قيل ينبوع الشعر سماوي، وينبوع النثر أرضي، وبين ذلك وذاك سطر القلم بخيال واقعي ومضات قصص حياتية، عشناها وعاشت معنا في ذاكرتنا الممزوجة بالألم والأمل...
وبين يدي قصص دارت في فلك الحياة، وما يختزنها من حزن وفرح وأماني واشتياق و حنين وإعدام وجبن وشجاعة...
وعند سطوع الشمس بين دفتي كتاب(بين قوسين ونجمة)اختنقت بما يحمل العنوان من دلالات شاقة على النفس،فقد حصر العنوان في شبه جملة ظرفية ضعيفة-بين قوسين ونجمة-والظرف( بين)؛للبينية وحصر الشيء، فقد طوق من جهتي اليمين واليسار، وما زال الاختناق يتصاعد بقراءتي -ونجمة-، فالنجمة ما هي إلا الأمل الضياء النور الحب السعادة السلام الخير الحق الوجود الروح ...تلك النجمة المحصورة والمقيدة بين أدغال قوسين، وأكد الحصر عند عتبات عناوين محتوى الأقاصيص(أبجديات خرساء، أبجديات مرتبكة، أبجديات عنكبوتية)في بداية التكوين لم ترق وتنمو الأبجديات إلى كلمات وعبارات وجمل، بل بقيت أبجدية مفككة منقسمة تشابه انقسام حياة الكاتبة وموطنها، وجاءت جمع مؤنث سالم-أبجديات-وهي جمع قلة، هنا القلة نسبية؛فالأبجدية اللغة ليست قليلة، إنما القلة في التوجس والخوف في التعبير عنها، فكانت أبجدية خرساء؛لدلالة على القلق الحياتي الذي حل في تلك الحقبة الزمنية، حيث كان النطق أخرس، ثم أبجدية مرتبكة؛لدلالة على التلعثم والارتباك بتوتر الأوضاع والظروف المعاشة، ثم أبجدية عنكبوتية؛لدلالة على الهروب من الواقع المرير إلى الواقع الافتراضي الخيالي الوهمي المفترض، ومن هنا يبرز العجز عن الإفصاح والإبانة بوضوح وعلانية عما يختلج بواطن النفس أمام القارئ...
وجاءت القصص عبارة عن ومضات؛لتلاءم العصر والسرعة الجارية في الزمان، فاقرأ ومضة -عقوق-"يحتضن رحمها شهداءنا، تروي جذورنا؛لتتمخض عن زهرات حنون تنمو على حافة الطريق، فتدوسها أقدام عابرة".
فجاءت ومضة إنسانية، وذلك باستخدام الضمير الجمعي-نا- في "شهداءنا،جذورنا" بصورة بسيطة مسطر بألفاظ رمزية ذات دلالات وأبعاد موحية، حيث شبهت الأرض برحم امرأة، تنجب أولاد جذورها، فتدوسها الأقدام العابرة، وهذا العقوق البشري الذي لا يقابل العطاء إلا بالجفاء والنكران، وهنا انعكاس لأزمة الإنسان المعاصر، الذي فقد المعاني والقيم الإنسانية-العطاء-؛لسيطرة الحياة المادية والجشع الكوني في الواقع الحالي، وهنا تداعي لي قول أبو العلاء:خفف الوطء ما أظن أديم هذه الأرض إلا من هذه الأجساد".
واقرأ ومضة-اشتياق-"ينام الطفل على عتبة بيته الخرب؛ليستبق السمع لخطوات أبيه الشهيد، عندما يأتيه زائرا في المنام".
حيث جاءت القصة متكاملة العناصر بشكل مكثف موجز عميق، يحتاج إلى وقفات تأملية لكشفها، فالشخصية الرئيسة هو الطفل، والحدث نومه؛لزيارة الخيالية في الحلم، فجاءت الأحداث بصيغة المضارع-ينام، يستبق،يأتيه-؛لدلالة على استمرار الشوق بين الابن اليتيم والأب الشهيد، الصراع جاء بين الخيال الحالم والواقع المفقود لحنان الأب، والمكان والزمان مفتوح غير محدد، حيث شملت أي مكان أو زمان يوجد به يتيم يشتاق إلى أبيه؛فيزوره بالحلم، و عند الوقوف بنظرة تأملية للومضة، نجد رحاب الوطنية بين الوطن والمواطن، فحين فقد الوطن، يعيش المواطن مرارة اليتم وشوق المنتظر الحالم.
واقرأ ومضة-إدراك-"حلمت بالطيران وتجاوز منحدرات القلق. استيقظت بهبوط اضطراري؛لأن سماءه ملبدة بغيوم الشك والتساؤلات المبهمة".
يبرز قوة الانعتاق من الواقع بتحليق في سموات الحرية، وما الحرية إلا لإعادة بناء الذات البشرية ، وهنا أرادت الكاتبة تصوير الواقع المعاش من خلال وصف دقيق محكم،فجاءت الأحداث بعبارات مكثفة وموجزة، فجعلت من بطلتها حالمة بالطيران، وهنا يبرز صراع الخيال والواقع، صراع الحالم بالحرية وسجن القائد، ولكن سرعان ما سقط الحلم؛لحرية خانقة ملبدة بغيوم الشك، وجاءت الأحداث بأفعال ماضوية-حلمت، استيقظت-فجاء الزمن الحدثي استباقي للواقع؛ليؤكد حتمية حدوث الحلم الخيالي في الواقع قبل حدوثه، وصعوبة الحرية؛لبناء الإنسان في موطنها.
واقرأ ومضة-جبن-"بتوجس امتدت يده تتلمس دفء يديها خذله خوفها وضعفها، ارتدت تحتضن كفها بكفها إلى الأبد".
جاءت الومضة مرهفة الحس مشتعلة المشاعر، فصورت موت روحي، يضرب جذوره في باطن الإنسان، ذلك الموت-للأمل، الرغبة في الحياة، الحب، السعادة-فقد صورت فكرة الجبن والضعف من الارتباط والتشبث بين الجنسين بالآخر، ما هو إلا موت روحي، فقد افترقا وعاشا وحيدين في وجه متاعب ومتاهات الحياة، وعند التأمل في الومضة يبرز الصراع الذاتي الداخلي لشخصية الذي يتسع إلى بؤرة أعمق شاملة صراع المجتمعي أجمعه، فما المجتمع والدول سوى رجل وامرأة اتحدا وأنجبا سلالة أنسال، فقد افترقت الشعوب، ورفضت الوحدة والقران والتشارك في مجابهة الحياة، فمضت سنواتها في حزن سحيق.
واقرأ ومضة-عالم افتراضي-"رهين المكان...يغوص في هشاشة الوحدة، يفتش عن دهشة تكسر رتابته... يحملق في فضاء الشاشة الأزرق...يتتبع أي إضاءة خضراء...يعود مهزوما من صولاته وجولاته لمجرد انقطاع التيار.
تمتاز الومضة بالذكاء والتوظيف الثقافي، حيث تم توظيف الواقع التقني المنتشر والضارب أطنابه في كل بقاع الأرض، وقد برعت في إيقاظ غريزة التطفل ، وإطلاق الخيال والعنان للقارئ بعلامة الترقيم المحذوف(...)فالبطل رهين محبوس في مكان من الأمكنة الكونية، باحث عن ما يكسر روتين حياته اليومي سواء بعالم واقعي أو خيالي، فيفشل في الواقع؛لقيود السجن والمرارة المفروضة، فيهرب للعالم الافتراضي؛ليشاطر أحاديث مع بشر وهميين، لكن سرعان ما يخذله الواقع مرة أخرى بانقطاع التيار الكهربائي، وهنا توظيف للمعاناة البشرية لموطن الكاتبة، فحرم من مقومات الحياة-كهرباء-، فهي ليست كهرباء، هي النور والأمل والحياة، وهنا موت من نوع آخر، موت إحساس بالنور والحياة وهذا الموت أشد وقعا ووطأ على الإنسان من الموت الجسدي، وجاءت معظم شخصيات الومضات سلبية تعكس البيئة وواقعها.
وفي نهاية، ما زلت أشعر بالاختناق والحصر الذي قيد قلمي عن تسطير تلك النجمة المحاطة بسوار من قيود الفكر والحرية...
وبين يدي قصص دارت في فلك الحياة، وما يختزنها من حزن وفرح وأماني واشتياق و حنين وإعدام وجبن وشجاعة...
وعند سطوع الشمس بين دفتي كتاب(بين قوسين ونجمة)اختنقت بما يحمل العنوان من دلالات شاقة على النفس،فقد حصر العنوان في شبه جملة ظرفية ضعيفة-بين قوسين ونجمة-والظرف( بين)؛للبينية وحصر الشيء، فقد طوق من جهتي اليمين واليسار، وما زال الاختناق يتصاعد بقراءتي -ونجمة-، فالنجمة ما هي إلا الأمل الضياء النور الحب السعادة السلام الخير الحق الوجود الروح ...تلك النجمة المحصورة والمقيدة بين أدغال قوسين، وأكد الحصر عند عتبات عناوين محتوى الأقاصيص(أبجديات خرساء، أبجديات مرتبكة، أبجديات عنكبوتية)في بداية التكوين لم ترق وتنمو الأبجديات إلى كلمات وعبارات وجمل، بل بقيت أبجدية مفككة منقسمة تشابه انقسام حياة الكاتبة وموطنها، وجاءت جمع مؤنث سالم-أبجديات-وهي جمع قلة، هنا القلة نسبية؛فالأبجدية اللغة ليست قليلة، إنما القلة في التوجس والخوف في التعبير عنها، فكانت أبجدية خرساء؛لدلالة على القلق الحياتي الذي حل في تلك الحقبة الزمنية، حيث كان النطق أخرس، ثم أبجدية مرتبكة؛لدلالة على التلعثم والارتباك بتوتر الأوضاع والظروف المعاشة، ثم أبجدية عنكبوتية؛لدلالة على الهروب من الواقع المرير إلى الواقع الافتراضي الخيالي الوهمي المفترض، ومن هنا يبرز العجز عن الإفصاح والإبانة بوضوح وعلانية عما يختلج بواطن النفس أمام القارئ...
وجاءت القصص عبارة عن ومضات؛لتلاءم العصر والسرعة الجارية في الزمان، فاقرأ ومضة -عقوق-"يحتضن رحمها شهداءنا، تروي جذورنا؛لتتمخض عن زهرات حنون تنمو على حافة الطريق، فتدوسها أقدام عابرة".
فجاءت ومضة إنسانية، وذلك باستخدام الضمير الجمعي-نا- في "شهداءنا،جذورنا" بصورة بسيطة مسطر بألفاظ رمزية ذات دلالات وأبعاد موحية، حيث شبهت الأرض برحم امرأة، تنجب أولاد جذورها، فتدوسها الأقدام العابرة، وهذا العقوق البشري الذي لا يقابل العطاء إلا بالجفاء والنكران، وهنا انعكاس لأزمة الإنسان المعاصر، الذي فقد المعاني والقيم الإنسانية-العطاء-؛لسيطرة الحياة المادية والجشع الكوني في الواقع الحالي، وهنا تداعي لي قول أبو العلاء:خفف الوطء ما أظن أديم هذه الأرض إلا من هذه الأجساد".
واقرأ ومضة-اشتياق-"ينام الطفل على عتبة بيته الخرب؛ليستبق السمع لخطوات أبيه الشهيد، عندما يأتيه زائرا في المنام".
حيث جاءت القصة متكاملة العناصر بشكل مكثف موجز عميق، يحتاج إلى وقفات تأملية لكشفها، فالشخصية الرئيسة هو الطفل، والحدث نومه؛لزيارة الخيالية في الحلم، فجاءت الأحداث بصيغة المضارع-ينام، يستبق،يأتيه-؛لدلالة على استمرار الشوق بين الابن اليتيم والأب الشهيد، الصراع جاء بين الخيال الحالم والواقع المفقود لحنان الأب، والمكان والزمان مفتوح غير محدد، حيث شملت أي مكان أو زمان يوجد به يتيم يشتاق إلى أبيه؛فيزوره بالحلم، و عند الوقوف بنظرة تأملية للومضة، نجد رحاب الوطنية بين الوطن والمواطن، فحين فقد الوطن، يعيش المواطن مرارة اليتم وشوق المنتظر الحالم.
واقرأ ومضة-إدراك-"حلمت بالطيران وتجاوز منحدرات القلق. استيقظت بهبوط اضطراري؛لأن سماءه ملبدة بغيوم الشك والتساؤلات المبهمة".
يبرز قوة الانعتاق من الواقع بتحليق في سموات الحرية، وما الحرية إلا لإعادة بناء الذات البشرية ، وهنا أرادت الكاتبة تصوير الواقع المعاش من خلال وصف دقيق محكم،فجاءت الأحداث بعبارات مكثفة وموجزة، فجعلت من بطلتها حالمة بالطيران، وهنا يبرز صراع الخيال والواقع، صراع الحالم بالحرية وسجن القائد، ولكن سرعان ما سقط الحلم؛لحرية خانقة ملبدة بغيوم الشك، وجاءت الأحداث بأفعال ماضوية-حلمت، استيقظت-فجاء الزمن الحدثي استباقي للواقع؛ليؤكد حتمية حدوث الحلم الخيالي في الواقع قبل حدوثه، وصعوبة الحرية؛لبناء الإنسان في موطنها.
واقرأ ومضة-جبن-"بتوجس امتدت يده تتلمس دفء يديها خذله خوفها وضعفها، ارتدت تحتضن كفها بكفها إلى الأبد".
جاءت الومضة مرهفة الحس مشتعلة المشاعر، فصورت موت روحي، يضرب جذوره في باطن الإنسان، ذلك الموت-للأمل، الرغبة في الحياة، الحب، السعادة-فقد صورت فكرة الجبن والضعف من الارتباط والتشبث بين الجنسين بالآخر، ما هو إلا موت روحي، فقد افترقا وعاشا وحيدين في وجه متاعب ومتاهات الحياة، وعند التأمل في الومضة يبرز الصراع الذاتي الداخلي لشخصية الذي يتسع إلى بؤرة أعمق شاملة صراع المجتمعي أجمعه، فما المجتمع والدول سوى رجل وامرأة اتحدا وأنجبا سلالة أنسال، فقد افترقت الشعوب، ورفضت الوحدة والقران والتشارك في مجابهة الحياة، فمضت سنواتها في حزن سحيق.
واقرأ ومضة-عالم افتراضي-"رهين المكان...يغوص في هشاشة الوحدة، يفتش عن دهشة تكسر رتابته... يحملق في فضاء الشاشة الأزرق...يتتبع أي إضاءة خضراء...يعود مهزوما من صولاته وجولاته لمجرد انقطاع التيار.
تمتاز الومضة بالذكاء والتوظيف الثقافي، حيث تم توظيف الواقع التقني المنتشر والضارب أطنابه في كل بقاع الأرض، وقد برعت في إيقاظ غريزة التطفل ، وإطلاق الخيال والعنان للقارئ بعلامة الترقيم المحذوف(...)فالبطل رهين محبوس في مكان من الأمكنة الكونية، باحث عن ما يكسر روتين حياته اليومي سواء بعالم واقعي أو خيالي، فيفشل في الواقع؛لقيود السجن والمرارة المفروضة، فيهرب للعالم الافتراضي؛ليشاطر أحاديث مع بشر وهميين، لكن سرعان ما يخذله الواقع مرة أخرى بانقطاع التيار الكهربائي، وهنا توظيف للمعاناة البشرية لموطن الكاتبة، فحرم من مقومات الحياة-كهرباء-، فهي ليست كهرباء، هي النور والأمل والحياة، وهنا موت من نوع آخر، موت إحساس بالنور والحياة وهذا الموت أشد وقعا ووطأ على الإنسان من الموت الجسدي، وجاءت معظم شخصيات الومضات سلبية تعكس البيئة وواقعها.
وفي نهاية، ما زلت أشعر بالاختناق والحصر الذي قيد قلمي عن تسطير تلك النجمة المحاطة بسوار من قيود الفكر والحرية...