الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صور لن تتكرر بقلم:ولاء العاني

تاريخ النشر : 2020-05-29
صور لن تتكرر بقلم:ولاء العاني
بسم الله الرحمن الرحيم
صور لن تتكرر

ولاء العاني

امسكَ الطالب آلة التصوير وتبعَ استاذهُ الذي يُقلدهُ حتى في حركاته لأنهُ لا يُريد أن يُفوِّتَ اي لقطة كما شرح لهُم في غرفة الفصل . اتجهوا نحو الظلال فأدارَ الكاميرا كما يفعل المُعلم . وساد الصمت ساعات الدرس العملي .

إنحنى الآخر على خُنفساء مرت أمامهُ والتقط صورة اخرى في موقف السيارات البعيد . بدأ عل الزوجين الغضب . حركات . أيديهم تكشف عما يجري . وهو يلتقط لهم الصور حتى اقترب منه طفلا صغيرا يركب دراجته واخذ يترنح أثناء القيادة وابوه يجري خلفهُ مُسرعا مُحاولا الامساك به لأنهُ يخشى عليه من السقوط .ثم مرت أمامه عائلة يحملون بالونات كتب عليها عيد ميلاد سعيد ومُغلفاتٌ بدت كأنها هدايا . لمح من مكان بعيد خلف ستائر كانت نسمات الهواء تُزيحها تجمعا كبيرا من الناس . لم يفهم شيء . لكنه كان سعيدا بالتقاط الصور . ثم انطلقت الزغاريد بعد أن وصل القاضي فعلمَ وفهِمَ انهُ عَقدُ قران ...

حملتهم اقدامهُم بعدها إلى حافة النهر والناس تصرخ والهرج والمرج عمَّ المكان . أسرع الأستاذ وهو يلتقط لهُم الصور واهمل الذي يستنجد ويكادُ يغرق . وفوق الجسر استوقفهم منظر الغروب وعملية الانقاذ التي تمت على خير ... كل منهُم التقطَ ما يُعجبهُ من الصور . وفجأة مرَّ أمامهُم موكبا رسميا كبيرا لم يستطيعوا أن يميزوا علم الدولة الموجود على المركبة التي اقلَّت الضيف . وايضا التقط لهم الصور ولكن استاذه لم يأبه له .

ساروا بعدها تتسابق خطاهم ... صامتين غير ابهين بما يجري حولهُم كأنهُم فقدوا الهمة للدرس الذي خرجوا من أجله حتى وصلوا مدرسة التصوير ودخلوا الفصل . جلسوا حتى وصل الاخرون تباعا واستعدوا لعرض ما حصلوا عليه من لقطات كانوا يضنوا انها استثناء لن تتكر .

وقف الأستاذ امام السبورة مُنتظرا أن يهدأ الجميع وقال : ارجو ان تكونوا قد استمتعتُم بالتجربة والاسبوع القادم سأرافق طالبا واحدا فقط بعد أن تقدموا لي التقارير وانت يا لؤي ستكون آخر من يقدمها حتى اخبرك اين نجحت واين أخفقت . وفي اليوم التالي وبعد أن اكتمل حضور الجميع راح يسمع من الآخرين ويُسجل ملاحظاته ويُدونها إلى أن جاء دور لؤي ليتكلم فقال :

اقدم لك شكري وامتناني استاذ فقد كانت جولة رائعة وانا اول مرة ارى الحيَّ بعيون أخرى وراح يسرد لهم ما جرى وعرض الصور التي التقطها ولما انتهى من كلامه قال له المدرس : عليك اولا وقبل كل شيء ان تحب مهنتك ...

ثانيا : ان ترى الجمال الذي حولك . وتحس به . وليس كما يراهُ الاخرين .

ثالثا : رغم بعد المسافة إلا انك تمكنت من رسم انطباع لما كان يجري بين الزوجين وعرفت انها مشكلة . لذا عليكُم ان تحسبوا خطواتكُم بدقة ... والعائلة التي اجتمعت في ذلك العُرس لم تحجب الستائر ما كان يجري خلفها . والغريق الذي اجتمع الناس لإنقاذه هنالك بطلٌ واحد في قصته . اردت ان اوثق ذلك حتى لايضيع حقه . اما ضيف الدولة في الموكب الرسمي فيمكن لأيا منكم الان ان يفتح جهاز الهاتف ويتابع آخر الأخبار وسيعلم من يكون .

واخيرا بودي ان تعلموا : ان في صور الحياة دروس كثيرة وعبر . وان اللقطة دائما اسرع من الزمن فقد لا تتكرر . وثقوا ما ينفع الناس ولا تضيعوا اوقاتكم في تتبع عوراتهم . فمن راقب الناس مات هما . ومن تتبع اخطائهم ملأ قلبه غما وعقله سُما .

واشغلوا عقولكم بالإنجازات النجاح فما تخسرونه من الوقت لن يعود .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف