مذكرات_بمرارة_وطن!!!!
دكتورة فاطمة بالحاج
همبلات تالي الليل
شارفت الشمس على المغيب سيطرنا على الموقف في الطوارئ ووزعنا المرضى على الردهات المختصة وبما انه تعبنا من الساعه 11 ظهرا وللان قررنا وزملائي ان ناخذ إستراحة قصيرة ونجلس على الدكه في الحديقة المقابلة لردهة الطوارئ كنا انا وصديقي الغالي وزميلة واثنان من الزملاء اخران جلسنا واستذكرنا كيف كنا نحلم بالتخرج لنصبح احرار ولنسمع لقب #دكتور تسبق اسمائنا وكان احد زملاءنا من البصرة اختصر كل احلامنا بجملة واحدة لخصت كل الكلام قال
"جنا بكيض واحد وهسة كتلنا الجوع والعطش "
فجأة وبدون سابق انذار وجدنا المعين " محسن الاطرش" طبعا هو ليس اطرش وانما لانه يقلد فريد الاطرش في اوقات الفراغ لقب على اسمه
جاء يصيح
" كوموا ياجماعه " سيارتين اسعاف بالطريق مبين طلابة جبيرة !!!!!
طبعا كان احدهم فجر قنبلة في مجلسنا وصاح احد الزملاء
يبوووو على حظنا الي يتفلس على تاجينا !!!!
دخلنا الى الردهة واخذنا نحضر Trolly التداوي ونمسح السماعه التي امتلات بعرق اذاننا من الصباح ووصلت السيارات ومعها سيارة الاتحادية وسيارة نجدة ومسيرة من الرجال نزعوا عكلهم ولفوا على ايديهم وبدأوا بانزال الجرحى والمصابين والعجيب كان هناك مناوشات كلامية بين المجموعات التي كانت تنقل بكل جد وكد المصابين !!!!!
كان ضابط الاتحادية يحاول ان يعزل المصابين "انته روح هناك وانته تعال هنا
بدانا بالمعاينه واصبح الجرحى صفين الواحد مقابل الاخر وبدأ احد الرجال الكبار بالسن يشتم وهو ينظر لشخص مدشدش نعمل على اسعافه انا وصديقي !!!! ولم ننتبه ان الذي يشتم وحتى هو لم ينتبه انه مصاب بجرح قطعي في الفخذ وهناك بركة من الدماء حيث يقف !!!!!
سقط فجاة حيث يقف وادركنا حينها انه مصاب استنجدنا بالموجودين ليحملوه ووضعوه بالسرير المقابل لسرير المدشدش!!
تركت انا المدشدش. وذهبت لاعاين الذي سقط عالارض شكلنا جهاز اعطاء لضبط الضغط واستطعت ان اخيط الجرح القطعي وتم السيطرة نسبيا على الموقف وبدأ جميع المصابين يستعيدون وعيهم وما ان تنفسنا الصعداء حتى بدأت المناوشات الكلامية بين الصفين حيث قال احدهم وهو كان مصاب بكسر في ضلعين صدريين وتسحجات من قمة راسه الى اخمص قدمه ويوجه كلامه للمصاب في السرير مقابله
والله لوما استخطيك جان كمت مردتك هسة واجفص بضلوعك الا اطحنهن طحن فاجابه المصاب الذي يعاني من كسر مفصل القدم وخلع كتف الايمن
انته!!! انته تجفصني !!! لك دشوف حالك ! !! عزرايين زايعك بالزور
تفووووو عليك حتى قباض الرواح تفلك وطبعا التفوووو كانت لصقت بصدرية صديقي الغالي الذي كان يعبر منطقة الوسط ليجلب جهاز اعطاء لاحد المرضى
ادركنا حينها ان الموجودين عبارة عن فريقين متقاتلين والمعتاد تقوم الشرطة بالذهاب بالفريقين الى مستشفيين مختلفيين لتلافي المعارك ولانعلم لما اتو بالكل الى نفس المستشفى وهكذا بدأت معركة داحس والغبراء في نفس الردهة وبدأ التراشق بالنعال والعكل وسحبت انابيب اجهزة الاعطاء وكاد احدهم ان يخنق الاخر !!!!!!
هربنا جميعا من الردهة لان العيني والاغاتي ماتفيد واستطعنا ان نسحب عربة التداوي لانها تحوي معدات جارحة كالمشارط والمقصات وغيرها !!!!
اتصل زميلنا البصراوي بقوة من الاتحادية اخرى فأجابه احدهم
"خلصوا واحد عالثاني لو بعد"
فاجابه البصراوي " ياخالي يابعد رويحتي تعالوا ترة ماعدنا ندفع فصول ترة احنة كاتلنا الكيض مو تكول اطباء كانت الاصوات في الداخل تدل على حجم الاصابات التي سنواجهها مميته !!!!
كان الكل يهمبل عالكل !!!
حضرت القوة وتم فتح الردهة وتدشدش الجميع وتم نقل احد الفريقين الى مستشفى اخر وبقينا نحن للصباح نعالج همبلات العراقيين
دكتورة فاطمة بالحاج
همبلات تالي الليل
شارفت الشمس على المغيب سيطرنا على الموقف في الطوارئ ووزعنا المرضى على الردهات المختصة وبما انه تعبنا من الساعه 11 ظهرا وللان قررنا وزملائي ان ناخذ إستراحة قصيرة ونجلس على الدكه في الحديقة المقابلة لردهة الطوارئ كنا انا وصديقي الغالي وزميلة واثنان من الزملاء اخران جلسنا واستذكرنا كيف كنا نحلم بالتخرج لنصبح احرار ولنسمع لقب #دكتور تسبق اسمائنا وكان احد زملاءنا من البصرة اختصر كل احلامنا بجملة واحدة لخصت كل الكلام قال
"جنا بكيض واحد وهسة كتلنا الجوع والعطش "
فجأة وبدون سابق انذار وجدنا المعين " محسن الاطرش" طبعا هو ليس اطرش وانما لانه يقلد فريد الاطرش في اوقات الفراغ لقب على اسمه
جاء يصيح
" كوموا ياجماعه " سيارتين اسعاف بالطريق مبين طلابة جبيرة !!!!!
طبعا كان احدهم فجر قنبلة في مجلسنا وصاح احد الزملاء
يبوووو على حظنا الي يتفلس على تاجينا !!!!
دخلنا الى الردهة واخذنا نحضر Trolly التداوي ونمسح السماعه التي امتلات بعرق اذاننا من الصباح ووصلت السيارات ومعها سيارة الاتحادية وسيارة نجدة ومسيرة من الرجال نزعوا عكلهم ولفوا على ايديهم وبدأوا بانزال الجرحى والمصابين والعجيب كان هناك مناوشات كلامية بين المجموعات التي كانت تنقل بكل جد وكد المصابين !!!!!
كان ضابط الاتحادية يحاول ان يعزل المصابين "انته روح هناك وانته تعال هنا
بدانا بالمعاينه واصبح الجرحى صفين الواحد مقابل الاخر وبدأ احد الرجال الكبار بالسن يشتم وهو ينظر لشخص مدشدش نعمل على اسعافه انا وصديقي !!!! ولم ننتبه ان الذي يشتم وحتى هو لم ينتبه انه مصاب بجرح قطعي في الفخذ وهناك بركة من الدماء حيث يقف !!!!!
سقط فجاة حيث يقف وادركنا حينها انه مصاب استنجدنا بالموجودين ليحملوه ووضعوه بالسرير المقابل لسرير المدشدش!!
تركت انا المدشدش. وذهبت لاعاين الذي سقط عالارض شكلنا جهاز اعطاء لضبط الضغط واستطعت ان اخيط الجرح القطعي وتم السيطرة نسبيا على الموقف وبدأ جميع المصابين يستعيدون وعيهم وما ان تنفسنا الصعداء حتى بدأت المناوشات الكلامية بين الصفين حيث قال احدهم وهو كان مصاب بكسر في ضلعين صدريين وتسحجات من قمة راسه الى اخمص قدمه ويوجه كلامه للمصاب في السرير مقابله
والله لوما استخطيك جان كمت مردتك هسة واجفص بضلوعك الا اطحنهن طحن فاجابه المصاب الذي يعاني من كسر مفصل القدم وخلع كتف الايمن
انته!!! انته تجفصني !!! لك دشوف حالك ! !! عزرايين زايعك بالزور
تفووووو عليك حتى قباض الرواح تفلك وطبعا التفوووو كانت لصقت بصدرية صديقي الغالي الذي كان يعبر منطقة الوسط ليجلب جهاز اعطاء لاحد المرضى
ادركنا حينها ان الموجودين عبارة عن فريقين متقاتلين والمعتاد تقوم الشرطة بالذهاب بالفريقين الى مستشفيين مختلفيين لتلافي المعارك ولانعلم لما اتو بالكل الى نفس المستشفى وهكذا بدأت معركة داحس والغبراء في نفس الردهة وبدأ التراشق بالنعال والعكل وسحبت انابيب اجهزة الاعطاء وكاد احدهم ان يخنق الاخر !!!!!!
هربنا جميعا من الردهة لان العيني والاغاتي ماتفيد واستطعنا ان نسحب عربة التداوي لانها تحوي معدات جارحة كالمشارط والمقصات وغيرها !!!!
اتصل زميلنا البصراوي بقوة من الاتحادية اخرى فأجابه احدهم
"خلصوا واحد عالثاني لو بعد"
فاجابه البصراوي " ياخالي يابعد رويحتي تعالوا ترة ماعدنا ندفع فصول ترة احنة كاتلنا الكيض مو تكول اطباء كانت الاصوات في الداخل تدل على حجم الاصابات التي سنواجهها مميته !!!!
كان الكل يهمبل عالكل !!!
حضرت القوة وتم فتح الردهة وتدشدش الجميع وتم نقل احد الفريقين الى مستشفى اخر وبقينا نحن للصباح نعالج همبلات العراقيين
