الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة بقلم: مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-05-26
مفهوم الفردانية المطلقة والفرد في الأمة بقلم: مروان صباح
مروان صباح / في إعتقادي لم يتشكل المذهب الفرداني في أوروبا الغرب كضرورة ماسة لتخلص من العصور المظلمة بل جاء كمسألة تتعلق فقط بالحرية المطلقة ، فعندما المجتمع يتجاوز فكرة المقارنة ، يصبح ملزماً اجتباء مفاهيم الاختلاف ، ولأن المتتبع لخطواته ، سيكتشف انحصاره على وجه الخصوص في الحرية الجنسية ، لأن في النهاية ، الفرد في الإسلام موجود بقوة لكن بالتأكيد ليس كمذهب ، فأي باحث سيلاحظ ذلك في القران ، كلفظ أو في الفقه وايضاً بالفلسفة العربية الإسلامية ، وكان الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه يوماً ما قد حدد في كتابه لعامله مالك بن الحارث ، الشهيّر بالاشتر النخعي علاقة الفرد بالمؤسسة وعلاقة المؤسسة بالجماعة ، ( قال أعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض ، فمنها جنود الله ، ومنها كُتاب العامة والخاصة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمال ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس ، ومنها التجار وأهل الصناعات ومنها الطبقة ذو الحاجة والمساكين ، أي العاجزون على الكسب ،. فالجنود حصون الرعية وأمنهم ، كما لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله لهم من الخراج ، ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاة والعمال والكُتاب ولا قوام لهم جميعاً إلا بالتجار وذوي الصناعات ) ، وبالتالي الفردية لا يمكن لها أن تكون هوية بديلة عن الهوية الجامعة مهما كانت قوة الفرد أو نفوذه ، ففي الغرب على سبيل المثال ، الحداثة في نهاية المطاف قائمة على الضمير التى قدمته المسيحية ، وهذا يكشف بحد ذاته عن سياقات بحثية كانت ترغب في تقديم مفهوم المواطنة بعد القرن السابع عشر ضمن مفهوم استقلالية الفرد بهوية خاصة ، عكس ما قدمه الإسلام عبر التاريخ ، ككيان يجتمع فيه مجموعة خصائص التى تجعل منه الهوية الأعلى ، أي بمعنى آخر ، بأن الفرد ليس سوى جزءاً صغيراً لا يتجزأ من الهوية الجامعة التى بدورها تكفل ضبط إيقاع الحياة .

إذن ، الهدف من تأسيس مذهب اعتناقي للفردانية ، لا يخرج من مقاصده الدفينة والهادفة في التلاعب البيولوجي ، إذا جاز لنا قول هكذا ، لأن الفردانية مصطلح بيولوجي استعان الحداثيون به ونقلوه للحداثة السياسية ، تماماً كما هو جزء مهم من العولمة التى خلقت أجيال لم تشهدها البشرية من قبل ، فاليوم على سبيل المثال ، تتغير هوية الإنسان مع كل ساعة ، حسب مشاهدته للفضائيات أو استماعه للأغاني أو استخدامه للتكنولوجيا أو انتمائه لفريق كرة قدم متعصب له ، فالعولمة صنعت منه إنسان معقد ومركب معاً ، وبالتالي جميع المدارس والجامعات ودور العبادة ، بل المنظومة المؤسساتية بالكامل ، أصبحت عاجزة على إحداث تأثيرات جوهرية في المواطن ، وهذا الجديد أحدث جوهرين معقدين ، الأول على الصعيد السياسي ، سنأتي عليه لاحقاً ، لكن هنا نتوقف قليلاً عند هذا المثال ، فلمجاهر في عمالته لأي جهة أجنبية ، لم يعد يصنف بالخائن ، بل أصبحت لديه وجهة نظر ، في المقابل ما هو جديد ايضاً ، أصبح الشاذ له وجهة نظر ولديه نظرية وقاعدة تعبر عنه وأصبح لديه الصلاحية القانونية في الدخول بنقاشات علنية ، يزعم على أنها مسألة جينية طبيعية كما يحاول تمريرها ، المدون شريف جابر ، بأن المثلية سلوك طبيعي لا ينبغي التخوف منه أو التخلص منه ، بل يضيف قائلاً ، يجب دعمه والتصالح معه ، وبالتالي أصبحت الغلبة لمن لديه التكنولوجيا ، فإذا كان الشاذ هو الطرف الذي يمتلك أسباب القوة التى تؤثر وتسيطر بشكل لحظي على عقل المتلقي ، بالطبع سيفرض على الطرف الآخر قناعاته على الاخص إذ كان أو كانت متواضعي المعرفة ، وبالتالي تلاشت هنا الفطرة الآدمية التى ينتمي لها الجنس البشري ، ولهذا يحاول أصحاب هذا المذهب إلى ترسيخ عدمية آدم لكي يسهل عليهم تشكيله من وقت لآخر كما يشاؤون وحسب الحاجة السياسية مع كل مرحلة ، ايضاً نقدم نموذج حيواني آخر ، هناك سلوك قططي يمارسونه الإناث والذكور على حد سواء ، كبار القطط يقتلون صغارهم حتى لو كانوا من أبنائهم نتيجة تغيرات سيكولوجية غامضة حتى الآن ، في المقابل ، الفردانية السياسية كانت حاجة استعمارية ، ومن ثم تطورت مع تولى الولايات المتحدة الأمريكية شؤون العالم ، وهذا ما تحاول الصين الشعبية كسره ، بل هو جوهر الصراع بين الطرفين ، الأمريكي الذي يمثل الغرب يحاول المحافظة على الفردانية التى تمثل السعادة الحديثة ، ( الانتصار الهيمنة ومن ثم امتلاك التكنولوجيا ) تماماً كما قدمها الإسلام في أربعة حلقات ( المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب المريح ) ، وبالتالي كانت الفردانية اثناء الكولونيالية أوسع وارتبطت بشكل مباشر بالثورة الجنسية وشهدت انتشار مفهومي ، عندما سقطت مفاهيم العائلة والقبلية الواحدة ، لكن عندما واجهت مشاكل جذرية ، بدأت الحركة الفكرية في الغرب بوضع حلول للخروج من الفردية وإعادة طرح تنظيمها ، لأن الاستمرار بهذا المفهوم سيضيع المكاسب الذي حققها الإنسان المعاصر ، كما أضاع العائلة والقبيلة وبالتالي مازال الغرب حتى اليوم يعاني من حركة غير منتظمة لتدافع الأجيال والتى تفرض عليهم إستيعاب المهاجرين .

كان الفيلسوف الألماني لايبنتز في كتابه المونادولوجيا ، قد ابتكر مفهوم الفردانية ، إذن في البداية هي صناعة ليبرالية ، وطالما الرجل أختلف مع من قبله في مسألة المركب والبسيط ، عندما فسر الأجسام فسرها على هذا النحو ، مهما كانت الأجسام ضئيلة بالتأكيد لها امتدادات وكل إمتداد قابل للتجزئة ، وبالتالي نفى عن الذرة بأنها متمددة ، لأن ذلك التمدد غير قابل للتجزئة ، وبالتالي الإدراك الباطني ( ، أنا ، التفكير والحس وأريد ) ، جميعها وحدة جوهرية لا جسمية ، أي أن الإنسان كفرد ومواطن ، يتمدد مع جملة حقوق وإلزامات ، لكن الفيلسوف كانط طور مصطلح الإلزامي إلى مصطلح الواجبات ، فأصبح المواطن لديه حقوق وواجبات ، وهذا ما تحاول الصين الجديدة دراسته من أجل فكفكته ، يبدو أثناء انتقالها من الاشتراكية الشيوعية إلى الاقتصاد الليبرالي المفتوح ، عرجت على مفهوم السيطرة ، فكتشفت بأن الإنسان لا يسيطر إلا على جزء صغير من مركز القيادة العامة للبشرية وبالتالي الباحث في مركز قيادة العالم ، سيكتشف أن تحريره من الفردانية ، ليست بالمهمة المستحيلة بل يمكن ايضاً إعادة رسمه مرة أخرى ، فتسللت الصين إليه من باب التصنيع الاقتصادي ، لكي تتجنب المواجهة المباشرة ، والذي أثبت بالدليل القاطع ، بأن الفردانية ليست سوى ظاهرة تأتي في مرحلة ما بعد التفوق والانتصار والتى أتاحت للمنتصر أو المتفوق بادعائها لكن ايضاً سرعان من تنقلب مآلاتها على مدعيها .

على المستوى الاجتماعي ، أستطاع الغربي تأسيس مكاسب مهمة للفرد ، الذاتية / الحرية / الهوية ( غير قابلة للاستيلاب ) ، الاستقلالية ( حقوق لا يمكن التفاوض حولها ) ، وبالفعل لقد صنع من المجتمع أفراداً لكن بقت المشكلة الأساسية بتحمل فردانية الفرد ، فالإنسان بالحرية المطلقة يصبح كائن قبيح وحسب التجارب المتعددة ، هو عاجز على تحمل هذه الحرية ، لأن الفطرة كانت قد هيكلته هيكلة فطرية مقبولة ، لا تقبل بهيكلته مجدداً ، وبالتالي اليوم على سبيل المثال ما يطرح خارج الأسس الفطرة البشرية ، ليس سوى إعادة النظر بالتصنيف الجنسي لذكر والأنثى ، فالمسألة غير منتهية عند البعض ، بل هناك نقاش مفتوح سيحدد المناقش لاحقاً ما هو جنسه ، بل مع الحرية المطلقة ، أصبحوا هؤلاء متوقفين تصنفياً حتى أشعاراً آخر أو حتى ينجزون فردنيتهم بالطريقة التى يختارونها ، وبالتالي ، هناك عناصر كثيرة دخلت إلى الفكرانية الإنسانية وأفسدت علاقة الإنسان بنفسه ، فلم تعد الإنسانية العابرة في موقع أخلاقي معتمد ، بل هناك محاولات في تشويهها .

بالطبع ، لا يمكن لأحد أن ينفي ظاهرة الفرد في الإسلام ، لأن الإجابة العفوية ، إذا أحال المراقب السؤال إلى القواعد التبسيطية في أي مدونة أخلاقية ، سيجد بأن العرب ظهر لديهم مثل هذه الحالة ، ( الصعلوك ) الذي وُصفت قصائده بقوة العاطفة وسعة الخيال والحكمة والخلو من المدح ، لقد انتفضوا الصعاليك على القبيلة والطبقة المتحكمة ، وباتوا ينتهجون مذهب تدوير المال من الأغنياء للفقراء ، أي أنهم قادوا حركة التدوير ، إلى أن جاءت الرسالة الإسلامية التى أقامت العلاقة بين الفرد والطبقية والأمة ، فالإسلام جعل الفردانية كالرسم البياني ، هناك حساب وجزاء ، أي واجبات وحقوق ، كما يقع على الفرد العقاب ايضاً يُكافأ ، لكن الإسلام في الجزء الأساسي ، نفذ ما كان الصعاليك يطالبون به ، لقد حرر الفرد من القلبية والعشيرة والنسب وأعاده إلى جبلته الأولى ، كمدني إجتماعي بطباعه ، لقد حرر الإسلام الفرد ليكون في جماعة تحترم الفرد بشكل طبقي وحسب إمكانيته التفكيرية وقدرته على التعايش مع الآخرين ، لأن في النهاية وهذا كشفه الغرب مؤخراً ، تحديداً بعد القرن الثامن عشر ، بأن الأمة الطامحة والتى لديها رسالة ، لا يمكن أن تنطلق من مفهوم الجمع الكمي الذي يساوي الأفراد ، بل الأمة كيان جامع ، تماماً كالاوكسجين الكثيف وآخر ضعيف ، لكل فرد اجتهاده وأفكاره ، لكن تنفيذ ذلك يتطلب إلى جموع ، وبالتالي يتساوى الجميع هنا حسب كل فرد ما قدمه ، إذن الأمة الإسلامية كما يجتمع فيها القعيدة والشريعة والحضارة ، ايضاً تكونت من الشعوب والقبائل ، فنظام الإسلامي يؤكد على مسألة الطبقية ولا يعترف بالعنصرية الطبقية ، لكنه يعترف بالتفاوت بينها ، لأنه واقعي ، فالفوارق بين الذكاء والاجتهاد والقدرات ، لا يمكن لعاقل أنكرها ، بل هي حقيقة دامغة ، لا تقبل التشكيك ، ولكي تكتمل وتأخذ مسارات سليمة ، نظمها الإسلام في دولة مدنية ( حقوقية ) بمفهوم العدالة وليست المساواة ، وطالب بتحقيق العدالة من خلال تقريب التفاوت أثناء بناء الفرد ، الذي بدوره تقع عليه مسؤولية تطوير المجتمع ، وطالما التوازن بين الطبقات مساره ضمن المعقول ، سينتج بالتأكد مجتمع مستقر وأمن ، في المقابل ، كلما اختل التوازن بين الطبقات ، سينعكس ذلك على رضاهم ويخلق صراعات ، وفي محاولتين شاخصتين في غرب أوروبا وشرق أوروبا ، على سبيل المثال ، حاولت البورجوازية إلغاء الإقطاعية التى جاءت بها من النظام المصري القديم ، أما البروليتاريا العمالية ، سعت بكل وضوح إلى اجتثاث البورجوازية ، وكل ما حاولت الشيوعية تطبيقه على أساس مجتمع اللاطبقي ، أدى في نهاية المطاف ، بطبقة واحدة تتحكم بالفكر والحكم والمال ، لحد لم يعد يشعر الشخص بذاته ، وبالتالي من عاش في دول تبنت الشيوعية ، استشعر باختلال العدالة الاجتماعية هناك ، لأن العدالة لا تقتصر على الطعام والتعليم والصحة ، بل أكدت الأيام ، بأن تجربة الشيوعيون لم تكن سوى استبدال طرف بآخر ، والمحصلة تحولت الملكية الخاصة والعامة( من إلى ) .

وبالتالي المحقق هنا ، سيكتشف الحقائق من هذه الزاوية ، فالعربي يعيش للأسف مرحلة استنزاف الوقت ، فعندما المحقق يُميط اللثام عن المؤسسة العربية ، سيكتشف مدى حجم الزيف ، فهذه المؤسسات مهمتها الأساسية ، تعليم الناس كيف يستنزفون أعمارهم ، ولكي تستطيع الأمة الضائعة ، العودة إلى درجة أمة مستيقظة ، تحتاج إلى إعادة ترتيب خيباتها منذ سقوط الأندلس ، عندها فقط تصبح أمة فاعلة ومأثرة ، كما تصنع اليوم الصين في مربع بسيط تسعى من خلاله إلى فكفكة الفردانية الاقتصادية ، فالصينيون ليس لديهم رسالة متكاملة مثل الإسلام ، لكنهم يجتهدون من خلال اقتباساتهم من الأمم الأخرى ، بخلق شيء مشابه ، وهذا يفسر للمراقب لماذا الصين بدأت بنهوضها من خطوة الاقتصاد ، لأن المال هو المعيار الأعلى الذي يميز مالكه عن الآخرين ، فبلمال تحصل على القوة وبهما تحصل على موقع في إدارة العالم ، طبعاً ، تماماً عكس الفكر الإسلامي ، فالحاكم الطبيعي في الإسلام ، هو أفقرهم لكنه أغناهم علماً وسلوكاً وعدلاً وبهذه الصفات وحدها استطاعوا سابقاً إزاحة في كانوا طاعنون في قيادة الكون .. والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف