الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صاقل الماس لزيادعبدالفتاح بقلم:طلال الاخرس

تاريخ النشر : 2020-05-17
صاقل الماس لزيادعبدالفتاح بقلم:طلال الاخرس
صاقل الماس

كتاب لزياد عبد الفتاح يقع على متن ٣٠٤ صفحة من القطع المتو وهو من اصدارات مكتبة كل شيء الحيفاوية ٢٠٢٠.

الكتاب يتناول سيرة وحياة محمود درويش على لسان الراوي وهو الكاتب نفسه الاستاذ القدير زياد عبد الفتاح، والكتاب يروي تلك الوقائع والاحداث المتعلقة بمحمود درويش والتي رافقه فيها زياد عبد الفتاح وكان شاهدا عليها، والكتاب بهذه الصفة يأخذ صفة الرواية والشهادة والسيرة، والكتاب بذلك ومن ناحية التصنيف قابل للاخذ والرد ويحتمل تعدد الاجناس وحتى اجتماعها وقد لا يكون من مهمتنا في هذه العجالة الانشغال بجنس الكتاب، لكن يجدر بنا الاشارة الى ان الكاتب احسن صنعا وفعلا اجاد بإستخدام كل اصناف الاجناس الادبية ليقدم لنا هذه التحفة، فكان بالفعل كصاقل الماس.

ولولا هذه الحرفة وتلك الموهبة مضافا لها كثيرا من لمسات تلك السيرة الحافلة والعطرة؛ لما تمكن زياد من القاء القبض على هذا النص ولما اسعفته الكلمات لينسج منها اجمل الحروف وليخيط منها اجمل الصفحات تقديرا وعرفانا لسيرة الجميل والحاضر دوما الشاعر الكبير محمود درويش.

زياد عبد الفتاح في هذا الكتاب مارس دور الحادي واجاد ونظم شعرا وكتب نثرا واجاد ايضا، لم يتبق هناك فن إلا واسدعاه لخوض غمار هذا الكتاب، حتى انه هزم بطل الفنون جميعها وهو ينسل حروف هذا الكتاب من خيوط الشمس.

تلك الفنون والادوات التي تمكن منها زياد واحسن الوقوف على ناصيتها واستنطاق اجمل ما فيها وضعته في منزلة السادن، وهي المرتبة الاعلى التي تحصلها بجدارة بعد دفيء لسانه وصمته على كثير من المواقف وستره لكثير من المثالب والعيوب.

والسادن بهذا المفهوم مرتبة لا يحوزها إلا أصحاب الحظ والحظوة معا، وهذه لا تتوفر إلا للابدال ومريديهم، وإلا كيف نفسر مرافقة وملازمة زياد عبد الفتاح لاكبر واهم رمزين مثلا فلسطين واصبحت اسمائهم احد اسماء فلسطين الجديدة ومرادفة لها، لكن لا يمكن لاحد ان يحل محلها او ان يقوم مقامها، لكنهم نجحوا في ان يكونوا محل العلم إن غاب العلم.

زياد عبد الفتاح ابن طولكرم، والمشارك في تأسيس اذاعة صوت العاصفة في القاهرة عام ١٩٦٨، والجندي الذي عمل مراسلا ميدانيا لقوات الثورة الفلسطينية في جنوب لبنان، والمؤسس لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ورئيس تحريرها على مدى اربع وثلاثين عاما، والذي اسس ورأس تحرير جريدة المعركة اثناء حصار بيروت ١٩٨٢، والذي ترأس الهيئة العامة للاستعلامات، والذي عمل رئيسا لتحرير مجلة لوتس الادبية تلك المجلة الناطقة باسم اتحاد كتاب اسيا وافريقيا، بالاضافة الى شغله للعديد من المواقع وتكليفه بكثير من المهمات اضافة لدوره الطليعي كمثقف ثوري ووطني ملتزم ومتزن، كل تلك المواقع والمهمات سمحت له بالاطلاع على كثير من خفايا الامور، سمح لنفسه بالبوح ببعضها في هذا الكتاب، وفي بعض كتبه السابقة كورق حرير، وكتم غيرها الكثير ليس سوءا او بقصد كتمان تلك الشهادة وانما حفاظا على اسرار وجلسات كان هو المؤتمن عليها والشاهد الحي والوحيد فيها، وتلك صفة لا تتحقق لكثير من الرجال.

في هذا الكتاب يطلق زياد عبد الفتاح العنان لقلمه بالبواح، فيسير زياد على سجيته وكذلك قلمه، في هذا الكتاب وعبر فصوله ٦٩ يأخذنا زياد عبد الفتاح الى اجمل رحلات الكون، تلك الرحلة بفصولها٦٩ تنجح ان ترى من خلالها كل فصول العصر الفلسطيني، بعجره وبجره، بحلوه ومره، بأفراحه واحزانه، بصيفه وشتائه، مسيرة بها كل الفصول وكل الاشكال والالوان، لكن هذه الفصول ٦٩ نجحت في النهاية بما عجز عنه الكثيرون منذ وفاة درويش، نجحت في الخروج عن المألوف في رثاء محمود وقدمت لنا نموذجا فريدا من السيرة التي اكتنزتها الايام وباح لنا بها زياد.

في الكتاب وعبر صفحاته الزاخرة بالمعلومات والغنية بالاحداث نجح زياد بإلتقاط كثير من الصور لمقاطع من مسيرتنا غلفها الغموض ولف بعضها التزوير والتلفيق والادعاء، تلك المواقف جميعها كان بطلها المتوج دائما محمود درويش.

ففي الفصل الاول وحتى التاسع مثلا يتناول زياد عبد الفتاح قصة مؤتمر اتحاد الكتاب والادباء في صنعاء، ويتحدث فيه عن ادوار كثيرة للفرقاء والمنشقين دون ان يغيب عن جمال المشهد ذلك الحضور البهي والقادم من بعيد لمحمود درويش.

وفي الفصل ١٢ يتحدث زياد عبد الفتاح عن قصيدة مديح الظل العالي، ويعود ليكمل تلك التفاصيل عن لقاء درويش بالاسد بعد الخروج من بيروت وتفاصيل ذلك اللقاء في الفصل ١٦.

وفي الفصل ١٣ يتناول زياد موقف درويش من الرحيل عن بيروت وحاله واحواله بعد الاجتياح كل ذلك بلغة آسرة مفعمة بالاحداث وغارقة بالدموع.

في الفصل ١٧ يتحدث زياد عن علاقته بمحمود درويش وكيف بدات وعن المحطة الفارقة التي اسهمت بتوطيد تلك العلاقة واستمرارها.

وفي الفصل ١٨ يعود للحديث عن قصيدة مديح الظل العالي لكن هذه المرة من بوابة المجلس الوطني المنعقد في الجزائر، وعن احداث ووقائع تلك الجلسة واسرارها وكثير من التفاصيل والاحداث، حتى يخيل لك ان من بين الحضور تستمع لتلك النقاشات الصاخبة والتي لم يحسن احد بالسيطرة عليها إلى ان اعتلا محمود درويش المنصة وبدأ يلقي على مستمعيه رائعته الجديدة مديح الظل العالي وهذا ما نقرأه بالتفاصيل في الفصل ١٩.

في الفصل ٢٠ يتناول زياد زيارة مصر برفقة درويش لحضور ذلك الحفل المهيب بمناسبة فوز نجيب بجائزة نوبل وما رافق تلك الزيارة من وقائع واحداث.

وفي الفصل ٢٢ يتناول زياد تفاصيل منح محمود درويش جائزة لينين من قبل الاتحاد السوفيتي ودور ابو مازن في ذلك. ثم يتبعها في الفصل ٢٣ بالحديث عن عديد الجوائز والاوسمة وحفلات التكريم التي حازها درويش.

في الفصل ٢٥ يعود زياد لسبر اغوار درويش وليحدثنا عن درويش فيقول:" محمود درويش عالم خاص ولا يشبه. كان شديد الذكاء والفطنة في التعامل مع ذاته كما في ادارة موهبته. لم أرَ مثله بين الشعراء والمبدعين ولم اسمع عمن يشبهه!

كان لا يفرق بين عطائه الشعري، وسلوكه الشخصي، اثنان في واحد وواحد في كل. وخارج الدائرة والصندوق كما يقولون، كان يتعامل مع زملائه واصدقائه من الشعراء بكل لباقة ولطف. وحين يشتد الوطيس، وتخرج السهرة عن مساره.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف