الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنتظر...بقلم: محمود حسونة

تاريخ النشر : 2020-05-28
أنتظر...بقلم: محمود حسونة
1- أنتظر..
في الصيف القادم، لن أمتنع عن تدخين النرجيلة والسجائر الرخيصة، ولن أغيّر طلاء الجدران، سأبيع كل ممتلكاتي حتى مظلتي وخاتم إصبعي، وسأتعلم السباحة ولعب الورق من جديد، سأتوقف عن الاستحمام بالماء البارد، ولن أتوقف عن قطع الإشارة حمراء، وسأستغفر ربّي كثيرا!
في الصيف القادم، سأصمت في الكلام، سآخذ بثأري من شرب النبيذ وأتدرب على شرب القهوة، وأخبرك بنصف حكاية، سأقود سيارتي بسرعة 10كم/في الساعة، وسأتوقف عن حبكِ!!
سيحدث كل هذا في الصيف القادم؛ لأراقب الدهشة في عينيك، أنا أحبّ دهشة عينيك!!
في الصيف القادم لم يكن معي أحد، سأجلس على الكرسي في الشرفة وراء الزجاج بمعطفي الجديد، أنتظر قدومك مع الشتاء!!
كل هذا في الصيف القادم!!

2-بياض...
لو عدت عشرين عاما… أرتب المشهد من جديد كذكرى بريئة… وأنت تمرّين في شارعنا عن باب نصف مفتوح… وأنا أراقبكِ… فيمتلئ صدري بالضجيج، يهبط و يعلو!!
لا يُعقل أن تمرّين بهذه السرعة…
لو التفتِ مرة واحدة…. لو أنّكِ لوّحت بنصف بإشارة... ولو أنّي همستُ لكِ كنت سأقول: أنّ أمي تلحُّ بالسؤال...عن سرٍّ شرودي!!!
أعتذر لك الآن…كنت طيّبا وفقيرا ولا أملك سوى الكلمات...
كنت انسحب سريعا إلى كراستي؛ أريد أن أكتب، و أفرغ آثار ملامحك عنّي..
أحوم في بياض الورق… أشرِّع نوافذ قلبي، كنت عاجزا...
فكيف أحتوي كل هذا الجمال في ورقٍ وألوان وقلم؟!
أُطفئ قنديلي و كل الأضواء!!
أتعرفين لماذا؟!
لكي أراكِ، لأنّك قمر!!
فما حاجتي لكل الأنوار والقمر يشتعل!!
من هنا مرَّ القمر… الكل مندهشٌ أنا وأمي وجيراني…

3- ترتيل!!
في المشهد شيئ يتحرك ثمّ يسكن، ثمّ يتحرك… كموت وحُب، كترتيل ديني، كرسالة مبللة، كرائحة عناق!!
صمت يخيّم في الشوارع، وعلى العتبات عيون تنتظر…
لمن أضاؤوا قلوبهم، وصاروا أشرعة الريح…
ماذا لو جئتم هذا الصباح؟!
في المشهد أسماء ووصايا مكتوبة بضوء لا ينطفئ… … للذين يطلون علينا كأقمار بعيدة، وأهازيج نساء الأرض وأطفال يغضون الطرف عن الفرح…
هل سمع أحد نداءهم؟!
يوم بُحّت أصواتهم قبيل القتل الوقح.
قبيل الموت الذي كان بطيئا ثمّ تسارع متنكرا كلمح البصر…
يأتي النداء مثل هدير البحر، يهزُّ المشهد فترتعش أجسامهم المهمشة!! وصدًى من الأصوات والأسماء والموج يرتد من جدار لجدار وقبل أن ينتهي لي أسدُّ أذني…
كنت أعاني حسّا مفرطا من كلمات الوداع!!
كان العناق جرعة الجمال في المشهد، كانوا يتعانقون!
مبتور كان عناقهم، كنسمة أرادت أن تمر فانكسرت!
لي دهشة من جمال عناقهم،ولي وردة أرويها بماء العين!
حزينة هذه الحكاية كقبلاتهم التي أرسلوها ولم تصل!!
ماذا لوجئتم في زيارة عابرة صباح العيد؟!
كانوا أشرعة للريح...

4-كانت دقيقة واحدة!!
كأسهل طرق اللقاء وفي دقيقة واحدة، سأسرح بخيالي…
يراكِ في ساعة يده، في قارورة العطرٍ، في مسلسل تليفزيوني، يراك لو فتح بابا أو نافذة!!
رآكِ اليوم: في رواية الليالي البيضاء - دوستويفسكي
في قصيدة أغنية شرقية - لوركا
في رسائل غسان كنفاني لغادة.
أيّ خيال هذا الذي يسرح بي ويأخذني؟! أخاطب أحدا يلتبسني، يقيم في ملابسي!!
قلت له: كفى لا تكتب حرفا واحدا؛ قلنا دقيقة واحدة…
و كسّرت الأقلام!!
تمردت أصابعه واستمرت تكتب على ضباب الزجاج، على الحيطان على علب السجائر …
ظل يكتب والوقت يطول دقيقة، دقيقتان، ثلاث دقائق…
يراكِ في رائحة برتقال يافاوي، في الطريق الساحلي إلى بيروت، في ثلوج جبل الشيخ، في نداء صلاة العيد!!
يراكِ وردة تنبت في كل كلمة، في صندوق البريد، في خزانة ملابسه، على صدره، على قمصانه في اختناق الصوت، في فنجان القهوة، في زجاجة الماء التي شربها الآن!!
ما الذي يفعله هذا الخيال شريكي؟! كيف يسقي جذور أصابعي وكلماتي؟!
كيف أقذفه من النافذة كعقب سيكارة حرقت ثيابي!!
أو كقطة مدللة تسطو على غذائي وتظل تموء في رأسي
سألت الله ماذا … ماذا أصنع بخيالٍ يشتعل كعيدان الثقاب؟
وحين لوّح لي بالوداع، أطبقت عينيّ!!
ناديته: تمهل يا خيال يا وحيدي، ابق معي!!
سأسجنك وأغلق عليك هذا النص.

5-اسم الله!!
حين نحتفي بمن مروا بنا، وطرحوا السلام، حين تلتقي عينان تفيضان حلاوة، وقفير نحل في صدري يطنّ بالحنين… حين تتناسق ألوان الفساتين، وألوان أقلامي وقمصاني !!
حين يتيبس الكلام، ويصير صورا ووردا وتنهيدة
حين يعانق عطر ابتسامة لها، أزهار قصيدة على تفعيلة بحر
بلا ميناء!!
غمزت بعينها وقالت أريد بحرا أكثر هدوءا، أريد بحرا:
ككوب ماء مثلج، أرتشفه رويدا رويدا
كسهرة ليلية نشرب نبيذا بطعم أغنيةأو حكاية غرام
كمشوار ليلي في شارع آخره مغلق...
كحبة مانجو مقشرة… كرشقة مطر في الصيف...
سأكتب لك بالبحرالذي تريدين، فكل بحر من البحور سيأخذني إليكِ...
يا اسم الله، ماذا أفعل ببحر آخر يعلو ويتمدد بيننا ويبعدنا،
ويطيل الغياب؟!
لا يهم، فلا شيء بعد قلبك!!
*هناك فرق!!
لا أستغرب لو أنّ صورة لها تحصد أكثر من ثلاثمئة إعجاب، وقصيدة لي تأخذ أقل من عشرين...
هنا فرق بين قصيدة الله وقصيدتي.

6- صلاة القصيدة!!
لا تدع أحدا يسوقك مع القطيع.. اهرب مما يعجبك بعد أول مرة، اكتب وارسم ما تشتهي، ولا تخف من الدهشة في عينيك وقلبك، اطعن الكلمة والقصيدة اجعل دمها يسيل!!
ولأنّ في كل ساعة جديد؛ فلا يغرنّك لحن، فتغنيه أكثر من مرة مهما كان جميلا!
لاتؤمن بقيصدة لا تغسل قلبك، قصيدة تأخذك لأعلى الجبل
وتقفز بكِ من فوق، قصيدة تدمي أصابعك، وتتركك في آخر حرف كالقتيل!!
اكتب بمخيلتك ولو قال عنك العقل ألف مجنون، أدر ظهرك لهم!! اعتلي حصان القصيدة واركض واقطع النهر؛ ستناديك أصواتهم توقف يا مجنون، لا تلتفت، واضحك طويلا وأنت تقطع النهر…
يوما ما سيكتب أحدهم ولو بعد خمسين عاما: فلان أول من قطع النهر ولم يخش التماسيح…

7-ورق أبيض وقلم رصاص!!
ورق أبيض كضوضاء غامضة،وسائلٍ كالحليب، ضباب لزج وذاكرة صافية!!
سأكتب سطرا واحدا يلوّن هذا البياض، كأن يصبح رماديًّا… سأكتبه ولو بخط سيء...
كان لابد أن أرى وجهكِ!! ولأني طويل القامة كان عليّ أن أنحني، ولأنّي أكره الانحناء نظرت إلى القمر، وكنت أصدّق أنّه وجهك!!
الابتسامة واسعة فوق هذا البياض، والوشاح أزرق...
احترت في لون شعرك بين أسود ليلي، و كستنائي بارد!!
دقّت ساعة المنبه تعلن موعد نومي… واستراحة بين واقع حالم وحلم واقع، بين صحوٍ ومنام!!
لم أكتب كلمة واحدة!!
لأني رسمتك وردة!! أغنتني عن كل الكلام!!

8-كثيراتٌ ووحيدة!!
في مدينتي سمراوات كثيرات لكنك أنت الوحيدة؟!
أيّة حكايا هذه، التي هي عينيك؟! وما هذا الصخب حين أنظر إليكِ يجري في دمي؟! كان يحدث هذا معي أوقات الحروب!!
في مدينتي شقراوات كثيرات، فكيف اكتشفتكِ فجأة كابتسامة شاسعة وصرت أنتِ الوحيدة ؟! أشعر بكِ لصق القلب لكنك أنتِ البعيدة!!
أقرأ كفي كعرّاف أحمق يستجدي الطريق، يلاحق فكرة شاردة فيها بيتٌ، ونسمةٌ تعبره من الجهة الغربية كل مساء، جهة الغيم!! أيلائمك هذا البيت؟!
ستكون بوابته شمالية حيث الباحة، حيث تحطّ العصافير؛ فيكون الصباح أجمل فلا تراكِ سوى الطيور وأنا، وتفرح بكِ حارتنا الكئيبة!!
مَنْ سيمنعني لو أتقمص دور ساحر وأخطفكِ من هذا النص فتزداد الدهشة؟!
وسيبقى يتساءلون حيرى عن هذا الساحر، ولماذا اختاركِ من كل هؤلاء لتكونين أنتِ الوحيدة؟!

9-انتظار ولياقة أكثر..
في الطريق عجوز تضرب الودع، تحدثني عن وردة خجلى
علقت في منتصف الطريق، يكسوها الصمت والضباب وتخبئ العطور!!
العجوز هذه تحدس رؤية تحكيها لي بكلام جميل: هي وردة بريّة نادرة ، لم تسقها يد، سقاها الله ماء السماء، وأنتَ لا تعرف عنها الكثير، لا لون شعرها، ولا كيف تلائم شالها مع لون الفساتين كل ما تعرفه أن لها قلب كبير…
وأن هذا حدث لك فجأة، هكذا يحدث الحب أحيانا كرمية نرد!! والقلوب المتشابهة تتعارف، كأنْ تفتح نافذة مغلقة وفجأة تعانقك طراوة النسيم…
وما عليك سوى الانتظار الذي قد يطول، الحساد كثيرون لكنك لن تنسى ولن تنساك!
سيقولون لك: هي كبقية النساء، هي وهم واعتقاد… أنتَ من يميّز الأشياء...
مع هذا الغياب والانتظار، ستكون بكامل لياقتك، سترتب لها الكلام الذي ستقوله لها، كلام لم يسبقك إليه أحد… أو ترسل لها أفكارا جديدة لترتيب شالها فلا يطير ويبوح بسر لون شعرها، وكيف تعتني ببشرتها وعينيها الجميلتين وأزهار تزيّن شالها؟!
وحين يلحّ عليك الحنين وتسألها كيف السبيل الأخير إليكِ؟!
تقول: دع قلبك يمضي حرا، لاتخجل اتبع قلبك وتعال إنه الدليل!!
ستهديها قلبكََ ستقول لكَ هذا لا يكفي، كيف تهديني ما هو لي؟!
أريد شيئا آخر كأن تردد اسمي أغنية مع كل صباح!!
ك ان يُ ح ب ك.

10- مشهدان..
المشهد الأول:
طلب المخرج منه ومنها أن يتصافحا، ثمّ اعترض على أحدهما وعاتبه: اجعل للمصافحة محتوى عاطفي…
تكرر المشهد…
وتكرر العتاب: لا تفكر يا أخي بالمصافحة، اشعر، اشعر بها، العناق شعور وليس تفكير، الشعور انسيابي مرن، التفكير ميكانيكي كالآلة.
سأل أحدهم المخرج: كيف نميّز بينهما؟!
-هذا لا يُشرح… الشعور يفوح كعطر الوردة، التفكير يُتكتك كالآلة!!
المشهد الثاني:
هي غارقة في أعمال المطبخ... هو ينهض من فراشه متثاقلا
يفرك عينيه ويتثاءب… يناديها ، تلتف إليه وتصفعه، بهت مندهشا وتحسس أثر الصفعة!!
يحتج للمخرج: لكنْ ليس في المشهد صفعة…
يرد عليه المخرج: انتبه يا رجل لنبرة الصوت!!
يعيد المشهد ولكن الصفعة تتكرر!!
المخرج ينبهه باستمرار: نبرة الصوت يا رجل، نبرة الصوت، انتبه ليس الكلام وحده يحمل المعنى نبرة الصوت أيضا، انتبه لنبرة الصوت!!
بقلم: محمود حسونة:(أبو فيصل)
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف