الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فوّضتُكَ قلبي أيا ليتَكَ كُنتَ لي - حُبٌّ بِنَكهَةِ حَرب بقلم:رَغَد خالِد أبو خليف

تاريخ النشر : 2020-05-19
رُبّما تنقضي 03:06:81 من السّاعةِ بينما أنتَ تقرأني ما بينَ حُروفٍ وكلامٍ يكادُ يكونُ طويل، أُشعُر بِما يليقُ بالشعورِ المأساويّ حينها...
" فوّضته قَلبي "
ألمحُ ساعَتي تدنو مِنَ الأنا إلّا أنتَ ما بعدَ البُعد، على كُرسيٍّ خشبيّ مُهترئٍ هجرَتهُ شتّى مُسميّاتُ الأناةِ مُترّنِحةً أنا، رُسغُ كفّي الأيسر يضطرِبُ ألمًا وألمسهُ بيدي اليُمنى ما بينَ سَكَراتِ الّلاوعي لأنزعَ ساعتُكَ السّوداءَ ذات الطِراز الكلاسيكيّ، ألمحُ سرابَ هيئتَك خِلسةً، وكأنّما حِسٌّ يُداني حِسُّك: "لا تتعريّ منها، لِأبقى فيكِ حَيّ"، ويعزُّ عليَّ أنتَ حتّى ولو أنّنا انتهينا.
مَرّ طواعيةً على خَلَجاتِ قلبي هامشُ الـ "كان وكُنّا"، يُخيّم في دهليزِ اُذني تحديدًا: "انتَ أوِل كُلّ حاجة والبِداية لكُلّ شيء"، لانَ وَجهي وهُدَّ حَيلي وكُلّي تبعثر، أهِمُّ وقلبي الّذي وَكّلتُّكَ إيّاهُ يجهشُ بِالبُكاء أمشي في غُرفةٍ حتّى نورَها ظَلام مِساحَتُها قَدرَ المِترينِ بمِترٍ رُبّما، أتحسّسُ بِكُلّي على ساعتِكَ أتذكرُّ أنّنا كُنّا في نفسِ المكانِ هُنا عِندما أخذتها منكَ ونازَعتُكَ فيها، لمستَ غُرّةَ شعريَ المُنسابِ وعاهدتَ رُوحي بميثاقِ البقاء بألّا تدعني، عاهدتني بأنّكَ لن تذرِفَ مِن عينيّ دمعةً البتّة، ها هُنا،
فأينَكَ أنتَ وأينَ الوعودَ والعهود وأينَ ما أقسمتَ عليهِ لي؟، -وأُدندِنُ بصوتٍ محشرجٍ "قلبي عليّ، أنا ما ملكتُ شيء.."-
أُكمِلُ سيري أيا أشقرَ الملامحِ يا صاحِبَ الظِلِّ الطّويل، حُرٌّ بمئةٍ وأربعةَ عشرَ رمشًا لِكُلِّ جفِن، يا مَن صوتهُ حريّةٌ وطنيّة "وأنا بِتنَّفسّ حُريّة"، أنتَ يا مَن فوّضتهُ قلبي بِلا كُلَف أودعتُكَ إيَاهُ وأنتَ ترتَجِفُ،
قيثارتُكَ الّتي كُنتَ تعزفُ لعينيّ بها لا زالَت هُنا -أيضًا- ألمِسُها بأنامِلِك، رائحة عِطرُك التي نُحبّها كما لو أنّكَ تقِفُ وجهُا لوجهٍ أمامي، لا يرّفُ رمشي إلّا وأنا أذرفُ رُبّما سبع كيلوغراماتٍ مِنَ الدمعاتِ..
أوَشوِشُ رُوحي والرّياش -حتّى-: تاللهِ ما ذنبُ قلبٌ عِلّته وكُلّ دائِهِ ودوائِه الشّغفُ؟، أسقطُ مغشيًا على قلبي من التعبِ وبالكادِ أهمُ وأرجِعُ إلى الكُرسيّ المهترئ كقلبي، أرفعُ ظَهري وأربِطُ شعريَ المنكوش -كما كُنتَ تُحبّه-، وأُردّدُ بلا وعيٍ: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا"،
لم نكتُب روايتنا الأولى سويًا ولم نُهاجِر إلى ألمانيا ونستقرُّ هُناك أنتَ وأنا وكُلّ حكاياتِنا، لم نكن لبعضنا حقًا هُنا، ألا لعنةَ اللهِ على حربٍ قتلتني وشرَّدَت ملامح خافِقي أنا قبلك!،
لم تؤمن الحربُ بإنسانةٍ مثلي، توّقفت رغبتها تجاه كُلّ شيء عدا حُبّك، رصاصةُ محتلٍّ اخترقت شغفَ قلبَكَ والضحيّةُ قلبي...
الثّامِن عشر من أبريل – الرّابعة وأربعونَ دقيقةٍ شرقيّةٍ مأساويّةٍ صباحًا.

كَتبتهُ ودقَّقته: رَغَد خالِد أبو خليف.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف