الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-05-14
كميل أبو حنيش
رتل هذا النشيد
يستوقفنا العنوان "رتل هذا النشيد"، رتل، فعل متعلق بالكتب السماوية، و"هذا النشيد" له علاقة بالنصوص الأرضية، فهل يحاول الشاعر الجمع بين ما هو سماوي وما هو أرضي؟، أم أنه يريد شيء آخر، جعل ما هو أرضي سماوي، مقدس؟، أو يحاول منح (هذا النشيد) سمة القدسية السماوية/الدينية؟.
وغالبا ما يأتي فعل الأمر (مستفز) المتلقي، إلا أن الشاعر جعله فعل جميل ومحبب "رتل" وهذا أزال النفور من الفعل، وجعله مقبولا من القارئ.
يفتتح الشاعر القصيدة بهذا المقطع:
"أقاومُ هذا الحصارَ بحلمٍ
و أذويْ كما العاشقينَ حنيناً
أرتِّبُ هذا الخرابَ الجميلَ
و أنثرُ زهراً على نسوةٍ في الفؤادِ
و ألهو بدندنةِ الأغنياتِ
فتغدو القيودُ التي كبَّلَتني وروداً
و يشتدُّ عُودي رويداً ..... رويداً
إذا فاضَ حُلمي، بحُلوِ الأماني"
الشاعر يفتتح القصيدة بضمير المتكلم أنا "أقاومُ هذا الحصارَ بحلمٍ" متقربا للقارئ، متجاوزا أي مقدمات، ففعل "أقاوم" في عنف، وصادم للقارئ، كما أن "الحصار" أضافة (حاجز) آخر أمام القارئ، لكن الشاعر سرعان ما يزيل هذا الارتباك من خلال "بحلم" والتي يتبعه مباشرة ب: "أذوي، العاشقين، حنينا" وإذا ما تتبعنا بقية الأفعال المتعلقة بالشاعر نجدها ناعمة وهادئة: "أنثر، ارتب، وألهو" فالحلم جعله وكأنه تحرر من ثقل الواقع وأصبح طليقا، لهذا نسب فعل القسوة "كبلتني" إلى القيود، فبدت وكأنها فعل (خارجي) مفروض غصبا، وغير مرتبط بطبيعة الشاعر.
وإذا انتقالنا إلى الألفاظ المجردة، سنجد الألفاظ البيضاء تتفوق على تلك السوداء، والفرح يغلب على الألم، وهذا يشير إلى أن الشاعر يغلب عليه حالة الأمل/الفرح، رغم وجود (تشويش/شواذ).
"ألوذُ إليكِ إذا ساورتني الليالي
فمُدّي يديكِ منَ الوهمِ كي
ألمسَ البرقَ في مُقلتَيكِ
و أملأ هذا السكونَ بلحنٍ
يسافرُ في الأمسياتِ
و يردمُ هذا الفراغَ المدويَّ
فيُزهرُ وقتي ، و أغدو سعيداً ..... سعيداً
إذا راقصتني قديمُ الأغاني
أعيشكِ حباً جميلاً فلا
ترحلي عن سمائي و نبضي
و أحياكِ جرحاً - بلادي و أنتِ ألا
فانزفيني على ساعديكِ
و أهديكِ قلبي، و أهديكِ شعري ، ألا
فاتركيني على ناظريكِ
ليخضرَّ حُبّي و يغدو نشيداً
إذا داعبَتْني وعودُ الزمانِ"
المقطع الثاني جاء أطول وأكثر بياضا من الأول، حتى أنه كاد أن يكون مطلق البياض، لولا وجود: "الليالي، الوهم، يردم، الفرغ، المدوي، جرحا، فانزفيني" وهذا البياض ناتج عن حضور الأنثى/المرأة التي يخاطبها من خلال: "ألوذ أليك، فمدي يديك، مقتليك، راقصتني، أعيشك حبا، أهديك قلبي، على ناظريك" فالأنثى/المرأة التي هي أحد عناصر الفرح/التخفيف، أثرت إيجابيا على الشاعر فجعلته يتماهى مع القصيدة، بحيث أصبح يحلق في الفضاء متجاوز واقعه.
يضاف إلى الأنثى/المرأة الطبيعة التي جاءت من خلال: "فيزهر، ليخضر"، وأيضا الكتابة/الفن: "بلحن، راقصتني، الأغاني، شعري، نشيدا" بهذا يكون الشاعر قد استخدم ثلاثة عناصر للفرح "المرأة/الكتابة/الفن، الطبيعة" واستبقى عنصر التمرد/الثورة".
" أرتِّلُ هذا النشيدَ بهمسٍ
فتنمو الزُّهورُ على ساعدي
و أبحثُ عن كوةٍ في الجدارِ
أرنو إليكِ طويلاً ..... طويلاً
و أقهرُ هذا الغيابَ بحبٍّ
فينجو الفؤادُ منَ الموتِ صبراً
و يمتدُّ لحني بعيداً .... بعيداً
إذا صافحَتْني رمالُ المكانِ"
المقطع الثالث والذي يخم به القصيدة، جاء متماثل بحجمه مع الفاتحة، وفيه يؤكد على تمسكه بعناصر الفرح، المرأة، الطبيعة، الكتابة/الفن، التي ذكرها، لكنه ركز أكثر عن "الكتابة/الفن من بقية العناصر، فنجد: "أرتل، النشيد، لحني" واللافت في الخاتمة أن الشاعر عندما يذكر السواد/القسوة يتعمق/يغرق فيها: "وأقهر هذا الغياب/الموت صبرا" وهذا ناتج عن أثر الواقع عليه، لكننا إذا ما أخذنا القصيدة كوحدة واحدة، فهناك بياض يغلب على السواد، بمعنى أن الشاعر تجاوز واقعه الأرضي، وخلق/أوجد عالم آخر جميل سماوي ينشده ويرتله، فكان الفرح حاضرا ومشعا في القصيدة.
واعتقد أن تقسيم القصيدة إلى ثلاثة مقاطع له علاقة بالمقدس السماوي، فالعدد ثلاث وسبعة من الأرقام المقدسة دينيا، وهذا أسهم في خروج شكل تقديم القصيدة مما هو الأرضي إلى ما هو سماوي.
القصيدة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف