفعل بدأت بالبحث عن-قصائد الطاهر مشي-،فقرأت جلها..وقد أدهشني ما وجدت وأعجبني ما قرأت فأنخرطت معه-دون وعي مني-في الرقص على الكلمات ..
فمن ينضمّ إلى جوقتنا الراقصة..وأعده بمتعة عذبة..مشتهاة..
إذا اعتبرنا الخيال عند افلاطون هو الجنون العلوي وان الشعراء متبعون وان الارواح التي تتبعهم قد تكون خيرة او شريرة،لكن أرسطو هو الذي اعترف لصاحب الحرف في قوة الخيال وبالمكانة اللائقة به واثنى على قدرته في المجاز واعتبر الخيال قوة وطاقة ضرورية في القول الشعري،فحين نتعمق في بعض نصوص الشاعر التونسي-طاهر مشي-تنتابنا رعشة-خفيفة-لا ندرك سببها..وفي أغلب الظن نجد أنفسنا امام ثنائية المجاز والعشق والغرام..الذي دلت عليه عنواين القصائد،فالشعر لا يعتمد على التوصيل فحسب،بل يسعى الى الجمالية اذ ترتفع بالذات الشاعرية عند "الطاهر" بلغة رشيقة ،وصور رامزة ،وايحاءات كامنة في دلالات لا تخلو من فيض الاحاسيس والرؤى والخيالات القلقة التي تشير ولا تفصح ،والمدرك منها يكفي لفهم ابعاد الرؤيا وتحسس ما هجست به وعنه في معادلة بالغة العمق جوهرية الدلالة ..
هو شاعرمتمرد وثائر يوشوش للغيم ويغني للسماء..يكتب الشعر بانفاس حارة واسئلة عميقة عن ماهية الجسد والروح..شاعر-على قلق كأنّ الرّيح تحته-شاعر من الزمن الجميل مصلوب على حافة الشوق يشتعل كشعاع الشمس في خمرة البح،يبوح في الحب رغم الغلاف التابوي المسلط على عناق الحب بسيف الخطيئة والقبيلة..
نعم نصوص حارة بلغتها وبأسئلتها الكبرى والحزينة وحروف خفيفة ومشتعلة كاشعة الشمس..
لغة متقنة وبلاغة صاخبة تزف الهوى على اجنحة الغمام،يكتب بضوء القمر ما تعثر من وجد في طوق اليمام،ويغزل من سنابل وطنه ومن هذا السكون قصائد عشق صامتة رغم بوحها في اوردة الروح،فيسيل الحبر الاحمر على قراطيس العشق المباح في الخطى السماوية،ويحكي للعابثين بالحب،وللراقصين على الجمر بأن العشق كذب ان لم أمن بمن سواك..هو لا يريد اني يدفن هذا الحب في طين الجاهلية في التوابيت،فهو لايخجل من ضوء الشمس..ويغزل الفجر لحنا ويطرّز المغيب وردا..
ألف تحية لسيد الشهب وشرفة الفجر..وربى قرطاج..وهضاب سيدي بوزيد التي أنجبته ذات زمن موغل في الدياجير..فأستلّ-قلمه-من غمده-وقاتل الدجى بجسارة من لا يخشى..لسعة الجلاّد..
قبعتي-يا طاهر-لم تعد-يا طاهر-تعيش القلق..ولم يعد القلق يؤرقك أو يقض مضجعك..
من الطّبيعي أن يوجّه المبدع اهتمامه الوجداني و الفكري للجانب الذي يجيده و الذي يرضيه،و من الطّبيعي أيضا أن يتعامل القارئ مع الإبداع الذي يتواجد بين يديه من حيث المعنى و المبنى و الجرس الموسيقي فيستسيغ بعضها أو كلّها..
وأنا عندما أتجوّل في قصائد الشاعرالتونسي المتألق (طاهر مشي) انبهر لروعة الكلمات و عمق المعاني و جمال النّظم و أراها شمعات متوهّجة..
هو ينطق بكلّ مفردات الفنّ الجميل من حبّ و صدق و إحساس،و بكلّ تقنيات النظم في أرقى المستويات-نقرأ هذا الشاعر الفذ-و نعيشه ونحسّه و نجده اتّساع البحر وانسياب النّهر و شذى العطر.. عرفته إنسانا ودودا،دافئا مبتسما،شاملا يعيش اليوم والأمس زمنه و الزّمن الجميل .. يعيد الروح للضّاد بفضل ما ينطق به و ما يكتبه من مفردات اللّغة الجميلة ..و شاعر مبدع يطلّ من خيوط شمس-تونس الخضراء-ويغزل الحروف بنبض من حرير ،ونهر متدفق العطاء،نرشف منه الزّلال..و فكرا و وجدانا يضيء الدّرب للباحثين عن الكلمة الرائعة والإحساس الصّادق،وله قصائد شعرية متعددة اختلفت متونها ومضامينها الإبداعية فهو يكتب بكل الموضوعات الوجدانية والغزلية حيث في أشعاره نجده أحيانا مشرقا وضّاءا،و أحيانا مهموما بقضايا الوطن و الأمّة و المجتمع زيادة على-همومه الشّخصية-التي يكتمها في دواخله-بصبر الأنبياء-ويفجّرها على بياض صفحاته..
و رغم كلّ هذا فهو يحمل الورد بين ثنايا السّطور ليعبق الجوّ بأريج الحبّ و التفاؤل ،و يكتب بأسلوب زاخر بالصّور المتنوّعة سمته صدق شعوري و إحساس فيّاض يشعرك بحبّ الحياة واستمرارها..
إن نصوص الشاعر (طاهر مشي) تمتلك حريتها المطلقة ولا تسمح لأي ثقل معرفي أن يفرض حضوره على نظامها اللغوي،أو تشكيلاتها البنائية والجمالية ..
نراها في غاية البساطة والشفافية..وهنا يكمن سرّ قوتها صلابتها وانفتاحها على التأويل مما يجعل متلقيها غير ملزم بفرض منهج نقديٍ عليها..أواللجوء إلى قوانين التنظير الأكاديمي الذي يلقى في قاعات الدرس ..إنها نصوص لا تقف عند حد ملزم للفهم ..بل تنفتح على أكثر من جهة وفقا لرهافة ذائقة متلقيها وحسه الجمالي..
وهذا -رائعة-من روائعه التي أبهرتني:
"مَا أَجْمَل فَتَاتي حينَ الشَّوْق يُدَاعبُها..
تَدْنُو من الرُّوح وَالوَجْد يُنَاظرُها
تُدَاعب نَسَمَات الهَوَى وَ بحُرُوفى أَوْصفُها
تُعَاند البُعد وَتُرْسل أَطْيَاف من خَوَاطرُها
فَهَل تَصل الأَشْوَاق يَا مُعَذّبَتي ؟؟؟
وَيَرُوم النَّبْضَ وسَادَة الوَجْد يَسْكُنها
تَنْهَمر العَبَرَات عَلَى جَنَاح المُنَى وَتَرْسُم العشْق الدَّفين عَلى رُوح هَاجرُها
يَحْتَدّ الصّرَاع بَيْن هَذَا وَذَاكَ..
وَتَعْزف الأَطْيَارَ تَرَاتيل عشْق غَادرُها وَتَتُوه الأَلْبَاب منْ وَقع الهَوَى
وَتَعيش الأَحْزَان وَالوَجْد سَايَرَهَا
هَل سَتَتُوب يَا فُؤَادي عَن الجَوى ؟؟
أَمْ هَائم في مُدُن هيَّ مَسْكَنُها
يَا جَميلَة القَلْب يَا عَبَق الصَّفَى رَسَمْتك أَطْيَافا وَ في الحُلْم أَرْقُبُها
كَانَتْ تُدَاعب بالقُرب أَرْجَائي..
وَاليَوْم سَبَّاح في البَحْر أَنْحَبُهَا
أُسَافر بَيْنَ طَيَّات السَّرَاب لَعَلّ الشّوْق في الأَعْمَاق يَسْكُنها..
وَتَفْرَح بَعْدَ الغيَاب حَبيبَتي وَتُعَانق الشّرْيَان مَوْصلُها..
(طاهر مشي)
قرأت هذا النص الجميل الراقي(مَا أَجْمَل فَتَاتي..حينَ الشَّوْق يُدَاعبُها..) للشاعر التونسي المبدع -طاهر مشي-أكثر من مرة،لأنني تفاعلت مع كل حرف من حروفه ،لما يحمله من أحاسيس فياضة وجياشة،وما فيه من نبض قلب،وشهقة روح،وأنفاس شاعرة رشفت الحب والعشق من أحلى كأس..الحب الطاهر العفيف،والعشق الوجداني النقي،حيث يناجي الحبيبة ربيع العمر،وسلوى الفؤاد،وحياة الروح بأحلى الكلام.-إني أراه-يبوح بخلجاته ومشاعره بكل صدق ورهافة وشفافية وعفوية. وهذا النص لا يختلف عن نصوصه الأخرى المنشورة،فهي تراتيل غزل،وأناشيد حب،وترانيم فرح،وقصائد عاطفية رقيقة وشفافة بمعانيها وصورها الفنية الواضحة الساحرة بجمالياتها وايحاءاتها وتداعياتها،وتعكس كلماتها نبضات وجدانه على تقاسيم خواطره ومواقع حسه،فتأتي ألفاظها ومعانيها سهلة،منسابة،سلسة،متدفقة،بعيدة عن الافتعال والتحذلق والتكلف والتصنع.. في كلّ هذا المشهد الشعري العشقي البهيج يبرز الشاعر التونسيّ/العربي--د-طاهر مشي-حالما يتجلّى شعرا وعشقا ليصدح شدوا شعريّا جميلا نابضا..كأنّ هذا العشق قدر مقدور لا فكاك منه إلا بالوقوع فيه ..
-د-طاهر مشي- شاعرناعم رقيق وبارع،يبهرنا ببوحه الأنيق،ويكتب بلغة رشيقة باذخة، تمتص من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر والبيان،فتدغدغ المشاعر وتلامس شغاف القلوب دون أن تحتاج الى جواز مرور.وهو يتميز في سبك القصيدة،وتنويع القوافي الندية،ويجيد ايما اجادة فن اغواء الحرف. وغني عن القول،أن-طاهر مشي-ملهم يرسم الورد بالكلمات، صوره الشعرية فاتنة ومبتكرة،وموسيقاه الداخلية هادئة تعانق الروح،وشاعرمهذب يعرف كيف يداعب الكلمة ويخيطها ويخلع عليها صفات الامتياز،..قصائد عذبة،رقيقة أنيقة حسًا ومعنى،ومن دوحة الشعر السهل الممتنع.فله باقات حب وحبق،واسمى معاني التقدير لحروفه الحريرية..
ختاما،حاولت قبل قليل أن ألفت الأنظار إلى جماليات تضمنها تشكيل لشاعرحقيقيي (طاهر مشي) استطاع أن يصنع لنفسه مكانا بين الكبار وما ذاك إلا بتوفره على موهبة شعرية أصيلة وذائقة اكتسبها من تكوينه الإبداعي المتراكم عبر سنوات طوال من الزمن،فكل الدلائل في نصوصه تشي بذكاء حاد يساعد على صيد اللحظة الشعرية وقولبتها في القالب الجمالي لتكون الدهشة والإمتاع تحصيل حاصل..
وهذا النص لا يختلف عن نصوصه الأخرى المنشورة،فهي تراتيل غزل،وأناشيد حب،وترانيم فرح،وقصائد عاطفية رقيقة وشفافة بمعانيها وصورها الفنية الواضحة الساحرة بجمالياتها وايحاءاتها وتداعياتها،وتعكس كلماته نبضات وجدانه على تقاسيم خواطره ومواقع حسه،فتأتي ألفاظه ومعانيه سهلة،منسابة،سلسة،متدفقة،بعيدة عن الافتعال والتحذلق والتكلف والتصنع.. في كلّ هذا المشهد الشعري العشقي البهيج يبرز الشاعر التونسيّ- طاهر مشي- شامخا،حالما يتجلّى شعرا وعشقا،ليصدح شدوا شعريّا جميلا نابضا..كأنّ هذا العشق قدر مقدور لا فكاك منه إلا بالوقوع فيه ..
حيني يكتب (طاهر) في وطنه ينهمر غيث دموعه فوق أوراقه دما ودمعا..
(ومضات عشقية..في سماء الوطن..)
"سيحيا النبض رغم الوهن وسنوصد أبواب الحرمان،ونروي بدمائنا كل عطشان،مادام في شعبي وفاء وفيه صدق وإخاء،ستحلق الطيور يوما شادية يا عزة الأوطان يا شموخ الصابرين يا حياة العز يا نصرا مبينا..سنروي الزهور وتفوح العطور ونجبر المكسور،فحواء لا تزال تنجب صناديد على مر العصور،سنرميهم بنار ونترك أجسادهم دمارا،وفي ذات شتاء أو خريف نمسح وصمة العار،وتعود العروبة للديار،وتعم الأفراح أراضينا وتتعالى الزغاريد من كل دار،سيحيا النبض يوما ويرحم الله من صدوا أعداء الوطن،وتزول كل المحن والشدائد..
لست أحلم،لكنه الإيمان الأكثر دقّة في لحظات التاريخ السوداء..من حسابات الطغاة والآفاقين.." (ط-مشي)
وبين ضحكاته المتقطّعة من ذكريات مرّت انه يحب ناسه ووطنه حيث يعيش بين الضلوع..وخلف الشغاف،انه عالمه الكبير الذي لاتخوم له ،يبكي فيه مرّة ويضحك أخرى حتى يظنّ من يلامسه عن قرب انه مجنون بحب الوطن..
..وأحياناً أخرى تجد في داخل نفسه -طفل يافع- يحمل حكمة الكبار والحب،وآلام خفية من إرهاصات إنسانيّة لا يتحمّل ثقلها ،فيبكي-بصمت-حتى لا يخرج عن مألوف الرجال وجميل صبرهم، ليخفف ذلك الألم،يظنّ أنّ البكاء سينفض من ظهرالمتهالك هذا الحمل الثّقيل ..
أقرّ أنّه يرسم في كتاباته لوحة فنية أشكّ أحياناً أنّها تكتب بفرشاة وألوان وليس بكلمات-هو طفل-في نص،و-شاعر-ناضج بنص آخر.
على سبيل الخاتمة:
--د-طاهر مشي-شاعر ناعم رقيق وبارع،يبهرنا ببوحه الأنيق،ويكتب بلغة رشيقة باذخة،يمتص من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر والبيان، فيدغدغ المشاعر ويلامس شغاف القلوب دون أن يحتاج الى جواز مرور.وهو يتميز في سبك القصيدة،وتنويع القوافي الندية،ويجيد ايما اجادة فن اغواء الحرف.
وغني عن القول،أن -طاهر مشي-ملهم يرسم الورد بالكلمات،صوره الشعرية فاتنة ومبتكرة،وموسيقاه الداخلية هادئة تعانق الروح،وشاعر-كما أسلفت-مهذب يعرف كيف يداعب الكلمة،يراقصها ويخيطها ويخلع عليها صفات الامتياز،فتغود بين أنامله أنيقة حسًا ومعنى،ومن دوحة الشعر السهل الممتنع.
فله مني-للمرة الأولى بعد الألف-باقات حب وحبق،واسمى معاني التقدير لحروفه الحريرية
حاولت قبل قليل أن ألفت الأنظار إلى جماليات تضمنها تشكيل لشاعرحقيقي استطاع أن يصنع لنفسه مكانا بين الكبار،وما ذاك إلا بتوفره على موهبة شعرية أصيلة وذائقة اكتسبها من تكوينه الإبداعي المتراكم عبر سنين طوال ،فكل الدلائل في نصوصه تشي بذكاء حاد يساعد على صيد اللحظة الشعرية وقولبتها في القالب الجمالي لتكون الدهشة والإمتاع تحصيل حاصل.
أتمنى ان اكون قد تناولت ولو جزءا من أبعاد المشهد الشعري للشاعر-طاهر مشي-، وقربت الفكرة الأساس من القارئواستسمح السيد الشاعر-الطاهر-في هذه القراءة المستعجلة ..فأنا-مثله تماما-كما قال المتنبي: قلق..كأنّ الرّيح تحتي..
تحياتي وتقديري..
محمد المحسن
1-بشير برير،«النص الأدبي وتعدد القراءات»