الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل يمكن أن يكون الرجل ناقص عقل ودين أم المرأة وحدها بقلم:بتول أحمد

تاريخ النشر : 2020-05-25
                                           بسم الله الرحمن الرحيم

                هل يمكن أن يكون الرجل ناقص عقل ودين أم المرأة وحدها ناقصة عقل ودين

     لقد ورد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه القول التالي: خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: ( يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟‏ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل.‏قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏ أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها).‏ وأما نقصان الدين فهو لما يفوتها من العبادة في أيام حيضها. فهو نقصان بالنسبة لأهل ‏الكمال.‏

 وقد ورد الحديث بلفظ آخر ولكنه لا يختلف كثيراً عن اللفظ الأول وهو: روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه في باب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: )‏يا ‏‏مَعْشرَ‏ ‏النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن ‏‏الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار . فقالت امرأة منهن ‏ ‏جَزْلة : ‏ ‏وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال : تُكْثِرْنَ اللَّعن ،‏ ‏وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير، ‏وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏ ‏لبٍّ ‏ ‏مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل ، فهذا نقصان العقل ، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين(. ومعنى الجَزْلة أي ذات العقل والرأي والوقار ، وتَكْفُرْنَ العشير أي تُنكرن حق الزوج .

        لقد تحدث الناس كثيراً عن هذين الحديثين وأكثروا الجدال فيهما. وأحسب أن السبب يرجع لعدم وضوح معاني بعض مفردات الحديثين. عليه سوف نبدأ أولاً باستنباط معاني المفردات التي وردت في الحديثين وبعض المفردات الأخرى ذات الصلة من آيات القرآن. وثانياً معرفة المقصود بالكمال والنقصان وأخيراً تحليل الحديثين. والمفردات هي: العقل، الدين والإسلام. ومن ثم يتم تعريف كمال العقل ونقصانه وكمال الدين ونقصانه من الآيات والأحاديث أيضاً.

أولاً: معنى العقل والدين والإسلام من آيات القرآن

1-  معنى العقل

       إن العقل في القرآن هو رمز الإيمان الكامل ولهذا ينعت القرآن المؤمنين بأولي الألباب أي أولي العقول كما ورد في الآيات التالية:{وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} 171 البقرة {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ}58 المائدة جاء معنى قوله:{ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} بالآتي:{ذلك بأنهم قوم لا يؤمنون}

أما الآية: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ}100 يونس

فهي التي تعكس بوضوح معنى كلمة العقل لوجود المقارنة فيها بين الإيمان أي الكفر وعدم العقل. ولهذا جعل الله الرجس أي الضلال على الذين لا يعقلون {أي الذين لا يؤمنون ولا يهتدون}. وكذلك الآية:{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً}10 الطلاق توضح أن العاقلين أي أولي الألباب هم الذين آمنوا. إذاً العقل هو رمز للإيمان الكامل والإيمان هو رمز للعقل الكامل في القرآن. إذاً الذين لا عقل لهم هم خليط من الرجال والنساء وليسوا هم بنساءٍ فقط. وبمعنى آخر يوجد رجال لا عقل لهم.

2-  معنى الدين

      معنى الدين هو الاعتقاد الجازم في مخلوق محدد إما بشراً أو جماداً أو حيواناً أونباتاً بأنه هو الذي يتبوأ مكانة الإله مما يؤدي إلى الارتباط به ارتباطاً روحياً. ونتيجة لذلك الارتباط الروحي يتم تمجيده وتقديسه وعبادته. فيقدمون له القرابين توسلاً وتضرعاً لجلب منفعته واجتناب ضرره. 

 ويعرف الدين أيضاً بالديانة وجمعها ديانات. ولهذا نجد أن لكل نوع من الاعتقادات أي الديانات مسمى. فمثلاً يسمى دين من يعتقدون في البقرة ويؤلهونها بالدين الهندوسي وتسمى ديانة من يؤله الأصنام بالديانة الوثنية. وتسمى ديانة من يتخذ المسيح إلهاً بالدين المسيحي وديانة من لا إله لهم بدين الإلحاد وتسمى ديانة من يتخذ عزير إلهاً بالدين اليهودي وهكذ. 

3-   تعريف الإسلام     

      إن معنى الإسلام هو الاعتقاد الجازم بأن الإله الذي اسمه الله هو الإله الواحد الأحد الذي لا إله غيره. فالله هو الإله الحق وما دونه هو الباطل كما جاء في الآية:{ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ}62 الحج

ثانياً:  معنى كمال كل من الإيمان العقل والدين ونقصانهم

     لقد جاء في صحيح بخاري أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز قد أرسل رسالة لأحد ولاته وهو عدي بن عدي جاء فيها )إن للإيمان فرائضاً وشرائعاً وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان. فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص).

 هذه الرسالة توضح أن من نقص شيئاً من الفرائض أو الشرائع أو الحدود أو السنن ينقص إيمانه ومن عمل بهم جميعاً من غير نقص فقد أكمل إيمانه. عليه يكون تعريف الإيمان الكامل والدين الكامل والعقل الكامل هو: (الإعتراف والتصديق اليقين بوحدانية الله أي{بلا إله إلا الله} والعمل بكل الفرائض والشرائع والحدود والسنن من غير نقص).

    إذاً نجد أن الدين والعقل مترادفان وأن المؤمنين هم أولي العقول المهتدين. بذانصل إلى ان نقصان العقل والدين يحدث للرجال كما يحدث للنساء وإلا  لما كانت الأمة التي ستدخل الجنة بغير حساب ولاعقاب قليلة العدد.

ومن هنا يطرأ السؤال التالي: ما هو سبب وصف النساء بنقص الدين والعقل من دون الرجال؟ 

ثالثاً: تحليل الأحاديث

  سوف يتم تحليل الأحاديث عن طريق الإجابة عن بعض الأسئلة

أ‌-                 الأسئلة

-       ما المقصود بمعشر النساء؟

     -     كيف تكون المرأة ناقصة عقل ودين وفي نفس الوقت هي أغلبَ لذي ‏ ‏لبٍّ ‏ ‏أي تذهب لبه؟ ألم يك

            هذا القول يعني أن عقول النساء بالرغم مننقصهن هم أقوى من عقول الرجال؟

-          لماذا تعدل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل وهي الأغلب للب الرجل؟

ب‌-            الإجابة

      إن المعنى اللغوي لكلمة معشر في المعجم الوسيط هو كل جماعة أمرهم واحد. والمعنى المصطلحي في هذا الحديث هو جماعة من النساء أمرهم واحد أي يجمعهن شيء واحد والشيء الذي يجمع بين النساء اللاتي خاطبهن الرسول صلى الله عليه وسلم هو كثرة اللعان ونكران العشير. والدليل على ذلك هو: إن الرسول قد خاطب شريحة محددة بقوله {‏وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏‏لبٍّ ‏‏مِنْكُن} فمن للتبعيض أي إنه خاطب شريحة اللاتي يكثرن اللعان وينكرن العشير. وقد عرفهم بسيماهم وهو ما يتمتعون به من حلي ولبس والله أعلم.

وهذا يقود للسؤال النالي؟ كيف يذهب لب الرجل الحازم أي ذي الدين والعقل عن طريق ناقصات العقل والدين؟  والإجابة عن هذا السؤال تكمن في الآتي:

        لقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم قدرة هؤلاء النساء بأن الواحدة منهن تغلب الرجل ذا اللب أي ذا العقل والدين. وهذا المعنى له أبعاد عميقة جداً يمكن الوصول إليها من خلال الإجابة عن السؤالين التاليين: أولهما: ماهو الشيء الذي يشغل المرء عن عبادة الله وذكره فينقص دينه وعقله؟ وثانيهما:ما هو مصدر قوة تلك الشريحة من النساء التي تستطيع أن تغلب بها ذا اللب؟

      أعتقد أن المرأة التي تحب الدنيا وزينتها هي التي لا ترضى بقدرها فتكون نهمة كثيرة الطلبات. وبالتالي تكون في معية إبليس يغريها ويغويها دائماً للازدياد من نعم الحياة. فتكثر رغباتها وطلباتها. وإذا لم يستطع الزوج تلبية أي طلب من تلك الطلبات تتنكر لكل ما كان يفعله لها وتكون لعَّانة. وبهذه الطريقة تكون أكثر نقصاناً لدينها من اللاتي ينقص إيمانهن بالنقصان المشروع كتثنيتها من الصلاة والصيام في أوقات معلومة. واللاتي يكفرن العشير ويكثرن اللعان يشغلن أزواجهن بدورهن بتحقيق طلباتهن الأمر الذي يؤدي لنقص إيمان وعقل الأزواج بنقص أعمالهم من الفرائض والسنن بالتفكير باستمرار في كيفية تلبية طلباتهن..الخ

1-              سبب جعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل

         أحسب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر حكم الله في أن شهادة  المرأة تحتاج لإمرأتين كي تذكر إحداهما الأخرى ليوضح أن الشيطان هو الذي يشغل الإنسان لينسى ذكر الله لقوله تعالى على لسان رفيق سيدنا موسى عليه السلام الذي كان يتبعه في رحلته:{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ

إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً}63 الكهف وقوله أيضاً: {ٱسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ} 19 المجادلة

والنساء اللاتي يكفرن العشير ويكثرن اللعان هن الأكثر نسياناً لأنهن فريسة سهلة لإبليس الذي يحببهن في  الدنيا  ويشغلهن بها عن ذكر الله. ولما كانت الشهادة مبنية على الذكرى كان هنالك احتمال كبير لوجود واحدة من اللاتي تشغلهن الدنيا عن ذكر الله فتشهد زوراً.  وبالتالي يكون احتمال أن تكون الإثنتان من نفس النوع ضعيفاً. وعليه إن كانت بين الاثنتين من النساء من اللاتي يكثرن اللعان ويكفرن العشير فسوف تنسى مما يجعلها تحتاج لأخرى ذات عقل لتذكرها. وفي ذلك دليل كافٍ على وجود من هي ذات عقل ودين أي التي لا تنسى الشهادة. ولو كانت جميع النساء من اللاتي لا عقل ولا دين لهن لما أخذت الشهادة من جميع النساء ولو اجتمعن. إذاً شهادة المرأتين سببها وجود احتمال أن تكون إحداهما من اللاتي تنسيهن الحياة ذكر الشهادة أو تتبع عاطفتها والشيطان فتدلي بغير الشهادة الحقيقية ولهذا تحتاج لأخرى ذات عقل ودين لما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني أن امرأة منهن جَزْلة ناقشت الرسول. والجزلة  كما قال العلماء، هي ذات العقل والرأي والوقار.  

الخاتمة

   لقد بَيَّن من تحليل الحديثين أن العقل يعني الإيمان والدين يعني الإيمان وبالتالي لا صلة لمعنى رجاحة العقل والتفكير بالصورة العامة والمتعارف عليها بين الناس في هذا الحديث. وإلا كان الرجال أنقص عقلاً من النساء لأن النساء يذهبن عقول الرجال ويغلبوهن. كما أن المقصودات في الحديثين شريحة محددة. وأن الحكمة في نعت النساء بنقصان العقل والدين من دون الرجال هي توضيح كيفية نقصان العقل والدين عن طريق نقصان التكاليف السماوية. ولهذا نجد بلاغة الحديث التي أخال أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قد أراد منها أن تكون بوابة علم ليناقشه الناس ويصلون منه إلى أهمية تكملة الدين والعقل والرسوخ في الإيمان الذي لا يتم إلا عن طريق الإعراض عن الدنيا وعدم الإهتمام بها مع التصدق والاستغفار.ولا يأبه بذلك إلا أولوا الألباب أي أولوا الإيمان اليقين من الجنسين.

    وأخيراً نصل إلى أن من الرجال من هم ناقصوا عقل ودين وليس النساء وحدهن هن ناقصات عقل ودين  والله أعلم من قبل ومن بعد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف