الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كل يوم كتاب؛ السيرة والمسيرة مذكرات سليم الزعنون أبو الأديب بقلم مهند طلال الاخرس

تاريخ النشر : 2020-05-13
كل يوم كتاب؛ السيرة والمسيرة مذكرات سليم الزعنون أبو الأديب بقلم مهند طلال الاخرس
#كل_يوم_كتاب
السيرة والمسيرة، مذكرات سليم الزعنون ابو الاديب
مجلد من القطع الكبير يقع على متن ٥٢٥ صفحة ومن اصدار الدار الاهلية للنشر والتوزيع ٢٠١٣.

الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية ومذكرات رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ابو الاديب، و الكتاب يجمع بين السيرة والمذكرات والذكريات ويضيف لها كثيرا من الوثائق والقرارات والحوارات الصحفية والصور والمستندات والتي تشكل مادة غنية ودسمة بحيث يصبح معها الكتاب مادة وثائقية وارشيفية تصلح لان تكون شهادة على مراحل طويلة ومتعددة في مسيرة الشعب الفلسطيني، ومما يعطيها هذا الزخم وتلك المبررات لتحتل تلك المكانة، هي تلك الشخصية المتزنة والمعتدلة والوقورة لابو الاديب علاوة على مكانته وما عرف عنه من النزاهة والحياد وقدرته على التحقيق والتحقق من الامور قبل اطلاق الاحكام عليها، تلك بعض من الصفات التي اهلت ابو الاديب لكي يطلع على كثير من الاسرار والخفايا والتي لم تتح الظروف لغيره ان يطلع عليها، اضافة لكونه من الرعيل الاول المؤسس والحائز على ثقة الجميع من الخصوم والاصدقاء، لذا فليس غريبا ان نجده محكما وصاحب القرار الفصل في اشد الامور صعوبة ومصيرا كقرار الانطلاقة وارهاصاته وتداعياته.

الكتاب جاء كسيرة الرواد الكبار والطلائع المؤسسة للكينونة والهوية الفلسطينية منذ عصر النهصة وحتى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو بهذا المقام يشكل مرجعا ومصدرا لكثير من الاحداث والمحطات الفارقة بتاريخ الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من قلة عمليات التدوين والتوثيق التي صاحبت المسيرة الفلسطينية لاسباب عدة يطول شرحها، إلا أن مدونات القادة السياسيين الفلسطينيين حين تواجدها تشكل مصدرا مهما للمؤرخين الذين تقع عليهم مسؤولية إنجاز رواية تاريخية، شاملة وعلمية وصحيحة، عما جرى في فلسطين منذ سنة 1882 فصاعدًا. وضمن هذا السياق وفي مستوى هذا الفهم والوعي والنضوج لاهمية الكتابة والتوثيق جاء كتاب ابو الاديب ليسد فراغا كبيرا في هذا المجال ويفتح المجال للاخذ والرد على كثير من الاحداث، وحسنا فعل ابو الاديب له ولنا وحفظا لمسيرة ونضال الشعب الفلسطيني وحرصا عليها من التحريف والتزوير وادعاء البطولات.

ضمن هذا السياق جاء كتاب ابو الاديب ليحتل موقعه سريعا الى جانب تلك الكتب والمذكرات للرواد الاوائل والتي وثقت لمراحل مهمة ومفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني على غرار: مذكرات الحاج أمين الحسيني التي نشرت متفرقة ثم جُمعت في كتاب سنة 1999. ثم ظهرت مذكرات فوزي القاوقجي، وقبلها مذكرات موسى العلمي في وكتابه "عبرة فلسطين"؛ ومحمد طارق الأفريقي (المجاهدون في معارك فلسطين) .

ثم إميل الغوري (فلسطين عبر ستين عاماً )؛ أكرم زعيتر (يوميات الحركة الوطنية الفلسطينية ثم مذكرات أكرم زعيتر )؛ خليل البديري (ستة وستون عاماً مع الحركة الوطنية الفلسطينية وفيها)؛ عزت طنوس (الفلسطينيون: ماضٍ مجيد ومستقبل زاهر )؛ عبد الحميد السائح (لا صلاة تحت الحراب )؛ مذكرات عوني عبد الهادي؛ مذكرات بهجت أبو غربية؛ رشيد الحاج إبراهيم (الدفاع عن حيفا)؛ مذكرات أبو إبراهيم الكبير )؛ مذكرات ذو الكفل عبد اللطيف)؛ طلال ناجي (في الخيمة الأخرى)؛ عبد الرزاق اليحيى (بين العسكرية والسياسة)؛ صبحي الجابي (مذكرات أول رئيس أركان لجيش التحرير الفلسطيني)؛ شفيق الحوت (بين الوطن والمنفى)؛ خالد الفاهوم يتذكر؛ (تغريبة بني فتح) وليام نصار؛ (بين الثورة والنفط) سعيد المسحال؛(شهادات على تاريخ الثورة الفلسطينية) يحيى يخلف؛ (مرثية صفا) الياس شوفاني؛ (دروب المنفى) فيصل حوراني؛ (حياتي من النكبة الى الثورة) نبيل شعث؛(عمر في المنفى) مذكرات عبد القادر ياسين؛(صفحة من الايام الحمراء) مذكرات سعيد العاص؛ مذكرات القائد الشيوعي محمود الاطرش؛(سنوات الامل) مروان كنفاني؛ (عشت في زمن ياسر عرفات) احمد عبد الرحمن؛ (حياة غير آمنة) شفيق الغبرا؛ (كتابات) محجوب عمر؛ (قبس من الذاكرة) النوري بوشعالة؛( من ضفاف البحيرة الى رحاب الثورة) صلاح صلاح؛ (ازهار واشواك) مذكرات المقدم حسن ابو رقبة؛(ذكريات مع الشهيد ابو الهول) مفوضية الاعلام والثقافة حركة فتح.

ولمّا لم يكن لقادة الكفاح الفلسطيني المسلح الوقت الكافي، ليكتبوا مذكراتهم، فقد روى كل منهم لصحافي متمرس تجربته المتشعبة، وصدرت هذه التجارب في كتب انتشرت بقوة، وكان قدوتهم أبو إياد (صلاح خلف) الذي روى تاريخه لإريك رولو (فلسطيني بلا هوية)، وأبو جهاد (خليل الوزير) الذي باح بأسرار البدايات لمحمد حمزة (أو سمير غطاس) وصدرت هذه البدايات بطبعاتٍ متعددة منذ 1989، وسرد أبو داود (محمد داود عودة) سيرته لجيل دو جونشيه، وصدرت هذه السيرة تحت عنوان (فلسطين من القدس الى ميونخ)، وكذلك فعل أبو عمار ياسر عرفات مع أمنون كابليوك في كتابه عرفات الذي لا يقهر، وجورج حبش مع جورج مالبرونو.

ونايف حواتمة في كتابه عن سيرته والمعنون "نايف حواتمة يتحدث" ، وأصدر أبو مازن محمود عباس ذكرياته في كراس "صفحات مشرقة من تاريخ الثورة الفلسطينية" ، فضلاً عن عشرات الكتب التي أصدرها قادة عسكريون عرب، عن وقائع حرب 1948، مثل "محنة فلسطين وأسرارها السياسية والعسكرية" لصالح صائب الجبوري و"حروبنا مع إسرائيل" لصادق الشرع و"كارثة فلسطين" لعبدالله التل، بالاضافة الى مذكرات معظم القادة العسكريين المصريين مثل سعد الشاذلي والجمسي ومحمد فوزي وغيرهم والذين ترتبط نسبة كبيرة من مذكراتهم بالقضية الفلسطينية واحداثها.

ولانه لا كتابة تاريخية بدون وثائق، ولان هذه الوثائق بالنسبة للشعب الفلسطيني تعرضت لعملية سلب ونهب منظمة على شاكلة ما قامت به العصابات الصهيونية ابان النكبة عام 1948 من استيلائها على كل تلك الوثائق والكتب والمستندات والصور، وعلى شاكلة ماقام به الاحتلال الاسرائيلي من نهب كل محتويات مركز الابحاث الفلسطيني في بيروت ابان الاجتياح الاسرائيلي 1982اضافة الى سرقة محتويات بيت الشرق في القدس بما فيه كل وثائق القدس والخرائط ابان انتفاضة الاقصى 2000، فإن الحاجة باتت ضرورية الى تفهم ابعاد الصراع القائم بيننا وبين الاحتلال، فهو احتلال قائم على الرواية ونقيضها، ومن هنا جائت قيمة كل تلك الكتب والمذكرات لتسد ذلك النقص الحاصل وتتغلب على احدى اهم عمليات التزوير والتلفيق التي يمارسها الاحتلال واعوانه وادواته من ادعياء المواقف والبطولات، وعليه فقد جائت هذه الكتب والمذكرات كشهادة حية ورواية شفوية تكتب وتوثق كل تلك الاحداث والمحطات في سيرة ومسيرة الشعب الفلسطيني وتسهم في دحض الرواية الاسرائيلية الزائفة بأن "فلسطين ارض بلا شعب" علاوة على النجاح بابقاء القضية حية ومتواصلة ومتوارثة من جيل الى جيل، وان الشعب الفلسطيني لم يستكن ولم ينهزم في مواجهة اعتى حملات التطهير والابادة المنظمة.

الكتاب جاء عبر خمسة ابواب علاوة ملاحق للمذكرات والصور.

الباب الاول وفيه يتحدث ابو الاديب عن تلك الاسباب الموجبة لهذه المذكرات والدافع الرئيسي لها والمتمثل ابتداء بالقلق وثانيا بوصية من الشهيد خليل الوزير ابو جهاد والتي جائت على شكل رؤية في المنام ص ١١.ثم يتحدث عن مولده ونشأته وتربيته واستذكار لمواقف وطنية وانسانية عدة لوالده، الى الحديث عن اول اهتماته ومطالعاته الشعرية والادبية واحلامه وآماله.

ثم يتحدث عن الهزيمة في حرب النكبة ص ٣٥، ويتبعها بالحديث مباشرة عن ابو عمار ص ٤١ وعن لقائهما الاول والعمل الطلابي وذكريات الجامعة وكثير من القصص والحكايا المجهولة عن تلك الفترة ويسرد بعضا من تلك المواقف والمبادرات التي تنبىء عن شخصية ابو عمار، اضافة الى تطرقه الى طبيعة العلاقة مع الاخوان المسلمين في تلك المرحلة الى حين انتهائه من الدراسة وعودته لغزة للتدريس ص٥٥.

ثم يتحدث ابتداء من الصفحة ٥٩ عن تجربة المقاومة الشعبية ودورها في تحرير القطاع ١٩٥٦ وينجح ابو الاديب في ايراد كثير من المواقف التي تزيل كثير من الغموض الذي كان يعتريها اضافة الى انه يورد ايضا صورة عامة وشاملة لطبيعة الاوضاع السائدة في حينه في القطاع اضافة الى اعطائه صورة عامة عن طبيعة تلك القوى الفاعلة والموجودة على الارض وطبيعة اشخاصها وافكارهم وارتباطاتهم.

ثم يتحدث في ص ٧٣ عن طبيعة المشاكل التي يواجهونها في القطاع ولا سيما المشاكل الاجتماعية والوشايات، ويورد قصة تستحق ان تدرس وان تكون بمثابة درس للاجيال يبقى في معينها الذي لا ينضب والذي تتسلح به في مواجهة قادم الايام، وهذه احدى ميزات المذكرات وكتب السيرة وهذا الكتاب بشكل خاص، تلك الواقعة تتعلق بتلك التقارير الكيدية والبالغة خمسة الاف تقرير وكلها وشايات من الناس ببعضهم، فيورد ابو الاديب تلك التجربة وكيف نجح اثناء عمله في الادعاء العام والقضاء الى غربلة تلك التقارير والتحقق من مصداقيتها حتى تم قصرها على مئة فقط.

ويكمل ابو الاديب حديثه من عند الصفحة ٧٧ بالحديث عن القضاء في غزة والمعاناة التي كابدها ثم يتحدث عن اللجوء ومن ثم الهجرة دون ان ينسى التطرق للحديث عن اسرته ص ٨٣.

الباب الثاني وفيه يتحدث ابو الاديب عن الانطلاقة وتطورات الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو اهم ابواب الكتاب واكثرها غنى وازدحاما بالمعلومات والتي تسهم بتصحيح كثير من الحقائق وتزيل بعض الغموض الذي يكتنف البعض من هذه المواقف وان كانت احيانا تلك المعلومات الجديدة من قبل ابو الاديب قد مست مصداقية روايات سابقة لنفس الوقائع والاحداث، ورغم هذا كله فقد وقع ابو الاديب بنفس تلك المصيدة التي وقعت فيها تلك الروايات، وعليه اصبحت كثير من الروايات بحاجة لتدقيق وتمحيص اكثر والبحث بين السطور لازالة التعارض الظاهر بينها كتفاصيل واقعة الانطلاقة على سبيل المثال.

هذا الباب وفي فصله الاول يتناول تفاصيل الاعداد للانطلاقة ص٩٤ وحتى ١٠٦ وهي تفاصيل يجب قراءتها بتأني لما تحتويه من تفاصيل وحيثيات دقيقة تتعلق بواقعة الانطلاقة. ثم يتحدث عن الموقف من الاحزاب في مراحل الاعداد للانطلاقة ص ١٠٧ وحتى١١١ ثم يتبعها بالحديث عن منطلقات حركة فتح السبعة. ثم يتحدث عن مواقف العديد من الشخصيات والجهات تجاه الحركة والانطلاقة، فيتطرق اولا للحديث عن الشقيري والانطلاقة ص ١٢١ مع التعرض لبعض مواقف الشقيري الهامة تجاه فتح والانطلاقة المسلحة ويتبعها ثانيا بالحديث عن موقف الاخوان المسلمين من الانطلاقة ص ١٢٥ وهي شهادة هامة للغاية لها قيمتها الكبرى لظروف عديدة، وثالثا يتحدث عن الموقف مع حركة القوميين العرب ص ١٢٩ وهذه التجربة هنا بالذات تستحق ان تكون ادبية تنظيمية وابجدية تدرس ويستفاد منها كتجارب ثورية ناصعة وصادقة ونابعة من القلب.

وفي الفصل الثاني من الكتاب يتناول ابو الاديب المؤتمرات العامة لحركة فتح ص ١٣٣ فيتناولها بايجاز من المؤتمر الاول حتى المؤتمر السادس في بيت لحم، ثم يتطرق ابتداء من عند الصفحة ١٣٩ الى التمرد الاول في حركة فتح ، ثم يتحدث عن احمد جبريل ومأساة عام ١٩٦٦ والفتنة التي ابتدأها الوضيع احمد جبريل وما نتج عنها من مقتل حشمت وعرابي وحبس الزعموط وابو عمار والاخرين.

وفي الفصل الثالث يتحدث عن عن ابو نضال ومعسكر فتح في جنوب العراق، ويبدا ابو الاديب بتوضيح وشرح حول ظاهرة ابو نضال ص ١٤٧، ثم يتحدث عن معسكر فتح في العراق، وتغير موقف ابو نضال من فتح في الكويت ص ١٥٥ وما يتخلل هذا الفصل من كثير من الحيثيات المتعلقة بابو نضال وعلاقاته لا سيما حوادث الاغتيال المرتكبة من قبله وعلاقاته مع اجهزة المخابرات والعمل لصالحها كبندقية مأجورة، اضافة لطبيعة العلاقة والتهديدات التي وجهها للكويت والتي تحصل بموجبها على كثير من الاموال نتيجتها، وصولا الى اغتياله وتفاصيل تلك الفترة حتى تصفيته ص ١٥٨.

وفي الفصل الرابع يتحدث عن مرحلة الصدام مع الانظمة العربية، فيتحدث عن الخروج من الاردن ص ١٦١، والنزاع بين حركة فتح والقيادة السورية سنة ١٩٧٦ ص ١٦٦، وهذه المواضيع على اهميتها إلا ان معلومات ابو الاديب عنها جائت مقتضبة واعتمد الدبلوماسية والاتزان في تجاوز كثير من احداثها بل والقفز عن كثير من محطاتها وتفاصيلها المهمة، وهذا امر مفهوم ومقدر من جانب ابو الاديب المعروف بحكمته واتزانه ورغبته في الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجميع، ولا شك ان هذه احد تعقيدات الحالة الفلسطينية وتشعباتها والتي فرضتها طبيعة التوازنات والمعادلات الاقليمية والدولية، وهذه معطيات ان امكن في كثير من الاحيان تجاوزها، لكنه لم يكن بالامكان تجاوز اثر الجغرافية السياسية على كل خطوة يقدم عليها الفلسطيني او كل كلمة يكتبها، لذا كان لزوما على اصحاب النيافة والقداسة والرواد والقادة الاوائل ان يتحسسوا الرياح قبل الاخرين، ليس هذا وحسب بل اوجبتم عليهم الظروف ان تكون لهم عيون كعيون زرقاء اليمامة.

في الفصل الخامس يتحدث الكتاب عن مرحلة لبنان وما فعله السادات وقمة فاس الاولى والثانية وما جرى بينهما من الاجتياح وحتى الخروج من لبنان ص ١٨٥.

وفي الفصل السادس يتحدث عن الاختراق ص١٩٣ وفيه رسائل واسف مرسل بين السطور لتلك الافعال الوضيعة واصحابها دون ذكر اي منهم بالاسم.

الفصل السابع وفيه يتحدث ابو الاديب عن استشهاد القادة ابو جهاد ص ١٩٥ وابو اياد وابو الهول وابو محمد العمري ص ٢٠٦.

الفصل الثامن وفيه يتحدث ابو الاديب بقمة الوعي والاتزان ومن موقع العارف والمدرك لكثير من الامور، فيتحدث عن الوجود والخروج الفلسطيني في الكويت ص ٢١١، ثم يتطرق لغزو العراق للكويت سنة ١٩٩١ ولقاءاته المتعددة مع القيادة العراقية الحاكمة للكويت ، ثم يشير لكثير من المراسلات بينه وبين ابو عمار في تلك الفترة ص ٢١٥ ويورد صورة عن تلك المراسلات في ملاحق الكتاب.

الباب الثالث وفيه يتحدث عن رؤساء منظمة التحرير ص ٢٣٩ ثم يتحدث عن المجلس الوطني ودوراته المتعددة ٢٥٥ . وهذا الباب بفصوله الثلاث عبارة عن مادة توثيقية وارشيفية وتقتصر على جوانب عمل المجلس الوطني الفلسطيني، وهي وان كانت تعطي صورة عن مجالات عمل المجلس واهم قراراته والصعوبات التي واجهت كل دورة، إلا انها شكلت خروجا عن نمط السيرة والمذكرات المشوقة والمزدحمة بالاحداث والتي عهدناها بالفصول السابقة.

الباب الرابع وفيه يتحدث عن المرحلة الانتقالية منذ عام ١٩٩٤ وحتى ٢٠١١، وفيه يتحدث عن مؤتمر مدريد ومعركة التمثيل الفلسطيني ص ٣٢١، ثم يتحدث عن المجلس الوطني الفلسطيني واعادة تشكيله والمؤمرات عليه ص ٣٥٣، ثم يختم هذا الباب بالحديث عن الميثاق الوطني الفلسطيني ص ٣٨٥ وطرح موضوع كثير ما اتهم به المجلس ولم يدركوا حقيقة الامور، الا وهو ، هل عدل الميثاق؟ ص ٣٩٣.

الباب الخامس وفيه يتناول ابو الاديب السياسة الداخلية الفلسطينية، وهي موضوعات معقدة ومتشعبة وتستحق البحث والدراسة والتمحيص. فيتطرق مثلا الى المفاوضات ص ٤٣١، وهيئة الاستقلال الوطني ص ٤٣٥، ثم يتحدث عن عضوية فلسطين في الامم المتحدة ص ٤٤٥ ويسهب ويقدم كل الاراء واسانيدها بغية تقديم الصورة الواضحة والصريحة للشعب.

ثم يتحدث عن علاقات المجلس الوطني الفلسطيني البرلمانية، فيتحدث عن دور المجلس الوطني في تأسيس البرلمان العربي ص ٤٧٧، والبرلمان الدولي ٤٧٨، والاوروبي ص ٤٩١.

ويختتم الكتاب بملحق خاص عن المذكرات والصور والمراسلات التي تخدم الكتاب وتدعم حججه، وهي جزء اصيل من الكتاب وتقرأ معه كوحدة واحدة، اذ انها جزء اساسي من تأكيد الرواية وضحد الروايات الاخرى وحسنا فعل ابو الاديب في ايرادها وهذا ليس بغريب عليه وهو القاضي الحصيف الذي يحسن وزن الامور وتقييمها ثم يطلق الاحكام عليها.

قديما قالوا لا تستقيم الحقائق بدون اقامة البينة بالدليل القاطع عليها، وفي غياب هذا الدليل تصبح كثيرا من الحقائق السائدة موضع شك وتفسير وجائز استبعادها، لكن ان تسمع الحقائق من افواه اصحابها والقائمين عليها فأنت امام الحقيقة بعينها والقول الفصل قولها والتفصيل وما بين السطور هي تلك التفاصيل والفروقات بين مستويات البشر، وما دون ذلك من معلومات واحداث ووقائع فمقبول ان تخضع للاخذ والرد.

بقي ان نقول ان المحتل واعوانه استهدف دائما كي الوعي وتعمد تغييب الحقائق وتزويرها، لكن دائما في كل المجتمعات وعلى طول عمر البشرية كان هناك "ثلة من الاولين" يناط بهم ناصية الحلم والعمل، قد يقول قائل، انهم لم يحققوا النصر، نعم صحيح ، لكنهم ايضا لم ينهزموا ولم ينكسروا ولم يسلموا، ونجحوا في ان يكونوا حراس الامل، جذرهم ثابت في الارض وفرعهم شامخ بالسماء، لا يلين ولا يغيب، هؤلاء كالاعلام تبقى سيرتهم حية حتى وان غابوا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف