فتاة غسان»..حضـرت لتبشــّر بـ «الأبطـال القادميـن مع الشـفق الأحمر»
هفاف ميهوب
لا.. هي ليستْ منسيّة في ذاكرة الوطن وأبجديته، ولا في ذاكرة من أضاء قافيته.. ليستْ منسيّة لدى من آمنَ بالشعرِ هواهُ ومبتداهُ، ولدى من نبشَ في عميقِ حضوره حيثُ انبثاق نورهِ.
ليست منسيّة، لأنها المضيئة انتماء جعلها تترعرع على العلم والأدب واللغة والبلاغة والشعر والفقهِ وسواهم مما نشأت على مناقشته مع والدها، العلامة والأديب والشاعر «سليمان الأحمد» الذي صقل موهبتها وأطلقها تكتب مقالاتها وتنشر أفكارها وقصائدها.
إنها «فاطمة سليمان الأحمد» الملقَّبة بـ «فتاة غسان».. «الشاعرة التي ولدت عام 1908 وفي وقت كانت فيه البلاد، تغلي رغبةً بالتحرر والتنوير والمعرفة والتمرد على الاستعمار التركي الذي عاث فساداً في الأرض لدرجة لم تعد تطيق صبراً»..
«ولدتْ، في قريةٍ تُبعد حوالي ثلاثين كيلومتر عن مدينة اللاذقية «السلاطة» حيث قساوة الطبيعة والتاريخ، وأنغام قصائد الحزن التي تشبَّعت بها الذاكرة الشعبية منذ مراثي تموز ابن عشتار، الذي قتلهُ الخنزير البرّي عندما كان يحمي مزروعات قمح سكان سورية الذين هم أول من زرعه. أيضاً، الذي صارَ دمهُ ينبثق من تحتِ الأرض في كلِّ ربيعٍ مزهرٍ، شقائق النعمان..»..
هي بداية لابدَّ أن ينجذب لها، كل من استمع إلى المحاضرة التي ألقاها المهندس «ياسر أحمد» في ثقافي «كفر سوسة».. ينجذب لمقدمة حكايتها السورية، ولما سيرويهِ بعدها عن «فتاة غسان-الشاعرة المنسية»، ينجذبْ فيشعر بأهمية استحضار مبدعينا الأوائل إلى ثقافتنا، ولاسيما في هذا الوقت الذي ما أكثر مانحتاج فيه، لإشعاعاتهم تنيرُ عقولنا وحياتنا.
نعم نحتاجهم، نحناح استدعاء دورهم التنويري الذي استدعاه «أحمد» بادئاً بالتعريف بسيرة هذه الشاعرة وبصمتها، ومُذ ظهرت موهبتها: «ظهرت موهبتها باكراً في عام 17/9/1924 وعندما نشرت قبل أن تبلغ السادسة عشرة، وفي جريدة «المعرض» قصيدة تدعو فيها للنهوض والتجديد والحياة.
إنَّ الطبيعة والسُّكونُ مخيِّمٌ
توحي لأرواحِ الوَرى إلهَاما
فاعجبْ أخيَّ بها وقِفْ متهيِّباً
لسكونِها واخشعْ لها إعظاما
بعد هذه المقدمة التعريفية، ينتقل «أحمد» إلى خصائص قصائد هذا الشاعرة التنويرية. الخصائص، التي كان أولها تناوِلُها: «قضية المرأة» التي هالها واقعها وتخلفها وانغلاقها، فدعت إلى تطويرها وعدم بقائها في بيتها تُحجب بحجبٍ سوداء. ذلك أن العلم والأخلاق هما الحاميان لها وللمجتمع الذي ولأن انهياره أو ارتقاءه يعود على المرأة والرجل معاً، خاطبتهم:
صونوا فتاكُمْ مثلَ صونِ فتاتِكمْ
عنْ كلِّ مفسدةٍ وقولِ كِذابِ
تجدوا الطهارةَ تستعيرُ عبيرَها
من كلِّ واضحةِ الجبينِ كِعابِ
«رعاية الشباب» وهي خاصة أخرى من خصائص شعرها الذي أولت الشباب فيه اهتماماً، اتَّضح عبرَ قصائدٍ عكست رأيها الذي يربط بينهم وبين الوطن ومستقبله، ولأن قضيتهم هي جزءٌ لايتجزأ من قضيته.. أيضاً، لأنهم أمل الأمة ومن تقع على عاتقهم مهمة النهوض من التخلف والخلاص من الجهل والتمزق والطائفية وسوى ذلك مما دعاها لاستنهاضهم:
ياناشئونَ تعلَّقتْ آمالنا
بِكُمُ فأنتمْ للجراحِ ضمادً
هُبُّوا لنيلِ علائكمْ، لا ترتدوا
ثوب الخمولِ فإنهُ استعبادُ
«الفكر الفلسفي» هو أيضاً من الخصائص التي تناولها «أحمد» في قصائدها التي تحمل أفكاراً، لأنها وجدت أن الإجابة عليها صعبة أمام تناقضات الطبيعة والنفس البشرية، تساءلت: «تساءلت عن سبب وجود الكون وكيف؟!.. وتأملت الوصول إلى عظمة الخالق الذي خلق هذا الكون، لغزاً أمام الإنسان».. تساءلت، فتأوّهت:
آهٍ من الأسرارِ كم رحتُ يوماً
بافتكارٍ وكم كددتُ العقلا
فتراجعتُ حرَّةً ذاتَ عجزٍ
وضللتُ الأبحاثَ لم أجدْ سُبلا
إنه العجز البشري الذي دفعها لدراسة طبيعة البشر ممن أوجعها أن يستخدموا العلم والتقدم في الدمار والحروب، ولتحقيقِ غايات أنانية شريرة:
صنعَ المرءُ من الرقيِّ هلاكاً.. لأخيهِ لا حبَّذا الارتقاءْ
حاملاً للحروبِ كلّ سلاحٍ.. يتراءى في جانبيهِ الفناءْ
بعد هذا وسواه مما رأته وشهدت عليه بقصائدها، تشعر بالحزن والغربة واللاجدوى. لكن، تبقى متفائلة ترفض اليأس والتشاؤم وتتمسك بالأمل، سبيل إيمانها الدائم بالتغيير وتجدد الحياة وارتقائها.
«الشعر الوجداني» وهو من الخصائص التي عبرت عن خلجات نفسها، ومايعتمل في مشاعرها. مشاعر الحب تجاه زوجها الشاعر الكبير «كامل صالح» الذي هاجر وراء لقمة العيش. أيضاً، مشاعر الأمومة التي غنّتها فرحاً وقلقاً وتعلُّماً وتعلُّقاً وحنيناً..
«قضايا الوطن» التي تُعتبر الأكثر تناولاً في شعرها، ولأنها شاركت في نضال الوطن للتحرر من الاستعمارين: التركي والفرنسي، شاركت، وأشارت إلى دور الشاعر والكلمة عبر قصائدٍ ومقالاتٍ منها «الأكواخ الثلاثة» التي قالت فيها: «ونظرتُ إلى الكوخِ الثالثِ، فإذ بالأنوار تجلِّلهُ في جهاتهِ الأربع، وإذ بالرايات ترتفع فوقه متمايلة مع النسائم، وإذ المتنبي وطارق وموسى... يحرسون تلك الرايات. قلت: هذا كوخ المستقبل. كوخُ أبطالِ العزِّ القادمين مع الشفق الأحمر»..
كل هذا جعلها، تدين العبودية وأعوانها، وتندِّد بالمستعمر الذي هو سبب أوجاعنا.. تهاجم القوى الحاكمة التي لاتقوم بواجبها تجاهنا، وتطالب بعدم التقوقع في الماضي والاستسلام لأوهامٍ لاتنفعنا.. تدعو إلى المحبة والوحدة الوطنية وإلى نبذ التفرقة التي أجَّجها المستعمر بالطائفية...
لا تقولوا مذاهبَ فرَّقتنا.. مذهبُ الحقِّ وحدة وإخاء
ما دعا الـدينُ للشقاقِ ولكنْ.. خلقتهُ السياسةُ النكـراء
نكتفي، لنختم بما ختمَ به «أحمد» الذي اقترب بنا من النهاية عندما انقطعت هذه الشاعرة: «انقطعت عن النشر والكتابة لتتفرغ لتربية أطفالها معتبرة إياهم أحلى قصائدها، فكان منهم الشاعر الكبير «محمد كامل صالح» وعالم الرياضيات المعروف الدكتور «صلاح أحمد» والطبيبة والتاريخية والصيدلانية والشاعرة والأديبة وووووووو....»..
أخيراً، وفي عام 1985 توفيت «فاطمة سليمان الأحمد» التي كُتب الكثير في رثائها ليكون ما سنذكره، ماقاله ابنها الشاعر المعروف «محمد كامل صالح» في قصيدة مطلعها:
أميّ.. حمدتُ لديكِ السمعَ والبصرا.. واطلّعا في لياليَّ الفرقّةَ الذِكَرا
فأنتِ أنتِ وجودٌ ساكنٌ بدمي.. لمْ يطوِكِ القبرُ بل ضمَّ الترابُ ثرى
نختم، بما ختمَ به «أحمد» الذي أذهلهُ أن ترثي شاعرة نفسها قبل أن تموت بأعوام، فتقول وتحت عنوان «إن متُّ»..
هيَ عاشتْ بالطُّهرِ، ماماتَ من ماتَ طهوراً مُخلِفاً خيرَ ذِكرِ
إنَّ ذِكريَ بالشَّرِّ موتٌ، ولكنْ بجميلٍ بعد البلى فيهِ نشري
هفاف ميهوب
لا.. هي ليستْ منسيّة في ذاكرة الوطن وأبجديته، ولا في ذاكرة من أضاء قافيته.. ليستْ منسيّة لدى من آمنَ بالشعرِ هواهُ ومبتداهُ، ولدى من نبشَ في عميقِ حضوره حيثُ انبثاق نورهِ.
ليست منسيّة، لأنها المضيئة انتماء جعلها تترعرع على العلم والأدب واللغة والبلاغة والشعر والفقهِ وسواهم مما نشأت على مناقشته مع والدها، العلامة والأديب والشاعر «سليمان الأحمد» الذي صقل موهبتها وأطلقها تكتب مقالاتها وتنشر أفكارها وقصائدها.
إنها «فاطمة سليمان الأحمد» الملقَّبة بـ «فتاة غسان».. «الشاعرة التي ولدت عام 1908 وفي وقت كانت فيه البلاد، تغلي رغبةً بالتحرر والتنوير والمعرفة والتمرد على الاستعمار التركي الذي عاث فساداً في الأرض لدرجة لم تعد تطيق صبراً»..
«ولدتْ، في قريةٍ تُبعد حوالي ثلاثين كيلومتر عن مدينة اللاذقية «السلاطة» حيث قساوة الطبيعة والتاريخ، وأنغام قصائد الحزن التي تشبَّعت بها الذاكرة الشعبية منذ مراثي تموز ابن عشتار، الذي قتلهُ الخنزير البرّي عندما كان يحمي مزروعات قمح سكان سورية الذين هم أول من زرعه. أيضاً، الذي صارَ دمهُ ينبثق من تحتِ الأرض في كلِّ ربيعٍ مزهرٍ، شقائق النعمان..»..
هي بداية لابدَّ أن ينجذب لها، كل من استمع إلى المحاضرة التي ألقاها المهندس «ياسر أحمد» في ثقافي «كفر سوسة».. ينجذب لمقدمة حكايتها السورية، ولما سيرويهِ بعدها عن «فتاة غسان-الشاعرة المنسية»، ينجذبْ فيشعر بأهمية استحضار مبدعينا الأوائل إلى ثقافتنا، ولاسيما في هذا الوقت الذي ما أكثر مانحتاج فيه، لإشعاعاتهم تنيرُ عقولنا وحياتنا.
نعم نحتاجهم، نحناح استدعاء دورهم التنويري الذي استدعاه «أحمد» بادئاً بالتعريف بسيرة هذه الشاعرة وبصمتها، ومُذ ظهرت موهبتها: «ظهرت موهبتها باكراً في عام 17/9/1924 وعندما نشرت قبل أن تبلغ السادسة عشرة، وفي جريدة «المعرض» قصيدة تدعو فيها للنهوض والتجديد والحياة.
إنَّ الطبيعة والسُّكونُ مخيِّمٌ
توحي لأرواحِ الوَرى إلهَاما
فاعجبْ أخيَّ بها وقِفْ متهيِّباً
لسكونِها واخشعْ لها إعظاما
بعد هذه المقدمة التعريفية، ينتقل «أحمد» إلى خصائص قصائد هذا الشاعرة التنويرية. الخصائص، التي كان أولها تناوِلُها: «قضية المرأة» التي هالها واقعها وتخلفها وانغلاقها، فدعت إلى تطويرها وعدم بقائها في بيتها تُحجب بحجبٍ سوداء. ذلك أن العلم والأخلاق هما الحاميان لها وللمجتمع الذي ولأن انهياره أو ارتقاءه يعود على المرأة والرجل معاً، خاطبتهم:
صونوا فتاكُمْ مثلَ صونِ فتاتِكمْ
عنْ كلِّ مفسدةٍ وقولِ كِذابِ
تجدوا الطهارةَ تستعيرُ عبيرَها
من كلِّ واضحةِ الجبينِ كِعابِ
«رعاية الشباب» وهي خاصة أخرى من خصائص شعرها الذي أولت الشباب فيه اهتماماً، اتَّضح عبرَ قصائدٍ عكست رأيها الذي يربط بينهم وبين الوطن ومستقبله، ولأن قضيتهم هي جزءٌ لايتجزأ من قضيته.. أيضاً، لأنهم أمل الأمة ومن تقع على عاتقهم مهمة النهوض من التخلف والخلاص من الجهل والتمزق والطائفية وسوى ذلك مما دعاها لاستنهاضهم:
ياناشئونَ تعلَّقتْ آمالنا
بِكُمُ فأنتمْ للجراحِ ضمادً
هُبُّوا لنيلِ علائكمْ، لا ترتدوا
ثوب الخمولِ فإنهُ استعبادُ
«الفكر الفلسفي» هو أيضاً من الخصائص التي تناولها «أحمد» في قصائدها التي تحمل أفكاراً، لأنها وجدت أن الإجابة عليها صعبة أمام تناقضات الطبيعة والنفس البشرية، تساءلت: «تساءلت عن سبب وجود الكون وكيف؟!.. وتأملت الوصول إلى عظمة الخالق الذي خلق هذا الكون، لغزاً أمام الإنسان».. تساءلت، فتأوّهت:
آهٍ من الأسرارِ كم رحتُ يوماً
بافتكارٍ وكم كددتُ العقلا
فتراجعتُ حرَّةً ذاتَ عجزٍ
وضللتُ الأبحاثَ لم أجدْ سُبلا
إنه العجز البشري الذي دفعها لدراسة طبيعة البشر ممن أوجعها أن يستخدموا العلم والتقدم في الدمار والحروب، ولتحقيقِ غايات أنانية شريرة:
صنعَ المرءُ من الرقيِّ هلاكاً.. لأخيهِ لا حبَّذا الارتقاءْ
حاملاً للحروبِ كلّ سلاحٍ.. يتراءى في جانبيهِ الفناءْ
بعد هذا وسواه مما رأته وشهدت عليه بقصائدها، تشعر بالحزن والغربة واللاجدوى. لكن، تبقى متفائلة ترفض اليأس والتشاؤم وتتمسك بالأمل، سبيل إيمانها الدائم بالتغيير وتجدد الحياة وارتقائها.
«الشعر الوجداني» وهو من الخصائص التي عبرت عن خلجات نفسها، ومايعتمل في مشاعرها. مشاعر الحب تجاه زوجها الشاعر الكبير «كامل صالح» الذي هاجر وراء لقمة العيش. أيضاً، مشاعر الأمومة التي غنّتها فرحاً وقلقاً وتعلُّماً وتعلُّقاً وحنيناً..
«قضايا الوطن» التي تُعتبر الأكثر تناولاً في شعرها، ولأنها شاركت في نضال الوطن للتحرر من الاستعمارين: التركي والفرنسي، شاركت، وأشارت إلى دور الشاعر والكلمة عبر قصائدٍ ومقالاتٍ منها «الأكواخ الثلاثة» التي قالت فيها: «ونظرتُ إلى الكوخِ الثالثِ، فإذ بالأنوار تجلِّلهُ في جهاتهِ الأربع، وإذ بالرايات ترتفع فوقه متمايلة مع النسائم، وإذ المتنبي وطارق وموسى... يحرسون تلك الرايات. قلت: هذا كوخ المستقبل. كوخُ أبطالِ العزِّ القادمين مع الشفق الأحمر»..
كل هذا جعلها، تدين العبودية وأعوانها، وتندِّد بالمستعمر الذي هو سبب أوجاعنا.. تهاجم القوى الحاكمة التي لاتقوم بواجبها تجاهنا، وتطالب بعدم التقوقع في الماضي والاستسلام لأوهامٍ لاتنفعنا.. تدعو إلى المحبة والوحدة الوطنية وإلى نبذ التفرقة التي أجَّجها المستعمر بالطائفية...
لا تقولوا مذاهبَ فرَّقتنا.. مذهبُ الحقِّ وحدة وإخاء
ما دعا الـدينُ للشقاقِ ولكنْ.. خلقتهُ السياسةُ النكـراء
نكتفي، لنختم بما ختمَ به «أحمد» الذي اقترب بنا من النهاية عندما انقطعت هذه الشاعرة: «انقطعت عن النشر والكتابة لتتفرغ لتربية أطفالها معتبرة إياهم أحلى قصائدها، فكان منهم الشاعر الكبير «محمد كامل صالح» وعالم الرياضيات المعروف الدكتور «صلاح أحمد» والطبيبة والتاريخية والصيدلانية والشاعرة والأديبة وووووووو....»..
أخيراً، وفي عام 1985 توفيت «فاطمة سليمان الأحمد» التي كُتب الكثير في رثائها ليكون ما سنذكره، ماقاله ابنها الشاعر المعروف «محمد كامل صالح» في قصيدة مطلعها:
أميّ.. حمدتُ لديكِ السمعَ والبصرا.. واطلّعا في لياليَّ الفرقّةَ الذِكَرا
فأنتِ أنتِ وجودٌ ساكنٌ بدمي.. لمْ يطوِكِ القبرُ بل ضمَّ الترابُ ثرى
نختم، بما ختمَ به «أحمد» الذي أذهلهُ أن ترثي شاعرة نفسها قبل أن تموت بأعوام، فتقول وتحت عنوان «إن متُّ»..
هيَ عاشتْ بالطُّهرِ، ماماتَ من ماتَ طهوراً مُخلِفاً خيرَ ذِكرِ
إنَّ ذِكريَ بالشَّرِّ موتٌ، ولكنْ بجميلٍ بعد البلى فيهِ نشري