الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ركام بين السطور بقلم: روميسة سعيد بوصنينجة

تاريخ النشر : 2020-05-22
ركام بين السطور

تدقُ السَّاعة معلنةً هُبوبَ منتصف الليل، يلتمهني المرض منذ فترة، تحرقني نيران الحُّمى و جسمي يفقد كيلوغرامات كل يوم، لم يهدأ رأسي بتاتا و أخد قسطه من جسدي المرهق، لاشك كل مريض الآن يشعر بتقلباتي ...إحساسي بالتعب و العياء يتزايد و حتى شهيتي تجردك مني في هذه الفترة، كانت تلك أول أعراضي ...

قبل شهر من الحادثة ...
في لقائنا الأول علمت أن الأقدار تجيد الإبتسام بقدرها على العبوس في وجهك، و السعادة لها هُتاف آخر كان جميلا لاكنه لم يعرف حدودا، كنت تلعب دور المغناطيس و أنا بدوري برادة الحديد، كنت على قدر عال من الإقتراب و أتقنت الجذب و التَّمَلُكَ بأشد أوصافه، لقد تمكنت مني و كنت غارقة بكل تفاصيلي إتقانك للحب بشتى مفرداته مرعب و كلماتي باتت صماء أمامك ...
كانت تلك أيامنا البنفسجية تفوح برائحة الياسمين و كأنك في حلم جميل، تكسوه البساتين الخضراء المفروشة بالزَّهر،و الفراشات تعطيها حله صفراء ترقص رقصة الباليه فوقها، و العصافير تغرد بألحان موزارت و بتهوفن،كانت الطبيعة تملأ قِدر الحب بيننا و كان للنُّجوم في الليل شكل آخر و اليراعات المضيئة تزيده طمئنينة و تزيل الظلام من حوله، كانت لوحة جميلة ببراعة دافنشي .
سأستقبل واقعي و أترك الأحلام جانبا، مازال المرض ينهش أضعلي من بعدك، كانت ليلة أشد عتمة و كانت رؤيتي شبه منعدمة كان للظلام موطن آخر تكدس تفاصيلي المرهقة، لقد رميت بشتى أنواع التمزق على عاتقي تركتني أتخبط بين الألم و الوجع بعمق شديد، كانت ليالٍ قاسية فأنا لم أتعلم طرق الفراق و لم أدرك أساسياته و لا كيفية الصمود و المواجهة لم أتعلم كوني قوية بعد، كنت طعما سهلا للفراق لقد كنت بريئة ...
أضحى النزيف يُدفع بكل قوة على أنفي و فمي و غمرتني الكدمات ... نعم إنه السَّرطان ! كنت قد أمضيت أياما أغدو إلى المستشفى و قيل أني مصابة بسرطان الدَّم، نوع من سرطانات خلايا الدم و الأنسجة و قد كان مزمنا، لقد تطور ببطئ كيوم لقائنا و تفاقم تدريجيا في أيامنا البنفسجية، كنت على علم بإضطراباتي بالدَّم و لقنتني درسا كقتل عمدي .
ما أقربك أيها الموت و ما أكثرك جشعا !
كم لإختياراتك وقعا داميا و تعرف كيف و أين و متى تصطاد، لست مجبرا على اختيار القلوب الوردية الطيبة، كفاك فتكا بالأطفال ! لما لا تنتشل أُناسا أكثر عتمة و إبادة على هذه الأرض ؟ دع عنك أوجه الأنقياء و اترك دموع أمي إلى إشعار آخر ! .
ربما كان عليَّ التكاسل في اللَّحاق بأناس وجدو مواطنا أخرى للجوء، و كان علي التثاقل في المشي كما حالتي الآن من بطش المرض وراء أشخاص استنزفوا أجسادنا الهشة و سمحوا للموت للفتك بأرواحنا بسرعة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف