كانت اول امراة تعيد مولودها للاله، ذهبت إلى نيران مشتعلة، جلست بجوار النيران تتوسل وتبكي انه ليس خطأها وحدها، لا تريد طفل، لسوء الحظ لا تضع النيران سلة لوضع الأطفال غير المرغوب بهم.
-يا إلهي، اغفر لي ما فعلت، سيحظى بحياة أفضل معك
تتمايل النيران وكأنها تميل برأسها، كان الطفل لا يزال نائما، احتضنته، وعندما وضعته بجانب النيران، بدأ الطفل بالبكاء، حدقت به طويلا وذهبت.
يا له من منظر محزن، أخذت بعضا من الوقت حتى تجمع شتات نفسها وتعود إلى المنزل، واخذت تردد "الإله سيعتني به جيدا"
كل شئ مرتب كما كان قبل رحيلها، الزهرية في منتصف الطاولة، ابواب الغرف مقفولة، لا تزال تشعر برائحته بالمكان.
استلقت على السرير، اصبحت ضائعة في وجه الطفل وملامحه، كانت تعلم انها فتاة، فكرت لو انها احتفظت بها، واخذت تستدعي كل اسماء الفتيات التي كان من المحتمل ان تسميها بها، ولك اين ذهبت!
تردد السؤال مرات عديدة كصدى لصوت اخر " اين ذهبت"، حاولت النوم ولكن دون جدوى.
زارها الجيران في صباح اليوم التالي لتهنئتها بالمولود
-اين المولود؟
-لقد أخذته النيران، كانت فتاة
قامت بالتحديق في رجل وسط زحام الجيران، كان ينظر بعيدا، ثم اختفى
كانت تتمنى ان تختفي، ان تتبخر، ولكن كانت تحدق بها كل العيون، ضغطت على شفتيها من الداخل، شعرت بطعم الدماء، ابتلعته، وظلت تشاهد قصتها تتناقل عبر الأفواه، الغابات، وحتى عبر المحيطات، فقط اسمها ما تناقل، لم يسأل شخص عن اسم الاب، لم تذكر اسمه ابدا.
الان، وبعد مرور كل تلك السنين والأسئلة، ظلت تتسائل "اين ذهبت الفتاة"
يمنى طارق حسان - كاتبة وقاصة مصرية
-يا إلهي، اغفر لي ما فعلت، سيحظى بحياة أفضل معك
تتمايل النيران وكأنها تميل برأسها، كان الطفل لا يزال نائما، احتضنته، وعندما وضعته بجانب النيران، بدأ الطفل بالبكاء، حدقت به طويلا وذهبت.
يا له من منظر محزن، أخذت بعضا من الوقت حتى تجمع شتات نفسها وتعود إلى المنزل، واخذت تردد "الإله سيعتني به جيدا"
كل شئ مرتب كما كان قبل رحيلها، الزهرية في منتصف الطاولة، ابواب الغرف مقفولة، لا تزال تشعر برائحته بالمكان.
استلقت على السرير، اصبحت ضائعة في وجه الطفل وملامحه، كانت تعلم انها فتاة، فكرت لو انها احتفظت بها، واخذت تستدعي كل اسماء الفتيات التي كان من المحتمل ان تسميها بها، ولك اين ذهبت!
تردد السؤال مرات عديدة كصدى لصوت اخر " اين ذهبت"، حاولت النوم ولكن دون جدوى.
زارها الجيران في صباح اليوم التالي لتهنئتها بالمولود
-اين المولود؟
-لقد أخذته النيران، كانت فتاة
قامت بالتحديق في رجل وسط زحام الجيران، كان ينظر بعيدا، ثم اختفى
كانت تتمنى ان تختفي، ان تتبخر، ولكن كانت تحدق بها كل العيون، ضغطت على شفتيها من الداخل، شعرت بطعم الدماء، ابتلعته، وظلت تشاهد قصتها تتناقل عبر الأفواه، الغابات، وحتى عبر المحيطات، فقط اسمها ما تناقل، لم يسأل شخص عن اسم الاب، لم تذكر اسمه ابدا.
الان، وبعد مرور كل تلك السنين والأسئلة، ظلت تتسائل "اين ذهبت الفتاة"
يمنى طارق حسان - كاتبة وقاصة مصرية