الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخيمة والمفتاح بقلم:مأمون هارون رشيد

تاريخ النشر : 2020-05-16
الخيمة والمفتاح بقلم:مأمون هارون رشيد
قصة قصيرة

الخيمة والمفتاح

تهتز الخيمة , العاصفة قوية في الخارج هذة الليلة , الريح تزأر كأسد جامح , يتكور خالد بجوار جدة ابو الفهد , فتى يافع لم يتجاوز الخامسة عشر من عمرة , قمحي البشرة , ذو شعر اسود وعينان بنية اللون , تبدو علية ملامح الرجولة المبكرة , يحرك جدة ابو الفهد النار بعصى في يدة , تزداد توهجا فترخي بعض الدفيء داخل الخيمة لتبعد قليلا برد هذة الليلة , وين العشا ياحجة , يتسأل الجد موجها كلامة لزوجة الحاجة فاطمة , يعدل جلسة , يبدو على ملامح وجهه علامات الزمن وأثار السنين وتكسوة لمحة من حزن دفين أضفي علية وقارا وهيبة , في السبعين من عمرة , ذو لحية خفيفة بيضاء , يضع على رأسة كوفية بيضاء يلف بها وجهه اتقاء للبرد القارص هذة الليلة , يتدثر بعبائة يضعها على كتفيه سود اللون , تأتي الحاجة فاطمة بصينية تضع عليها أطباق من الجبن والزعتر وبعض حبات من البندورة والفلفل الاحمر المطحون وصحن من البيض المقلي , ثم تأتيهم بابريق الشاي , يستند خالد يضع ابريق الشاي على الموقد , تريدون شيء أخر تقول الجدة , سلامتك اقعدي كلي , يقول ابو الفهد , مليش نفس ترد الجدة , يحاول خالد وضع أرغفة الخبر على الموقد لتسخينها , يقلبها بين اللحظة والاخرى , صمت مطبق يلف المكان الا من صوت الريح والمطر في الخارج وأصوات الرعد بين فترة وفترة , انتبة أن تحرق الخبز , يقول الجد مخاطبا حفيدة الذي يستمر في تقليب الخبز , يتناول الحاج ابريق الشاي من على النار ويبدأ في سكب الشاي في الاكواب , يتناول رغيف الخبز من خالد ويبدأ في تناول طعامة , يلحق كل قضمة برشفة شاي , صمت ووجون يعم الخيمة .
في الخارج لازال زئير الريح يتعالا , الخيمة تهتز بعنف تكاد أن تقلع الريح أوتادها , المطر يتهاطل وكأن السماء قد انفتقت , يتنهد الجد حين يقطع خالد هذا الصمت سائلا , سيدي ايش كنتو بتعملوا زمان في البلد لما تشتي الدنيا هيك , سؤال كأنة الطلقة , فجر نهرا من الشجون و شلالا من الذكريات وبركانا من الغضب في دواخل الجد, أطرق طويلا لم يرد , كل شيء يترأى أمام عينية كشريط سينمائي , البيدر , ليالي السمر في مواسع الحصاد , الجرن , مهرتة الشهباء , زيتونة الدار , الدالية التي تتعربش الجميزة في فناء الدار , الخابية , وفرن الطابون , المنزل الذي قضى فية أجمل ايام عمرة , صوت اولادة وضحكاتهم تتردد في ساحة الدار , صور لأحبة كانوا وما عادوا , حكايا الرجال حول كوانيين النار في ليالي الشتاء عن البطولات وتصديهم لجنود الانجليز وعصابات الهاجنا حين حاولوا الاستيلاء على أرض مرتفة بجوار القرية للشيخ أحمد السبع ليبنوا عليها قلبة , وكيف قاتل الشيخ أحمد ذو الستين عاما حتى سقط قتيلا على أرضة , تمر بذاكرتة مشاهد المسلحين من غرباء اليهود وهم يهجمون فجرا على القرية وجثث الرجال والنساء والاطفال والشيوخ تملء الازقة والحقول والارجاء , وصراخ يملء نواحي القرية التي اخذت غدرا قبل بذوغ الفجر والناس نيام , مشاهد تكاد تعصف برأس ابو الفهد حتى كاد أن ينفجر , هبت الناس من نومها مذعورة وأخذت تتراكض محاولة النجاة , نساء وأطفال وشيوخ يركضون في كل اتجاة يحملون ما استطاعوا من أغراضهم , منهم من يضعها على حمارة ومنهم من يضعها على ظهرة أو يجرها جر, أمهات يحملن أطفلا رضع , وأطفلا يمسكن بذيول أثواب امهاتهم , جريح على ظهر حمار يصرخ من الالم فتهتز الارض لصراخة , خراف وماعز ودواجن تتراكض في المكان وكأن الجيمع يحاول الهرب الى سفينة نوح اتقاءا من الطوفان , رجال قتلوا وهم يتصدون للغرباء الذي باغتوهم غفلة , تغرورق عينا ابو الفهد بالدموع , يتسارع خفقان قلبة , ينظر الى خالد , يمد يدة الى جيب في صدر عباءتة , يخرج بعض الاوراق , يمدها لخالد , خذ هذة كواشين طابو أرضنا التي احتلها الغرباء في القرية يقول أبو الفهد , وهذا مفتاح منزلنا هناك كي تفتح الباب حين تعود , حافظ عليهم يتابع ابو الفهد , يتناول خالد الاوراق ومفتاح الدار من جدة , يتفحصهم , يتكيء ابو الفهد بجوار الموقد , يشعر برعشة باردة , يسبل عيناة و يتمتتم بعض الكلمات , يغط في سبات عميق ويذهب الى عالم أخر .

مأمون هارون رشيد
1552020
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف