الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغربه والآذان بقلم:أمل عبد الله

تاريخ النشر : 2020-05-04
الغربه والآذان بقلم:أمل عبد الله
كانت ترفض دائما أن تسافر مع زوجها إلى خارج البلاد ، فقد كانت ترى أن أولادها مازالوا صغارا وفى حاجه إلى رعايتها ، ولكن فى هذه المره إستجابت إلى إلحاح زوجها لخوض تجربه السفر ، وكانت الرحله الى فرنسا وعاصمتها باريس ، استقلت الطائره مع زوجها إلى عاصمه النور الفرنسيه ، كانت أول مره تسافر إلى خارج مصر … سافرت كثيرا داخل مصر منذ الصغر جابت البلاد شرقا وغربا ولكنها لم تسافر ألى الخارج أبدًا ، كانت هذه هى المره الأولى
الطائره وصلت ليلا إلى مطار أورلى … فى لحظات تم تخليص الاوراق والباسبورات وإستلام الحقائب ، ثم نظرت حولها فجأه فلم تجد أحد فى المطار سواهما هى وزوجها ، إحساس شنيع بالخوف إعتراها ماهذا ؟ هى تعودت على مطار القاهره وقد إكتظ بالمسافرين والعائدين والمستقبلين لهم ، أصوات وأناس من هنا وهناك ، وموظفون وعمال ، فى مطار القاهره جميع أنواع البشر تشاهدهم وتستأنس بوجودهم
أما هنا فالمطار كله إنفض فى لحظات ، أسرعت هى وزوجها للوصول للاندر جراوند ومنه نزلت سريعا إلى الفندق
موظف الاستقبال فى الفندق كان جزائريا يعيش فى فرنسا ، إستقبلهم بترحاب وبتفاخر بأنهم من بنى جلدته وسلمهم غرفتهم فى الفندق ، كانت متعبه ، إستبدلت ملابسها وإستسلمت لنوم عميق ، فى الصباح إستأذن زوجها للذهاب لمكان المؤتمر حتى يمارس مهمته العلميه التى جاء من أجلها
بدات تستكشف المكان ، الشباك فى الحجره جانبى ، راحت تُطل منه علها تجد أناس فى الشارع تستأنس بالفرجه عليهم ولكنها لم تجد أى واحد يمشى فى الشارع ، نظرت إلى نوافذ العمارات كانت مشتاقه ان ترى سيده تنشر الغسيل فى البلكونه او شغاله عفيه إستأثرت بسجاده وراحت تمطرها بوابل من الضربات او بياع يمشى فى الشارع ينادى على سلعته … ولكنها لم تجد اثر لهذا او ذاك وكأن سكان المدينه هاجروا وتركوها خاويه بلا روح او حياه
إعتراها الخوف وخصوصا عندما تاخر زوجها ، الوساوس تحكمت فيها ودارت برأسها ، مرت الساعات ثقال والخوف يتملكها ويسيطر عليها ، فتحت التليفزيون لتستأنس به وجدت إعلانات لم تتصور أنها موجوده أصلا !!!!! إعلانات الدعاره مثل إعلانات الصابون فى مصر ، زادها الامر توترا وخوف ،، هناك شئ عجيب إحساس جارف بالغربه يعتريها ويتمكن منها
أخيرا جاء زوجها ليجدها على وشك الإنهيار من كثره التوتر والقلق ، كان عليه أن يعوضها عن هذا اليوم المقلق ويحاول أن يُسرى عنها
وبدأت زياره باريس … برج إيفل والصعود عليه والتصوير تحته …
متحف اللوفر والقطع الأثريه واللوحات الفنيه لأشهر رسامى عصر النهضه وأشهرها لوحه الموناليزا لليوناردو دافنشى …
كاتدرائية نوتردام ، الكنيسه التي يبلغ عمرها٨٥٥ عام وتُعجب بالطراز المعماري الذي يميزها وهو الطراز القوطى …
سجن الباستيل الشهير الذى لم يتبقى منه سوى بعض الأطلال
شارع الشانزليزيه الذى يضم متاجر أشهر الماركات العالميه للازياء وهو يمتد من ساحه الكونكورد وصولا لقوس النصر ، كان المنظر رائعا وهى تنظر إلى الاشجار المثمره وهى تصطف على جانبى الشارع والثمار تتدلى منها وكأنها ثُريات
عالم آخر من الفنون والجمال ، ولكن كان إحساسها الدائم أن هناك شئ مجهول يدعم إحساسها بالغربه ، لدرجه انها وزوجها قابلوا أسره مصريه تعرفوا عليهم وتبادلوا الحديث معهم ، وجدت السيده فى هذه الاسره تربت على كتفها وتشجعها… إندهشت هل هى شفافه إلى هذه الدرجه أم أن إنفعالاتها ومشاعرها واضحه لدرجه لاتستطيع إخفائها ، هاهى السيده تربت على كتفها وتقول لها أنها سوف تتعود على البعد عن بلدها … كيف عرفت أن هناك إحساس غريب يملأها بالغربه مع أنها لم تتكلم ؟؟؟
سيده لبنانيه تعرفت عليها قالت لها : لمًا تزورى أماكن كثيره فى باريس سوف تُحبيها… ازدادت دهشتها وجاوبت بضيق أنها زارت معظم الأماكن وأنها تُحبها ولكن هناك إحساس غريب تشعر به ولا تستطيع أن تصفه ويصل لكل من يراها أو يحادثها
وأخيرا أخذها زوجها إلى ساحه الكونكورد وهو فخور جدا أن هذه الساحه تتوسطها المسله المصريه وهى تقف شامخه فى وسط ميدان من أكبر ميادين باريس ومن أهمها… أخذت تتفرج على المسله وكلها فخر وإعجاب بها ،، ووجدت الميدان يحتل مساحه شاسعه وتقريبا يخلو من الناس سوى أعداد قليله … وقفت فى وسط الميدان لترى قصر المادلين الذى تزينه تماثيل تشبه التماثيل الموجوده فى الافلام التى تصور الحضاره اليونانية القديمه… وعلى الرغم من اتساع الميدان الا أنها أحست بإنقباض وكأن هذا المكان على اتساعه يضيق بها ويخنقها، شعر زوجها بالضيق على وجهها فسألها مستنكرا وكانت إجابتهاغريبه ( هى السما بتاعتهم أوطى من السما بتاعتنا)
نظر إليها بدهشه وكأنها تهزى وقال : يعنى إيه السما بتاعتهم أوطى من السما بتاعتنا … السما واحده فى كل الدنيا
كان إحساسها بالضيق والخنقه لدرجه أنها أحست أن السماء تطبق على أنفاسها
إنقضت الرحله إلى بلاد النور وهى لاتدرى مالذى إعتراها … لماذا هذا الشعور الجارف بالغربه مع أنها بدأت تعتاد على المدينه وتحس حلاوتها وبدأت تشعر بمقوله الشيخ محمد عبده عندما زار فرنسا ( رأيت إسلاما ولم أرى مسلمين ) … ولكن هناك شىئ يشعرها بالضيق لاتعرف ماهو
عندما وصلت مطار القاهره وقفت أمام الموظف المختص لتخليص الاوراق … فى هذه اللحظه سمعت صوت الآذان الذى لم تسمع صوته منذ فتره السفر أحست بإحساس غريب بالإرتياح وبالفرحه الشديده وأخذت تضحك وتعبر لزوجها عن فرحتها بسماع صوت الآذان
فوجئت بالموظف يكلمها بنوع من التهكم غريب ، فنهره زوجها ، فقال له الموظف : كيف تسخر من صوت الآذان وتضحك
قالت له : وهى تنفى ماظنه هذا الرجل بها ، أنها تضحك لأنها أخيرا أحست بالأمان عرفت مالذى كان ينقصها هناك … هذا الصوت المحبب لكل مسلم ، النداء الذى يشعرك بالإطمئنان … بأنك مازلت حى تُرزق بأنك مازلت فى معيه الله ، والمتعه الكبيره عندما ترى الناس يُهرعون للصلاه فى المساجد ، فى البيوت ، فى أماكن العمل عندما يسمعون هذا الأذان المحبب لكل نفس مسلمه … سمع كلامها وإعتذر وقال لها أنه فهم خطأ ورحب بهم … لم تسمع بقيه كلامه أحست بالأمان ، بالسلام الداخلى الذى يغمرها ويشعرها بالإطمئنان وأن شريعه الله على الأرض مازالت مقامه
دخلت إلى مصر وأمامها يافطه ( إدخلوها بسلام آمنين )
بقلم / أمل عبد الله
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف