الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العيد وكورونا..كيف نصنع الفرحة ونحيي الأمل؟ بقلم:د.عبدالوهاب القرش

تاريخ النشر : 2020-05-25
العيد وكورونا..كيف نصنع الفرحة ونحيي الأمل؟ بقلم:د.عبدالوهاب القرش
العيد وكورونا..كيف نصنع الفرحة ونحيي الأمل؟

(عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ      بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ)

هكذا قالها الشاعر أبو الطيب المتنبي قبل أكثر من 1000 عام .. فهاهو العيد قد عاد على الأمة الإسلامية ولكن ليس بأحسن حال ، يحمل في طياته كثير مما مضى ، ولكن جديده أنه في زمن الأوبئة وعلى رأسها جائحة كورونا، والإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدول لمنع انتقال العدوى، وحظر التجوال، وهو ما سيحرم الجميع -وخاصة الأطفال الذين ينتظرونه بشغف- من الاحتفال به.

لقد كان العيد فيما مضى فيه من العموم والشمول ما جعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيق السعادة للجميع ، واستشعار آثارها المباركة ، ففي العيد كانت تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر أن يشترك أعدادٌ كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتُعلم كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية.. ولم ينس الجميع في العيد تذكير حق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر.

إن دوام الحال من المحال فكما عاش الكثير منا تلك المعاني الجميلة للعيد  نعيش اليوم في شدة أزمة كورونا فذلك من قضاء الله وقدره..ولا تحزنوا على عدم تواصلكم المباشر - بسبب الحظر والحجر- واعلموا أن كل يوم هو عيد للمسلم، إذ وضع رأسه نهاية اليوم، وأبناؤه سالمين غانمين، والكل بصحة جيدة، ولم ينقص أحدهم، وليس في رقبته وذمته حق ومستحق لأي إنسان، والوالدان راضيان عنه، هنا يتجلى العيد الحقيقي للمسلم، وهو العود المحمود والمقصود..العيد تعبير عن فرحة وشكر وإظهار لنعم الله عليه، بل وتشديد لقوى التواصل والتآزر بين المسلم وربه، ثم مع من حوله، ويبدأ بالأقربين كالوالدين والزوجة والأولاد، ثم مع كافة الناس. العيد هو أن نجسد للسعادة والفرح في هذه الأمة رغم المكدرات والمنغصات التي تمر بها الأمة ، وبث روح التفاؤلٍ فيها بزوال الغمة، العيد هو الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون عليها أمة الإسلام.

الحق نقول :نقول لكي تزاح غمة كورونا وغيرها وتعود لنا أعيادنا كما كانت لا بد أن نعود أولاً إلى ربنا وإلى سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم.. العيد لمن أقام فى بيته منهج القرآن.. ولمن أنار بيته بالأذكار الحِسان.. العيد يعنى أن تَصل مَن قطعك.. العيد أن تُعطى مَن منعك.. العيد أن تعفو عمن ظلمكَ.. العيد أن تُخرج البغضاء من قلبك.. العيد أن تدخل الطمأنينة فى قلوب المسلمين.. العيد أن تترك الخلافات وتعمل على توحيد الكلمة.. العيد الحقيقى تعود إلى صفائك، وتقوى إيمانك ويزداد يقينك، ويشب عزمك.. العيد ليس عيد القاطعين لأرحامهم، والمتعالين فى تصرفاتهم.. العيد ليس لهؤلاء، وإن كان الفرح شعارهم، والجديد لباسهم!..

يجب أن يتكاتف أبناء الأمة صفاُ واحداً كالبنيان المرصوص وبهمة عالية في التصدي لمحنة كورونا وغيرها.. يجب أن لا تؤثر أزمة كورونا على عيدنا ومعنوياتنا بالحظر والحجر؛ فالعيد ليس فقط زيارات وتجمعات.. العيد إحساس بالآخرين بوجودنا في الحياة معاً وحبنا وتقديرنا لهم ، فالتهنئة والمباركة عبر وسائط التقنية المرئية الجماعية قد تكون بديلاً جيداً، وتكبيرات العيد هي إعلان للانتصار على الذات في صيام رمضان وقيامه فجميل أن تكون خارج المساجد ميكروفونات وتكبيرات العيد يسمعها الناس في جميع الأحياء وكذلك من الممكن في البيوت البعيدة عن المساجد أن يتبرع أصحاب المنازل بوضع مكبرات الصوت في شرفات المنازل حتى يصدح التكبير في الأحياء.. لأن الاحتفاء بالعيد من شعائر الله يقول تعالى:{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}فيجب إظهار الفرح والسرور.. وارتداء ملابس جميلة فالكثير منا قد لا يستخدم نصف ما في خزانة ملابسه وهي بهذا المفهوم ملابس جديدة..

جدير بنا فى هذا اليوم أن نتصل ببعضنا ونهنئ أنفسنا ونمدَّ أيدينا بالمصافحة، وألسنتَنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان والأحقاد والشَّحناء والبغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصل أرحامُنا، وتتقارب قلوبُنا؛ هذا هو المعنى لحقيقى للعيد فى الإسلام.

ما أشد حاجة الأمة الإسلامية أن تفهم العيد فهمًا جديدًا، حتى يأتى العيد ويكون يومًا سعيدًا تنتبه فى الأمة إلى خصالها القوية، وتتجدد فيه همتها وعزيمتها.. لا كما يأتى الآن كئيبًا ممسوحًا من معانيه الرائعة.. الجديد فيه هو الثياب، وزيادة الابتسامة على النفاق.

اللهم هِل علينا هلال عيد الفطر ونحن سعداء نرتدي ثوب الصحة والعافية..ألهمنا الله رشدنا أجمعين، واغفر لنا الماضى، وأصلح الحاضر، وأحسن المستقبل، حتى نعود كما كنا سادة الأمم، وأصحاب العلم، وأرباب السيف والقلم.

د.عبدالوهاب القرش
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف