الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مطر على المدينة ترجمة: زيتوني ع القادر

تاريخ النشر : 2020-05-29
مطر بالمدينة
ترجمة: زيتوني ع القادر

المطر يتساقط على جوان فيل هذا المساء.
من نافذة حجرتي كنت اتامل حبات المطار المتسارعة لتموت بهدوء على الرصيف........
كنت ابتسم متسائلة عما يمكنني ان افعله لو مازلت طفلة...لا شك انني الان ارقص تحت المطر طفلة صغيرة بلهاء غير ابهة بزجرات امي المليئة غيضا التي تنتهي بنزعي من تحت زخات المطر متوعدة باقصى العقوبات...ولكن اليوم انا صاحبة الخمسة والعشرين ربيعا والمطر بارد...السماء مثلي تماما تبدو حزينة وهي تعبر عن غضبها بشراسة منتهية
تسائلت: باي اسى تتعذب؟ كلما تاملتها احسست انها تخلصت من قبري-عزائي- وجعلته-عزاءها- قبرها......انهمرت دموعي كخيط غير منته غمرت وجهي وتركت عينايي يتيمتين خمسةايام مضت ومع ذلك يبدو لي انني غادرت –ليدوفيك-منذ دقائق فقط قائلة له:
-الى اللقاء يا قلبي انا احبك.
ليدوفيك الم بداية السفر كان وسيضل ابدا قاسيا...قلبي يتمزق ويزداد خفقانه كلما تذكرت ظروف رحيله.... اقول لكم :
انه من اول لقاء تخيل لي اننا حبيبين لمدة عشرات الالاف من السنين...ماذا استطيع؟..الحياة هي التي تقرر ..تجمعنا وتفرقنا على وحسب مزاجها...
المطر في الخارج هادر مزمجر..فجاة بدا راسي يتثاقل...يجب الجلوس...يا الهي كم احس بالصداع..هل اذا لجات اليك.
ستخفف من الامي؟
كنت ازرع مطار –روازي لو روا- منذ عامين عدت من العطلة مع صديقين: كرمليطا وكريست- لقد استضافاني
لقضاء اسبوعين مع اسرهما ب-بورنو-نوفو- عدت بعدها براس مليء بالذكريات التي ساقصها على اطفالي.
كرمليطا لم تكن راضية على العودة لقد كانت ترغب في البقاء لمدة اطول-رغم اننا كنا نترك الشمس وراءنا لناتي
لمجابهة برد باريس..اخوها كريست كان مبتهجا للعودة فخطيبته –ليندا –تنتظره على احر من الجمر...كنت اضحك
منظر عراك الاخوين. خجلة اصدمت بالشخص الذي كان امامي..التفت غضبا...نظرت اليه فتخيل لي انه تحول الى
انسان وديع وبديع.
-كان بالامكان ان ...
.ضحك
بقيت متسمرة ومنومة على منظر افتتاح الشفاه الحلوة المعبرة عن عمق طيبوبة الرجل.
-هل يمكن تقديم اسمك؟
بقيت جامدة مشدوهة بلا صوت ...صوته..
-هذه الجميلة تدعى-انيسة-ولا تخف فانها لم تفقد لسانها ولكنها تحت الوقع:قالت كرمليطا التي قررت داخليا خنقها بعد العودة:
-حسنا انيسة هل تشرفيننا بشرب كاس؟
تتابع موت الكلمات على فمي:
-اكيد انها موافقة.
علقت كرمليطا اليس كذلك انيسة؟
تعالى يا كريست لندخل..الى اللقاء.
بعد دقيقتين من جلوسنا بالمقهى تم التعارف.
-اسمي ليدوفيك ..مهندس اعلام الي.
-ايه ..انا...نعم..اين تقيم؟
-لك صوت جميل هل تعرفين ذلك؟-انا في حالة مرور بفرنسا-اتقاسم حجرة ب –لندن-مع صديقين باسكال وشارل .
تسالينني لماذا نحن الثلاث مهندسي اعلام؟
لا املك الجواب ولتكلمينني عن نفسك.
-ماذا اقول..احضر رسالة دراسات عليا في اللغات...اسكن مع اعز صديقاتي: كرمليطا وكريست....وبأن اخر طفل قلت له:
احبك تركني منذ ستة اشهر وتعلق باخرى ماذا اقول؟....
واخيرا توصلت الى هذا:
-بالنسبة لي تعتبر –لندن-من اجمل مدن العالم.
-اذن تحبين السفر كثيرا.
وتكلمنا كثيرا....تكلمنا كاننا نتعارف منذ زمن بعيد,...مع وجو ب الاعتراف بانني كنت اذوب في كلماته وابتساماته...توصلنا في الاخير الى اننا ناتي من مدينة واحدة-بور جونتي-لؤؤة صغيرة تستحم على ضفاف الاطلنتيك.
-لقد كنت هناك منذ شهرين تقريبا.
-لم اعد لها منذ ثلاث سنوات.
تكلمنا وتكلمنا واقترح ان يوصلني بسيارة صديقه الذي سياتي لانه يعرف مكانه كل مساء
تبادلنا ارقام الهواتف..لقد كان بباريس لمدة اسبوعين..تمنيت ان اراه ثانية ..فمن يدري ...لعل ..؟؟
-ساكون مباشرا معك –انيسة انت تعجبينني اود ان اراك ثانية لنتغذى معا غدا اذا كنت حرة.
-حرة اكثر من نفسي...مستحيل..هل قلت... نعم؟؟
نزولا عند ذوق كرمليطا كنت في الغد جميلة مثل دينار جديد لم تنس كرمليطا ان ترشني بعطرها المفضل-كانزو-كما .
لم تنس ان تملاني بنصائحها السديدة والتي كان اهمها:
-لا تنامي الليلة الاولى.
وطمانتها.
ذهبنا الى مطعم صيني كان ينصت الى حكاياتي عن طفولتي المثيرة...وتفاجا بكوني مارست كرة القدم منذ الصغر...حدثني عن اهله وعن اخواته الاربع.
-انا صغير الاسرة احس بفراغ اخوتي :همس لي.
-ليس لي الا اخ صغير مات ابي وتركه ذا عامين لقد كان لي خمسة ولا اتذكر وجوههم ...امي لم تعيد الزواج..

بعد هذا التفريغ كان علي ان اتنفس...قدم نكتة لتمحو طابع الحزن الذي بدأ يغزو ملامحي....كان رقيقا..كنت اشرب كلماته...
..تحدث عن افتتانه بالرياضيات لدرجة انني توصلت الى فهم سر صعوبة تلك العمليات التي كانت تعطيني تقديرا ب ثلاثة من عشرين في الثانوي.
كنت اسقط واغوص رويدا رويدا في الحب..لقد كان شيئا مدهشا ..وبلا تفسير..
عندما اخذ لودوفيك يدي بين يديه عرفت انه مستقبلا وربما في الخلود—يجب ان اعد معه...قضيت معه اسبوعين من اروع ما قضيت في حياتي...كنا نتهافت للا شيء.. يوميا..ونلتقي مساءا بعد الدروس..نتغذى في- الفاس فود-
نتسكع على الارصفة الباريسية..جننت به ...تقولون..... نعم مارست الحب معه...ليس في مروره السريع بباريس ولكن شهرا بعد ذلك, كنت ازوره اخر كل اسبوع
.. كان رقيقا لدرجة سيلان فخذي حبا وحنانا...سالت دموعي ذات يوم...
فقد احتوانا ووحدنا الخلود ذات يوم...
يا الهي كيف يمكننا ان نحب بهذا العمق؟؟
-يتخيل لي كلما نظرت اليك-انيسة-اننا خلقنا لبعضنا...يا الهي لو تدرين-انيسة كم احبك؟؟
كان كل يوم يهدي بطاقة ولو كنا نتبادل اطنانا من -الايملات ..في الليل يهتف..كان يردد تشوقه لرؤيتي..كنت امتطي القطار كل جمعة الى –لندن-لاعيش الحب ...الحب العميق ..الاحمق..
باسكال وشارل اصدقاء لودفيك او اخوته كما كان يحلو له منادتهما لم يهضما التغير الذي طرا على زميلهما..لم يراه ابدا بهذه الدرجة من الاقبال على الحياة.
-لقد اسعدتينا يا انيسة لقد بدانا نعيش, ها هو لودفيك يقودنا الى النادي كل سبت فقط بسببك يا انيسة.................اخوة حبيبي –اللواتي عرفتهن بالتلفون--------- تبنوني لقد كانت الباديات بالحديث عن الزواج لان اخاهما لما يقدم لهما ابدا ورسميا أي فتاة...-كنت المرحبة بها في العائلة..عائلتي رغبت في تبنيه ..
كان اخي يحلم باتخاذه صديقا...كل المعطيات تجمعت من اجل زواجنا...في 09/01/2006 كنا سنحتفل بلقائنا ..اخرج لودفيك الخاتم الذي سيلبسه اصبعي
-سنكون في الغابون بعد اشهر يجب ان نستغل الفرصة للزواج لقد اعلمت اخوتي.
-كيف اجيب؟
-قولي فقط نعم والباقي سياتي طواعية..ستكونين زوجتي...وجهك ما ابغي ان يكون طالعي كل صباح..
ان الصدق الذي يتفجر من تصريحاته انتزع دموعي وفي تلك اللحظة بالذات تيقنت انني لن اكون شيئا بدونه. جاء اوت ..امتطيت الطائرة قبله بيومين مصحوبة بكرمليطا صديقة عمري استقبلنا اخي كارل بالمطار تلقيت مكالمة من ريتا الاخت الصغرى للدوفيك ثم لوريس الكبرى ووصل لودفيك مع صديقيه باسكال وشارل الذين علقا ضا حكين
-نحن مكلفان بمسؤلية الاقرار بحبكما العميق يوم: س.
يوم س كان الغد...الغد الذي غاب لودفيك فيه ولم يعد له وجود...
من اعماق قلبي تردد هذا الصياح الاصم الذي ضايقني منذ خمسة ايام:
-حادث مرور؟؟؟
سيارة جديدة اهداها له ابوه...في وضح النهار ملتقى الربيع...في مفترق الطرق...امام الضوء الاحمر داسته شاحنة..كانوا ثلاتة.. لودفيك..ابن عمه الذي كان يسوق واخي كارل ....لقد مات في الحين ...لودفيك ...مات...
ساعة فقط بعد الحادث تجمع الجمهور ليخلق الاشاعة:
-ولد من هذا؟
-مات في الحين؟’..انه امر غريب.
-من ينفي ان الاب ضحى بابنه..امر محير؟
-هذا النوع من البشر قادر على فعل كل شيء...قتل ولده؟
-مع انتشار هذه الانواع من المذاهب الدينية...هذا الاب ....ان الاغنياء في حالة طلب للمزيد...
-هذا الموت ليس عفويا يجب التحقيق؟
سبعة ايام ...منذ رحيل- لودفيك- والمطر يزيد في عمق الهوة التي احدثها موت لودفيك في نفسية اخي كارل...كانت جدتي تتعهده وترعاه وكثيرا ما كان يفزعها ليلا عندما ينهض صائحا:
-لقد كان لودفيك في الخلف؟؟
لقد شيع لودفيك هذا الصباح ومنذ غادر لم يخرج من فمي صوت ...امام تابوته اعتقد انني سمعته يقول:
-اسمحوا لي اصدقائي انا اتعجل العودة ولا بد ان اغادر فالمراة التي احب تقلق لو تاخرت عنها دقيقتين.

وتيقنا من ان الموت بهذه المدينة لا ياتي بدون سبب فان الوشاية وصلت الى كل الاذان وطافت بكل الاحياء.
وتضاعفت وازدادت انتشارا بتعميد اب- لودفيك- ذهبا هذا اليوم.
Edna Marysca Merey Apinda 2006

il pleut sur la ville
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف