حجر يعبد
لطفي مسلم
جاء في الومضة:
" في يعبد الاحرار أبرهةٌ طغى
من يطغ فيها لا محال قتيل ُ
حجرٌ... گأن الله ألقى عدله
ان الحجارة بعضها سجيل ُ
طير ٌ أبابيل ٌ وجيش هالك ٌ
عصف ٌ لطير ٍ جيشكم مأكول"
عندما يأتي النص الأدبي متناص مع القرآن الكريم والثقافة الدينية، فهذا يستدعي التوقف، لمعرفة الكيفية والطريقة التي استخدمها الشاعر/الأديب، في الومضة، "لطفي مسلم" يقدم/يذكر "أبرهة، حجر، حجارة، سجيل، طير، أبابيل، عصف، مأكول" وجاء في السورة الفيل: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)" فهناك تناص واضح بين الومضة والقرآن، وميزة ما جاء في الومضة أنها باعدت بين الكلمات وأوجدت مساحة بينها بعد أن فرقتها/شتتها، وهذا الأمر جعل المتلقي يتوقف متفكرا في الومضة، فما الداعي لهذا التفريق والتباعد والتشتيت؟، وأين الجمالية التي في الومضة؟، وهل هناك (دهشة) أدبية، فنية في هذه الطريقة/الشكل؟.
أعتقد أن (التغريب) من خلال ذكر المكان/"يعبد" وربطه ب"أبرهة" وليس بمكة، أحدث حركة في الذاكرة القارئ، وجعله يتفكر فيما يقدم له، وعندما جمع بين فكرة "فجعلهم كعصف مأكول، وبين من يطغ فيها لا محال قتيل" أحدث الدهشة، فما جاء في السورة القرآنية وفي الومضة كلاهما حسم الأمر من خلال: "مأكول/قتيل".
وبعد أن أثارنا بالمقدمة، يأخذنا الشاعر إلى تفاصيل الحدث، فاستخدم "حجر" بشكل منفرد ومجرد، وهذا رمز للمقاومة الفلسطينية، وهو السلاح المستخدم في مواجهة الاحتلال، والشاعر يربطه بالله، من حلال "كان الله" ومن خلال "الحجارة بعضها من سجيل" وهنا يكون الشاعر قد فرق وباعد بين الكلمات، بحيث لم (يحافظ) على النسق الآية، وقدمه بشكل آخر، يستدعي التوقف، ففي السورة الفيل، "طير ابابيل" تسبق "الحجرة"، وهنا الشاعر قدم الحجارة على الطير، ما الداعي لهذا؟، اعتقد أن ذكر المكان "يعبد"، و"الحجر" رمز سلاح المقاومة الفلسطينية (برر) حدوث هذا (الخلل) في نسق التناص مع الآية، ولكنة جعله أكثر تلاصقا مع الزمن (الآن)، ومع المكان (يعبد/فلسطين).
والمقطع الثالث جاء ليؤكد على حسم الأمر "وجيش هالك" رابطا ذلك بالفكر الديني والقرآن الكريم: "طير أبابيل/عصف لطير" واللافت أن الشاعر يخرج من صيغة الخطاب المجهول، ليتحدث بصيغة المخاطب أنتم: "جيشكم مأكول" وهذه (المباشرة) لها علاقة بالمكان/يعبد الذي جاء في فاتحة الومضة، فتكون الفاتحة "في يعبد" سبب لوجود "جيشكم مأكول"، وإذا ما أخذنا التفاصيل الداخلية في الومضة "الأحرار، وأبرهة، وحجر، وسجيل، أبابيل، وجيش هالك" نكون أمام شكل جديد للتناص مع القرآن الكريم، يخدم الفكرة ويقدمها بطريقة جميلة تستدعي التفكير والتوقف.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
" Lutfi Mosallam
"
لطفي مسلم
جاء في الومضة:
" في يعبد الاحرار أبرهةٌ طغى
من يطغ فيها لا محال قتيل ُ
حجرٌ... گأن الله ألقى عدله
ان الحجارة بعضها سجيل ُ
طير ٌ أبابيل ٌ وجيش هالك ٌ
عصف ٌ لطير ٍ جيشكم مأكول"
عندما يأتي النص الأدبي متناص مع القرآن الكريم والثقافة الدينية، فهذا يستدعي التوقف، لمعرفة الكيفية والطريقة التي استخدمها الشاعر/الأديب، في الومضة، "لطفي مسلم" يقدم/يذكر "أبرهة، حجر، حجارة، سجيل، طير، أبابيل، عصف، مأكول" وجاء في السورة الفيل: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)" فهناك تناص واضح بين الومضة والقرآن، وميزة ما جاء في الومضة أنها باعدت بين الكلمات وأوجدت مساحة بينها بعد أن فرقتها/شتتها، وهذا الأمر جعل المتلقي يتوقف متفكرا في الومضة، فما الداعي لهذا التفريق والتباعد والتشتيت؟، وأين الجمالية التي في الومضة؟، وهل هناك (دهشة) أدبية، فنية في هذه الطريقة/الشكل؟.
أعتقد أن (التغريب) من خلال ذكر المكان/"يعبد" وربطه ب"أبرهة" وليس بمكة، أحدث حركة في الذاكرة القارئ، وجعله يتفكر فيما يقدم له، وعندما جمع بين فكرة "فجعلهم كعصف مأكول، وبين من يطغ فيها لا محال قتيل" أحدث الدهشة، فما جاء في السورة القرآنية وفي الومضة كلاهما حسم الأمر من خلال: "مأكول/قتيل".
وبعد أن أثارنا بالمقدمة، يأخذنا الشاعر إلى تفاصيل الحدث، فاستخدم "حجر" بشكل منفرد ومجرد، وهذا رمز للمقاومة الفلسطينية، وهو السلاح المستخدم في مواجهة الاحتلال، والشاعر يربطه بالله، من حلال "كان الله" ومن خلال "الحجارة بعضها من سجيل" وهنا يكون الشاعر قد فرق وباعد بين الكلمات، بحيث لم (يحافظ) على النسق الآية، وقدمه بشكل آخر، يستدعي التوقف، ففي السورة الفيل، "طير ابابيل" تسبق "الحجرة"، وهنا الشاعر قدم الحجارة على الطير، ما الداعي لهذا؟، اعتقد أن ذكر المكان "يعبد"، و"الحجر" رمز سلاح المقاومة الفلسطينية (برر) حدوث هذا (الخلل) في نسق التناص مع الآية، ولكنة جعله أكثر تلاصقا مع الزمن (الآن)، ومع المكان (يعبد/فلسطين).
والمقطع الثالث جاء ليؤكد على حسم الأمر "وجيش هالك" رابطا ذلك بالفكر الديني والقرآن الكريم: "طير أبابيل/عصف لطير" واللافت أن الشاعر يخرج من صيغة الخطاب المجهول، ليتحدث بصيغة المخاطب أنتم: "جيشكم مأكول" وهذه (المباشرة) لها علاقة بالمكان/يعبد الذي جاء في فاتحة الومضة، فتكون الفاتحة "في يعبد" سبب لوجود "جيشكم مأكول"، وإذا ما أخذنا التفاصيل الداخلية في الومضة "الأحرار، وأبرهة، وحجر، وسجيل، أبابيل، وجيش هالك" نكون أمام شكل جديد للتناص مع القرآن الكريم، يخدم الفكرة ويقدمها بطريقة جميلة تستدعي التفكير والتوقف.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
" Lutfi Mosallam
"