قصة قصيرة
2222020
رام الله
الغريب
كان المقهى مكتظا بالرواد , معظمهم من الصيادين , فالمقهى المقابل لميناء الصيادين عادة مايكتظ بالرواد في الايام العاصفة من الشتاء , الامطار في الخارج تهطل بغزارة , اصوات الرعد كانها اصوات قصف مدفعي , هدير البحر يصم الاذان , اصوات رواد المقهى واحاديثهم وضحكاتهم تعلو ليحاول كل منهم سماع الاخر , اكواب الشاي هى ما يدفيء اجوافهم في هذة الاجواء الباردة , النادل يدور ما بين الطاولات حاملا أكواب الشاي , طرقات المطر على زجاج نوافذ المقهى تعلو وتخفت كأنها موسيقى صاخبة , امواج البحر ترى من خلف الزجاج كأنها ثور هائج , بدأ الظلام يرخي سدولة مبكرا كعادتة في مثل هذا الوقت من العام , لم تهدأ اصوات الرعد ولاطرقات حبات المطر على زجاج المقهى ,
وحيدا كان جالسا بالقرب من نافذة المقهى الزجاجية المطلة على البحر , طويل القامة , ذو بشرة تميل الى البياض , نحيف , ذو جسم رياضي , شعرة كثيف و شديد السواد , حليق الشارب , تبدو على ملامحة علامات الجدية ,
تهامس رواد المقهى المنشغلين في لعب الورق اوالنرد وشرب اكواب الشاي , من هذا الغريب الجالس هناك ؟ هل يعرفة احدكم يتساءلون ؟ الجميع ينفي معرفته بة , أو يعلق ,, ربما عابر سبيل فاجأة المطر فدلف للمقهى ليحتمى ريثما تمر العاصفة , ويعود الجميع منشغلا بما يفعل , وتعلو الاصوات وتحتدم الاحاديث والنقاشات .
بطيئا يمر الوقت في ليالي الشتاء , الغريب لازل في مكانة جالسا , صوت المذياع يصدح باغنية الربيع لفريد الاطرش , يتمال رواد مرددين الكلمات مع المغني , تعلو اهاتهم مترنمين حين يقول المغني ,, وادى الشتا ياطول ليالية ,, بنظر الغريب الى الساعة في يدة , يشير للنادل ,, الحساب لو سمحت يقول لة ,, يدفع الحساب , يترك بعض النقود على الطاولة للنادل , يرتدي معطفة الاسود الطويل ,, يضع قبعتة على رأسة , تبدو طلته كممثلي الافلام , طويلا انيقا ذو شخصية جذابة , يتناول مظلة كان قد ركنها على جدار المقهى حين دخل , يلتفت خلسة الى الى رواد المقهى كأنة يودعهم , الجميع كان ينظر فضوليا الية , يبتسم لا اراديا موميء برأسة , يهز البعض رؤسهم ويعودون لانشغالاتهم , ينسل خارجا الى الشارع .
المطر لازال ينهمر , يفرد مظلتة ويسير مسرعا غير ملتفتا خلفة , الجو في الخارج يوحي بالرهبة والخوف , اصوات الرعد وهدير البحر وهطول المطر , لا احد في الشارع , يواصل سيرة مسرعا , اضواء الشارع خافتة , الظلمة تلف المنازل الا انوار خافتة تتسلل من نوافذ بعض المنازل , تزداد برودة الجو , هكذا بدأ يشعر , يخف خطاة مسرعا , يتمتم بعض الايات ويسير .
على بعد عدة مئات الامتار من المقهى يسمع دوى انفجار , لم يعرة رواد المقهى كثيرا من الانتباة , ربما صوت الرعد لكنة أعلى قليلا هذة المرة , هكذا اعتقد الجميع , وعاد الكل الى سمرهم .
صباحا وفي نشرات الاخبار ,, مجهول يفجر نفسة عي حاجز عسكري لقوات الاحتلال , لم يتم التعرف على هويتة , خسائر كبيرة بين الجنود على الحاجز .
لم تعرف هوية الغريب , يتسأل الجميع من كانوا في المقهى , يحاولوا تذكر ملامحة ,, عل ذلك يفيدهم في محاولة معرفتة ,, لافائدة .
لفترة طويلة كان حديث المقهى والصيادين وأهل الميناء ,, من هو ذاك الغريب , تسلل كنسمة صيف من بين العاصفة ,, ومضى .
2222020
رام الله
الغريب
كان المقهى مكتظا بالرواد , معظمهم من الصيادين , فالمقهى المقابل لميناء الصيادين عادة مايكتظ بالرواد في الايام العاصفة من الشتاء , الامطار في الخارج تهطل بغزارة , اصوات الرعد كانها اصوات قصف مدفعي , هدير البحر يصم الاذان , اصوات رواد المقهى واحاديثهم وضحكاتهم تعلو ليحاول كل منهم سماع الاخر , اكواب الشاي هى ما يدفيء اجوافهم في هذة الاجواء الباردة , النادل يدور ما بين الطاولات حاملا أكواب الشاي , طرقات المطر على زجاج نوافذ المقهى تعلو وتخفت كأنها موسيقى صاخبة , امواج البحر ترى من خلف الزجاج كأنها ثور هائج , بدأ الظلام يرخي سدولة مبكرا كعادتة في مثل هذا الوقت من العام , لم تهدأ اصوات الرعد ولاطرقات حبات المطر على زجاج المقهى ,
وحيدا كان جالسا بالقرب من نافذة المقهى الزجاجية المطلة على البحر , طويل القامة , ذو بشرة تميل الى البياض , نحيف , ذو جسم رياضي , شعرة كثيف و شديد السواد , حليق الشارب , تبدو على ملامحة علامات الجدية ,
تهامس رواد المقهى المنشغلين في لعب الورق اوالنرد وشرب اكواب الشاي , من هذا الغريب الجالس هناك ؟ هل يعرفة احدكم يتساءلون ؟ الجميع ينفي معرفته بة , أو يعلق ,, ربما عابر سبيل فاجأة المطر فدلف للمقهى ليحتمى ريثما تمر العاصفة , ويعود الجميع منشغلا بما يفعل , وتعلو الاصوات وتحتدم الاحاديث والنقاشات .
بطيئا يمر الوقت في ليالي الشتاء , الغريب لازل في مكانة جالسا , صوت المذياع يصدح باغنية الربيع لفريد الاطرش , يتمال رواد مرددين الكلمات مع المغني , تعلو اهاتهم مترنمين حين يقول المغني ,, وادى الشتا ياطول ليالية ,, بنظر الغريب الى الساعة في يدة , يشير للنادل ,, الحساب لو سمحت يقول لة ,, يدفع الحساب , يترك بعض النقود على الطاولة للنادل , يرتدي معطفة الاسود الطويل ,, يضع قبعتة على رأسة , تبدو طلته كممثلي الافلام , طويلا انيقا ذو شخصية جذابة , يتناول مظلة كان قد ركنها على جدار المقهى حين دخل , يلتفت خلسة الى الى رواد المقهى كأنة يودعهم , الجميع كان ينظر فضوليا الية , يبتسم لا اراديا موميء برأسة , يهز البعض رؤسهم ويعودون لانشغالاتهم , ينسل خارجا الى الشارع .
المطر لازال ينهمر , يفرد مظلتة ويسير مسرعا غير ملتفتا خلفة , الجو في الخارج يوحي بالرهبة والخوف , اصوات الرعد وهدير البحر وهطول المطر , لا احد في الشارع , يواصل سيرة مسرعا , اضواء الشارع خافتة , الظلمة تلف المنازل الا انوار خافتة تتسلل من نوافذ بعض المنازل , تزداد برودة الجو , هكذا بدأ يشعر , يخف خطاة مسرعا , يتمتم بعض الايات ويسير .
على بعد عدة مئات الامتار من المقهى يسمع دوى انفجار , لم يعرة رواد المقهى كثيرا من الانتباة , ربما صوت الرعد لكنة أعلى قليلا هذة المرة , هكذا اعتقد الجميع , وعاد الكل الى سمرهم .
صباحا وفي نشرات الاخبار ,, مجهول يفجر نفسة عي حاجز عسكري لقوات الاحتلال , لم يتم التعرف على هويتة , خسائر كبيرة بين الجنود على الحاجز .
لم تعرف هوية الغريب , يتسأل الجميع من كانوا في المقهى , يحاولوا تذكر ملامحة ,, عل ذلك يفيدهم في محاولة معرفتة ,, لافائدة .
لفترة طويلة كان حديث المقهى والصيادين وأهل الميناء ,, من هو ذاك الغريب , تسلل كنسمة صيف من بين العاصفة ,, ومضى .