شقيف الشقفاوي
١٠ ساعات ·
أصدقاؤك
من روايتي الجديدة
زغودة ( 11)
لم يعد الكلام موحشا في اسرار بقيت حكرا على العائدين بأكتافهم المدججة بالبنادق ، و كتموا أسرارا مخجلة بقيت طي النسيان ، حين عبروا وادي الرمال بين ضفتيه كلتيهما استسلمت لقدرها المحتوم ، كان بوقرة ( الكنج ) ضحية لعبة امتزجت بتصفية الحسابات الطفولية بين أبناء القرية الصغيرة في علاقاتها المتابطة بالمزاح حينا و الجدية أحيانا أخرى ، ينهزم فيها المنتصر في النهاية انهزاما مريرا و مخزيا و قد أدرك ان دمه أهدر في معركة طمس التاريخ و تصفية أحداثه بالكيفية المخطط لها كي لا تتسرب الحقيقة للأجيال ، تساءل ببراءة السائل لماذا تركت جثته في الخلاء على تخوم قبر أبيه ، و كان مزيجا من تلك المعركة التي استمات فيها والده للدفاع عن شرف القرية و أرضها الطاهرة ، لكن كسولة قال لهم بتحد صارخ و هو يقلب جثته برجله على جنبها المسربل بالدماء ، هو من أطلق النار على المبروك الكبير في وادي يرجانة و أرداه قتيلا ، ثم تركه في العراء لتنهشه الذئاب و النسور ، لم يستطع الاحتلال الوصول إلى جثته لذفنها في مكان آمن لا ينبشها الحاقدون ، غير أن الأهالي تواعدوا على تقطيع جثته و رميها في أماكن متفرقة من جبل يرجانة حتى يكون عبرة للآخرين ، أو لمن تسول له نفسه على التعاون مع الاحتلال ، بعد الاستقلال تهافت أبناء الحركى على مكاتب الجبهة و انتزعوا الاعتراف لأبائهم بالمقاومة ، لكن ( الكنج ) أقسم برأس أمه ألا يهدأ له بال حتى يكشف للأجيال قاتل بونوارة و قاتل بن مخناش ، و كيف تآمر الخونة على تصفية دخلي المختار في جبل مشاط ، و منذ ذلك الحين و كسولة يترصده إلى أن حان ، فأطلق عليه وابلا من الرصاص و أقسم على قتل من يدفنه أو يغطيه بالتراب ، إلى أن تشتهيه الذئاب مثلما اشتهت أباه ، استجاب الرعب في قلوبهم ، غير أن الجثة اختفت في الظلام بنفس الليلة ، قال يحي و هو يسند رأسه بين يديه و يجلس على طرف قطعة الرخام أمام البريد المركزي
- إن لم ادفنه فمن يجرؤ على التحدي ،،،؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
١٠ ساعات ·
أصدقاؤك
من روايتي الجديدة
زغودة ( 11)
لم يعد الكلام موحشا في اسرار بقيت حكرا على العائدين بأكتافهم المدججة بالبنادق ، و كتموا أسرارا مخجلة بقيت طي النسيان ، حين عبروا وادي الرمال بين ضفتيه كلتيهما استسلمت لقدرها المحتوم ، كان بوقرة ( الكنج ) ضحية لعبة امتزجت بتصفية الحسابات الطفولية بين أبناء القرية الصغيرة في علاقاتها المتابطة بالمزاح حينا و الجدية أحيانا أخرى ، ينهزم فيها المنتصر في النهاية انهزاما مريرا و مخزيا و قد أدرك ان دمه أهدر في معركة طمس التاريخ و تصفية أحداثه بالكيفية المخطط لها كي لا تتسرب الحقيقة للأجيال ، تساءل ببراءة السائل لماذا تركت جثته في الخلاء على تخوم قبر أبيه ، و كان مزيجا من تلك المعركة التي استمات فيها والده للدفاع عن شرف القرية و أرضها الطاهرة ، لكن كسولة قال لهم بتحد صارخ و هو يقلب جثته برجله على جنبها المسربل بالدماء ، هو من أطلق النار على المبروك الكبير في وادي يرجانة و أرداه قتيلا ، ثم تركه في العراء لتنهشه الذئاب و النسور ، لم يستطع الاحتلال الوصول إلى جثته لذفنها في مكان آمن لا ينبشها الحاقدون ، غير أن الأهالي تواعدوا على تقطيع جثته و رميها في أماكن متفرقة من جبل يرجانة حتى يكون عبرة للآخرين ، أو لمن تسول له نفسه على التعاون مع الاحتلال ، بعد الاستقلال تهافت أبناء الحركى على مكاتب الجبهة و انتزعوا الاعتراف لأبائهم بالمقاومة ، لكن ( الكنج ) أقسم برأس أمه ألا يهدأ له بال حتى يكشف للأجيال قاتل بونوارة و قاتل بن مخناش ، و كيف تآمر الخونة على تصفية دخلي المختار في جبل مشاط ، و منذ ذلك الحين و كسولة يترصده إلى أن حان ، فأطلق عليه وابلا من الرصاص و أقسم على قتل من يدفنه أو يغطيه بالتراب ، إلى أن تشتهيه الذئاب مثلما اشتهت أباه ، استجاب الرعب في قلوبهم ، غير أن الجثة اختفت في الظلام بنفس الليلة ، قال يحي و هو يسند رأسه بين يديه و يجلس على طرف قطعة الرخام أمام البريد المركزي
- إن لم ادفنه فمن يجرؤ على التحدي ،،،؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي