الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأدب والحياة بقلم:د.يسري عبد الغني

تاريخ النشر : 2020-05-30
ألادب والحياة بقلم -د. يسري عبد الغني
 رى أنَّ الأدب مرتبط بالحياة، ومرتبط بالمجتمع، وهناك عدة نظرات للأدب، هناك ناس ينظرون لجمالية الأدب، ومنهم الأستاذ الدكتور "رشاد رشدي" أستاذي ومعلمي (رحمه الله) الذي يقول: "أنا لا يهمني مضمونه بقدر ما تهمني فنيته وجمالياته". لكنني أرى عكس ذلك، مع كل أجلالي وتقديري له وهذا ما أثبته في العديد من مقالاتي،وأبحاثي ومحاضراتي -ما أجمل أن نبت اجتماعي، وبقدر ما يشيع في المجتمع من أخلاق وقيم ومثل سنرى فيه الجمال والرقي والسمو ، وبقدر ما يشيع من تفلت وانحلال سنرى نصوصاً مليئة بالتفلت والانحلال، وإذا كان البعض يلزمون ويسمون نظريتهم نظرية "الانعكاس"، فلماذا لا نلتزم نحن بنظرية التصاق الأدب والواقع؟ فما نراه من زيغ في الأدب هو أمر طبيعي؛ لزيغ موجود في المجتمع.. والتربية ذات أثر كبير، فالأديب الذي ربي فيه الحس الأخلاقي ينعكس ذلك بشكل مباشر وأكيد على إنتاجه.
وبعد التركيز على مسألة التربية، أركز على أنَّه يجب أن يكون هناك أدب أولاً، لا تأتي لي بنص رديء وتقول إن هذا إبداع! نريده أديباً حقيقيا يجمع بين الموهبة والوعي بهموم الأمة مع الثقافة العميقة الجامعة بين الأصالة والمعاصرة ! والحقيقة نحن لدينا شعراء كثيرون ولله الحمد، ولدينا قصاصون، و"علي أحمد باكثير" كان مع "نجيب محفوظ" كفرسي رهان في المسابقات الأدبية السنوية، هذا يفوز بالمركز الأول هذا العام، والآخر قد يسبقه في العام القادم، وعندنا "نجيب الكيلاني" ـ رحمه الله ـ صاحب فنية عالية جداً، وغيرهم .. وغيرهم..
لكن ماذا نقول عن بعض الأدباء عمَّن يتعرون من الأخلاق تماماً في كتاباتهم بحجة تعرية الجوانب السلبية، وكيف يتحقق التوازن فلا يقع الأدب في المباشرة، ولا يجنح إلى الإسراف في تزيين الشر؟
بعض النقدة وليس النقاد هاجموا بعض الروايات والأعمال الأدبية ، هاجموها لأنَّها ليس فيها فراش، بينما هناك من الأدباء من ملأ نصَّه بمشاهد الفراش والجنس، دون داع أحياناً، وأتصور أنَّ الأديب الناجح لو أراد أن يقدم هذا النموذج المنحرف، يمكن أن يقدمه بلمسات لطيفة، كما في قصة يوسف (عليه السلام) ، لكن معظم الذين يكتبون الآن يُحسنُون الفاحشة.
من الممكن أن تكون الرواية واقعية وتلمس الأشياء لمساً يبين الانحراف دون أن تغرق في تصويره إغراقاً جمالياً، قد يشد القارئ أو المتلقي ويبعده عن الهدف الرئيس. أمَّا الحداثيون أو التعاسيون فإنهم يقصدون إلى ذلك قصداً!
هناك نماذج أدبية ناجحة حققت هذا التوازن، نماذج للفنية العالية والمعالجة الإيجابية، لمست التوازن المطلوب بين الفن والأخلاق. كذلك هناك إبداعات راقية ، تجدها مفعمة بالفنية والنضج، وفي اعتقادي أنَّ الأديب في بلادنا قادر أن يوازن بين الفنية وبين الفكر الذي يطرحه.
ليس هناك مجتمع مثالي مئة بالمائة، فقضية المزاوجة بين الواقع وبين المثال من القضايا المهمة التي تبرز في الأدب العربي بشكل عام؛ وذلك لأنَّها تثير حساسية حقيقية تجاه هؤلاء الأدباء عندما يقيسون أنفسهم بغيرهم من الأدباء الآخرين الذين يقولون ويضيفون كما يرون دون ضابط.
والأدب في هذه الحالة ينحو المنحى الصريح أو المكشوف الذي يعتمد على الواقع ويدعي أصحابه أنهم إنما يسجلون الواقع بحذافيره، ولا يضيفون ولا يتدخلون، ويقولون إنَّ هذا المجتمع هكذا: جنس، وفساد، وعري. هذه القضايا الأولى بها الأدب العربي ، وعلى الأدب العربي ألا يخضع لمثل هذه المقولات الجاهزة، التي تخرج عن الواقعيين بحجة واقعيتها أو ما شابه.
وليس هناك مجتمع مثالي مئة بالمائة كما نقول دائمًا ، ولم يتحقق المجتمع المثالي العظيم إلا في عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وخلفائه الراشدين، لكن بعد ذلك بدأت الأمور تختلف، نتيجة التغيرات الاجتماعية والزمنية والفكرية، وغير ذلك على طول تاريخ الأمة العربية .
دور الادب أن يحرص على التقاط هذه المفاسد وهذه المساوئ بدقة وبحذق، بحيث لا يغفل الواقع الذي تعيش فيه، ولا يسرف في وصف هذه الجوانب السلبية، وأن يحسب حساباً للمتلقين على اختلاف شرائحهم وأعمارهم، بشرط ألا يغلب على أدائه السطحية والمباشرة التي لا تكون قادرة على طمس الصورة السلبية.
هذه هي الأمانة التي يجب على الأدباء أن يلتزموا بها ويؤدوها على وجهها الصحيح، وأن يكونوا واعين لما سيترتب على كتابتهم من توجيه وتأثير في الأخلاق.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف