الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ألم أمل بقلم:حلا غسان أحمد

تاريخ النشر : 2020-05-14
"" كان ذلك في الخامس عشر من ديسمبر العام الماضي , كان الثلج قد تساقط في كل مكان وملأ تلك المدينة , والبرد قد قرص عظام تلك السيدة الهزيلة رغم طبقات الملابس الكثيرة التي ترتديها-في الحقيقة إنني أعزي ذلك لشدة هزلها- أعادت النظر في الصورة القابعة بين يديها منذ سنوات وعادت تنتحب من جديد , وكأن البكاء سيعيد الغائبين أو يحيي الموتى , تلك الصورة التي تآكلت مع الزمن وتغير لونها فأصبحت باهتة يكاد الشخص لا يرى منها شيئاً سوى أطياف غير واضحة الملامح , لكنها تحفظها عن ظهر قلب وتحفظ كل سنتيمتر فيها , لربما تحفظها أكثر من حفظها لاسمها الذي باتت تحذفه الذاكرة أحياناً كثيرة وتذكره نادراً , نعم فشتان بين ذلك المحفوظ في الذاكرة والمحفور في القلب , مسحت دموعها بأصابع يديها ذات التجاعيد ، رغم سنين عمرها القليلة , لكن صدق القائل أن الحزن يزيدنا عمرين فوق عمرنا , عادت بذاكرة القلب الى ذلك الماضي الجميل , طفل كجمال الربيع وزوج ك دفء الشتاء , نعم فهي تؤمن بكون الشتاء أدفء فصول السنة كيف لا وفيه نلتحف ذكرياتنا ونوقد مشاعر حبنا , فنحصل على دفء لا مثيل له , أوهل هناك أدفء من المشاعر لتكون وقوداً لاستمرار الحياة؟! , رأت ذلك الشاب اليافع يلاحقها يريد منها كلمة واحدة فقط , ثم رجلا ناضجاً يتقدم لخطبتها ثم زوجاً محباً يحمل بين يديه طفلاً جميلاً , ثم ثم... عند تلك الصورة انتفض قلبها ورجف جسدها , كأنما يعاتب العقل القلب ويأنبه بشدة لتذكره هذه الذكرى البائسة , لماذا لم يصب بمرض النسيان مثله , عادت الصورة تزاحم الصور الأخرى لتكون في المقدمة , طفل يلهو على حافة الطريق , يراقص الأزهار ويلاعب الدمى ,ووالدين سعيدين بطفلهما , وفجأة يأتي سائق متهور بسيارة مسرعة فتصطدم بالفتى وتأخذ روحه وتحول تلك السعادة التي كانت منذ ثوانٍ إلى تعاسة أبدية , ثم رأت آخر صورة في ذلك الفلم السنيمائي القصير , أو لربما الأجزاء الوحيدة التي بقيت عالقة منه في قلبها , رأت الزوج يرفض اكمال الحياة معها متحججاً بكونها تذكره بالطفل الراحل , وهي منذ تلك اللحظة تحمل صورة في يدها تجمعها بالزوج الغائب والطفل الراحل وتبكيهما وتبكي نفسها إلى أن أصابها الموت وهي على قيد الحياة , و يال جمال الموت مقارنة بشبه الحياة هذه , مسحت دموعها للمرة التي لا تذكر عددها لربما وصلت إلى رقم لم يكتشفه أحد بعد , وفجأة سمعت صوت طرقات على الباب , ذلك الصوت الذي أصبح غريباً بالنسبة لها ,فآخر مرة سمعته كان في ذلك اليوم المشؤوم عندما اتاها الجميع معزياً فقدانها طفلها ,, نهضت بتثاقل سببه لها كثرة الهموم ,فتحت الباب بلا مبالاة , فإذا بها تبصر صورة كان قلبها قد حفرها في صميمه لكن ما الذي أعاده ؟ , تراه الشوق قد حكم عليه بالعودة أم الحب قد اشفق لحالها وسكن قلبه فعاد مدفوعاً بحبه إليها, عانقته بشدة كعناق أم لطفلها الغائب, كعناق طفل تائه لأمه , شعرت بدفء الشتاء , التي لطالما افتقدته وابتسمت في حب بعدما ألقت الصورة , فيكيفيها ان تنظر الى وجهه لترى ملامح طفلها الراحل ""
حلا غسان أحمد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف