الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هديل جودة.. الهواء الأسود بقلم: د. محمد قنيطة

تاريخ النشر : 2020-05-29
هديل جودة.. الهواء الأسود
بقلم/ د. محمد قنيطة
حينما قرأت خبرا يفيد بوفاة صحافية من غزة تدعى هديل جودة وما عقبه من نعي من مؤسسات صحافية وشخصيات وصحافيين، ثم تبين أنه خبر من الخيال، كتبه مجهول من خلف الكيبورد، لا تعلم نواياه، وأطلق على هذا الخيال اسم الصحافية هديل ونسج قصة وفاتها بعد صراع مع المرض لتلحق بطفلتها الرضيعة التي فقدتها قبل وفاتها بأيام؛ توارد إلى ذاكرتي قصة الكاتب المصري الساخر أحمد رجب، الذي ضجر من حالة الفلسفة العشوائية الزائدة واللامعقول الذي يتبناه النقاد في عصره، فخطرت له فكرة تكشف زيف الوسط ومظاهره وشكلياته الكاذبة.. قام بكتابة أي كلام وأطلق عليه فن مسرحي، ثم اطلع عليه زوجته فقالت له " اي دا.. انت بتكتب وانت سكران يا راجل" فتأكد أنه كلام لا معقول.
ثم قام أحمد رجب بنشر هذا الكلام في مجلة الكواكب على أنه مسرحية حقيقية وأطلق عليها اسم " الهواء الأسود" ونسبها للكاتب السويسري الكبير فريدريك دورينمات، وهنا انطلقت ألسنة وأقلام النقاد والمثقفين تشيد وتمدح بهذه المسرحية الرائعة التي كتبها السويسري العظيم، ليفاجأهم أحمد رجب بكشف الحقيقة وأنه من كتب هذا الكلام اللامعقول، ليقول لهم كفاكم عبث وفلسفة عشوائية...
اليوم وبعد سنوات من خدعة أحمد رجب ردا على اللامعقول في عصره، نعيش اليوم العشوائية و اللامعقول بعينه مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واتاحة الفرصة لأغلبية الناس أن يقول الواحد منهم ما يريد ومتى يريد، قد نغفر للناس والجمهور العام ما يقولونه عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تعبر عنهم سواء كان كلام صادقا أم من نسيج خيالهم أو تجاربهم الشخصية أو منقولا عن غيرهم.
لكن لا يغتفر الخطأ والعشوائية من صحافيين أو مؤسسات صحافية يفترض أن يكونوا مصدرا للمعلومات الصحيحة وعنوانا للحقيقة، ولا يجوز التساوي مع المواطن العادي في دقة النشر، بل البعض يستقون معلوماتهم وأخبارهم من صفحات الناس على هذه المواقع دون تمحص من مصداقيتها ودقتها.
لطالما تغنى البعض بمحاسن مواقع التواصل الاجتماعي وخدمتها الصحافيين والمؤسسات الصحافية، لكن هي ذاتها سلبياتها كبيرة وقد يكون الصحافيون ومؤسساتهم ومهنتهم المقدسة من أكثر المتضررين من هذه المواقع، فمن خلاها انتسب لهذه المهنة النبيلة الكثير من الهواة والنشطاء وباتوا ينافسون الصحافيين بعشوائية الموضوعات والأخبار والمصادر وسرعة انتشارها، وتمت مجاملتهم، فوقع صحافيين مهنيين ومؤسسات كبيرة بهذا الشرك طلبا للسرعة والانتشار وجمع المشاهدات والليكات وحفاوة التعليقات.
اضافة لذلك انتسب لمهنة الصحافة كل من هب ودب، وبعضهم تربع على أعلى هرم المؤسسات الصحافية دون أن يدرس الإعلام أو يمارس مهنيته ودون أن يعرف عن أخلاقيات المهنة وميثاقها وشرفها ومبادئها إلا كلمة (Press) الذي عجبته حروفها فوضعها على زجاج سيارته وكتب على حسابه على مواقع التواصل صحفي أو مصور أو حتى مدير مؤسسة صحافية..!!
لذلك إن استمرت هذه الفوضى دون حماية من أبناء المهنة الشرعيين ووقفة جادة لضبط العمل الصحفي ومؤسساته المهنية والعاملين في هذه المهنة، ستسيطر الفوضى والعشوائية على مهنة الصحافة، وقد يمنع الأباء أبنائهم من الالتحاق لدى كليات وأقسام الإعلام طالما لا فرق في الانضمام إلى صفوف المهنة وومارستها بين صحفي أو محامي أو مهندس، أو ناشط وطالما أبواب هذه المهنة مشرعة على مصرعيها لمن هب ودب دون ضوابط.!!
هذا ليس انتقادا بقدر ما هو حرصا على صاحبة الجلالة، ولتكن الدقة والموضوعية والاجتهاد في الوصول للمصادر والمعلومات شعار كل صحفي مهني حر، وعنوان كل مؤسسة صحافية تحترم ذاتها وجمهورها، ليستطيع الجمهور أن يميز بين الجيد والرديئ ولنستطيع أن نفصل الصحافيين المهنيين عن عشوائية الهواة الذين ظهروا مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وليسوا صحافيين، وليقول الناس والهواة على مواقع التواصل الاجتماعي ما يقولون ولتكن الكلمة الفصل والمعلومة الصدق للصحافيين المهنيين ومؤسساتهم المحترمة.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف