الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الآباء أيضاً يبكون بقلم:د.فاطمة بالحاج

تاريخ النشر : 2020-04-28
الآباء أيضاً يبكون بقلم:د.فاطمة بالحاج
...
مذكرات_بمرارة_وطن
د. فاطمة بالحاج
الاباء_ايضا_يبكون!!!!!
اصبت بتشنج في الكتف ويبدو أن النوم في دار الأطباء ببطانية واحدة أصاب كتفي بالبرد لهذا كنت في طريقي إلى مقصف الأطباء لأجد زميل يستلم خفارتي في طوارئ الجراحية لحين إعادة كفاءة كتفي عندها سحبني رجل من كتفي المصاب واستدرت بسرعه خاطفة من شدة الألم لأجد رجل بعمر والدي وقد اغرورقت عيناه بالدمع وابيضت لحيته
_سامحيني يا بنتي اريد. دكتور بلكت يشوف ولدي بالطوارئ مصابين !!!
_ولدك!!!؟؟ كم واحد مصاب ؟؟
_ولدي اثنينهم والمضمدين استلموهم وماكو دكتور !!؟؟
_سحبت هاتفي من جيبي واتصلت بزميلي المقيم فأجابني انه ينتظر في باب اللجنة التحقيقية بسبب خطأ في الخفارة الليلية وتوسلني ان استلم الردهة وهو سيتصل برئيس المقيمين كنت احاول ان أشرح له أصابتي الا انه غلق هاتفه بسرعه !!! كنت اريد ان اتصل برئيس المقيمين عندما بادرني الرجل
_ارجوك اولادي بحاجة لدكتور !؟؟ فوضت أمري إلى آلله ومشيت معه فإذا برئيس المقيمين يتصل بي ويطلب مني ان أغطي غياب زميلي لساعه فقط ولحين انتهاء التحقيق
انتهى بي الأمر في الطوارئ وأمام منصتين لمصابين أحدهم يعاني من اختناق غازي وقد تم وضع كمامة الأوكسجين على فمه وتشكيل محلول normal sline الا انه اصبح ازرقا بسبب وصول التسمم إلى إلرئة!!!!
أخرجت الفنتولين من جيب الروب وقمت بالبخ في فم المصاب وزدت من سرعة السائل وطلبت وضع كورتيزون في المحلول وتم السيطرة عالحالة وبدأ النبض ينتظم
نظرت إلى المنصة الثانية إصابته كانت خطر وبالرغم ان النزف الخارجي الظاهر انه توقف الا اني مجرد وضعت يدي على بطن المريض وكأني وضعت يدي في الجيلاتين مما أكد لي استمرار نزف داخلي في البطن وان الغشاء البريتوني قد امتلأ بالدم !!! رفعت الضمادة قليلا ونظرت إلى مكان الطلق وتأكد ان هناك تمزق نتيجة اختراق الطلق جانبيا وكنت متأكدة ان الكلى مصابة ،،،،،،،،، واستدرت لاتصل بالجراح المنتظر لان الحالة تستلزم إجراء سريع ووضعت إشارة الخطر عالاضبارة عندما كنت اتكلم مع الدكتور بالإنكليزية
نظرت في عيناي تلك الشيبة وكأنه يتوسلني ان اطمأنه !!!!!
أغلقت هاتفي وطلبت من المضمد ان يحضر المصاب للعملية
وهنا سألني ذاك الرجل شنو الي صاير يابنيتي؟؟؟
سحبت الرجل جانبا وشرحت له حالة ابنه
يعني ابني مخطر؟؟
ان شاء الله يعبر العملية ويزول الخطر ،،،،
زين هسة شسويلة شتردون اسوي بس امروني؟؟
حجي لازم احد ينزعه حذاء وبنطرونة وأخذ مقص من المضمد وكص القميص بس لاتحركة حتى نسيطر عالنزف
وشوف منو عندكم خل يتبرعون لمصرف الدم لان راح يحتاج دم ،،،،،،،،، كان يستمع لي وتتناثر الدموع كقطرات
الندى على لحيته الشيبه ،،،،،،، استدار وتركني وذهب إلى منصة ابنه وبدأ يضع عنه حذائه والجواريب وقد رأيته يقبل قدم ابنه وفتح حزام البنطرون عندها طلبت منه ان يغلق الستارة ،،،،،،،،،،كان الرجل ينظر لولديه وهو صامت تمزق بينهم وهو صامت!!!!!!
أعطيت توجيهاتي للمضمد ان يشكل المحاليل وكانيولة أخرى للدم وان يتصل بالمختبر ليحضر أحدهم لأخذ العينات اللازمة واتصلت بزميلي في العمليات لغرض تحضيرات فريق العملية ،،،،،،،، اتجهت لباقي الإصابات بعد ربع ساعه اتصل الجراح على هاتفي وقد وصل المستشفى وطلب إرسال المصاب للعمليات طبعا كان المصاب جاهز فقمت بأخذ الضغط والنبض وقد كانت الحالة مستقرة نسبيا
وتم وضعه في العربة لنقله لصالة العمليات كان والده وكأنه شاب في العشرين يحمل ابنه ويضعه في العربة ثم يسحبه ويدفع العربة بالرغم من وجود معين !!!!!
كان متماسك وصلب الا ان دموعه لم تتوقف كانت الدموع تقع على صدر ابنه فيمسحها ويقبله وتقع على ذراعه فيمسحها ويقبله حتى جعل المضمد حسنين يقول له
حجي مو هالشكل هسة شوية ويطلع بالسلامة وكنا نعلم كلانا مدى خطورة ابنه !!!!!! ذهب مع عربة ابنه وعاد بعد ربع ساعه ليجلس بالقرب من ابنه الثاني الذي استفاق وطلب الماء ؟؟ ونظر إليه أبوه وكأنه يتوسله الا يطلب المزيد لان ذلك سيجعله يذهب للابعد، ،،،،،،،،
جاء الرجل يسألني ان كان بإمكان ابنه ان يأكل ويشرب فأجبته انه بحاجة العصائر لرفع الدورة الدموية اما الاكل لاحقا
دكتورة خوما ابني يطلع من العملية ليما اروح واجي؟؟
لا بعد ساعه يطلع ان شاء الله،،،،،،،،،
انتهت عملية ابنه وخسر كلية والكليةالثانية التي غرقت بالدماء في التجويف البطني عطلها وبحاجة للغسيل !!!!
انتهي تحقيق زميلي على خير وعاد إلى ردهة الطوارئ وعدت انا إلى ردهة الجراحية لأني لم أجد بديل
لاشاهد الحاج كمال كيف ينظف ابنه ويعتني به وبكل المرضى ويطلب من كل المرضى ومرافقهيم بالدعاء لابنه
حيث أن دعوة أربعين غريب مستجابة ،،،، استجابت كلية محمود للغسيل وانخفض الكرياتين إلى 5 وتم وضع جدول المراجعات لغرض متابعة الكلية المتبقية
كنت أظن أن الأمهات فقط من تنفطر قلوبهن على أبناءهن أدركت أن هناك قلوب أخرى تنفطر ولكننا لا نراها
خرج الحاج كمال وحمل ابنه ووضعه في الكرسي المدولب وشكرني وقبل المضمدين والمرافقين والمرضى وقبل الدكتور الجراح ورفض أن يدفع المعين كرسي ابنه ومع هذا نقده وترك له العصائر والطعام وكل المقتنيات ،،،،،
الحاج كمال لم يتكلم كثيرا ألا انه فعل مالم ندركه نحن عن الرجال،،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف