رقصات غجرية في مولد بعد توهان/ نسرين موسى
توهان، نستشعر هذا الشعور ونؤمن أنه احساس حقيقي يلازمنا، حقيقته قد تكون مع اشخاص أحببناهم، وأصبحنا نتصور حياتنا لا تعاش بدونهم.
لا يقتصر الامر على الأشخاص، قد يكون مكان ما، أو نوع من الشوكولاتة، أو حتى مع الشروق والغروب والغيوم والبحر .
نعتاد على شعور معين مع كل ما يصادفنا، وتصبح أرواحنا ملتصقة بشدة معه ،نراقب، نفتقد، نشتاق ، ويصاحبنا انقباضة شديدة لو فقدناه .
لا نجد تفسير ، هل حنين وشوق، هل ألم غياب، ونتوه ونحن نبحث.
المكان القريب يصبح بعيدا ، فقيراً من كل شيء أحببناه لو غاب من لازمنا فيه، رغم وجود كل شيء مكانه ولم يتغير، الذي تغير أن الذي زرعه فينا غادر ولم يعد يشدنا لنتغزل به.
طعم الشوكولاتة الحلو يتغير ،ولا تذوب على لسانك، لأنك قد تتذكر حين همسوا لك سيصبح رداءك لا يناسبك، الحلاوة تغيرت لامتعاض.
الأغنية التي كنت ترقص عليها لا تحرك روحك لتحرك جسدك، تمر عليك كأنها حروف رثاء، فمن كان يراقصك ترك خياله شاحب أصم لا يبادلك الغناء والرقصات.
حتى مراَتك تقف امامها ،تجد شخصاً غريباً لا يشبهك، لا يعجبك وجهك، لا تشعر بانسيابية جسدك، ولا ترى لون شعرك، فمن كان يطربك بغزله بهذا كله انخرس لسانه .
تتوه ببرودة غرفتك الدافئة في حقيقتها والباذخة ببهجتها، فسريرك أصبح يحتضن وسادة واحدة ، ووردة ذابلة أهداك إياها من ناجى روحك وغنى لك واحتضنك لتنام.
تخاصمك دموعك ، لأنك ستفكر ألف مرة لماذا تجعلها تذرف ، فاليد التي كانت تجفف نهرها هجرتك؟؟
تضحك ، صدى ضحكاتك يعود ساخراً ويهمس، اصمت، من يتغزل بضحكتك وجمالها على شفتاك غادر.
تواصل ضحكاتك وتبكي، ما هذا التوهان؟ ما هذا الضياع، ما هذا التشرد الذي أنا فيه .
مشرداً عن جسدي، وغريب أمام مراَتي، وضائع في سريري، ويستوحشني المكان.
تائه في وادي روحك لا تغسلك أشعته وتحولك إلى رماد، تهيم فيه ، تستنجد ، تنادي الرب تائه انا ، أينك مني؟، تتركني في مخاض اوجاعي؟ تتركني في غبة حزني؟ عاجز عن انسلاخي من الاماكن ، من الحروف، من الأشخاص، من الأغنيات، من الشروق والغروب، من الاعتبارات، من الرقصات، من العطور، من السرير، من مذاق الشوكلاتة، من فستاني الضيق، من النظرات، من كل شيء، حتى في توهاني عنك يا رب عاجز على الاستمرار في صحراء توهاني؟؟؟
تسمعني، أقريب مني ؟؟؟ هل من خلاص؟؟
يأتيك نور يعبق روحك ويغسلها ، وتفيض دموعك تشعر بها كحمام ساخن يكللك كلك ، المكان مكانك، وجسدك جميل تعرفت عليه امام المراَة التي غربتك، وعطرك يُسكِرك، وترقص كأول مرة سمعت بها الأغنية ذاتها.
حتى الشوكولاتة تحتفل بك.
تعود وتضحك كل شيء على ما يرام بدونهم وكل شيء يحتفل بي.
كل شيء تهت فيه وأسجى جسدك في قبرهم، رعش من جديد ، واعاد رقصتك على أغنية غيابه، كما ترقص غجرية في مولد ويُجن بها الحاضرين.
تدرك حينها ان انسلاخك عن كل شيء اختار فراقك يمكن .
ينته توهانك وتصلي اَخر صلاة للأماكن، للأشخاص، لمراَتك، لرقصاتك، لوسادتك، لعطرك، لفستانك، لشعرك، للشوكلاتة، للشروق والغروب، للبحر ، وتقول عدت وسأحتفل كغجرية المولد .
إدراك من جديد أنك لم تخسر شيء سوى نفسك، التي عادت من توهانها بعد أن أذابها التعلق ..
[email protected]
توهان، نستشعر هذا الشعور ونؤمن أنه احساس حقيقي يلازمنا، حقيقته قد تكون مع اشخاص أحببناهم، وأصبحنا نتصور حياتنا لا تعاش بدونهم.
لا يقتصر الامر على الأشخاص، قد يكون مكان ما، أو نوع من الشوكولاتة، أو حتى مع الشروق والغروب والغيوم والبحر .
نعتاد على شعور معين مع كل ما يصادفنا، وتصبح أرواحنا ملتصقة بشدة معه ،نراقب، نفتقد، نشتاق ، ويصاحبنا انقباضة شديدة لو فقدناه .
لا نجد تفسير ، هل حنين وشوق، هل ألم غياب، ونتوه ونحن نبحث.
المكان القريب يصبح بعيدا ، فقيراً من كل شيء أحببناه لو غاب من لازمنا فيه، رغم وجود كل شيء مكانه ولم يتغير، الذي تغير أن الذي زرعه فينا غادر ولم يعد يشدنا لنتغزل به.
طعم الشوكولاتة الحلو يتغير ،ولا تذوب على لسانك، لأنك قد تتذكر حين همسوا لك سيصبح رداءك لا يناسبك، الحلاوة تغيرت لامتعاض.
الأغنية التي كنت ترقص عليها لا تحرك روحك لتحرك جسدك، تمر عليك كأنها حروف رثاء، فمن كان يراقصك ترك خياله شاحب أصم لا يبادلك الغناء والرقصات.
حتى مراَتك تقف امامها ،تجد شخصاً غريباً لا يشبهك، لا يعجبك وجهك، لا تشعر بانسيابية جسدك، ولا ترى لون شعرك، فمن كان يطربك بغزله بهذا كله انخرس لسانه .
تتوه ببرودة غرفتك الدافئة في حقيقتها والباذخة ببهجتها، فسريرك أصبح يحتضن وسادة واحدة ، ووردة ذابلة أهداك إياها من ناجى روحك وغنى لك واحتضنك لتنام.
تخاصمك دموعك ، لأنك ستفكر ألف مرة لماذا تجعلها تذرف ، فاليد التي كانت تجفف نهرها هجرتك؟؟
تضحك ، صدى ضحكاتك يعود ساخراً ويهمس، اصمت، من يتغزل بضحكتك وجمالها على شفتاك غادر.
تواصل ضحكاتك وتبكي، ما هذا التوهان؟ ما هذا الضياع، ما هذا التشرد الذي أنا فيه .
مشرداً عن جسدي، وغريب أمام مراَتي، وضائع في سريري، ويستوحشني المكان.
تائه في وادي روحك لا تغسلك أشعته وتحولك إلى رماد، تهيم فيه ، تستنجد ، تنادي الرب تائه انا ، أينك مني؟، تتركني في مخاض اوجاعي؟ تتركني في غبة حزني؟ عاجز عن انسلاخي من الاماكن ، من الحروف، من الأشخاص، من الأغنيات، من الشروق والغروب، من الاعتبارات، من الرقصات، من العطور، من السرير، من مذاق الشوكلاتة، من فستاني الضيق، من النظرات، من كل شيء، حتى في توهاني عنك يا رب عاجز على الاستمرار في صحراء توهاني؟؟؟
تسمعني، أقريب مني ؟؟؟ هل من خلاص؟؟
يأتيك نور يعبق روحك ويغسلها ، وتفيض دموعك تشعر بها كحمام ساخن يكللك كلك ، المكان مكانك، وجسدك جميل تعرفت عليه امام المراَة التي غربتك، وعطرك يُسكِرك، وترقص كأول مرة سمعت بها الأغنية ذاتها.
حتى الشوكولاتة تحتفل بك.
تعود وتضحك كل شيء على ما يرام بدونهم وكل شيء يحتفل بي.
كل شيء تهت فيه وأسجى جسدك في قبرهم، رعش من جديد ، واعاد رقصتك على أغنية غيابه، كما ترقص غجرية في مولد ويُجن بها الحاضرين.
تدرك حينها ان انسلاخك عن كل شيء اختار فراقك يمكن .
ينته توهانك وتصلي اَخر صلاة للأماكن، للأشخاص، لمراَتك، لرقصاتك، لوسادتك، لعطرك، لفستانك، لشعرك، للشوكلاتة، للشروق والغروب، للبحر ، وتقول عدت وسأحتفل كغجرية المولد .
إدراك من جديد أنك لم تخسر شيء سوى نفسك، التي عادت من توهانها بعد أن أذابها التعلق ..
[email protected]